قضت فيما قضت أن البدر يؤول محاقًا، وقضت أن محاقَه سيؤول بدرًا، قضت بذلك، الليل إلى نهار، والنهار إلى ليل، والصفو إلى كدر، والكدر إلى صفاء، والفرح إلى ترح، والترح إلى فرح! قضت سنتُه أن لا سبيل إلى بقاء قضت أن لو كان لأحدٍ سبيلٌ إليه ما خرج آدم من جنته، ومحمد من مكته، ولم تؤوِ يونُسَ ظلمتُه! خلقنا مصرف الأحوال ليصرف فينا الأحوال، فمهما ابتغينا ..
الحمد لله الحي الصمد، لم يلد وما ولد، ولم يكن له كفوًا أحد، الحمد له، لم يتخذ ندًّا.
تبارك اسم رب العز عن ضد وند..
لا منتهى للمجد في أسمائه..
وما لنعمى رب هذا المجد حد..
الدائم الباقي وليس كمثله أحد..
وإن زعم الكفور وإن جحد..
قسمًا برحمن البلد..
وبمن له هتفت أباطح مكةٍ..
وبمن له نادى بلال هاتفًا..
والرمل والرمضاء تشوي جلده: أحد أحد..
كلٌّ سيفنى لا محالة..
ثم يُصفد بين قضبان اللحد..
كلٌّ سيرحل ليس يبقى..
إن البقا لله للفرد الصمد..
أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، شهادة أدخرها وإياكم ليوم لا مرد له من الله، ما لنا من ملجأ يومئذ وما لنا من نكير! وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، صاحب اللواء، وشافع الشفعاء، وسيد الأنبياء.
هو من له الجوزاء أضحت موطنًا *** لعلاه بل هو موطن الجوزاء
صاحب المجد والجود، أضفى له الرحمن في قرآنه من فيضه الخلود، يقدم من آمن من أمته يوم القيامة ليوردَهم الجنة، ونعم الورد المورود.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم اللهم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
قضت سنة الله كونًا أن تجريَ الأيام، وأن تُدالَ الأعوام، وقد قضت أن سنته فيها التدويل، وأن ليس للبقاء فيها من سبيل.
قضت سنة الله عليهم، الجنة والناس، العليل والآس، التقي والوسواس الخناس، وتلك الأيام نداولها بين الناس، قد قضت سنة الله أنه:
ما بين غمضة عين وانتباهتها *** يبدل الله من حال إلى حال
قضت سنة الله أن تجريَ على كل نقص وكمال.
فما الكمال كمال حين تبصره *** وقد قضى قدر القهار بالدون
قضت فيما قضت أن البدر يؤول محاقًا، وقضت أن محاقَه سيؤول بدرًا، قضت بذلك، الليل إلى نهار، والنهار إلى ليل، والصفو إلى كدر، والكدر إلى صفاء، والفرح إلى ترح، والترح إلى فرح!
قضت سنتُه أن لا سبيل إلى بقاء قضت أن لو كان لأحدٍ سبيلٌ إليه ما خرج آدم من جنته، ومحمد من مكته، ولم تؤوِ يونُسَ ظلمتُه!
خلقنا مصرف الأحوال ليصرّف فينا الأحوال، فمهما ابتغينا تصريفها بغير الذي أراده الله فقد أتينا محالاً وتطلبنا: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].
حين خلق الله القلم وقال له: اكتب: قال: ما أنا بكاتب، قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد، حين قدر الله ذلك، أكان بوسع أحد أن يطمسَ مقدارَ نصفِ حرفٍ قدر الله كتابته، أو يكون بوسع أحدهم أن يزحزح حصاةً كتب قلم الله أن لا تتزحزح! أو يكون بوسع أمة لو اجتمعت على صعيد واحد أن تهدهد روحًا جرى قلم الله أن تَعرُج إلى السماء؟! أو يكونُ بوسع مُلوكِ الأرض أن يجتمعوا على أن يضروك بشيء جفَّ القلم من قبلهم أن لا يضروك! أوَيكون ذاك؟! أو يكون بوسع أمم سلفت وغبرت، وأُممِ خُلقت وأمم سيمتعها الله أن تغير نسمة هواء، أو قطرة سماء! أو ظلمة إمساء! أيكون؟!
فلمَ الحزن على قدر مكتوب، وماء قلم مسكوب! إن مَلِك الأحوال والآمال والآجال نادى: إني أنا من يخلق خلقي، ولي الأمر والخلق، تباركت أنا، أنا رب العالمين!
بشرى المؤمن في حياته، إن أمره كلَّه له خير، فإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له، وأن العاقبة في الدنيا هي النصرُ والتمكين للمؤمنين من عباد الله الصالحين، فلمَ الحزن؟!
إن الذي خلق الإنسان في كبد، هو الذي قال: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح: 5، 6].
إن الذي يقول: "أشدُّ الناس بلاءً الأنبياءُ ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل"، هو الذي يقول: "واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا". ألا إن الذي يقول: "إن عظمَ الجزاء معَ عظم البلاء"، هو الذي يقول: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء"، فلم الحزن؟!
إن الذي قصّ علينا ابتلاءاتِ الأنبياء واحدًا فواحدًا، وكيف سالت جراحهم مع سباع الغاب، وسُكارى العظمة، وأغبياء الأمم، وسفهاء الحضارات، هو الذي قص علينا أنه لما استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا، إن الذي قصّ علينا أن رجلاً من أنبيائه لم يشمَّ رائحة اليأس يومًا وهو الذي طوف في نوادي قومه عشية وبكرة يسألهم أن يدخلوا جنة الله عبرَ لا إله الله، وهم الذين لم يزيدوا غير الهمز منه ومن دعوته، إن الذي قصّ علينا ذاك هو الذي قصّ علينا أنه لم ينج أحدٌ بعدها منهم إلا من استوى على الجودي معه.
إن الذي قصّ علينا أن قومًا ضجوا حرقة وتعبًا وقالوا: (مَتَى نَصْرُ اللَّهِ)، هو الذي اختصر مأساتهم بقوله: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214]، فلمَ الحزن؟!
إن الذي قصّ علينا أن قومًا هددهم أحد طغاة التاريخ بقوله: (لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) [الشعراء: 49]، هو الذي قصّ علينا في الآية التي بعدها أن العاقبةَ للمتقين! إن ربَ الغسق هو ربُ الفلق، وهو ربُ الشفق، فلمَ القلق؟!
"عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب"، إنها تختصر فلسفة المأساة!
إن حكمة الله لك خيرٌ من حكمتك لنفسك، ورحمته سبقت غضبه، فلم الحزن والقلق؟! أتراه يدور ببالك ما سيُخبئ لك في السماء؟!
بشر اليائسين القانطين بأن الله أقرب لهم من أنفسهم! فإليه يلجؤون، وله يعودون، تالله إن فكرت وقدرت ثم فكرت وقدرت ثم قدرت، فلن تستطيعَ أن تقدر رحمة رحمن السماء، وأنت تسْبح كل لحظة في أنعمه ورحمته!! قدِّر ثم قدِّر ثم قدر.
فالله أنجح ما طلبت به *** والبر خير حقيبة الرحل
ألا بشّر الذين دهمهم بهيم الغسق بنور من فلق، وأيم رب الفلق!! وغاسق وما وقب!! إن عظماءَ الأمة -وهم عظماؤها- قد اختلط مع قوة إيمانهم ضعفُ بشريتهم فاستيأسوا، فلما استيأسوا جاءهم نصر الله، ولا تُرد رحمته عن القوم المؤمنين! فثق بالله ودع المقادير تجري في أعنتها، ولا تبيتن إلا خالي البالِ!! رحمة الله ولطفه أتُرَاكَ تعلم من أين تأتيك، أتراك تعلم؟!
أتُراك وأنت ترتل آي الكتاب وسورة الشعراء، تعلمُ أنه قد دار بخلد موسى -عليه السلام- وهو يسري ليلاً متجهًا إلى النار يلتمس قبسًا منها وهو يحبس أنفاسه المتعبة أنه سيتجه ليسمع صوتَ ملك الملوك جلَّ الله سبحانه!!
بل أتراه حين كان يجوع في مهده وصراخُه يملأ قصر فرعون ظمأً وسغبًا، وفمه يأبى المراضع، والكل في شُغُل عنه به، فرعونُ، وآسيةُ، والمراضع، والحرسُ، أتراه دار بخلد أم موسى وهي ترى قانونَ الطوارئ قد فرض في مصر بحثًا عن مرضعةٍ ترضُعُه أن تكون هي تلك المرضعة! أتراها علمت؟!
أتُرى أم موسى تعلم وهي تدفع بصغيرها نحو البحر، حيث الظلماتُ التي بعضها فوق بعض، ولا تدري أيَّ ظلمة ستبلع صغيرها؟! أظلمة الظلام، أم ظلمة الحيتان، أم ظلمة الأهوال، أتراه دار بخلدها أن صغيرها سيكون في حضن وعناية طاغية فرت من أجله!! ثم يكونُ ابنُها ربيبَ القصر الأول!! ثم ليبعث بعدها بالنبوة، ثم ليختم على عاتقه بالرسالة، ثم يُصطفى ليكونَ ثالث خمسة من أولي العزم من الرسل! أترى أم موسى علمت، أتراها علمت أن ربَّ الغسق هو ربُّ الفلق؟!
هوّن عليك فلا هناك ولا هنا *** وجهًا لوجه قل ليأسك ها أنا
مع الهم يُسران هون عليك، فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب!!
لما دعا نوحٌ -عليه السلام- ربه (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر: 10]، وهو الرجل الذي دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يناديهم في البكور وفي العشيِّ: قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، أتراه علم بعدما كسَّرت أمةُ الكفر في زمنه مفاتيح الأبواب، واستأصلت في وجه الهداية كل الأسباب! واستغشوا الثياب، وقد أشعلوا حول كلِّ موعظة نارًا، وألقوا على رؤوسهم عنها سُجُفًا وستارًا، ثم دعا: (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) [نوح: 26]، أتراه خطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله، وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن كان معه في السفينة، أتراه علم، أتراه علم أن الله سيفتح في وجهه بابًا كان يحسبه، من شدة اليأس لم يخلق بمفتاحِ.
ألا بشر الذين دهمهم بهيم الغسق بنور من فلق، وأيم رب الفلق!! وغاسق وما وقب!!
لما طرحَ إبراهيم ولده الوحيد واستل سكينه ليذبحه وإسماعيل يردد: (افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102]، كان كلاهما لا يعلمان أن كبشًا يربى بالجنة من خمسمائة عام تجهيزًا لهذه اللحظة، إنها لحظة تذهل منها كل سكين، أفيَسكُنُ قلبُ من أمرَّ السكين؟!
لما أمرَّ السكين على رقبة ابنه كان كلاهما لا يعلمان عن خبر السماء شيئًا!
الأَرْضُ رُجَّـتْ وَأَمْلاكُ السَّمَا جَأرتْ *** وَالْوَحْشُ عَجَّتْ وَعَمَّ الْخَطْبُ فِي الأُمَمِ
وَاللهُ ذُو الْعَرْشِ فَوْقَ الْعَرْشِ يَعْجِبُ مِنْ *** إِيمَـانِ عَبْـدَيْهِ مَـا عَنْـهُ بِمُنْـكَتِمِ
أَوْحَى لِجِبْرِيلَ أَنْ أَدْرَكْهُـمَا عَـجلاً *** بِكَبْـشِ ضَـانٍ ربِّـي فِي رَوْضَةِ النَّعَمِ
فجَاءَ بِالْكَبْـشِ جِبْـرِيلُ الأَمِيـنُ إِلَى *** ذَاكَ الْخَلِيـلِ النَّبِـيلِ الطَّـاهِرِ الْعَلَمِ
فَقَالَ هَذَا الْفِدَى مِنْ عِنْدَ رَبَّـكَ عَـنْ *** هَذَا الـذَّبِيحِ جَـزَا هَـذَا دَمٌ بِـدَمِ
فَـكَبَّـرَ اللـهَ جُـبْرَائِيـلُ حِينَئِـذٍ *** وَالْكَبْشُ كَبَّـرَ أَيْضـًا نَاطِـقًا بِفَـمِ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128].
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
لما أسلم الصحابة الأوائل في مكة، خسروا بإسلامهم ثرواتِهم وقبائَلهم وقراباتِهم، وأصبحوا في كل مقام منبوذين، سامهم المشركون سوءَ العذاب مع أنهم على الحق المبين، كان آخرَ ذلك حصارُهم للمسلمين في شعب بني هاشم، لم يحاصروهم يومًا أو أسبوعًا أو شهرًا، لقد حاصروهم ثلاثَ سنين عددًا، يمنعون عنهم الطعام والمعونة، بلغ بصحابة الهادي مبلغًا كانوا به يأكلون أوراق الشجر من الجوع، يخبرنا سعد بن أبي وقاص عن أحوالهم يومئذ أنه ذهب يبول مرة فسمع قعقعة تحت بوله، فإذا هو بقطعة جلد بعير، فأخذها ونفض عنها التراب وغسلها ثم أحرقها وغسلها ثم أكلها، فتقوى بها ثلاثة أيام. لقد كان سعد وهو يحدث بهذا الخبر أحدَ أثرياء المدينة!!
ألا بشر الغسق بالفلق.
هون عليك فإن الأمر ينقطع *** وخل عنك عنانَ الهم يندفع
فكـل هم له من بعده فرج *** وكل أمر إذا ما ضاق يتسع
بشر الغسق بالفلق؛ فإن الله إذا قضى أمرًا قضاه من حيث لا يحتسب الإنسان!
بشر الغسق بالفلق، فإنه لما سجن يوسف -عليه السلام-، لم يرسل الله صاعقة تخلع باب السجن، ولم يأمر الله جدران السجن لأن تتصدع، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك!! بشر الغسق بالفلق! فإن مدرسة يوسف -عليه السلام- مازالت تخرج أجيالاً تبيّن لطف الله، تبشرنا هذه اليوسفية أن بعد الظلمة ضياءً، وبعد الضيق سعة، وبعد الكرب فرجًا، وبعد الذنب تمحيصًا، وما أكثر اليوسفيين الذين ألهمتهم تلك المدرسة، وخرجت معانيهم منها!
بشر الغسق بالفلق، فإنه
ما بين غمضة عين وانتباهتها *** الله قد صـير السـجانَ مسجونًا
وزمجرت سور القرآن صارخة *** فـرددت بعـدها الآفـاق آمينَ
ورفـرفت راية الإسلام عالية *** تطوف من حولها أطياف ماضينا
بشّر كل كلمة توأد، وبابَ دعوة يوصد، ومنبرَ حق يكسر، وحبل هدى يُقطع، ولسان صدق يُردع!! بشرها بأن الحادثات وإن تناهت، فمقرون بها الفرج القريب، بشر الغسق بالفلق.
بشر البائسين المظلومين أن الليل إذا رمى بظلمائه، فوق الروابي واعتزى بالرياح وصار كهفًا موحشًا مظلمًا، فبشر الدنيا بنور الصباح. بشر الغسق بالفلق!
بشر غزة وهي تُقصف، وبيوتها إذ هي تُرجف، وصواريخ عدوها إذ تهطُل، وحقد يهود إذ ينزل، بأن الله معها، ولن يترها أعمالها، بشرها أن النصرَ صبرُ ساعة!
بشر الشآم وأرض الشآم وجند الشآم بأن
الحادثات إذا بلغن النهى *** وكادت لهن تذوب المهج
وحل البـلاء وقل العزاء *** فعند التناهي يكون الفرج
***
سيفتح باب إذا سُد باب *** نعم وتهون الأمور الصعاب
بشر الغسق بالفلق!
بشر الشآم وأرض الشآم وجند الشآم بأن هذه القطرات الطاهرة، من الدماء الزاكية! ستتحول نارًا مقدسة تحرق، ونورًا سماويًا يضيء، ولن تخمد الشعلة أبدًا بإذن الله، ولن ينطفئ النور وهو من نور الله!
بشر الغسق بالفلق!! إن هذا الليل والغسق له رسالة يبثها لكل أحد مناديًا: إن ظلمتي وغسقي وحالكَ سوادي لن يمحوَه إلا سواعد أيديكم ترتفع إلى السماء ضارعة، ثم لن يمحوَه إلا سواعد أيديكم حين تبني الصبح وتخيطُ أشعته، فمهما ابتغيتم الفلق والإصباح بغير هذين فقد طلبتم محالاً، ألا بشر الغسق بالفلق!
رباه إن ضاقت فسيحات المدى *** وتعطـلت التبيان والإعراب
فـالحال تعلمـه وتعلم حاجة *** وببعض جودك تنتهي الأوصاب
اللهم صل وسلم على عبدك، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، واهد ووفق وأصلح ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين...
اللهم إنا نسألك باسمك العظيم، اللهم إنا نستودعك غزة وأهلها، أمنها وأمانها ليلها ونهارها، أرضها وسمائها، رجالها ونسائها وأطفالها، االلهم فاحفظها من كل شر...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي