يتميز ديننا دين الإسلام عن غيره من الديانات بمزايا كثيرة؛ من أهمها: كثرة سبل الخير وتعدد طرقه، متى ما وفق المكلف لاستصحاب رجاء الثواب، وتصديق الموعود، ورتب سبحانه على ذلك أعظم الأجور، خصوصًا أفعال ..
أيها الإخوة: يتميز ديننا دين الإسلام عن غيره من الديانات بمزايا كثيرة؛ من أهمها: كثرة سبل الخير وتعدد طرقه، متى ما وفق المكلف لاستصحاب رجاء الثواب، وتصديق الموعود، ورتب سبحانه على ذلك أعظم الأجور، خصوصًا أفعال الخير المتعدية للآخرين، سواء أكانوا من البشر أم غيرهم من ذوات الأرواح، واعتبر هذا الدين أي إحسانٍ مهما كان من الإعمال الصالحة التي يستحقُ عاملُها الجنة أو مغفرة الذنوب المؤدية إلى الجنة، والأعمال كثيرة لا يحدها الحصر؛ نذكر منها:
عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلاَهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلاَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ". رواه البخاري وغيره. والمَنِيحَةُ هِيَ الْعَطِيَّةُ، وَتَكُونُ فِي الْحَيَوَانِ وَالثِّمَارِ وَغَيْرِهِمَا. وَالْعَنْزُ: أُنْثَى الْمَعْزِ، أَيْ يُعْطِيها المسلم لأخيه لينْتَفَعَ بِلَبَنِهَا وَيُعِيدُهَا.
معنى الحديث: أن هناك أربعين خصلة من خصال الإِيمان والبرِّ والإحسان، أعلاها وأكبرها منيحة العنز على قلته، أما أدناها فسكت عنه -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك -والله أعلم- ليعطي العامل فرصة رجاء الثواب بأي عمل متعدٍّ للآخرين مهما كان صغيرًا، المهم أن المسلم يعمل بأي خصلة منها، مبتغيًا بذلك رضا الله تعالى، راغبًا في ثوابه، موقنًا كل اليقين بما وعد الله العاملين بها من عظيم المثوبة والأجر، إلاّ أدخله الله الجنة.
قال ابن بَطَّالٍ -رحمه الله-: "وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ عَالِمًا بِالأَرْبَعِينَ الْمَذْكُورَةِ، وَإِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْهَا لِمَعْنًى هُوَ أَنْفَعُ لَنَا مِنْ ذِكْرِهَا، وَذَلِكَ خَشْيَةً مِنِ اقْتِصَارِ الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَزُهْدِهِمْ فِي غَيْرِهَا مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ".
قال الْمُنَاوِيّ فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ: "إنَّ حِكْمَةَ الإِبْهَامِ أَنْ لا يُحْتَقَرَ شَيْءٌ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ وَإِنْ قَلَّ، كَمَا أَبْهَمَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَسَاعَةَ الإِجَابَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ". انْتَهَى.
أيها الإخوة: وقد جاء عنه -عَلَيْهِ السَّلام- من الحض على كثير من أبواب الخير والبر ما لا يحصى كثرة، ولا يخلون مسلم مهما كان من القدرة على القيام بشيء منها:
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ". رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني، وقال أحمد شاكر: صحيح بطرقه وشواهده. وفي هذا الحديث: أن الإنسان ينبغي له أن يحرص على فعل الخير ولو كان قليلاً.
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلاَمِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ". أخرجه البخاري.
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: عَلِّمْنِي عَمَلاً يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فذكر له رسول الله أشياء ومنها: "الْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ -أي تعطيه مما أعطاك الله ولو كان ظالمًا لك-، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلا مِنَ الْخَيْرِ". رواه أحمد وهو صحيح الإسناد
وعن أبي ذَر -رضي الله عنه- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقُلْتُ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ فقَالَ: "يُؤْمِنُ بِاللَّهِ"، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلاً؟! قَالَ: "يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ"، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا لا شَيْءَ لَهُ؟! قَالَ: "يَقُولُ مَعْرُوفًا بِلِسَانِهِ"، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ عَيِيًّا لا يُبْلِغُ عَنْهُ لِسَانُهُ؟! قَالَ: "فَيُعِينُ مَغْلُوبًا"، قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لا قُدْرَةَ لَهُ؟! قَالَ: "فَلْيَصْنَعْ لأَخْرَقَ"، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ أَخْرَقَ؟! قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: "مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ فِي صَاحِبِكَ شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ، فَلْيَدَعِ النَّاسَ مِنْ أَذَاهُ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ هَذا كُلَّهُ لَيْسِيرٌ! فقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا، يُرِيدُ بِهَا مَا عِنْدَ اللَّهِ، إِلا أَخَذَتْ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ". رواه ابن حبان، وقال الألباني: صحيح لغيره. فاشترط في هذا الحديث لهذه الأعمال كلِّها إخلاص النية، حيث قال: "يُرِيدُ بِهَا مَا عِنْدَ اللَّهِ".
ومنها: إماطة الأذى عن الطريق؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ على الطريق، فأخَّرَهُ فشَكَرَ الله له، فَغَفَرَ له". هذه رواية البخاري ومسلم.
ولمسلم أيضًا قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لقد رأيت رجلاً يَتَقَلَّبُ في الجنة، في شَجَرَة قَطَعَها مِنْ طريق المسلمين، كانت تُؤذي الناس. وفي أخرى له قال: مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ: "وَاللَّهِ لأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ".
وعند أبي داود قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "نَزَعَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ غُصْنَ شَوْكٍ عَنْ الطَّرِيقِ، إِمَّا كَانَ فِي شَجَرَةٍ فَقَطَعَهُ وَأَلْقَاهُ، وَإِمَّا كَانَ مَوْضُوعًا فَأَمَاطَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ بِهَا فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
ومنها: سقي البهائم ولو كانت من السباع؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرًا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مِني، فنزل البئر، فملأَ خُفَّهُ ماءً، ثم أمْسَكه بِفيهِ، حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ له، فغفر له" قالوا: يا رسول الله: إِن لنَا في البَهَائِمِ أجرًا؟! فقال: "في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ".
وفي رواية: "أن امرأة بَغِيًّا رَأَت كَلبًا في يومٍ حارٍّ يُطيفُ بِبِئْرٍ، قد أدْلَعَ لِسَانُهُ من العطَشِ، فَنزَعَتْ لَهُ مُوقَهَا، فَغُفِرَ لَهَا". وفي أخرى: "بينما كلبٌ يُطيف برَكيَّةٍ، قد كاد يقتله العطش، إِذ رَأَته بَغِيَّةٌ مِن بَغَايا بني إِسرائيل، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاستَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بهِ". هذه رواية البخاري، ومسلم.
ومنها: السلام على من لقيت، فهو سبب للعلو والسلامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفشوا السلام كي تعلوا". رواه الطبراني بإسناد حسن، وقال: "أفشوا السلام تسلموا". رواه ابن حبان في صحيحه.
وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف كما في الصحيح.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يمن علينا بفعل الخيرات، وأن يرزقنا النية الصالحة فيما نصنع ونذر، وصلى الله على نبينا محمد.
أيها الإخوة: ومن خصال الخير: التفسح لأخيك في المجلس قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) [المجادلة:11]، وروي عن النبي: "ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: إحداهن: أن توسع له في المجلس". ذكره ابن بطال في شرحه للبخاري.
وإدخال السرور على المسلم -أي الفرح على المسلم- بأن يفعل معه ما يسرّ به من نحو تبشير بحدوث نعمة أو اندفاع نقمة أو إزالة كرب أو غير ذلك، فعن عمر -رضي الله عنه- مرفوعًا: "أفضل الأعمال: إدخال السرور على المؤمن، كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت له حاجة". رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مِنْ أَفْضَلِ الْعَمَلِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ: يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، يَقْضِي لَهُ حَاجَةً، يُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً". رواه البيهقي في شعب الإيمان، قال الألباني: صحيح مرسل.
قال شيخنا محمد بن عثيمين -رحمه الله-: "وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بما يسرهم، ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إدخال السرور على إخوانه ما استطاع بالبشارة والبشاشة وغير ذلك".
ومنها -أيها الإخوة-: نصر المظلوم، والأخذ على يدي الظالم، فعن أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا". رواه البخاري، ورواه الترمذي عَنْه عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قَالَ: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَصَرْتُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟! قَالَ: "تَكُفُّهُ عَنْ الظُّلْمِ، فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ". حديث صحيح.
ومن خصال الخير: الدلالة على الخير، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي، قَالَ: "لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ ائْتِ فُلانًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَحْمِلَكَ، فَأَتَاهُ فَحَمَلَهُ"، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ". أبدع: كل وتعب.
ومنها: الأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس، قال الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114]، والقول الطيب ترد به المسكين، قال الله تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263]، وقال -عَلَيْهِ الصلاة والسَّلام-: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ؛ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". رواه البخاري.
وغرس المسلم وزرعه، قال -عَلَيْهِ الصلاة والسَّلام-: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له صدقة".
والهدية إلى الجار، قال -عَلَيْهِ السَّلام-: "يا نساء المؤمنات: لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو فرسن شاة محرقًا".
والشفاعة للمسلم، فإن الله تعالى يقول: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا) [ النساء:85]، وقال -عَلَيْهِ السَّلام-: "اشفعوا تؤجروا".
وعيادة المرضى، وفى الحديث: "عائد المريض على مخارف الجنة، وعائد المريض يخوض في الرحمة، فإذا جلس عنده استقرت به الرحمة".
ومصافحة المسلم، وفى الحديث: "لا يصافح مسلم مسلمًا فتزول يده من يده حتى يغفر لهما".
والتحاب في الله، والتجالس في الله، والتزاور في الله، والتباذل في الله، قال الله تعالى: "وجبت محبتي لأصحاب هذه الأعمال الصالحة، وعون الرجلِ الرجلَ في دابته يحمله عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة"، روي ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وغير ذلك كثير، وفقنا الله لكل خير، وجنبنا كل شر، إنه جواد كريم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي