التغيير في حياة المسلم

خالد بن سعد الخشلان
عناصر الخطبة
  1. ضعف مستوى التغيير الإيجابي في حياتنا .
  2. أهداف التغيير المنشود .
  3. اكتشاف عيوب النفس خطوة أولى للتغيير .
  4. تغيير النفوس والمجتمع جوهر الدعوة النبوية .
  5. وضع البرامج للتغيير .
  6. الصوارف عن التغيير .

اقتباس

إنَّ العاقل المُتَنَبِّه إلى قِصَرِ عمرِهِ مهما طال، وأن لقاء الله عز وجل آتٍ لا محالة، وأن وراء الدنيا بعثًا وحسابًا، وأن جنة الله وما فيها من نعيم إنما تنال -بعد فضل الله- بالأعمال الصالحة: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ)، إن من يدرك ذلك كله فسيسعى لتغيير أحواله إلى الأفضل؛ لأنه بهذا التغيير المثمر ..

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واستعدوا لما أمامكم؛ فإن هول المطلع شديد، خذوا من حياتكم لموتكم، خذوا من صحتكم لمرضكم، خذوا من فراغكم لشغلكم ومن غناكم لفقركم، استعدوا -رحمكم الله- للقبر وظلمته وضمَّته، وللحشر وكربه وشدته، وللصراط ودقته.

واعلموا -رحمكم الله- أن خير ما يعينكم على ذلك كله -بعد فضل الله- ملازمة الأعمال الصالحة، ومداومة الاستغفار، والتوبة، والحرص على تلافي التقصير. رزقني الله وإياكم خشيته بالغيب والشهادة، وجعل حياتنا كلها معمورة بذكره وطاعاته وحسن عبادته، إنه سميع قريب.

أيها الإخوة المسلمون: كان حديث الجمعة الماضية عن داء الغفلة، ذلك الداء الذي يعيق الإنسان عن التقرب إلى الله -عز وجل- بالأعمال الصالحة والقربات النافعة، ذلك الداء الذي يحول بين الإنسان وبين التوبة والإنابة، يحول بين العبد وبين استغلال حياته وأيام عمره فيما يقربه من مولاه -سبحانه وتعالى-.

لكننا -أيها الإخوة- إذا تأملنا في أحوالنا وأوضاعنا نلحظ أن مستوى التغيير في حياتنا نحو الأفضل ضعيف، ومستوى التفاعل مع ما نسمعه ونقرؤه لا يكاد يتجاوز المكان والزمان الذي تسمع فيه الموعظة.

تمر علينا الأيام تلو الأيام والوضع كما هو إن لم يزدد سوءًا، عياذًا بالله من حياة الغافلين! إنها -والله- مصيبة عظيمة على العبد أن تمر عليه الأيام دون أن يُحدِث تغييرًا في حياته، تغييرًا يقربه من مولاه، ويكسبه محبة خالقه وتقواه، ويدفعه إلى المزيد من كل عمل صالح، والإكثار من كل قربة وبر توصل إلى رضوان الله ونيل محبته وولايته.

هل ندرك عِظَم المصيبة وهول الفاجعة يوم تمر علينا الأعوام والسنون ولم نكسب بها قربًا من الله؟! هل ندرك -أيها الإخوة- هذه الخسارة الحقيقية في أعمارنا وأنفسنا يوم نقضيها في غير ما يقرب من الله -عز وجل-؟! إنها -والله- خسارة لا تعدلها خسارة، إنها دعوة لتغيير ما بأنفسنا من غفلة وإعراض إلى يقظة وإقبال على الله، دعوة لتغيير ما بأنفسنا من توانٍ وكسل إلى جد ونشاط في السير إلى الله -عز وجل-.

إنها دعوة لتغيير ما بالنفس من جرأة على المعاصي، وتهافت عليها، إلى خوف وحذر من مخالفة أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

إنها دعوة إلى أن نجتهد إلى تلمُّس كُلِّ ما يُرضي الله -عز وجل-، فنحرص على فعله والتزامه، والبعد عن كل ما يسخط الله ويغضبه.

إنَّ العاقل المُـتَنَبِّه إلى قِصَرِ عمرِهِ مهما طال، وأن لقاء الله -عز وجل- آتٍ لا محالة، وأن وراء الدنيا بعثًا وحسابًا، وأن جنة الله وما فيها من نعيم إنما تنال -بعد فضل الله- بالأعمال الصالحة: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) [الزخرف:72-73]، إن من يدرك ذلك كله فسيسعى لتغيير أحواله إلى الأفضل؛ لأنه بهذا التغيير المثمر سيصنع مستقبله الحقيقي يوم القدوم على مولاه -سبحانه وتعالى-.

أيها الإخوة: ليفتشْ كل منا عن عيوب نفسه وجوانب النقص والخلل فيها، تعالوا لنتفقد مظاهر الضعف في علاقتنا مع ربنا -سبحانه وتعالى- فنقوم بسد كل فجوة يعترضنا الشيطان من خلالها.

ما هي حالنا في صلاتنا محافظةً عليها وأداءً لها بالخشوع والطمأنينة؟! ما هي حالنا في الحرص على النوافل والسنن؟! هل نؤدي ما افترضه الله علينا من زكاة أموالنا، ونُتبع ذلك بالصدقة والإحسان وبذل الخير للمحتاجين بما يسر الله -عز وجل-؟!

كيف هي علاقتنا مع كتاب ربنا -سبحانه وتعالى- قراءةً وتدبرًا؟! أنحن من الذين لا يعرفون قراءة القرآن إلا في رمضان أم نحن من الذين تمر عليهم الشهور والأعوام وهم في هجران مع القرآن؟! ألنا في كل يوم ورد قرآني لا نفرط فيه مهما كانت الظروف؟! كيف هي علاقتنا مع أقاربنا وأرحامنا، أهي الصلة والتواصل أم القطيعة والهجران؟!

على الواحد منا أن يتحسس كل شيء في حياته، حتى لفظات لسانه وخطرات قلبه؛ لِيَكُنْ همّ الجميع السعي نحو التغيير لأحوالنا وواقعنا إلى الحال التي يرضاها الله -سبحانه وتعالى-.

هذا هو التغيير الحقيقي، وما أجمل الحياة يوم تكون جدًّا واجتهادًا في طاعة الله، ومنافسة ومسابقة إلى الأعمال الصالحة، والقربات النافعة!!

ما أجمل الحياة يوم أن يُصبح المرء ويمسي ولا همّ له في هذه الدنيا التي سيغادرها عما قريب إلا رضا مولاه! فهو في عباداته وطاعاته يلتمس رضا مولاه، وهو في معاملاته وأمور دنياه يسعى لتحصيل رضا مولاه، وهو في علاقاته وتعاملاته لا يتحرك في ذلك كله إلا لأجل رضا الله -عز وجل-.

فهو -في جميع أحواله- يعيش لله، وبالله، ومع الله. لقد كان تغيير النفوس لُبَّ رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وجوهرها؛ حيث دعا إلى تغيير ذلك المجتمع الذي لعبت فيه أفكاره وتصوراته الجاهلية إلى عقيدة التوحيد الخالص والإيمان الصادق بالله -عز وجل-.

لقد دعاه -صلى الله عليه وسلم- إلى خلع كل ما هو من أخلاق الجاهلية، إلى نبذ كل ما هو من قيم الجاهلية، إلى ترك كل ما هو من سلوك الجاهلية، دعاهم إلى التأدب بأدب الإسلام، وهدي الإسلام؛ لقد دعاهم إلى المبادرة إلى التغيير وترك التسويف والمماطلة والتأخير.

يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: "أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي وقال: "يا عبد الله: كن في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ". وكان ابن عمر -استجابةً لهذه الوصية النبوية- يقول -رضي الله عنه-: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخُذْ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك".

اجعل لك -أيها الأخ المسلم- أهدافًا تسعى لتحقيقها في هذا العام، ترقى بها نحو الأفضل في إيمانك وأخلاقك وسلوكك، وفي معاملاتك مع من حولك، وفي اهتمامك بأوقاتك، وحسّن استثمارك لها؛ حاول أن تسلك هذا المسلك، ولا تستصعب البداية، واستعن بخالقك ورازقك، واسأله العون دائمًا وأبدًا؛ فمنه وحده -لا من سواه- العون والمدد، وبه -لا سواه- الاستعانة، وعليه وحده التكلان. أسأل الله -عز وجل- أن يأخذ بنواصينا جميعًا إلى البر والتقوى، ويجنبنا أسباب الردى.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) [الكهف:107-108].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، أحمده -سبحانه- على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومَن شذَّ عنهم شذَّ في النار.

عباد الله: إن من التغيير المطلوب في حياتنا أن نجتهد في تنفيذ وصية مولانا لنا بتقواه -سبحانه وتعالى-، وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ) [النساء:131]، هذه هي وصية الرب العظيم، هذه هي وصية الملك العظيم لعباده: أن اتقوا الله.

ألا فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، تقوى بقلوبكم، تقوى بأفعالكم، تقوى بجوارحكم، تسعدون بها في دنياكم، وتفلحون بها في أخراكم.

رزقني الله وإياكم تقواه، وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

أيها الإخوة المسلمون: إن من أعظم الصوارف التي تصرف المسلم عن التغيير: التسويف وطول الأمل، وتأجيل البدء في عملية التغيير إلى مستقبل الأيام، هذه هي العقبة التي تحول بين المسلم وبين المبادرة بالأعمال الصالحة.

إن على المسلم أن يتغلب على هذه العقبة، وذلك بالمبادرة بإصلاح أحواله، المبادرة بالتوبة والإنابة، المبادرة بالتغيير نحو الأفضل والأكمل والأجمل من الأعمال والأقوال والتصرفات، وطرح التسويف جانبًا، والحذر من طول الأمل؛ ولْتكن وصية النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نصب أعيينا دائمًا: "بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا؟! أو غنى مطغيًا؟! أو مرضًا مفسدًا؟! أو هرمًا مفندًا؟! أو موتًا مجهزًا؟! أو الدجال؟! فشر غائب ينتظر! أو الساعة؟! فالساعة أدهى وأمر".

بالله عليكم: هل رأيتم مسوِّفًا تحققت له آماله وأمانيه؟! ألسنا في أعمال الدنيا لا نؤجل ولا نسوف ولا نؤخر ولا نماطل؛ بل نبادر ونسعى حثيثًا لتحقيق أهدافنا الدنيوية؟! فما بالنا في الأمور الأخروية نسوِّف ونؤجل؟! هل يملك أحدنا ضمانًا من الصوارف التي قد تعرض له في مستقبل الأيام؟! بل هل يملك أحدنا ضمانًا من الموت؟! فالموت قد يأتي في أية ساعةٍ من ليل أو نهار.

ثم هبْ أن الإنسان مُد له في عمره، فبربّكم؛ كم فاته من فضائل وقت تسويفه في دنياه؟! كم خسر من أجور؟! كم حرم نفسه من مغانم كان بإمكانه أن يحوزها لو ترك التسويف والتأجيل؟!

كما أن من الصوارف التي تحول بين المسلم وبين قيامه بعملية التغيير نحو الأفضل في حياته قرناء السوء، جلساء السوء الذين يثبطون عن الطاعة، ويزينون المقام على المعصية، هؤلاء -والله- هم قُطَّاعُ الطريق، وسُرَّاقُ الوقت والعمر على الحقيقة؛ هؤلاء مجالستهم هي الداء المميت، والسم الزعاف.

فليحذر المسلم راجي الآخرة، الحريص على مستقبله الأخروي، ليحذر من هؤلاء الذين سيتبرؤون منه يوم القيامة: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) [الفرقان:27-29].

فاحرص -رحمك الله- على الاستعداد ليوم القدوم على الله -عز وجل-، احرص على مجالسة عباد الله الصالحين الذين تذكّرك بالله رؤيتهم، وتقوّي عزمك وإيمانك أحاديثهم وكلماتهم ومجالستهم؛ فهؤلاء احرص على أن تجلس معهم، احرص على أن يكون لك معهم جلسات وأوقات تقوّي فيها إيمانك، وتصحح فيها مسيرتك في هذه الدنيا، وعلاقتك مع ربك -عز وجل-.

أما أولئك الذين لا يحثونك إلا على الإعراض عن الله -عز وجل- بأقوالهم أو بأفعالهم، أولئك الذين يزينون لك المعصية، أولئك الذين يزينون لك التسويف والتأجيل، فابتعد عنهم، واحذر مرافقتهم ومصاحبتهم، فوالله ما فاز مَن صاحَبَهم، وما غنم من جالَسَهم.

أسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا جميعًا لهداه، وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، أسأله -سبحانه وتعالى- أن ييسرنا لليسرى، وأن يجنبنا العسرى؛ أسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعل حياتنا معمورة بذكره وطاعته وحسن عبادته.

هذا؛ وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم وبارك...
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي