واختيار واحدة من الثلاث أمر محير، يحتاج إلى موازنة بينها، وقد استشار هذا النبي قومه، فردوا الأمر إليه، فهو نبي الله، والأنبياء مهديون مسددون، وقد اختار نبيهم -عليه السلام- الموت، وكان اختيارًا موفقًا، لأن تسليط الأعداء فيه قتل وإذلال وإهانة، وتسليط الجوع فيه عذاب شديد لهم وهو سبب للضعف وتسليط الأعداء، أما...
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
أيها الأحبة: في القصص عبر؛ لذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكُرُها لأصحابه لما فيها من عِبرة.
ومن ذلك ما رواه صُهَيْبٌ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا، لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا بِهِ.
قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " أفَطِنْتُمْ لِي؟"، قُلنا: نَعَمْ، قَالَ: "فَإِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ -وفي رواية: أعجب بأمته- فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ؟! أَوْ: مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟!" أَوْ كَلِمَة شَبِيهَة بِهَذِهِ، فالمعنى أنه أعجبته كثرتهم وفهِم أنه لا يقدر أحدٌ على مقاومتهم.
قَالَ: "فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ".
قَالَ: "فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا". قَالَ: "فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ"، قَالَ: " وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ"، قَالَ: "فَصَلَّى ما شاء الله"، قَالَ -أي النبي-:" أَي ربِّ، أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ".
قَالَ: " فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا" وفي رواية" فمات منهم سبعون ألفاً في يوم واحدٍ".
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أَحول، وَبِكَ أصول، وَبِكَ أُقَاتِلُ" رواه أحمد وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني.
أيها الإخوة: العجب آفة عظيمة، وهي استعظام النعمة، والركون إليها، مع نسيان إضافتها إلى المنعم.
وهذا نبي من الأنبياء رزقه الله أمةً كثيرة العدد، قوية البأس، فنظر في ما أعطاه الله، فأعجبه ما رأى، ووقع في نفسه أنه لا يقوم على أمته أحد، ولا يستطيع أن يتغلب عليها متغلب، وقد عاقبه الله -تعالى- بأن طلب منه أن يختار لقومه واحدةً من ثلاث: إما أن يسلط الله عليهم عدوًا من غيرهم، أو يسلط عليهم الجوع، أو يصيبهم بالموت.
ولا شك أن كل واحدة من هذه الآفات تُذهب قوة هذه الأمة، وتضعفها، وتزيل العجب الذي حل في قلوبهم وقلب نبيهم، فإذا سلط الله عليهم عدوهم فإنه يذلهم ويستبيح بيضتهم، وإن سلط عليهم الجوع فإن قوتهم تذهب، ويسهل التغلب عليهم، وإن أصابهم الموت قل عددهم.
واختيار واحدة من الثلاث أمر محير، يحتاج إلى موازنة بينها، وقد استشار هذا النبي قومه، فردوا الأمر إليه، فهو نبي الله، والأنبياء مهديون مسددون، وقد اختار نبيهم -عليه السلام- الموت، وكان اختيارًا موفقًا، لأن تسليط الأعداء فيه قتل وإذلال وإهانة، وتسليط الجوع فيه عذاب شديد لهم وهو سبب للضعف وتسليط الأعداء، أما اختيار الموت فهو اختيار لأمر لا بد منه، وهو حالّ لا محالة، ومن مات منهم يرجى أن يكون من المقبولين، ومن بقي منهم سيتعظ بما وقع، وقد يكثرهم الله إن شاء.
ولقد سرى بهم الموت سريان النار بالهشيم فحصدهم حصدًا وأباد خضراءهم، ومات منهم في يوم واحد سبعون ألفًا.
وهذه عاقبة إعجاب ذلكم النبي بقومه، وقد كانت عاقبةً مخيفة؛ ذلك أن الإعجاب يضعف التوكل على الله، والاعتماد عليه، ويجعل المرء يعتمد على الأسباب الدنيوية، وينسى مسببها.
أحبتي: لقد خاف رسول الله على أصحابه مثل تلك العاقبة، فكان يقول عقب الصلاة همسًا: "اللهم بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل".
ولا يخفى ما اشتمل عليه هذا الذكر من التبرئة من الحول والقوة، وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا، وليس له حيلة في دفع شر، ولا قوة في جلب نفع، إلا بإرادة الله -تعالى- وتوفيقه.
ولقد وقع بعض أصحاب رسول الله فيما خشي منه فقالوا في غزوة حنين: لا نغلب اليوم من قلة! قال -سبحانه-: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة:25]، لكن الله بفضله قال: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) [التوبة:26].
لكن الله بفضله أنزل سكينته على رسوله وعلى طائفة من المؤمنين قد تعلقوا بالله وحده، وعلموا أن النصر منه -سبحانه-، وأنه لا حول لهم ولا قوة.
أيها الإخوة: ومن هذه القصة يتبين لنا أنه علينا جميعًا، حكامًا ومحكومين، أن نحذر من الإعجاب بما حبانا الله -تعالى- به من الإمكانات المادية والبشرية، فربما كان هذا الإعجاب وبالًا علينا ونحن لا نشعر، وعلينا أن نتوكل على الله، ونعتمد عليه في جميع أمورنا، وما الأمور الدنيوية إلا أسباب.
أيها الإخوة: هذه عاقبة الإعجاب على مستوى الأمم والجماعات، أما عاقبته على الفرد فاسمع -يا رعاك الله- هذا الحديث: روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
وترجيل الشعر: تسريحه، والجمة: هي مجتمع الشعر إذا تدلى من الرأس إلى المنكبين، ومعنى يتجلجل في الأرض: ينزل فيها متدافعًا، والبُرد: كساء مخطط. قال القرطبي -رحمه الله-: إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال، مع نسيان نعمة الله عليه. اهـ.
أحبتي: العُجْبُ من المهلكات، فعَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْد فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ" رواه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني.
وعَنْه -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ: الْعُجْبَ الْعُجْبَ" رواه البيهقي في الشعب، والبزار وحسنه الألباني. فجعله من أكبر الذنوب.
أيها الإخوة: وإعجاب المرء بنفسه على أنواع، منها أن يعجب المرء ببدنه؛ فيلتفت إلى جماله، وهيئته، وصحته، وقوته، وحسن صوته؛ وينسى أنه نعمة من الله -تعالى-، وأنه عرضة للزوال على كل حال.
وعلاج هذا أن يتفكر بأقذار باطنه في أول أمره وآخره، وفي الوجوه الجميلة والأبدان الناعمة كيف تمزقت في التراب وأنتنت في القبور حتى استقذرتها الطباع.
ومنها العجب بالقوة استعظامًا لها مع نسيان شكرها، وترك الاعتماد على خالقها -سبحانه-، وما أكثر هذا في عالم اليوم!.
ولقد حكى الله عن قوم عادٍ قولهم اغترارًا بقوتهم: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)؟ فأجابهم: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)؟ ثم حكى عذابهم فقال: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) [فصلت:15-16].
اللهم قنا العجب، وارزقنا الاعتماد عليك؛ فبك نحول، وبك نصول، وبك نقاتل.
بارك الله لي ولكم...
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: ومن العجب، العجب بالعقل، والكياسة، والتفطن إلى دقائق الأمور من مصالح الدين والدنيا؛ وثمرته الاستبداد بالرأي، وترك المشورة، واستجهال الناس المخالفين له ولرأيه.
ويفضي إلى قلة الإصغاء إلى أهل العلم إعراضاً عنهم بالاستغناء بالرأي والعقل.
وعلاجه: أن يشكر الله على ما رُزق من العقل، وأنه ربما يسلب منه كما فعل بغيره، وأنه مهما أوتي من العلم فإنه لم يؤتَ إلا قليلا.
وكم في عالم اليوم مِن مَن بلغوا أعلى المراتب العلمية ومع ذلك لا تجد لهم أثرًا بالأمة، بخلاف رجال أقل منهم في العلم قد نفع الله بهم!.
ومن العجب، العجب بالنسب الشريف، افتخارا به، واعتقادا للفضل به على كثير من العباد.
ومن مظاهره لمز من يرى أنهم أقل منه نسبًا واحتقارهم، ولو في قلبه، وأنهم ليسوا أهلًا للقيادة والسيادة.
وينفى هذا العجب علمه بأن النسب لا يجلب ثوابًا ولا يدفع عذابًا، وأن أكرم الناس عند الله أتقاهم، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى)، أي: لا تفاوت في أنسابكم لاجتماعكم في أصل واحد، ثم ذكر فائدة النسب فقال: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، ثم بين أن الشرف بالتقوى لا بالنسب فقال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ (أي: يدحرجه أمامه)، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ (أي: الكبر والنخوة) وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ" رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
ولما نزل قوله -تعالى-: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء:214]، ناداهم بطنًا بعد بطن حتى قال: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، يَا فَاطِمَة بِنْت مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ، لاَ أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، سَلاَنِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا" رواه الشيخان؛ فبين لهم أنهم إذا مالوا إلى الدنيا لم ينفعهم النسب القرشي، فمن عرف هذه الأمور وعلم أن شرفه بقدر تقواه لم ينظر للنسب.
أيها الإخوة: ومن العجب، العجب بكثرة الأموال والعدد من الأولاد والخدم والعشيرة والأقارب، وعلاجه أن يتفكر في ضعفه وضعفهم، وأنهم كلهم عجزة لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا.
ثم كيف يعجب بهم وهم سيفارقونه إذا مات ودفن وحده وحيداً فريداً؟! أما المال فآفاته كثيرة وسريعة.
أسأل الله -تعالى- أن يمن علينا بالإيمان والعمل الصالح، وأن يجنبنا العجب، ويقينا شره، إنه جواد كريم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي