تفنى الأمم وتُدمر الحضارات حين تكون القوةُ لغةَ التفاهم بين مجتمعاتها، ويختل الأمن ويتراجع المد الحضاري حين يسهل استخدام وسائل التدمير في غير موضعها، وتكون البغضاء والشحناء والعداوة والقوة هي وسيلة للأفراد والمجتمعات والشعوب للحياة فيما بينهم وطريقاً لحل مشاكلهم ومنهجاً لتحقيق رغباتهم. وإن من سنن الله في تعجيل نهاية الدول والحضارات والشعوب حين تستعلي بقوتها، وتختفي قوة الحب من حياتها وتمتد مساحة ظلمها، ويتعاظم فسوق أبنائها.. لقد قصَّ الله علينا في كتابه العزيز نماذج لدول سادت ثم بادت، وحضارات شُيِّدتْ في سهول الأرض، ونَحَتَ أصحابُها من الجبال بيوتاً فارهين، فلما استكبروا وطغوا واغتروا بقوتهم أهلك الله الظالمين منهم، وعادت قراهم حصيداً كأن لم تغن بالأمس...
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره وهو بكل لسان محمود، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الإله المعبود...
إذا لَم تَخش عاقبة الليالي *** ولم تستحي فـاصنع ما تشاءُ
فلا والله ما في العيش خير *** ولا فِي الدنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود مـا بقي اللحاءُ
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: عباد الله: عن أبي مالك الأشعري قال: "كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلت عليه هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة: 101]، قال: فنحن نسأله، إذ قال: إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة، قال: وفي ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه ورمى بيديه، ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم مَن هم؟ قال: فرأيت في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- البِشْر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هم عباد من عباد الله من بلدان شتى، وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها، ولا دنيا يتباذلون بها، يتحابون بروح الله، يجعل الله وجوههم نورا، ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس، ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون" (رواه أحمد والحاكم وصححه الذهبي)..
لقد اعتبر الإسلام الحبّ ولين الجانب في حياة المسلم قيمة عُليا، وهدفاً سامياً، يسعى بشتّى الوسائل لتحقيقه، وتكوينه في النفس البشرية، وإشاعته في المجتمع، بل جعله قيمة كبرى سعى لتحقيقها في الحياة وسبيلاً للفوز والنجاة.. قال رسول الله: -صلى الله عليه وآله وسلم-: «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السّلام بينكم» (حديث صحيح).
وكم هو جميل تعبير رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن مشاعر الحبّ في نفسه الكريمة تجاه الأرض والحجر والجماد والشجر، ليصنع من الإنسان روحاً وعواطف تفيض بالحبّ مع من حولها ولو كان لا يعقل شيئاً.. روى أهل السِّيَر ورواة الحديث أنّ الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يسير في أصحابه فطلع لهم جبل أُحُد، فحين رآه قال: «هذا جبل نحبُّه ويحبُّنا».
بل كان -صلى الله عليه وسلم- إذا أشرف على قرية أو مدينة أو أراد دخولهما يطلب الحب، ويدعو بالحب، فقد روى ابن عمر --رضي الله عنه-ما- قال: كنا نسافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها، قال: "اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات، اللهم ارزقنا جناها، وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا" (رواه الطبراني في الأوسط، وقال في مجمع الزوائد ج10 ص 134: وإسناده جيد.)..
بل إن الإسلام جعل العلاقة بين الإنسان، وبين الحق والخير والإيمان قائمة على الحب قال تعالى: (وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)[الحجرات: 7].. وقال: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة: 108]..
وعلى أساس الحبّ أسس الإسلام الأسرة، وجعل العلاقة بين الزّوجين، وبين الآباء والأبناء قائمة على الحب، قال تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنْفُسِكُم أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَة) [الرّوم: 21]..
إن قوة الحب هي التي تبقى وتدوم، ومن خلالها تُبنَى المجتمعات وتشيد الحضارات وتقوى العلاقات بين الناس، وتتنزل عليهم الرحمات من رب الأرض والسماوات، وبها ينال العبد الأجر والثواب والمكانة الرفيعة يوم القيامة.. عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" (رواه مسلم).
أيها المؤمنون: عباد الله: إن من أول ثمار الحب بين المسلمين في المجتمع المسلم سلامة الصدر، فلا يحمل المسلم على أخيه المسلم شحناء ولا بغضاء ولا حسد، ومنها حفظ المسلم لعرض أخيه المسلم وماله ودمه، وعدم تحقيره أو السخرية منه، أو الانتقاص من حقه..
عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: "لا تحاسَدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابَروا، ولا يبع بعضكم على بيعِ بَعض، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلِم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا ويشير إلى صدرِه ثلاث مرّات، بحسب امرِئٍ من الشّرِّ أن يحقرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرَام: دمه وماله وعِرضُه" (رواه مسلم).
والله -سبحانه وتعالى- وصف عباده وهم يتضرعون إليه فقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:9-10]..
إنه ليس حبًّا عابرًا، وليس هذا الحب مرتبطًا بمصلحة أو منفعة أو قرابة أو بلد أو حزب أو جماعة.. إنه حب لكل مسلم في أي أرض أو مكان مرتبط بالإيمان والعقيدة .. إنه حب.. يبقى ولا ينتهي وتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل إلى أن تنقضي هذه الحياة..
ومن ذلك: القيام بالواجبات الحياتية واليومية والمعاشية تجاه إخوانك المسلمين من العطاء والزيارة وتقديم النفع والنصيحة والدعاء، قال -صلى الله عليه وسلم-: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ" (البخاري ومسلم).
ومنها حسن الظن بأخيك المسلم، وستر عيوبه، وتقديم النصح له، قال تعالى: (يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظَّنّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ) [الحجرات:12]، وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود من حديث أبي برزة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولما يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه في جوف بيته"(حديث صحيح)...
قال ابن سيرين -رحمه الله-: "من ظلمك لأخيك أن تذكر أسوأ ما تعلم منه وتكتم خيره".. فتجد أحدنا عند مخاصمة أخيه، يذكر عيوبًا كثيرة مع أنه بالأمس ربما كان مادحاً له، ويرى أن تلك العيوب يسيرة.. وصدق الشاعر إذ يقول:
فعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساوئ
عباد الله: تفنى الأمم وتُدمر الحضارات حين تكون القوةُ لغةَ التفاهم بين مجتمعاتها، ويختل الأمن ويتراجع المد الحضاري حين يسهل استخدام وسائل التدمير في غير موضعها، وتكون البغضاء والشحناء والعداوة والقوة هي وسيلة للأفراد والمجتمعات والشعوب للحياة فيما بينهم وطريقاً لحل مشاكلهم ومنهجاً لتحقيق رغباتهم.
وإن من سنن الله في تعجيل نهاية الدول والحضارات والشعوب حين تستعلي بقوتها، وتختفي قوة الحب من حياتها وتمتد مساحة ظلمها، ويتعاظم فسوق أبنائها قال تعالى: (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102].
لقد قص الله علينا في كتابه العزيز نماذج لدول سادت ثم بادت، وحضارات شُيِّدتْ في سهول الأرض، ونَحَتَ أصحابُها من الجبال بيوتاً فارهين، فلما استكبروا وطغوا واغتروا بقوتهم أهلك الله الظالمين منهم، وعادت قراهم حصيداً كأن لم تغن بالأمس، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر:6- 14]..
إنه عندما تختفي المحبة والتراحم من حياة الناس فإنه يحل محلها لغة القوة والتقاطع والهجران، ويظهر الحسد، وتمتلئ القلوب بالأحقاد والضغائن، وينعدم الإحساس بحقوق الآخرين قال تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاط * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) [ص: 21-23].
أيّ أنانيةٍ هذه؟! وأيّ أَثرةٍ هذه!! يمتلكُ تسعاً وتسعين نعجة، وبدلاً من أن يتنازلَ لأخيه عن بعض نعاجه يريد منه أن يأخذ نعجة أخيه الوحيدة التي يمتلكها في هذه الحياة، وهكذا هي حياة كثير من الناس اليوم لا يتعامل مع إخوانه إلا وفق مصلحته وما تمليه عليه نفسه مستخدماً قوته وسلطان، وهذا طريق لا يقود إلى النجاح والفلاح بل هو سبب للدمار والهلاك..
لقد جاء الإسلام ليهذب النفوس ويربيها ويجعل من الحب والمودة والإخاء شعار المجتمع المسلم وسبباً لسعادته وصلاح أمره في الدنيا والآخرة..
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين, وقاعدين، ولا تشمّت بنا العداء الحاسدين, وقوِّ أخوتنا ووحّد صفنا، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين.. قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
عباد الله: ما أحوج الأمة اليوم أفراداً وشعوباً حكاماً ومحكومين أحزاباً وجماعات إلى هذا الحب وهذه الأخوة، وهذا والتراحم في زمن كثرة فيه المشاكل، وتنوعت فيه الخلافات، وقست فيه القلوب، وخبثت فيه النفوس وقامت فيه الخصومات والصراعات، وغابت قوة الحب، وظهر منطق القوة، واختفت لغة الحوار، وسيطرت البغضاء والشحناء والعداوات على النفوس، فأهلكت الحرث والنسل ودمرت الحياة ولا خلاص لنا إلا بالتوبة النصوح من الذنوب والمعاصي.. توبة تدفع غضب الله ومقته عنا قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى 30]..
وأن ندرك جيداً حقيقة الحياة، وأنها لا تدوم، وأن بعدها موتًا وحسابًا وجنة ونارًا، فلنجعل أعمالنا صالحة ونياتنا خالصة لله.. وأن نستشعر أن الأخوة دين أمرنا الله بها في كتابه شأنها كالصلاة والصيام والحج، ولها أهمية عظيمة في حياة الفرد وآخرته، فلا نفرط فيها، وعلينا القيام بحقوقها من الحب والتناصح وسلامة الصدر والتعاون، وأن ننبذ العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقية بأيّ شكل وتحت أي مبرر وغير ذلك..
ويجب أن نستوعب حقيقة بشرية أن التعايش سمة حضارية وحقيقة إنسانية مهما كانت الخلافات، ولن يكون العنف بديلاً عن التفاهم والحوار، وحل المشاكل وبناء الأوطان وازدهارها، فكيف ونحن مسلمين مأمورين شرعاً بذلك.
وإن خير المسلمين والمؤمنين من إذا ذكّر.. ذكر، والتزم وسارع لإرضاء ربه وساهم في سعادة مجتمعه وبناء أمته..
اللهم اختم بالصالحات أعمارنا، وحقق آمالنا وأصلح أعمالنا، وألّف بين قلوبنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين..
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين..
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي