أهمية الصلاة

عقيل بن محمد المقطري
عناصر الخطبة
  1. حاجة البشر للرسل .
  2. كيف تتخلص النفس من الرواسب؟ .
  3. أهم القضايا التي جاء الإسلام ليعالجها .
  4. فوائد تصحيح التصور العقدي .
  5. منزلة الصلاة في الدين .
  6. أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة من أعماله .
  7. ماسحات الذنوب .
  8. صور من أخطاء بعض المصلين .

اقتباس

وبالتالي فإن النفس لا يمكن أن تتخلص من الرواسب دفعة واحدة، وإنما تحتاج إلى شيء من التذليل والتدريب فأي قضية من القضايا تحتاج إلى عزم من داخل النفس للتغيير، وتحتاج إلى خطوات عملية تتبعها هذه الخطوات العملية خطوات إجرائية خطوات تبعد الإنسان...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب : 70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد- صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

فإن الله عز وجل قد أرسل رسله مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، فقطع الله عز وجل بإرسال الرسل كل حجة على الناس، وختم هؤلاء الرسل بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا الرسول الخاتم الذي ختمت به الرسالات وختمت النبوة به صلى الله عليه وآله وسلم فلا نبي بعده.

لقد أنزل الله تعالى عليه القرآن العظيم وأمر بتبليغه الشرائع، وكانت هذه الشرائع تتنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً فشيئاً ولم تنزل على الناس دفعة واحدة ولو أنها نزلت دفعة واحدة لرفضها الناس كلها، ولكن هذه رحمة من الله تعالى؛ لأن أنفس الناس كانت معتادة على طريقة معينة في الحياة.

وبالتالي فإن النفس لا يمكن أن تتخلص من الرواسب دفعة واحدة، وإنما تحتاج إلى شيء من التذليل والتدريب فأي قضية من القضايا تحتاج إلى عزم من داخل النفس للتغيير، وتحتاج إلى خطوات عملية تتبعها هذه الخطوات العملية خطوات إجرائية خطوات تبعد الإنسان عن ممارسة هذا العمل الخاطئ يحتاج إلى إجراءات من أجل أن تتعود النفس على الحياة الجديدة والطريقة الجديدة حتى تستقيم بإذن الله عز وجل، وبعد ذلك تستطيع أن تقف هذه النفس وهذا الإنسان أن يقف بنفس ثابتة.

إن أهم هذه القضايا التي جاء الإسلام ليعالجها هي قضية التوحيد، هذه أعظم قضية قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25]، فما من نبي إلا وكان أول ما صرخ في مسامع قومه أن قال: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، كانت هذه القضية وهو الشغل الشاغل الذي شغل النبي- صلى الله عليه وآله وسلم وهو قضية تصحيح مفهوم الناس في العقيدة.

وفي التصور لهذه الحقيقة فلقد أخذت حيزاً كبيراً من الدعوة وتكلم أهل العلم أن الكفار وقفوا صادين دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم معاندين؛ لأنه بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى القضية الأساسية التي إذا صحت يصح ما بعدها ما بدأ يدعوهم من الأمور الجانبية؛ لأن هذه الأمور الجانبية من السهولة بمكان أن الناس يفعلونها لم يبدأ مثلاً في قضية الربا ولا في قضية النكاح ولم يبدأ في قضية اللباس ولم يبدأ في قضية الأعراف التي كانت موجودة وسائدة بين الناس لأنه لو كان الأمر كذلك لما وجد صدودًا ولا وجد تنافرًا بين المسلمين من جهة وغير المسلمين من جهة أخرى.

هذه أمور ربما أحياناً العقول والفطَر السليمة تقبلها مباشرة، وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعالج هذه القضايا؛ لأن الوقت أحياناً قد يكون فيه شيء من المناسبة لكن ليس هذا هو الأسلوب الذي سلكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسار عليه في كل القضايا وإنما كان أحيانًا ربما يتعمد أنه يتكلم في قضية جانبية أو فرعية، لكن لأن الوقت يرى أنه فيه شيء من المواءمة للكلام عليه لكن كان مركزاً صلى الله عليه وآله وسلم جهده على قضية تصحيح المعتقد جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والناس يعتقدون في الأصنام والأوثان والأحجار والأشجار يتبركون بها ويعتقدون فيها الخير، وأن من استظل بها أو علق ثوبه عليها أو سيفه، فإن الخير والبركة والنصر يكون حليفه والأصنام يتمسحون بها ويعبدونها ويطوفون حولها ويدعونها ويتضرعون بين يديها ويتقربون إليها بالقرابين .. إلخ وكانوا يعتقدون بالجن والشياطين وهلم جر فابتدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الجانب؛ لأنه إذا صح التصور حقيقة الإله ومن تعبده وصفاته سبحانه وتعالى وأنه هو المستحق دون غيره من المعبودات ما بعد ذلك من الأوامر يهون في الفترة المكية كما نعرف.

أيها الإخوة: النبي صلى الله عليه وآله سلم جهده ثلاثة عسر سنة حول تصحيح التصور العقدي وهذا في الحقيقة هو الفاصل بين المسلم والكافر في كل وقت وحين الآن الغرب والشرق الكافر لما ينظرون مثلاً في قضية المسلمين لماذا يخافون منهم؟ لأنه يوجد في تباين في التصور للرب جل وعلا الخالق الرازق المحيي المميت تصور متباين للحياة في هذا الكون ولذلك هم لا يريدون أن يقربوا المسلمين ولا المسلمين منهم بل وقفوا صادين محاربين عادين لكل من يريد أن يغير نمط الحياة يعني التصور العقدي والتصور الفكري المعاملات المالية المعاملات الأخلاقية من أراد أن يخالف ما هم عليه هذا يستحق أن يحارب هذا الشيء الأول الذي اهتم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان أول ما واجه الناس قال لهم : قولوا لا إله إلا الله تفلحوا .

تصحيح المعتقد وكان آخر كلامه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"؛ لأن هذه أيضاً مسألة عقدية فافتتح صلى الله عليه وآله وسلم دعوته بالعقيدة وانتهى بالعقيدة وكان الأمر الثاني الذي اهتم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بداية الدعوة هي قضية الصلاة في الفترة المكية كانوا يصلون ركعتين ركعتين ففي الفترة المكية لم يكن شيء إلا الصلاة والعقيدة، فظل ثلاث عشرة سنة فقط يدعو إلى هذا الأمرين أين الزكاة أين الصوم أين الحج أين الجهاد؟ أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أين الدعوة إلى الله تعالى أين بقية الشرائع ؟

كل هذه جاءت بالفترة المدنية وبالتالي نجد أن الذين تربوا على صحة المعتقد كانوا هم في الحقيقة القواعد الأساسية للبناء الذي يريد مثلاً أن يبني عشرين دور ثلاثين دور ما يفعل لها قاعدة متر × متر يعمل قواعد قوية تتحمل هذا الأساس بقوة فهؤلاء الذين صقلتهم التربية في الفترة المكية تغلغلت العقيدة في أنفسهم تغلغلت الصلاة في أنفسهم هم الذين كان الواحد منهم يقول: أنا نصف الإسلام، والثاني يقول: أنا ثلث الإسلام يعني ثالث واحد في الإسلام أنا ربع الإسلام يعني أنا رابع واحد في الإسلام، ولذلك تحملوا المشقة وتحملوا البلاء وتحملوا العذاب هذا الذي ربما لو رآه الواحد منا لسقط مغشياً عليه يعني خباب بن الأرت رضي الله عنه التي كانت مولاته تحمي له الحديد بالنار حتى يحمر فتكويه في جسده حتى يبرد مما يبرد قال : يبرد من ودك ظهره من شحمه ينطفئ فتحميه مرة ثانية يعني مثل هذا مرة ومرتين وثلاث وأربع .

الواحد منا الآن لو لذعة نار عياذاً بالله ربما يتراجع عن دينه وبلال الذي كان بالسياط والصخر في صدره وفوق التراب الحار ويسحب ويجلد ولا يزيد عن ذلك إلا أن يقول : أحد أحد يغيض الكفار وأنه لا يمكن أن أتراجع عن ديني ولو قطعتموني إرباً إرباً.

إذاً عندنا الآن شقان : الشق الأول تصحيح العقيدة الشق الثاني قضية الصلاة التي هي عمود الدين من أقامها أقام الدين من ضيع هذه الصلاة ضاعت أعماله كلها ولذلك نلاحظ أن حتى في إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرسل لما أرسل معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال له : إنك تأتي قوماً أهل كتاب يهود نصارى -كان اليهود موجودون في صنعاء وما حولها النصارى موجودون في نجران وهي من اليمن-.
قال : تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى ما؟ قال: الصلاة.

ما قال إلى أن يتركوا الربا اتركوا شرب الخمر اقتلوا القاتل فيما بينكم فليكن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يوحدوا الله تعالى أن يقولوا : لا إله إلا الله طبعاً العرب تعرف ما معنى لا إله إلا الله ما تلفظ بها وما تعرف معناها الآن كثير من المسلمين يقول : لا إله إلا الله لكن ما معناها؟ يعني قريش بكفرها وإلحادها لما قال: لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا مباشرة الصورة عندهم واضحة ما معنى لا إله إلا الله قالوا : أجعل الآلهة إلهاً واحداً يعني هذا الرجل يريدنا أن نترك 360 صنماً حول البيت ونعبد واحد الذي في السماء إن هذا لشيء عجاب عجيب؛ أمر الرجل هذا ما يصلح يعني يريدونها مثل ما هو الآن ديمقراطية يعبد ما شاء ويقول ما شاء ويفكر بما يشاء ويصنع ما يشاء أجعل الآلهة إلهاً واحداً، إن هذا لشيء عجاب معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله غيره ما يستحق العبادة هذه معبودات آلهة شمس تعبد قمر يعبد إله شجر تعبد إله حجر تعبد إله بقرة تعبد إله وهكذا هذه كلها آلهة فكر يُعبد، إله قانون يُعبد، إله يعني الإله قد يكون أمر محسوس وقد يكون أمر معنوي ما تحسه فكر مجرد فكر تصور هذا يعتبر إله قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية: 23]، يعبد هواه ما هواه فعله وما خالف هواه ولم يدخل مزاجه تركه هذا إله هذا شيء الشيء الثاني كما قلنا قضية الصلاة فرضت في أول الدعوة في مكة وكان من أواخر ما نطق النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم".

يُغشَى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيصب الماء عليه ثم يفيق أين الناس ماذا صنع الناس ؟ قالوا : ينتظرونك يا رسول الله تخرج لتصلي بهم فيحاول أن يقوم فيغشى عليه مرة أخرى يرش بالماء وهكذا مرات ماذا صنع الناس ؟ قالوا : ينتظرونك تخرج تصلي بهم ثم لما لم يستطع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقوم أبو بكر يصلي بالناس فيجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خفة فيقوم فينظر إلى الناس وهم يصلون فيتبسم ويتهلل وجه صلى الله عليه وآله وسلم هذا في آخر حياته صلى الله عليه وآله وسلم لأن الصلاة كما قلنا العمل الأول الذي يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة ما يحاسب ما أكلت.. ما شربت ما عملت؟ لما خرجت؟ لماذا دخلت ؟

أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة من أعماله الصلاة من حقوق الله تعالى الصلاة طيب إنسان عقيدته خراب تصح صلاتهما؟ تصح أركان الإسلام تأتي هكذا أولاً التوحيد بعدها يأتي الصلاة مباشرة كما في حديث معاذ رضي الله عنه: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوقَّ كرائم أموال الناس".

وهكذا بالترتيب لا يصح الصلاة بدون التوحيد لا يصح الزكاة بدون الصلاة ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه: والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة.. ليس هناك فرق الصلاة ركن وهذه ركن، هذه حق البدن وهذه حق المال، "أول ما يحاسب عليه الإنسان الصلاة قال : فإن صحت صح سائر عمله وإن بطلت يبطل سائر عمله" إذا حصل شيء من النقص في هذه الصلاة الله تعالى من رحمته يقول: "انظروا هل لعبدي من نوافل" قالوا: نعم كان يقوم الليل كان يصلي السنن كان وكان … الخ . فيقول : أكملوا به اجبروا بها نقص صلاته لأهمية الصلاة يا إخوان ربنا جل وعلا استدعى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى سدرة المنتهى بقية الشرائع كان ينزل جبريل عليه السلام إلى الأرض، فيقول : الله يقول لك كذا وكذا لكن الصلاة عرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلف بخمسين صلاة تصوروا لو كلفنا بخمسين صلاة كيف يكون الحال ؟

كيف سنأكل كيف سننام كيف سنشتغل متى ومتى ؟ فينزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيلقاه موسى عليه السلام . فيقول : ماذا فرض عليك ربك ؟ فيقول: خمسين صلاة فيقول : ارجع إلى ربك فسأله التخفيف لقد جربت هذا في بني إسرائيل ما قدروا فيرجع إلى أن فرض خمس.

فيقول : ارجع فيقول قد استحييت من ربي فيقول الله تعالى : هن خمس في العمل وخمسون في الأجر، الحسنة بعشر أمثالها هذا لأهمية الصلاة الصوم فرض في الأرض الحج فرض في الأرض الجهاد فرض في الأرض الزكاة فرضت في الأرض ينزل جبريل عليه السلام بالأمر أما الصلاة فرضت فوق في السماء وعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجلها ولذلك كما قلنا هي تأتي في الدرجة الثانية بعد التوحيد جميع الأعمال الأخرى والأركان الأخرى زكاة لا تصح بدون صلاة صوم لا يصح بدون صلاة حج لا يصح بدون صلاة ولذلك صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".

من تركها فقد كفر الفرق بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة، فالصلاة مهمة جداً ولذلك كما قلنا إن هذه الصلاة لأهميتها فرضت في الفترة المكية في بداية الإسلام بالتالي نجد أنه حين هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أول عمل قام به بنا المسجد لماذا بنى المسجد ؟ لأهمية هذه العبادة حتى في بداية وصوله إلى المدينة ما كان في صيام الصيام فرض في السنة الثانية للهجرة الجهاد فرض فيما بعد الزكاة فرضت مع الصوم في السنة الثانية للهجرة كل هذا لأهمية الصلاة لإيجاد مكان يجتمع فيه الناس يتناشط فيه الناس لأداء العبادة يؤدونها بصورة طبيعية ينشط بعضهم بعضاً يأخذ بعضهم من صفات بعض يعني لو أن الإنسان بقي يصلي وحده في البيت ربما يأتي فترة ثم يترك الصلاة لكن في حال الدخول والخروج ومواجهه الناس والنظر في أحوال الناس في صلاة الناس في أخلاق الناس في سلوكيات الناس تأخذ منهم من أجل هذا انظروا في الحكمة من إخراج النساء إلى صلاة العيد المرأة الحائض التي لا تصلي لماذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإخراجها؟

قال : يشهدن الخير ودعوة المسلمين يشهدن الخير الذي يثبت عندهن الإيمان ما تكون متذبذبة تشعر أنها ليست وحدها في هذا الطريق الناس كلهم عباد لله تعالى تنظر في سلوكيات الناس في أخلاقيات الناس يرجع الإنسان بقوة إيمانية غير عادية بالله عليك أنت لما تصلي في البيت وحدك وتصلي في المسجد سواء ما تشعر في مزيد إيمان إذا ما تشعر بمزيد إيمان اتهم نفسك إذا ما تشعر بخفة ورضي في النفس اتهم نفسك إذا ما تشعر بأنك فعلت شيئاً ما هو في الطريق الصحيح إذا لم تمقت نفسك وأنت تؤدي عبادة بعيد عن المسلمين، فمعنى هذا أنه راجع نفسك راجع قلبك وصل قلبك إلى درجة أنه مريض وأنت لا تشعر بهذا المرض بل تنكر أنك مريض إلا في حال الإنسان مضطر كان الرجل يا إخوان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتهم بالنفاق إذا ما خرج يصلي ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف لماذا ؟

لأنه ما يرتاح حتى يصلي مع الناس مع أنه لو صلى في البيت معذور هذا شيء الشيء الثاني حتى لا يتهم ويقال فلان هذا نافق أو فلان هذا مريض قلب لكن أقول إنسان معذور مريض هذا عذره مقبول عند الله تعالى أو مثلاً في يوم من الأيام أخذه النوم فلم يفق إلا بعد أن صلى الناس النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنه لا تفريط في النوم إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصلها حين يذكرها ومن الغد للوقت".

إنسان مستيقظ أو عنده القدرة على أن يستيقظ أو عنده الآلات والوسائل التي تؤهله لأن يستيقظ يقوم ويؤدي الصلاة ومع هذا لا يفعل هذا، فهذا هو التفريط ومن هنا يا إخوان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل ثلاث صلوات من أهم الصلوات من حافظ عليهن يحافظ على الصلاة قال الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].

الصلاة الوسطى هذه وقت العصر، وتأتي في وقت نوم وقت قيلولة الناس ينامون بعد الغداء أو عندنا في الدواوين، لا يقوم إلى المسجد في مثل هذا الوقت وهذا الظرف إلا من كان عنده إيمان قوي يترك شهوته وراحته يترك الناس ربما ويخرج من أجل أن يركع ويسجد لله تعالى وقال أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم: "أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر وقال لو يعلمون ما في العتمة والفجر" ما الأجر العظيم ؟ صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".

من أجل هذا قال : أثقل الصلوات على المنافقين لأنه أصلاً هؤلاء الناس يسهرون الليل يضيعون هذا الوقت الثمين إما في اللهو واللعب عياذاً بالله تعالى المنكر المعصية ..الخ ثم وقت الفجر غائبين غير موجودين وكانوا يغيبون يا إخوان لأنه كان ما فيش أضواء أما في صلاة الظهر في المقدمة وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك صلاة العصر والمغرب لكن في العشاء لا أحد يدري من حضر ومن لم يحضر من أجل هذا هذه الصلاة من حافظ عليها وداوم عليها فإنه يداوم على بقية الأعمال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتر أهله وماله".

لأهمية هذه العبادة خاصة هذه الصلوات الثلاث التي قلنا والله تعالى ما خص العصر إلا لأهميتها قال الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].

هذه الصلاة يا إخوان هي عبارة عن ماسحات للذنوب الصلاة إلى الصلاة مكفر لما بينها إذا اجتنبت الكبائر تمسح عنك الذنوب الصلاة إلى الصلاة مباشرة الوضوء حينما تتوضأ تتمضمض يخرج الذنوب من فمك عند آخر قطرة ماء تغسل وجهك ذنوب عينيك تتساقط تغسل يديك ذنوب يديك تتساقط تمسح رأسك ذنوب رأسك تتساقط تغسل رجليك ذنوب رجليك تتساقط إذا كانت هذه الذنوب كلها تتساقط لماذا الزيادة بعد ذلك الحسنة وضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشبه الصلاة مثل النهر الجاري فقال صلى الله عليه وآله وسلم : "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا".

ما تبقي شيء من ذنوبك إطلاقاً هذه الصلوات الخمس أما النوافل هذه زيادة كما قلنا الصلاة لأهميتها كما قلنا جاءت ووردت في آيات متكاثرة ما ورد في القرآن من الآيات الحاثة على العمل مثل الآيات التي وردت تحث على إقامة الصلاة، فينبغي على الإنسان أن يحافظ على هذه الصلاة قال صلى الله عليه وآله وسلم: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة".

الصلاة يعني يجب على المسلم أن يحافظ عليها بكل ما استطاع من قوة وأن يعمل جميع الوسائل التي تعينه على أداء هذه الصلوات وألا يفتقد في وقت يؤذن فيه بالصلاة وأن يحافظ عليها في بيوت الله تعالى ولذلك الصلاة في المسجد تزيد على صلاة الرجل في بيته وسوقه بسبع وعشرين درجة هذه المزية يتركها كثير من الناس يقول : الحمد لله أنا أصلي صحيح أنت تصلي لكن ما عندك العذر المقبول الذي به تنال هذا الأجر والثواب الذي ناله من صلى في جماعة قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا".

هذا إذا مرض أما إذا كان صحيحاً أو لم تكن مسافراً فإن ذلك الأجر يفوتك تماماً من أجل هذا ركّز النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن تكون هذه الصلاة في خشوع وفي خضوع وأن يؤديها كذلك وفق سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا يؤديها كما يفعل كثير من الناس يعني حسب ما اعتاد يعني مثلاً.

من الأخطاء التي يفعلها بعض الناس أنه لا يرفع يديه حذو منكبيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمنا أنك إذا أردت فعلاً أن تخشع في الصلاة نشكو من قسوة القلب ولا نخشع في الصلاة؛ لأننا أساساً ما أدينا الصلاة كما أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلترفع يديك حذو أذنيك أو منكبيك وتكون بطون اليدين تجاه القبلة وتكبر وتضع يدك اليمنى على يدك اليسرى في صدرك وقبض اليدين على الصدر يكون بطرق منها : ضمها مع الرسغ ومنها : وضعها على الرسغ وضعاً ومنها : أن تمد الساعد على الساعد وورد في سنن البيهقي بقبض الساعد الشيء الآخر أنك حينما تريد أن تركع فلابد أيضاً أن تعمل السنة هنا فتعود مرة أخرى لترفع يديك بنفس الطريقة الأولى ثم تكبر وتقبض على ركبتيك قبضاً وتجعل ظهرك مستوٍ ويا حبذا لو أن كل واحد منا يعلم إخوانه ويعلم أصدقاءه ويعلم أولاده يعلمهم كيف يكون وضع الظهر بعض الناس ينكس رأسه إلى أسفل وبعض الناس فوق لكن ما المانع إما في المسجد وإما في البيت يقول : اركع وأنا أريك كيف؟ يقول : لا مد قليلاً ارفع بطنك ارفع ظهرك قليلاً ارفع رأسك حتى يكون مستويًا، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ركع لو صُب الماء على ظهره لاستقر الماء على ظهره هذا كله يورث عندك الخشوع وتشعر بلذة هذه العبادة.

والله يا إخوان بعض الناس أراهم في المساجد تقول : هذا لا يصلي يعني بمجرد ما ضم يديه ركع وارتفع وسجد ثم ركع وسجد.. يعني دقيقة واحدة صلى ركعتين السلام عليكم السلام عليكم وخلاص مشى وربما يصلى أحياناً ثمان واحد بجواره صلى ركعتين وهو قد صلى ثمان. تقول : ليتك ما فعلت وليتك ما صليت لأن هذه إساءة وما هكذا يجل الرب سبحانه وتعالى الصلاة هي مناجاة لله عز وجل خضوع وخشوع وتذلل بين يدي الله عز وجل.

صل ركعتين بخشوع وخضوع أفضل من أن تصلي مائة ركعة بهذه الكيفية ثم في حال القيام لابد أيضاً أن يقف الإنسان ويطمئن أعضاءه خاصة بعد الرفع من الركوع وحين السجود لا بد أن يسجد كذلك بطريقة كما علمنا صلى الله عليه وآله وسلم.

والأفضل أن يسجد الإنسان على يديه إذا لم يستطع يقدم ركبتيه في حال السجود بعض الناس ينكمش لا امتد لقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمد يديه ويرفع ذراعيه حتى لو وجدت بهمة صغيرة يمر وكان يرى بياض إبطيه صلى الله عليه وآله وسلم وسواء كان هذا الأمر للرجل أو للمرأة ما في فرق بين الرجل والمرأة في الصلاة بعضهم يقول : لا المرأة تضم بعضها إلى بعض هذا ليس بصحيح المرأة كالرجل سواء بسواء ولم يرد شيء ما يخص المرأة في قضية الصلاة أو كيفية الصلاة الفارق فقط هو في اللباس لباس المرأة وعورة المرأة في داخل الصلاة في حال السجود لابد من الاطمئنان في حال العودة الجلوس بين السجدتين لابد من الاطمئنان وهكذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم ذلك الرجل المسيء صلاته كيفيه الصلاة ركعة واحدة.

ثم قال : "افعل ذلك في صلاتك كلها"، وللأسف الشديد أن بعض الناس لو جئت تعلمه كذا وحده تقول له تعال القضية على كذا وكذا يقول : تجيء تعلمني أنا وأنا عمري الآن سعين سنة يعني أنا ما أعرف الصلاة يعني ما تعرفون إلا أنتم الطالعة الجديدة هذه الناس الآخرين ما يعرفون لا الإنسان يحتاج دائماً إلى شيء من المراجعة مع المدى أحياناً الإنسان يستسهل بعض الحركات والأعمال حتى تصل إلى درجة أنها مخالفة للسنة تماماً يعني كما قلنا أنظر أنت هكذا نظرة عابرة دون أن تدقق النظر في الناس لا تجد الناس إذا أرادوا أن يصلوا يرفع يديه يختلفون في ذلك السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمنا طريقة معينة هي التي ينبغي أن تعلمها كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "وصلوا كما رأيتموني أصلي".

وخلاصة الأمر أنه لا بد من المحافظة على الصلاة وأن نقطع كل عمل يحبسنا عن أداة الصلاة ولا يمكن أن يبارك للإنسان في أي عمل يعمله وهو يقطع الصلاة، الصلاة مقدمة على كل شيء من أجل هذا فرضها الله تعالى حتى في وقت الجهاد هذا كله لأهمية الصلاة والله يا إخوان لو وجدت الهمة كما قلنا إنسان يريد أن يغيّر حياته يستطيع لكن أولاً توجد الهمة بعد الهمة تأتي الخطوة الثانية وهي الخطوات العملية كثير من الناس كانوا يمشون في طرق معوجة كانوا مقلقين للمجتمعات وفي فترة وجيزة صاروا من أصلح الناس كيف حصل هذا التغير ؟

لما أوجدت العزيمة في الشخص هذا على أنه يصلح من ذاته بعض الناس كان مثلاً يصلي لكن ما تجده في المساجد يصح يصلي لكن في بيته لما جاءت الهمة عنده وبدأت الخطوة الأولى صلى الفجر في جماعة والظهر كذلك الصلوات كلها في جماعة وكان يصليها ملخبط ولما وجدت الهمة على أنه يتعلم وفعلاً قرأ أو تعلم أو سمع وجدته يصلي على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كل حال ينبغي أن نحافظ على الصلاة نجيب دعوة الله تعالى حيث ينادى بهذه الصلوات ولنعلم أنها من أهم الأعمال بعد توحيد الله تعالى.

فنسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا ممن يحافظ على هذه الصلوات يا أرحم الراحمين .

والحمد لله رب العالمين.
 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي