..لكن يوجد الآن من يحول التاريخ، بالسنة الميلادية، لعيسى ابن مريم عليه السلام؛ ليضيعوا على الناس تاريخ الهجرة الشرعية، وينسوهم الأوقات الفاضلة, كالصوم, وحج بيت الله الحرام, والأعمال المرضية.
فينبغي للمسلم أن ينتبه لنفسه، ويحذر من كيد أعدائه، لا يكون مغفلاً، خصوصاً الحذر من ...
الحمد لله الذي فاضل بين الشهور والأيام، وقدر تكرر الدهور والأعوام، ففضل شهر رمضان, وعشر ذي الحجة، وجعل لشهر عاشوراء، المسمى بالمحرم، فضلاً شاع بين الأنام. فسبحانه من إله عظيم، يفعل ما يشاء؛ لأسرار وحكم عظام. خلق آدم بيده, ونفخ فيه من روحه، وأسكنه جنته, وأسجد له ملائكته الكرام، ثم ابتلاه بالذنب؛ ليتصف بالذلة, والخضوع لربه والاستسلام، ثم وفقه للتوبة، وحباه بالهدى والإكرام، وخذل إبليس وطرده من رحمته، وصُحْبة الكرام.
ونجى نوحاً, ومن آمن معه، من الغرق العظيم العام، ورفع إدريس فوق السماء الرابعة, فنعم الرفعة والمقام، وأطفأ نار نمرود عن خليله إبراهيم، وأبدل حرها، بالبرد والسلام. ورد على يعقوب ولده يوسف عليهما السلام. وغفر لداود ذنبه، وجعله خليفة ينفذ الأحكام.
ونجى موسى وقومه, من فرعون ذي الطغيان, والإجرام. ورفع عيسى إليه, وكفاه شر اليهود الخبثاء اللئام، وفضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وشرفه على جميع الأنام، وجعل كتابه مهيمنا على جميع الكتب, وحاكماً على جميع الأحكام.
وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, المتفرد بالبقاء والعز والدوام، شهادة مبرأة من الشرك والشكوك، و الخرافات والأوهام. وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أشرف مرسل وأفضل إمام.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى, ونور الظلام.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم استقبلتم عاماً جديداً وعمراً مديداً، فليهنكم هذا العام. عسى الله أن يجعل العمل صالحاً حميداً، وفي مرضاة الله مسارعاً سعيداً، وعن معاصي الله, وما يسخطه بعيداً.
وقد جاء في الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, أنه قال: "خيركم من طال عمره, وحسن عمله، وشركم من طال عمره ,وساء عمله".
وجاء الحث على صيام عاشوراء، كما جاء في الحديث الشريف: "أفضل الصيام، بعد شهر رمضان، شهر الله المحرم".
وكان في أول الإسلام صومه واجباً، لكن لما فرض صوم شهر رمضان, صار مستحباً، وهو بداية السنة الهجرية، على صاحبها, أزكى الصلاة, وأفضل التحية.
لكن يوجد الآن من يحول التاريخ، بالسنة الميلادية، لعيسى ابن مريم عليه السلام؛ ليضيعوا على الناس تاريخ الهجرة الشرعية، وينسوهم الأوقات الفاضلة, كالصوم, وحج بيت الله الحرام, والأعمال المرضية.
فينبغي للمسلم أن ينتبه لنفسه، ويحذر من كيد أعدائه، لا يكون مغفلاً، خصوصاً الحذر من أعداء الإسلام، فالعاقل يتفطن في أمره، وينظر في حاله, ومبدئه ومآله، حتى يعترف على نفسه, بالتقصير والخطأ، ويتعرف لربه بالفضل والإكرام.
وإنّ الليالي والأيام خزائن، كما جاء في الأثر: " إنّ هذه الأيام والليالي خزائن؛ فانظروا ماذا تضعون في خزائنكم".
"فالمتقون يجدون في خزائنهم، العزة والكرامة، والمفرطون يجدون في خزائنهم، الحسرة والندامة".
وإنّ الإنسان سوف يُسأل يوم القيامة, كما جاء في الحديث: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة, حتى يُسأل عن أربع, وفي لفظ عن خمس: عن شبابه فيم أبلاه؟ وعن عمره فيم أفناه؟ وعن ماله من أين اكتسبه, وفيم أنفقه؟ وعن علمه فيم عمل به".
وفي الحديث الآخر: "بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسيا, أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر".
وفي الحقيقة إنّ السنة بعددها اثنا عشر شهراً، فيها فرصة للعمل الصالح, لا يضيعها الإنسان على نفسه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة:36].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنّه هو الغفور الرحيم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي