حكم اللحوم المستوردة

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
عناصر الخطبة
  1. شروط جواز المذبوح من بهيمة الأنعام .
  2. من طرق الكفار في إزهاق روح الحيوان .
  3. حكم اللحوم المستوردة .
اهداف الخطبة
  1. تعليم الناس بحكم اللحوم المستوردة
  2. التنفير من الأمور المشتبهة .

اقتباس

وكثير من البلدان الخارجية يستعملون الخنق، والبعض يستعمل الصعق بالكهرباء، والبعض يستعمل الغطس بالماء، والبعض يعلق الدجاج، والأغنام، ولا تقطع رؤوسها إلا بعد موتها؛ لئلا يخرج الدم. وهذا حرام ولا يجوز، وهو ميتة، حرمها الله. كما نص عليه القرآن الكريم في قوله ..

 

 

 

الحمد لله الذي لا واضع لمن رفع، ولا رافع لمن وضع، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا جامع لما فرق، ولا مفرق لما جمع، خلق كل شيء؛ فأتقن ما صنع. أحمده سبحانه حمد من أناب إليه ورجع، وأشكره على ما صنع، وعلى ما صرف من المكروه ودفع.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إلهٌ عظيم، ذل لعزته كل شيء وخضع، ومن خشيته سبحانه، اندكّ الجبل وانصدع.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أفضل مهتد، وأكمل متبع، الذي أشاد منار الإسلام ورفع، وهدم قواعد الشرك ووضع.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أهل التقى والورع.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وراقبوه مراقبة من يؤمن أنه يعلم السر وأخفى، وللحكمة شرع ما شرع.

وإنّ من الواجب على المسلم، النصيحة للمسلم، وتذكيره لأخيه المسلم بالخير والهدى؛ ليعجّل به، وتنبيهه عن الشر والردى؛ ليجتنبه ويحذر أن يقع فيه.

وإنّ من أهم ما يلاحظ الإنسان، ما يدخل بطنه من مأكل ومشرب، فإن الشرع اعتنى بالتنبيه على ذلك، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة:172].

وقال: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ) [الأنعام:118].

وحذر من ضد ذلك، فقال: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام:121].

وإن من السنن المتأخرة صار يجلب إلينا لحوم، لا يُدرى عن أصلها، بعضها مطحون ومعلبات، وبعضها دجاج، وأغنام، لا نعلم طريقة ذبحها، هل هو شرعي، أم غير شرعي؟. بل جلب إلينا من بلدان غير إسلامية. ولا شك أنّ ما أحل الله لنا من بهيمة الأنعام، والطيور يشترط لذبحها شرطان:

الأول: أن يكون الذابح مسلماً، أو كتابياً.

والثاني: أن يكون الذبح على الطرق الشرعية.

وكثير من البلدان الخارجية يستعملون الخنق، والبعض يستعمل الصعق بالكهرباء، والبعض يستعمل الغطس بالماء، والبعض يعلق الدجاج، والأغنام، ولا تقطع رؤوسها إلا بعد موتها؛ لئلا يخرج الدم. وهذا حرام ولا يجوز، وهو ميتة حرمها الله. كما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) [المائدة: 3].

والبعض يتولى ذبحها غير مسلم، ولا كتابي، بل وثني، أو شيوعي ملحد، أو مجوسي، وهؤلاء لا تحل ذبيحتهم؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام؛ فمن أسلم قبل منه الحق، ومن أبى كتب عليه الجزية، على أن لا تؤكل لهم ذبيحة، ولا تنكح منهم امرأة.

فاتقوا الله عباد الله، وتأكدوا مما تأكلون؛ فإنّ أكل الحرام يوجب رد الدعاء؛ ولأنه ينبت عليه اللحم والعظم. في الحديث: " لن يدخل الجنة لحم نبت من سحت".

وهذه اللحوم على ثلاثة أقسام:

قسم عرفنا أنه بذبح مسلم أو كتابي بطريقة شرعية فهو حلال، وقسم تحققنا أو غلب على ظننا أنه بطريق شرعي فلا إشكال فيه، وهو حلال.

ولا يجوز للمسلم أن يحل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، بغير دليل.

وقسم لم نعلم حقيقته، وقد جاء من كفار لا يوثق بهم، ولا يؤمنون على أمور المسلمين، لا سيما الذبح، فهو يكون مشتبهاً، والأولى تركه، والبعد عنه، وفيما أحل الله لنا في بلدنا ما فيه الكفاية.

 

أما الذي لا يبالي، أو لا يسأل، فإنه على خطر عظيم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) [المائدة: من الآية3-4].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
 

 

 

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي