إذاً؛ فالمــاء نعمة عظيمة تحتاج إلى الشكر، وإنَّ شُكْرَ اللهِ -تباركَ وتعالى- على نِعْمَةِ الماءِ لا يقتصرُ على الشُّكْرِ باللسانِ، بلْ يَتعدَّاهُ إلى الشُّكْرِ بِحُسْنِ التَّصرُّفِ فيهِ وحُسْنِ استِغْلاَلِه، والاقتصادِ والتَّرشِيدِ في استِعمالِه. فأَيُّ إِسْرافٍ في استِعْمَالِ الماءِ هوَ تصرُّفٌ سيّءٌ، وسلوكٌ غيرُ حَميدٍ، جاءَ...
الحمدُ لله القويِّ المتين، القاهرِ الظاهرِ الملكِ الحقِّ المبين، لا يخفى على سمعِه خفيُّ الأنينِ، ولا يعزُب عن بصرِه حركاتُ الجنِين، ذلَّ لكبريائِه جبابرةُ السلاطين، وَقدر وقضى بحكمتِه وهو أحْكَمُ الحاكمين، أحمده حمْدَ الشاكِرين، وأسْألُه مَعُونَةَ الصابِرين.
وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له إِلهُ الأوَّلين والآخرين، وأشَهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه المصطَفَى على جميع المرسلين، المؤيد بالروح الأمين، وبالملائِكةِ المنزَلين، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابِعين لهم بإحْسانٍ إلى يومِ الدين، وسلم تسليماً.
أمَّا بَعْـــد: عبـــــــاد الله: الماء نعمة من الله عظيمة، وهبةٌ من المولى جزيلة، به تدوم الحياة، وتعيش الكائنات، وتخضرّ الأرض، وتُنبت من كل زوج بهيج، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الحج:5-6].
وهو عنصر الحياة، وسبب البقاء، قال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء:30].
وبه تعقد الآمال، وتطيب النفوس، وتهدأ الخواطر، وتتفاءل الأرواح، وتنشر الرحمة؛ قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى:28].
وهو أغلى من المُلك، وأثمن من الجواهر، وهو نعمة الله الكبرى ومنته العظمى؛ قال -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) [الواقعة:68-69].
دخل ابن السماك على هارون الرشيد الخليفة العباسي يوما، فاستسقى الخليفة فأُتي بكأس بها ماء، فلما أخذها قال ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين! لو مُنِعْتَ هذه الشربة؛ بكم كنت تشتريها؟ قال بنصف ملكي. قال: اشرب؛ هنأك الله -تعالى- يا أمير المؤمنين!.
فلما شربها قال: أسألك بالله! لو مُنعت خروجها من بدنك؛ بماذا كنت تشترى خروجها؟ قال بجميع ملكي. قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء! فبكى هارون الرشيد.
يا الله! ملك يمتد من الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً لا يساوي شربة ماء! فما بال الدماء اليوم تسفك، والمدن تُحْرَق بلهيب الصواريخ وقنابل الطائرات؟! وما بال الدماء تسفك، والقتل على مرأى ومسمع في بلاد المسلمين اليوم؟!.
وأي ملك يراد بعد أن هجّرت الشعوب، وحل الخوف، وذهب الأمن؟ وأي قيمة للملك والسلطان بعد أن ذهبت قيمة الإنسان وكرامته وحريته؟ وأين شكر هذه النعمة، والله -تعالى- يقول: (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ) [الواقعة:68-70]، أجاج، أي: شديد الملوحة.
وإذا ترى الجبل الأشَمَّ مناطحًا *** قِمَمَ السَّحاب فسَلْه من أرساكا؟
وإذا ترى صخرًا تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شقَّ صَفَاكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزُّلالِ *** جرى فسَلْه من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأُجاج *** طغى فسَلْه من الذي أطغاكا؟
ستجيب ما في الكون من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّكا
يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاكا
عبـــــــاد الله: إن هطول الأمطار من الأسباب الرئيسة لوجود الماء ووفرته، وهي من نعم الله العظيمة على البلاد والعباد، والأرض والشجر والطير والدواب والأنعام، قال -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة:164].
والأمطار نعمة يجب أن تتفكر لعظمتها العقول، وأن تخاف لفقدانها القلوب، وأن تلهج بذكر الله لدوامها ألسن المؤمنين، وقلوب الموحدين، وجميع العالمين؛ قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الروم:24].
عن أنس بن مالك: أن أعرابياً دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب، فاستقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكَت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه، ثم قال: "اللهم أغثنا! اللهم أغثنا! اللهم أغثنا!".
قال أنس: ولا والله! ما نرى في السماء من سحاب! وما نزل رسول الله من منبره حتى انحدر الماء من لحيته صلى الله عليه وسلم. فقد كانت المساجد تسقف بسعف النخل.
ويمر أسبوع كامل والمطر يسقط على البلاد والعباد، فلما كانت الجمعة التي بعدها دخل ذلك الرجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا.
قال: فرفع رسول الله يديه، ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر". قال أنس: فأقلعت، وخرجنا نمشي في الشمس. رواه البخاري.
وهذا هو الدعاء الذي ينبغي أن يتعلمه المسلم ويقوله عند اشتداد هطول الأمطار، وخاف على نفسه وماله وأهله.
ولذلك كان المسلمون على تعاقب العصور والأزمان ينظرون إلى تأخر المطر وقحط السماء وجدب الأرض على أنه نوع من العقوبة الإلهية بسبب الذنوب والمعاصي والسيئات، فيبادرون إلى التوبة والإنابة إلى الله.
خرج أهل دمشق يستسقون وفيهم بلال بن سعد، فقام فقال: يا معشر من حضر، ألستم مقرين بالإساءة؟ قالوا: نعم، قال: اللهم إنك قلت: (ما على المحسنين من سبيل)، وقد أقررنا بالإساءة، فاعف عنا، واسقنا. فسُقي الناس يومئذ بإذن الله.
إذاً؛ فالمــاء نعمة عظيمة تحتاج إلى الشكر، وإنَّ شُكْرَ اللهِ -تباركَ وتعالى- على نِعْمَةِ الماءِ لا يقتصرُ على الشُّكْرِ باللسانِ، بلْ يَتعدَّاهُ إلى الشُّكْرِ بِحُسْنِ التَّصرُّفِ فيهِ وحُسْنِ استِغْلاَلِه، والاقتصادِ والتَّرشِيدِ في استِعمالِه.
فأَيُّ إِسْرافٍ في استِعْمَالِ الماءِ هوَ تصرُّفٌ سيّءٌ، وسلوكٌ غيرُ حَميدٍ، جاءَ النهيُ عنهُ صَرِيحاً في القُرآنِ المجيدِ، يقولُ اللهُ -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف:31].
وإذا كانَ الإسرافُ في استعمالِ الماءِ لِلشُّربِ مَنْهيّاً عنهُ وممنوعاً مِنْهُ؛ فإِنَّ استعمالَه بإِسْرافٍ في مجالاتٍ أُخْرَى أَكْثَرُ مَنْعاً وأشدُّ خَطَراً.
عبـــــــاد الله: والماء جندي من جنود الله به يعزّ أولياءه، وينصرُ جنده، ويهلك أعداءه، وهو سوط عذابه، به ينتقم من الجبابرة والظلمة.
هذا فرعون الذي كان يتباهى بقوته فيقول كما أخبر -سبحانه وتعالى-: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الزخرف:51]، فماذا كانت النتيجة؟ قال -تعالى-: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ) [الأنفال:54].
وقوم نوح -عليه السلام- عندما عصوه وكذبوه وتمادوا في غيهم وكفرهم أذن الله بهلاكهم، قال -تعالى- مصورا الماء وقد طغى بأمر الله على الأرض فأغرق مَن فيها إلا نوحاً ومن معه في السفينة من المؤمنين: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) [هود:42-43].
لا عاصم ولا منجى من الله إذا أذن، مهما كانت قوة البشر، ومهما كانت قدراتهم.
صنع الإنجليز باخرة عظيمة، كانت كما يقولون فخر صناعاتهم، ثم انطلقت في رحلة ترفيهية حاملة على متنها علية القوم ونخبة المجتمع كما يصفون أنفسهم، وقد بلغ الفخر والاعتزاز ببناة السفينة درجة كبيرة من الصلف والغرور فسموها الباخرة التي لا تقهر، بل سمع أحد أفراد طاقمها يتشدق فخراً أمام بعض كبار ركابها بما ترجمته: حتى الله نفسه لا يستطيع أن يغرق هذه السفينة! جل الله وتعالى وتقدس! لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يحيي ويميت؛ فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون!.
وفي اليوم الثالث من سيرها في المحيط الأطلسي، وفي خضم كبرياء صناعها وركابها، تصطدم بجبل جليدي عائم فيفتح فيها فجوة بطول تسعين متراً ، وبعد ساعتين وربع تستقر الباخرة التي لا تقهر -كما زعموا- في قعر المحيط ومعها ألف وخمسمائة وأربعة ركاب، وحمولة بلغت ستة وأربعين ألف طن.
(فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت:40].
والماء؛ رغم سهولته وليونته ورقته، فقد جعله الله -سبحانه وتعالى- سوط عذابه، ونذير نقمته، من هوله يتوب العباد، ومن عظمته تتفتت القلوب والأكباد؛ قال -تعالى-: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) [لقمان:32].
اللهم اجعلنا لنعمة الماء من الشاكرين، واحفظنا من كل سوء في برّك وبحرك أجمعين.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــــبة الثانــية:
عبــاد الله: كشف علماء البحار في النصف الثاني من القرن العشرين أن في البحار أمواجاً عاتية دهماء مظلمة حالكة، إذا أخرج المرء يده لم يكد يراها، فعلى عمق ستين متراً عن سطح البحر يصبح كل شيء مظلماً في البحار، بمعنى أننا لا نستطيع رؤية الأشياء في أعماق تبعد ستين متراً عن سطح البحر.
ولذلك زود الله الأحياء البحرية التي تعيش في أعماق البحار اللجية بنور تولده لنفسها، ومن لم يجعل الله له نوراً في تلك الظلمات فما له من نور.
نسي هؤلاء المكتشفون أن الله ذكر تلك الظلمات في كتابه قبل أن يخلقوا وآباؤهم وأجدادهم: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور:40].
لقد تُرْجِمَ معنى هذه الآية لعالم من علماء البحار أفنى عمره في ذلك وظن أنه على شيء، وأنه اكتشف شيئا وجاء بشيء فيه إبداع، فقال في دهشة بعد ترجمة الآية: إن هذا ليس من عند محمد الذي عاش حياته في الصحراء، ولم يعاين البحر ولججه وظلماته وأمواجه وشعبه، إن هذا من عند عليم خبير. ثم شهد شهادة الحق ودخل في دين الله.
فعلينا شكر الله على هذه النعمة، والمحافظة عليها، وعدم الإسراف والتبذير بالمياه ولو كنت على نهر جار، وعلينا كذلك التوبة إلى الله، والتحلل من الذنوب والمعاصي.
ولنحذر غضب الله وسخطه، فإذا أراد بقوم سوءاً سلط عليهم جنوده، والماء من أعظم جنوده، يدمر قرى ومدناً، ويجتاح قارات، ويهلك الحرث والنسل.
ولا يغتر أحدنا بقوته ولا سلطانه ولا أتباعه ولا أمواله، ولا يستخدمها في معصية ربه.
ألم تشاهدوا تسونامي قبل سنواتٍ: كيف تلاعب الماء بناطحات السحاب؟ وكيف رفع المدن والقرى إلى عنان السماء؟ وكيف اختفت المعالم والجبال والطرقات؟ وكم مات واختفى من بشر في ثوانٍ معدودة؟ فإذا دعتك قدرتك لظلم الآخرين من حولك فتذكر قدرة الله عليك.
اللهم اسقنا غيث الإيمان إلى قلوبنا، وغيث الرحمة إلى أوطاننا، وغيث الصحة إلى أجسادنا.
هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى أزواجه وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي