البركة

علي بن نايف الشحود
عناصر الخطبة
  1. البركة كلها لله تعالى .
  2. بعض وجوه البركة في القرآن الكريم .
  3. من بركات النبي الكريم .
  4. بركة أتباعه المخلصين وبخاصة العلماء والدعاة .
  5. مباركة المصطَفين من الملائكة والرسل والأزمنة والأمكنة .
  6. أثر البركة في الانتفاع بالقليل .
  7. كيفية الحصول على البركة .

اقتباس

قد تسألون: كيف نحصل على البركة؟ وما الطريق إليها؟ والجواب هو أن طريقها واحد لا يتعدد، والحصول عليه لا يتعثر، إنه طريق الإيمان والتقوى؛ فمن أراد البركة فعليه بالإيمان، الإيمان الحقيقي لا الصوري، من أراد البركة في رزقه وماله وولده وعلمه وعمله فعليه بتقوى الله عز وجل، قال...

الخطبة الأولى:

الحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها، وَبَثَّ مِنْهُما رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً، واتَّقُوا اللَّهَ الذي تَساءَلُونَ بِهِ والأرْحامَ إنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]. (يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وأَنْتُمْ مُسْلِمُون) [آل عمران:102]. (يا أيُّهَا الَّذين آمَنوا اتَّقُوا اللَّه وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أعْمالَكُمْ، ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً) [الأحزاب:71].

(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان:1]، و(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الملك:1].

يثني الرب -تبارك وتعالى- على نفسه في هذه الآيات بأنه عظم خيره، وعمت بركته المخلوقات كلها، والبركة كلها لله تعالى، هو سبحانه الذي بيده الخير كله، يختص برحمته وبركته من يشاء من خلقه، فيمنحهم من الخير والفضل والبركة ما لا حد له.

والقرآن كلام الله ووحيه إلى نبيه جعل الله فيه الخير والبركة، فقال عن كتابه: (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155]، وقال: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [الأنبياء:50].

فسمى الله كتابه بأنه مبارك؛ وذلك لكثرة خيره ومنافعه، ووجوه البركة فيه، فهو مبارك في أصله، باركه الله وهو ينزله من عنده، ومبارك في محله، الذي علم الله أنه له أهل، وهو قلب محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومبارك في حجمه ومحتواه، فالقرآن الكريم يحوي من المدلولات والإيحاءات والمؤشرات والتوجيهات في كل لفظة وفقرة منه ما لا يوجد في سواه.

والقرآن مبارك في أثره، يخاطب الفطرة البشرية بجملتها خطاباً مباشراً عجيباً لطيف المدخل، فيفعل فيها ما لا يفعله أي قول آخر؛ (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41-42].

مَن تمسك به واتبع هداه حلت عليه البركات والخيرات في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عنه نزلت به التعاسة والشقاء والخزي في الدارين، كما قال الله -تعالى-: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) [طه:123-124].

والناس اليوم -على كثرتهم- لا يعانون من شيء كما يعانون من الضنك والشقاء، وما ذلك إلا لبعدهم عن بركات الله المتمثلة في كتابه، ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي باركه الله وجعله أفضل الأنبياء وسيد الأولين والآخرين.

ومن أعظم بركاته صلوات الله وسلامه عليه هذا الدين الذي بعثه الله به، من قَبِلَه سعد في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عنه وردّه خسر الدنيا والآخرة.

فالقرآن كتاب الله المبارك على رسوله المبارك، وشريعة مباركة على أمة مباركة.

وإن أعظم الناس بركة هم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، المتمسكون بهديه، السائرون على طريقته، الداعون إلى دينه وشريعته، الصابرون على كيد وتوهين من خذلهم وخالف أمرهم.

إن أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- الصادقين هم أولياء الله عز وجل، وفي مقدمة هؤلاء العلماء العاملون، والدعاة المخلصون.

هؤلاء هم الصفوة المستقيمون في جميع أحوالهم، المطيعون لربهم في سائر أوقاتهم، أخلاقهم حسنة، ونفوسهم طيبة، إنهم بركة على أنفسهم وعلى غيرهم، إنهم بركة على المجتمع الذي يكونون فيه.

ومن أوجه البركة أنهم الدعاة بين الناس إلى الخير، هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، هم الذين يقومون بواجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وكل هذا بركة؛ وأي بركة على الناس أعظم منها، لو كانوا يعلمون؟.

ومن ذلك أن ورثة محمد -صلى الله عليه وسلم- من العلماء والدعاة يقومون بتعريف الناس بدينهم وبأحكامه وشريعته وآدابه، وهم مع ذلك يدعون للناس جميعاً بالهداية والاستقامة على الصراط المستقيم، ومن كان هذا حاله فهو مبارك حيثما حل أو ارتحل، كما قال أحد العلماء رحمه الله: النافع هو المبارك، وأنفع الأشياء أبركها، والمبارك من الناس أينما كان هو الذي يُنتفع به حيث حل.

إن وجود العلماء الربانيين والدعاة المصلحين في الأمة أمَنة لها من عذاب الله تعالى، فهم بركة على مجتمعاتهم، وما يدريك أن الله يدفع عنا ألواناً من الشرور والنقم والعذاب بسبب هؤلاء وبركتهم وصلاحهم ودعائهم؟ كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود:117].

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه" رواه أحمد وصححه شعيب الأرنؤوط.

وفي رواية: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" رواه الترمذي.

والحديث واضح في دلالته، وهو أن من أسباب رفع العقاب عن الناس الأخذ على يد الظالم وتغيير المنكر؛ وإذا ما نظرنا إلى الواقع فإننا سنجد أن الذي يقاوم المنكرات ويأخذ على يد الظالم إنما هم المؤمنون الصادقون من العلماء والدعاة ممن لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً.

إن رفع العذاب عن الناس ببركة هؤلاء قد يشمل حتى الكفار إذا كانوا بين أظهر المؤمنين، كما قال تعالى: (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح:25]، فلولا الضعفاء من المؤمنين الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار لعذب الله الكفار عذاباً أليماً.

فعلى المسلمين أن يدركوا جيداً أن وجود العلماء الصادقين والدعاة إلى الله المخلصين ومن يتأثر بهم من عباد الله الصالحين، وجود هؤلاء صمام أمان للأمة من عذاب الله وعقوبته، إنهم أهل لبركات الله وخيراته ورحمته، فببركتهم ودعوتهم ونصحهم سينصر الله هذه الأمة كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟" رواه البخاري.

وعند النسائي: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها وبدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" صححه الألباني.

قال العلماء: تخصيص الضعفاء لأنهم أشد إخلاصاً لله في الدعاء، وأكثر خشوعاً في العبادة؛ لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخارف الدنيا وزينتها.

إن الله تعالى قد اختار من الملائكة ومن الناس رسلاً، وجعلهم مباركين، وأجرى من خيره وبركاته على عباده بواسطتهم الشيء الكثير.

واختار من الأزمنة أوقاتاً جعلها مباركة، كيوم الجمعة، وشهر رمضان، وليلة القدر، والأيام العشر من ذي الحجة، وغيرها من الأوقات المباركة.

واختار من البقاع أماكن بارك فيها، كمكة، والبيت العتيق بها: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران:96].

واختار المدينة مهاجَراً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجعل فيها البركة والخير، وزادت بركاتها بعد أن دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها فقال: "اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلت بمكة من البركة" متفق عليه.

ومن البقاع التي اختارها الله وبارك فيها أرض الشام، أرض فلسطين وما حولها، أرض الرباط والجهاد، الأرض المباركة، قال الله -جل شأنه- ممتناً على بني إسرائيل في الانتقال إليها بعد الذل والهوان والتيه الذي عاشوه سنين طوالاً: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) [الأعراف:137].

وقال مخبراً عن هجرة نبيَّيْهِ إبراهيم ولوط -عليهما السلام- إليها: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:71].

فأرض الشام أرض مباركة هي أرض الرباط والجهاد، كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وستظل قاعدة لانطلاق الإسلام، ولها عبرة في الفترة الحالية من عمر الزمن، سواء أكان فيمن يحكمها، أو من يعيش فيها، أو حتى وجود دولة لليهود على ترابها الطاهر، فكل هذه فترة مؤقتة ستزول بإذن الله.

ومن الأراضي التي حظيت بالخير والبركة أرض اليمن، التي دعا لها ولأهلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "اللهم بارك لنا في يمننا" رواه البخاري.

وقال في أهل اليمن حين جاءوا إليه مسلمين مؤمنين: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية" متفق عليه.

إلى غير ذلك من الأحاديث.

وستظل هذه البلاد وأهلها أوفياء لدينهم، مباركين صالحين مصلحين، على الرغم من الحالة الاستثنائية التي تمر بها الأمة في كل أصقاعها من تردٍّ وشذوذ، إلا أن الله لا يخلف وعده، وسيعيد عافيته وبركته لكل الأرض التي بارك فيها، ويعم فيها الإسلام والخير والصلاح، وسيخرج الله من هذه الأمة المباركة من يقيم العدل، ويعمل لإعلاء كلمة الحق، ويعيده إلى نصابه، رغم أنوف الكافرين: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف:8].

الخطبة الثانية:

البركة التي ذكرنا بعض معانيها عظيمة، ومنحة ربانية يهبها الله لمن يشاء من عباده، ويسلبها عمن يشاء ويحرمه منها.

إن العبرة ليست بما تملك من مقومات المادة، وليست العبرة بما تملك من طاقات وقدرات إذا سلبت البركة من كل ذلك، وبقليل من القدرات والطاقات والإمكانات مع بركة الله تكون فيها الخير والسعادة.

قد نجد إنساناً أعطي من الأموال الكثير الكثير فتنزع منه البركة، فيكون المال سبباً لشقاء صاحبه في الدنيا قبل الآخرة، قد يملك آلاف الملايين ولكنه لا ينتفع بها؛ لأن البركة منزوعة منها، ونجد إنساناً لا يملك إلا مرتبه الذي لا يوصله إلى آخر الشهر؛ ولكن الله يبارك له في هذا القليل، فيعيش حياة طيبة سعيدة هو وأسرته.

قد نجد رجلاً له عشرة من الولد فتنزع البركة فلا ينفعون بشيء، بل يكونون مصدراً للعقوق والمتاعب، قد يمرض هذا الأب ويعجز فلا يسأل عنه أحد منهم، ولا يلتفت إليه، إنهم عشرة ولكن بدون بركة.

ونجد آخر ليس لديه سوى بنت واحدة يضع الله فيها البركة فتكون قرة عين لوالديها في الدنيا، تقوم بحقهما، وترعى شؤونهما، قد تكون متزوجة ولها بيتها وأطفالها ومسؤولياتها، ومع ذلك تكون على صلة مستمرة بوالديها يومياً، إنها في أقل أحوالها لا تنام حتى ترفع سماعة الهاتف لكي تطمئن عليهما.

إنها المنحة الإلهية التي لا تشترى بالمال، ولا يجلبها الملك والسلطان، وإنما هي بيد من بيده ملكوت كل شيء.

وفي باب العلم قد نجد إنساناً محسوباً من كبار العلماء يشار له بالبنان له مكانة اجتماعية وعلمية، وقد يعمر العمر الطويل، ولكنه منزوع البركة، لم يستفد منه أحد، لا أثر له، وكأنه لا وجود له في الوسط الذي يعيش فيه، إن المجالس التي يحضرها والحارة التي يسكن بها لم يفدها كما لم يستفد من علمه أحد، فوجوده كالعدم! لقد أوتي علماً ومكانة ومنصباً؛ ولكن بدون بركة.

ونرى طالب علم حديث الطلب لم يعرفه الناس إلا من فترة وجيزة يعلم ويرشد ويوجه، إذا ألقى درساً أو محاضرة أو خطب خطبة في بلد ما فما هي إلا أيام معدودة، وإذا بدروسه ومحاضراته تنتشر في أرجاء المعمورة شرقاً وغرباً، ينفع الله بها الناس، ويقبلون عليها إقبالاً شديداً.

إنها البركة الإلهية التي لا تشترى بالمال، ولا تكسبها القبيلة ولا العشيرة، ولا تجلبها المناصب والهيئات.

اعلم أيها المسلم أن هذا الباب لو أغلقه الله عليك، ثم فتح لك كل أبواب الدنيا، من المال والولد والجاه والسلطان والصحة، فما هو بنافعك بشيء، إنما يكون معها الضيق والكرب والشدة والقلق والعناء.

واعلم بأن الله إذا فتح لك أبواب رحمته وبركاته، فأبشر بكل خير، على الرغم من قلة المرتب، وضيق المسكن، وانعدام الولد، وضعف الجاه.

أيها المؤمنون: قد تسألون: كيف نحصل على البركة؟ وما الطريق إليها؟ والجواب هو أن طريقها واحد لا يتعدد، والحصول عليه لا يتعثر، إنه طريق الإيمان والتقوى؛ فمن أراد البركة فعليه بالإيمان، الإيمان الحقيقي لا الصوري، من أراد البركة في رزقه وماله وولده وعلمه وعمله فعليه بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف:96].

أيها المؤمنون إذا أردتم الحصول على بركات الأرض والسماء فعليكم بالإيمان والتقوى والعمل الصالح وحب الصالحين، واحذروا -رحمكم الله- من الإعراض والتكذيب والغفلة؛ فإن عاقبة ذلك محق العمر، ومحق الرزق، وقلة البركة، والعذاب الشديد.

كما قال الله تبارك وتعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف:96-99].

اللهم بارك لنا في أعمارنا وأرزاقنا وذرياتنا وعلمنا وأعمالنا.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي