كُلِّي أمل في أن نبدأ رحلةً جديدة نمخر عُبَاب الحياة، وشعارنا البسمة والأنس، وإدخال السرور على أنفسنا ومَن حولنا، حادينا إلى ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الأعمال إلى الله -تعالى- سرور تدخله على مسلم". قالوا: هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تمتلك به القلوب، وهناك من قال: إن الابتسامة تزيل غبار التناحر، وتغسل أدران الضغينة، وتمسح جراح القطيعة، وتطرد...
الحمد لله رب العالمين، ألّف بين قلوب عباده المؤمنين، فجعلهم إخوة متحابين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، حث على التبسم والبشاشة والإحسان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أيها المسلمون: أحدثكم اليوم عن سرٍّ آسر، وسلطانٍ قاهر، أدرك الطفلُ بفطرته البريئة سحرَه، فهو يبثُّه بين الحين والآخر؛ إنه المفتاح الأول لكلِّ القلوب المغلقة.
هي الحقيقية لا يمكن تزييفها؛ فهي كالذهب، عبثًا يحاول المخادعون تقليده؛ إشراقة روح، وإطلالة نَفْس، وصورة فؤاد؛ بَلْسَم الألم ودواء الحزن، أقصر طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، أقوى قوانين الجاذبيَّة للقلوب والأرواح.
هي سحرٌ خلاّب يستميل القلوب، ويأخذ بالألباب، أصحابها أحسن الناس مِزاجًا، وأهنؤهم عيشًا، وأطيبهم نفسا.
إنها الابتسامة!.
الابتسامة حركة بسيطة تحدث في ومضة عين، ولكن يبقى ذكرها دهرا، قالتها شفتاك وملامح وجهك الأخرى، انطلقت من أعماق قلبك بصدق وشفافية إلى قلوب الآخرين، تعبر بها عن حالة عاطفية ومشاعر حلوة سكنتك في تلك اللحظة؛ فلماذا نحجبها ونخفي حلاوتها عن الآخرين؟!.
ابتسم في وجوه الآخرين، فإن الابتسامة مفتاحك السحري لدخول حتى أقسى القلوب.
إن الابتسامة هي السحر الحلال، وهي إعلان الإخاء، وعربون الصفاء، ورسالة الود، وخطاب المحبة.
وهي السر الذي يزيل الأحقاد من القلوب، ويذيب أقوى العداوات.
قالوا: هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تمتلك به القلوب، وهناك من قال: إن الابتسامة تزيل غبار التناحر، وتغسل أدران الضغينة، وتمسح جراح القطيعة، وتطرد وساوس الشحناء.
أيها الإخوة المسلمون: إن الابتسامة في وجوه الآخرين، والتي لا تكلف شيئاً، لها وزن كبير، وأهمية بالغة؛ لما يترتب عليها من آثار طيبة في الناس.
أما الوجه الآخر فإنه يتمثل في العُبوس والتجهم وتصنّع الجدية، والبعض يفعل ذلك ظنا منه أنه من قبيل تقوى الله والوقار المصاحب لذلك.
والواقع؛ أنه بهذا التجهم والعبوس يسيء إلى نفسه؛ لأنه بذلك يتسبب في نفور الناس منه؛ ويسيء إلى الآخرين؛ لأن مجرد رؤيتهم للوجه العابس المتجهم يصيبهم بشيء من الكآبة يعكر عليهم صفو يومهم، ويصدهم عن العمل ويصرفهم عنه.
وربما تسري عدوى هذا العبوس إليهم فيتعاملون مع الآخرين على هذا النحو السلبي الذي يقطع أوصال العلاقات بين الناس، ويؤثر سلبا على المجتمع بأسره.
أيها المسلمون: الابتسامة والبشاشة هي طلاقة الوجه عند اللقاء، تبدو في ملامح الوجه وبسمات الشفاه، كما تبدو في التبسط والتحبب، ومحاولة التقارب، وروعة الاستهلال.
ومن فقد البشاشة فقد افتقد كسبًا مهمًّا في أول لقاء، والعكس صحيح، فعبوس الوجه يسبِّب الضيق، ويُشعِر الآخر بعدم الرغبة في اللقاء.
والابتسامة وحدها عطاءٌ، وتدل على نفس قادرة على البذل للآخرين، والاهتمام بالناس، والفرح لفرحهم، ومشاركتهم في كل أحوالهم، وهي أول العطاء، وهي المحددة لما بعدها.
وقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك المعنى، فقال موضِّحًا العلاقة بين العطاء والابتسامة: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" أخرجه الترمذي.
فالابتسامة صدقة، والابتسامة رسالة حب وصدق وإخلاص، تعطيها بلا مقابل، فتجني من ورائها الكثير من الخير، والابتسامة تقطع المشكلات، وتحلها من بدايتها، أو تسهم في حلها إذا بدأت.
والابتسامة تحوِّل العدو إلى صديق، والابتسامة تزيدك قربًا ممن تحب، ويأنس الناس إليك.
والابتسامة تقضي على الحزن والكرب، والابتسامة تؤلف القلوب، وتيسر المهمات؛ فإذا قابلت المشكلات بابتسامة، فقد قمت بجزء كبير من حلها؛ لأنك تعد نفسك داخليًّا لمواجهتها.
والابتسامة عند النعمة شكر، وعند البلاء رضيً بالقضاء.
ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكتفيًا بأمر أصحابه بالابتسامة، وحثهم عليها فحسب، بل كانت سمة بارزة له؛ يقول جرير بن عبد الله البجلي أحد صحابته -رضي الله عنه-: "ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ابتسم في وجهي" أخرجه البخاري ومسلم.
ويصفه أحد أصحابه بأنه أكثر الناس تبسمًا؛ يقول عبد الله بن الحارث الزبيري -رضي الله عنه-: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسّمًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" أخرجه أحمد والترمذي.
إن هؤلاء ليسوا من الصحابة المشاهير الذين صحبوه فترة طويلة، ولم تكن لهم أعمال كبيرة منوطة بهم في عهد النبوة، ولم يكونوا من السابقين الأوائل حتى نقول: إنه يرحب بهم، ويكافئهم على أعمالهم؛ فكيف بمن ضحى وقاتل وجُرح وعُذِّب وتحمل؟.
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبتسم للجميع دون استثناء، ويفهم منه أنه كان دائمًا مع الناس مبتسمًا، لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينفذ تعاليم ربه الذي أمره بالرقة والذوق وحسن التعامل مع الناس أجمعين.
وها هي آيات القرآن تصفه بذلك: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159]، أي: إنك يا محمد سهل وبشوش، هيّن وليّن، ولو كنت عكس ذلك ما استطعت جمع كل هذه القلوب حولك.
وهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو أصحابه إلى الطلاقة والبشاشة، وحسن اللقاء، فكان يقول: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" أخرجه مسلم.
ووصفه أحد أصحابه المقربين منه، وهو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقوله عن ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وكان من أحسن الناس ثغرًا" أخرجه البخاري ومسلم.
ويقول سمُرة بن جندب يصف صاحبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم صلى الله عليه وسلم" أخرجه مسلم.
إنه -إذًا- لم يكن بالمتجهّم العبوس إظهارًا لجديته ولنبوته، إنما كان هاشًّا باشًّا لغيره.
ونحن نرى رجالاً لا تفارق البسمة وجوههم إذا كانوا في مصلحة ذاتية أو تعامل يجلب لهم نفعًا، ولكنهم إذا عادوا إلى بيوتهم وأهليهم يبدلون أوضاعهم ويكسو العبوس وجوههم؛ ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن كذلك، تقول زوجه عائشة - رضي الله عنها-: "كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم، إلا أنه كان ضحاكًا بسّامًا" أخرجه إسحق بن راهويه في مسنده.
ولم يكن تبسُّمه عند الفرح وعند الرضا فحسب، بل كان ربما استعمل بسمته في تخفيف حدة غضبه، وينجح في ذلك، فقد تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- عن غزوة تبوك ولم يحضر معهم، وبعد أن عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذهب كعب يعتذر إليه، والقصة طويلة، قال كعب في سرده لحكايته: فجئت فسلمت عليه فتبسم تبسُّم المغضب، فقال: "ما خلَّفك؟" أخرجه البخاري ومسلم.
أي: تبسم وهو غاضب، ولم يبد من غضبه سوى أنه تبسم، كما يقول كعب في نهاية حكايته.
وبعد أن أبلغوه قبول الله العفو عنه، يقول: "فلما سلمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يبرق وجهه من السرور، وكان إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه" أخرجه البخاري ومسلم.
ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسَّامًا مع أصحابه المؤمنين فقط، بل كان بسامًا مع الجميع، حتى مع من يكره، فقد دخل عليه رجل سيئ الخلق، فاحش القول، فاستأذن عليه في بيته، فقال: "ائذنوا له"؛ فلما دخل عليه تطلق في وجهه، وألان له الكلام، وانبسط له في الحديث.
فسألته زوجه عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك فقال: "أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس أو وَدَعه الناس اتقاء فحشه" أخرجه البخاري ومسلم.
وقال: "إن الله لا يحب الفاحش المتفحش" أخرجه أبو داود، حتى الرجل الفاحش السيئ الخلق تبسَّم النبي في وجهه، وهشَّ له، وعامله معاملة حسنة وهو في بيته.
إن حب الدنيا وحب المال أمر فطري، قد ارتكز في نفوس البشر، ولعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطبيعة النفوس البشرية وميولها لم يتعجب من صنيعها، بل تبسم إذا رآها في لحظة تفرح بخير الدنيا إذا أقبل، فقد جاء أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- بمال من البحرين، فوافق صلاة الفجر، فلما انصرف من الصلاة تعرضوا له، ولم يتفرقوا، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم حين رآهم، وقال: "أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء؟" قالوا: أجل يا رسول الله! قال: "فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم" أخرجه البخاري ومسلم.
وفي مواقف الحياة المتكررة من سفر وإقامة، لا تفارق الابتسامة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن علي بن ربيعة قال: شهدت عليًّا أُتِي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله. ثلاثًا. فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) [الزخرف:13–14].
ثم قال: الحمد لله ثلاثًا، والله أكبر ثلاثًا، سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ثم ضحك. قلت: من أي شيء ضحكتَ يا أمير المؤمنين؟ قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صنع كما صنعتُ ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟! قال: "إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك" أخرجه أبو داود والترمذي.
إنها ابتسامة رقيقة شفافة، تخرج على ملامح وجهه، تعبر عن علمه وإدراكه لطبائع النفس البشرية إذا تغيرت بها الأحوال.
إن ابتسامة الرضا كثيرًا ما كانت تبدو على وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع كل سلوك يراه فيرضى به، أو يعجبه من أصحابه أو أحد ممن معه، فحينما يرى فقهًا من أصحابه في دين الله أو يراهم قد اهتدوا إلى أمر شرعي بفطرتهم كان يسعد ويُسَرّ ويفرح ويبتسم.
فقد ذهب جماعة من أصحابه في سفر ومروا على قبيلة عربية ولم يكن معهم طعام، ورفضت القبيلة إطعامهم على الرغم من أن عادة العرب غير ذلك، ولدغت عقرب قَدَم كبيرهم، فسألوهم: هل منكم أحد يرقي من لدغ العقرب؟ فقال واحد منهم: نعم، فقرأ عليه فاتحة القرآن، فشُفي الرجل، وأعطوهم أغنامًا، فرفضوا قبولها، حتى يعودوا إلى رسول الله، فذكروا الحادثة له، فابتسم ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهمًا"، وضحك. أخرجه البخاري ومسلم.
لقد ظلت ابتسامته تضيء المواطن والقلوب، ولم تنطفئ يومًا، بل إنها لم تنطفئ عن وجهه الكريم حتى في آخر لحظات حياته، فبينما المسلمون في صلاة الفجر لم يفجأهم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كشف سِتْر حجرة عائشة - رضي الله عنها - فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك. أخرجه البخاري ومسلم.
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
أيها المسلمون: الإسلام دين الفطرة، تصلح له وتصلح به كل الأزمنة وكل الأمكنة؛ فهو دين العقيدة والشريعة، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف عند عصرٍ، بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، وتفتي في كل شأن، وتقضي في كل أمر.
دينٌ يجمع البشاشة في حياء، وحسن الخلق في ابتسامة، دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية، وحظوظ نفسية، وطبائع إنسانية.
لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور وفرح، ولباس وزينة، محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها ونقاءها، وبالسرور غايته، بعيداً عن الخنا والحرام، والظلم والعدوان، والغل وإيغار الصدور.
أيها الإخوة: قد تقولون لمن نبتسم؟ نبتسم لأنفسنا؛ فمن حقها علينا أن نبتسم لها ونسعدها وندخل السرور عليها.
نبتسم لأقرب الناس إلينا من والدين وزوجة وأولاد؛ فهم أولى الناس بالابتسامة، فكم حُطِّمت على بريق الابتسامة من الحواجز الوهميَّة التي نسجها الشيطان! فبددت تلك الابتسامة جبال المشاكل، التي هي أشبه ما تكون بجبال ثلجيَّة ما أن تُلقَى عليها حرارة الابتسامة، إلا وسارعت بالانصهار والذوبان.
جرِّبْ سحر الابتسامة عندما تتعرَّض لبعض المشاكل العائليَّة؛ لترى أثر الابتسامة في ذلك.
نبتسم لرفقاء العمل وجيران المنزل وتلاميذ الفصل، كل أولئك ينتظرون منك ابتسامة تسعدهم بها، تفرِّج عن مهموم وتداوي مكلوما، وتنشط عاملا وتفرح محزونا. نبتسم لكل من نلقاه.
أخي الحبيب: كُلِّي أمل في أن نبدأ رحلةً جديدة نمخر عُبَاب الحياة، وشعارنا البسمة والأنس، وإدخال السرور على أنفسنا ومَن حولنا، حادينا إلى ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الأعمال إلى الله -تعالى- سرور تدخله على مسلم" رواه الطبراني وحسَّنه الألبانيُّ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي