عجائب رمضان

هلال الهاجري
عناصر الخطبة
  1. فضل صيام رمضان .
  2. من فضائل رمضان .
  3. مجالاتُ تعبُّدٍ رمضانية .
  4. الاستغلال الأمثل لرمضان .

اقتباس

شهرُ رمضانَ ليسَ كغيرِه من الشهورِ، "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ"، تغيّرتْ أحوالٌ في الأرضِ، "صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ"، وحدثتْ أمورٌ في السماءِ، "وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ"، وارتفعَ صوتٌ لا نسمعُه، ولكننا نؤمنُ به، "وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ"، ومُحيَتْ أسماء كثيرةٌ من قائمةِ النارِ، "وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ".

الحمدُ للهِ اللطيفِ الرؤوفِ المَنَّانِ، الحَلِيمِ الكَرِيمِ الرحيمِ الرحمنِ، الأوَّلِ فلا شَيْءَ قبلَه، الآخرِ فلا شَيْء بعده، الظَاهرِ فلا شَيْء فوْقَه، الباطِن فلا شَيْء دُونَه، أحْمَدُه على الصفاتِ الكاملةِ الحِسَانِ.

وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له المَلِكُ الدَّيَّان، وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ إلى الإِنسِ والجانِ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ، ما توالتِ الأزمانُ، وسلَّم تسليماً كثيراً.

قال الله تعالى: (يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].

أما بعد: عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعاً، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنْ صَاحِبِهِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ.

قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ فَقَالاَ لِي: ارْجِعْ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ.

فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَاداً ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ: "أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟"، قَالُوا: بَلَى، "وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟"، قَالُوا: بَلَى، "وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فِى السَّنَةِ؟"، قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ!".

اللهُ أكبرُ! قد لا نستشعرُ هذه النعمةَ، سَنةٌ يعيشُها المسلمُ فيدركُ بها رمضانَ ويصومُه، تفوقُ أجرَ شهيدٍ في سبيلِ اللهِ ماتَ قبلَ ذلك، ذلك فضلُ اللهِ يؤتيه من يشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ.

عبادَ اللهِ: شهرُ رمضانَ ليسَ كغيرِه من الشهورِ، "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ"، تغيّرتْ أحوالٌ في الأرضِ، "صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ"، وحدثتْ أمورٌ في السماءِ، "وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ"، وارتفعَ صوتٌ لا نسمعُه، ولكننا نؤمنُ به، "وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ"، ومُحيَتْ أسماء كثيرةٌ من قائمةِ النارِ، "وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ".

في رمضانَ، الصومُ له أجرٌ عندَ اللهِ عظيمٌ، ومغفرةٌ من ربٍ كريمٍ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

في رمضانَ، للقرآنِ مكانةٌ خاصةٌ، ففيه نزلَ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185].

ولذلك؛ كانَ رسولُ اللهِ البشريُّ يجتمعُ برسولِ اللهِ المَلَكيِّ يتدارسانِ فيه القرآنَ، "وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ"، فيجتمعُ في رمضانَ الشفعاءُ: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ، يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ؛ فَشَفِّعْنِي فِيهِ! وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ؛ فَشَفِّعْنِي فِيهِ! قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ".

في رمضانَ، يكونُ للطاعةِ رائحةٌ خاصةٌ، فتصبحُ الروائحُ المُستكرهةُ طيّبةً، "وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ -وهو تغيرُ رائحةِ الفمِ- أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ"، وتكونُ الفرحةُ فرحتينِ؛ "لِلصَّائِمِ فَرِحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِه، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".

في رمضانَ، يزدادُ العطاءُ والجودُ؛ طَمَعاً في ما عند الواحدِ المعبودِ، "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".

ويستطيعُ فيه الصائمُ الكريمُ أن يصومَ رمضانَ مراتٍ عديدةً: "مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيء".

في رمضانَ، تُضاعفُ الأجورُ، فليلةٌ فيه خيرٌ من مئاتِ الشهورِ: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر:3]، من قامَها غُفرت له ذنوبُ الدهورِ: "وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

في رمضانَ، البركةُ في كلِ شيءٍ، حتى في الأكلِ والشربِ: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السّحُورِ بَرَكَةً".

في رمضانَ، تطهرُ الألسنُ، ويطيبُ الكلامُ: "وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ".

في رمضانَ، لقيامِ الليلِ فيه مزيةٌ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"

في رمضانَ، العمرةُ ليست كسائرِ الشهورِ، بل هي كحجةٍ مع الرسولِ: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي".

في رمضانَ، يتفرغُ في عَشرِه الأواخرِ العُبّادُ، ويتركونَ فيه الدنيا والأهلَ والأولادَ، ويتزودونَ من الطاعاتِ خيرَ زادٍ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ".

يا أهلَ الإيمانِ: بقيَ أن نعرفَ أن الصيامَ للهِ وحدَه، قد نسبَه اللهُ تعالى لذاتِه العَليّةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي".

قالَ أهلُ العلمِ: لأن الصيامَ هو العبادةُ الوحيدةُ التي عُبِدَ اللهُ بها وحدَه ولم يُعبد أحدٌ سوى اللهِ بالصيامِ، فلم يتقرب المشركونَ على مختلفِ العصورِ لمعبوداتِهم بالصيامِ، لذلكَ قالَ اللهُ تعالى: "وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، اللهُ أكبرُ! ما ظنُك بعطاءِ ربِك الكريمِ الذي بيدِه خزائنُ السمواتِ والأرضِ؟.

باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون، وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أنّ محمّدًا عبدُه ورَسولُه، صلّى اللهُ عليه وعلَى آلهِ وصَحبِه وسلّمَ تَسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدّينِ.

أمّا بعدُ: فإنكم -أيها الأحبةُ- تلاحظونَ المرورَ السريعَ للزمانِ، فيُوشكُ أن نقولَ: وداعاً رمضانَ، فلا تجعلْ رمضانَ هذا كغيرِه، اغتنمْ ساعاتِه فإنها عشرون وسبعمائة ساعةً فقط، تقلّبْ في الطاعاتِ، نوِّعْ في العباداتِ، لا تجعلْ للشيطانِ وأوليائه فيها نصيباً من الأوقاتِ، فإنهم قد استعدوا لإفسادِ رمضانِك بكلِ المُلهياتِ.

عبادَ اللهِ: إن العُمُرَ قصيرٌ، وإن حسابَك عندَ السميعِ البصيرِ، فتقرّبْ إليه باليسيرِ، يجازيكَ بكرمِه من خيرِه الكثيرِ، كَانَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمَه اللهُ تعالى أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ فِيهِ لِلْحُكْمِ بَيْنَكُمْ وَالْفَصْلِ بَيْنَكُمْ، فَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَحُرِمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ.

أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذِرَ هَذَا الْيَوْمَ وَخَافَهُ، وَبَاعَ نَافِدًا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ؟ ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثُها بعدَكم الباقون، حتى ترد إلى خير الوارثين؟.

ثُمَّ إِنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَانقَضَى أَجْلُهُ، حَتَّى تُغَيِّبُوهُ فِي صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ، فِي بَطْنِ صَدْعٍ غَيْرِ مُمَهَّدٍ وَلَا مُوَسَّدٍ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ، وَبَاشَرَ التُّرَابَ، وَوَاجَهَ الْحِسَابَ، مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ، غَنِيٌّ عَمَّا تَرَكَ، فَقِيرٌ إِلَى مَا قَدَّمَ؛ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ قَبْلَ انقِضَاءِ مَوَاثِيقِهِ، وَنُزُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ".

ثُمَّ جَعَلَ طَرَفَ رِدَائِهِ عَلَى وَجْهِهِ ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ.

اللهم بلغنا رمضانَ وأعنا على صيامِه وقيامِه إيماناً واحتساباً، واجعلنا فيه من العتقاءِ من النارِ يا أرحمَ الرحمينَ، اللهم احفظنا بالإسلامِ قائمينَ، واحفظنا بالإسلامِ قاعدينَ، واحفظنا بالإسلامِ راقدينَ، ولا تُشمت بنا أعداءً ولا حاسدينَ.

اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرتَه، ولا هماً إلا فرجتَه، ولا دَيناً إلا قضيتَه، ولا مريضاً إلا شفيتَه، ولا مبتلىً إلا عافيتَه، ولا غائباً إلا رددتَه، ولا ضالاً إلا هديتَه، ولا عسيراً إلا يسَّرتَه، ولا كرباً إلا نفَّستَه ولا حاجةً من حوائجِ الدنيا والآخرةِ هي لك رضاً ولنا فيها صلاحٌ إلا أعنتنا على قضائِها ويسرتَها برحمتك يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم أصلح أحوالَ المسلمينَ حكاماً ومحكومين، اللهم ألّف بين قلوبِ المسلمينَ، وأصلح ذاتَ بينِهم، واهدِهم سبلَ السلامِ، ونجِهم من الظلماتِ إلى النورِ، وانصرهم على عدوِك وعدوِهم يا قويُ يا عزيزُ.

اللهم وفقّ وُلاةَ أمرِنا لما يرضيك، اللهم وفّقهم بتوفيقِك، وأيّدهُم بتأييدِك، واجعلهم من أنصارِ دينِك, وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، اللهم حبّب إليهم الخيرَ وأهلَه، وبغّض إليهم الشرَ وأهلَه يا ذا الجلالِ والإكرامِ.

اللهم اغفر لموتى المسلمينَ الذين شهدوا لك بالوحدانيةِ، ولنبيكَ بالرسالةِ، وماتوا على ذلك؛ اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعفُ عنهم، ووسع مدخلَهم، وأكرم نزلَهم، واغسلهم بالماءِ والثلجِ والبردِ، ونقهم من الذنوبِ والخطايا، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه؛ برحمتك يا أرحم الراحمين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي