خطبة واعظة

عبد الرحمن بن ناصر السعدي
عناصر الخطبة
  1. دعوة إلى الاتعاظ بأحوال الموتى .
  2. إحصاء الكتاب لكل عمل .
  3. حال المسلمين والكافرين يوم القيامة .
اهداف الخطبة
  1. التذكير بالموت وحال الناس يوم القيامة
  2. التشويق للعمل الصالح

اقتباس

ضيع حق الله فتجرأ على الكفر والفسوق والعصيان، وضيع حقوق المحتاجين بالقسوة والبخل وعدم الإحسان، يا له من يوم يخر فيه المبطلون، ويفوز فيه المتقون، ويربح فيه العاملون, وتوفى كل نفس ما عملت, وهم لا يظلمون

 

 

 

 

الحمد لله الخالق ومن سواه مخلوق، الرازق وغيره عبد فقير مرزوق، أحمده على ما له من الصفات, وأسأله أن يعيننا على أداء الحقوق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله أفضل بريته، اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في سنته.

 

أما بعد:

 

أيها الناس, اتقوا الله تعالى, وإياكم والاغترار بالأماني والآمال؛ فإنكم على وشك النقلة والارتجال، أين من جمع الأموال ونماها، وافتخر على أقرانه, وتمنع بلذاته وباهى، أما ترون القبر قد حواه, والتراب قد أكله وأبلاه، ولم يبق له إلا ما قدمت يداه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) [الانشقاق:6].

 

كتاب ينطق بما جرى شفاهاً, وكتاب عرف بجميع الأعمال حسنها وسيئها وجلاها، تعرض خائنة الأعين على من قد رآها, وخافية الصدور وصاحبها قد أخفاها، لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها، فحينئذ يغتبط المتقون بكتب أعمالهم التي قدموها، ويقولون لمعارفهم مبتهجين بالأعمال الصالحة التي أسلفوها، قال تعالى: (هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) يقال لهم: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ –حين أيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي- يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) فيقال للزبانية عند ذلك: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) [الحاقة:19-32].

 

والسبب الذي أوصله إلى هذا العذاب الفظيع، والعقاب الشديد والموضع المربع: ( إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الحاقة:34-33].

ضيع حق الله فتجرأ على الكفر والفسوق والعصيان، وضيع حقوق المحتاجين بالقسوة والبخل وعدم الإحسان، يا له من يوم يخر فيه المبطلون، ويفوز فيه المتقون، ويربح فيه العاملون, وتوفى كل نفس ما عملت, وهم لا يظلمون.

 

أجارني الله وإياكم من النار, ومنَّ علينا بالرحمة والمغفرة؛ فإنه الكريم الستار.
 

 

 

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي