انْتَهَى رَمَضَانُ! وَسَوْفَ يَرْحَلُ بِمَا أَوْدَعْتَهُ مِنْ عَمَلٍ، سَوْفَ يَرْحَلُ وَيَنْتَهِي، إِمَّا شَاهِدٌ لَكَ أَوْ شَاهِدٌ عَلَيْكَ، وَسَوْفَ تَجِدُ أَيَّامَهُ وَلَيَالِيَهِ وَمَا عَمِلْتَ بِهَا مِنْ أَعْمَالٍ، مَحْفُوظَةً فِي كِتَابٍ (لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا) [الكهف:49]. فَاجْتَهِدْ يَا عَبْدَ اللهِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ، وَاغْتَنِمْ هَذِهِ اللَّحَظَاتِ، وَتِلْكَ السَّاعَاتِ الْقَلِيلَةَ، التِي سْوَفَ تَمُرُّ وَتَنْتَهِي...
الْحَمْدُ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، حَكَمَ بِالْفَنَاءِ عَلَى هَذِهِ الدَّارِ، وَبِالْبَقَاءِ فِي دَارِ الْقَرَارِ، يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَار، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً مَا تَعَاقَبَ الْلَيْلُ وَالنَّهَارُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ كَمَا أَمَرَكُمْ رَبَّكُمْ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- بِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ رَمَضَانَ إِلَّا خَمْسَةُ أَيَّامٍ أَوْ سِتَة، فَسُبْحَانَ اللهِ! مَا أَسْرَعَ مُرُورَه! وَمَا أَعْجَلَ تَصَرُّمَه!.
أَخِي الْمُسْلِمُ: انْتَهَى رَمَضَانُ! وَسَوْفَ يَرْحَلُ بِمَا أَوْدَعْتَهُ مِنْ عَمَلٍ، سَوْفَ يَرْحَلُ وَيَنْتَهِي، إِمَّا شَاهِدٌ لَكَ أَوْ شَاهِدٌ عَلَيْكَ، وَسَوْفَ تَجِدُ أَيَّامَهُ وَلَيَالِيَهِ وَمَا عَمِلْتَ بِهَا مِنْ أَعْمَالٍ، مَحْفُوظَةً فِي كِتَابٍ (لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا) [الكهف:49].
فَاجْتَهِدْ يَا عَبْدَ اللهِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ، وَاغْتَنِمْ هَذِهِ اللَّحَظَاتِ، وَتِلْكَ السَّاعَاتِ الْقَلِيلَةَ، التِي سْوَفَ تَمُرُّ وَتَنْتَهِي وَلَنْ تَعُودَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ: اعْلَمُوا -رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ- أَنَّهُ يُشْرَعُ لَنَا فِي خِتَامِ شَهْرِنَا ثَلاثَةُ أُمُورٍ، هِيَ: زَكَاةُ الْفِطْرِ، وَالتَّكْبِيرُ، وَصَلَاةُ الْعِيدِ.
فَأَمَّا زَكَاةُ الْفِطْرِ: فَهِيَ الصَّدَقَةُ التِي يُخْرِجُهَا الْمُسْلِمُونَ بِمُنَاسَبَةِ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَان، وَهِيَ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، صَغِيرَاً كَانَ أَمْ كَبِيرَاً، ذَكَرَاً كَانَ أَمْ أُنْثَى، عَبْدَاً كَانَ أَمْ حُرَّاً؛ فعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَتَجِبُ زَكَاةُ الْفِطْرِ بِغُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُشْرَعُ إِخْرَاجُهَا حِينَئِذٍ، وَالأَفْضَلُ أَنْ تُخْرَجَ مَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعِيدِ، وَيَجُوزُ إِخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، وَلا يَجُوزُ تَقْدِيمُهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَلا تَأْخِيرُهَا إِلَى مَا بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ.
وَأَمَّا الْحِكْمَةُ مِنْ زَكَاةِ الْفِطْرِ: فَهِيَ التَّعَبُّدُ للهِ، وَالاتِّبَاعُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَطُهْرَةٌ لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةٌ لِلْمَسَاكِينِ وَسَدٌّ لِجَوْعَتِهِمْ.
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ؛ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ" رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَأَمَّا: مِقْدَارُهَا، وَمِنْ أَيِّ الأَشْيَاءِ تُخْرَجْ؟ فَاسْتَمِعُوا لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، حَيْثُ قَالَ: "كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَعَلَى هَذَا فَتُخْرَجُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ الذِي يَأْكُلُونَهُ عَادَةً، وَالْغَالِبُ عِنْدَنَا أَنَّ النَّاسَ يَأْكُلُونَ الأرُزَّ أَوِ الْبُرَّ، فَيُخْرَجُ صَاعٌ مِنَ الأرزِّ أَوِ الْبُرِّ عَنْ كُلِّ شَخْصٍ، وَمِقْدَارُهُ بِالْوَزْنِ مِنَ الْبُرِّ الْجَيِّدِ: كِيلُوَّانِ وَأَرْبَعُونَ غرَامَاً، وَأَمَّا الأرُزُّ فَهُوَ كِيلُوَّانِ وَنِصْفٌ تَقْرِيبَاً.
وَلا يُجْزِئُ إِخْراجُهَا فُلُوسَاً وَلا ثِيَابَاً وَلا سِوىَ ذَلِكَ، لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهمَا- السَّابِق.
وَالأَصْلُ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُخْرِجُ زَكَاتَهُ فِي الْبَلَدِ الذِي أَدْرَكَهُ الْعِيدُ فِيهِ، سَوَاءً أَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ الأَصْلِيِّيْنَ أَوْ مِنَ الْمُقِيمِينَ؛ لَكِنْ، لَوْ أَخْرَجَهَا فِي بَلَدِهِ الأَصْلِيِّ جَازَ، لَكِنْ هَذَا خَلافُ الأَفْضَلِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُعْطَى الْفَقِيرُ أَكْثَرَ مِنْ فِطْرَةٍ، وَيَجُوزُ تَقْسِيمُ الْفِطْرَةِ الْوَاحِدَةِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ فَقِيرٍ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: أَدُّوا زَكَاتَكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ، تَتَعَبَّدُونَ بِهَا لِرَبِّكُمْ، وَتَتَّبِعُونَ نَبِيَّكُمْ مُحَمَّدَاً -صلى الله عليه وسلم-، وَتُطَهِّرُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ مِمَّا قَدْ لَحِقَ صِيَامَكُمْ مِنَ الْخَلَلِ.
ثَانِيَاً: مِمَّا يُشْرَعَ لَنَا فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ: التَّكْبِيرُ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].
وَالْمَقْصُودُ مِنَ التَّكْبِيرِ: التَّعْظِيمُ للهِ وَالتَّمْجِيدُ لَهُ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ وَيَسَّرَ مِنْ إِكْمَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَهَذَا التَّكْبِيرُ مُطْلَقٌ وَلَيْسَ مُقَيَّدَاً بِالصَّلَوَاتِ.
فَـأَظْهِرُوا رَحِمَكُمُ اللهُ هَذِهِ الشَّعِيرَةَ الْعَظِيمَةَ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْبُيُوتِ وَالأَسْوَاقِ، وَارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ قَائِلِينَ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَاللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد.
ويُشْرَعُ التَّكْبِيرُ حَتَّى لِلنِّسَاءِ، وَيَمْتَدُّ وَقْتُهُ مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى صَلاةِ الْعِيدِ، وَلا يُشْرَعُ بَعْدَهَا.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِه، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمَاً لِشَأْنِه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ ثَالِثَ مَا يُشْرَعُ لَنَا فِي نِهَايَةِ الشَّهْرِ: صَلاةُ العِيدِ؛ وَهِيَ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ، يَخْرُجُ الْمُسْلِمُونَ أَجْمَعُونَ إِلَى مُصَلَّى الْعِيدِ، مُكَبِّرِينَ مُهَلِّلِينَ؛ تَعَبُّدَاً للهِ، وَاتِّبَاعَاً لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-.
وَحُكْمُ صَلاةِ الْعِيدِ: وَاجِبَةٌ وُجُوبَاً عَيْنِيَّاً عَلَى الرِّجَالِ، وَسُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ فِي حَقِّ النِّسَاءِ، فَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْعَوَاتِقَ، وَالْحُيّضَ فِي الْعِيدَيْنِ، يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيّضُ اَلْمُصَلَّى" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَقَدْ قَالَ الشَّيْخَانِ ابْنُ بَازٍ وَابْنُ عُثَيْمِينَ -رَحِمَهُمَا اللهُ- بِوُجُوبِهَا عَلَى الرِّجَالِ، وَعَلَى هَذَا فَلْيَحْذَرْ مِنْ عُقُوبَةِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ صَلاةِ الْعِيدِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ.
لِأَنَّهُ إِذَا كَانَتِ النِّسَاءُ، بَلْ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ، بَلْ وَالْحُيّضُ، مَأْمُورَاتٍ بِالْخُرُوجِ! فَكَيْفَ بِالرِّجَالِ الأَشِدِّاءِ؟! فَلا يَحِلُّ لَهُمُ التَّخَلُّفُ عَنْهَا إِلَّا لِعُذْرٍ شَرْعِيٍّ.
وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَخْرُجَ غَيْرَ مُتَطَيِّبَةٍ وَلَا مُتَزَيِّنَةٍ، وَعَلَى وَلِيِّ أَمْرِهَا مَسْؤُولِيّةٌ فِي ذَلِكَ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) [النساء:34].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَمِنْ سُنَنِ الْعِيدِ : أَنْ يَأْكُلَ قَبْلَ خُرُوجِهِ تَمْرَاتٍ، وَلْيَكُنَّ أَفْرَاداً، بِمَعْنَى: يَأْكُلُ ثَلاثَاً أَوْ خَمْسَاً أَوْ سَبْعَاً، لِأَنَّه هَكَذَا جَاءَتِ السُّنَّةُ عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ" أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ. وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ أَحْمَدَ: "وَيَأْكُلُهُنَّ أَفْرَادًا".
وَمِنْ سُنَنِ الْعِيدِ: أَنْ يَلْبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابَهُ، وَأَنْ يَتَنَظَّفَ، وَيَتَطَيَّبَ، وَأَنْ يُخَالِفَ الطَّرِيقَ: فَيَذْهَبَ مِنْ طَرِيقٍ وَيَرْجِعَ مِنْ آخَرَ.
وَمِنَ السُّنَّةِ عِنْدَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ: الاغْتِسَالُ، لِأَنَّهُ قَدْ وَرَدَ عَنِ الصَّحَابِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهمَا- أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلَ إِذَا خَرَجَ لِلْعِيد.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الأَرْبَعَةِ الْخَلَفَاءِ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيّ وَعَنْ بَقِيِّةِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إَلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَوَلِّ عَلَيْهِمْ خَيَارَهُمْ، وَاكْفِهِمْ شَرَّ شِرَارهُمْ.
اللَّهُمَّ أَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَكُلَّ عَدُوٍّ للدِّينِ، اللَّهُمَّ اخْذُلْ الْيَهُودَ والنَّصَارَى وَأَعْوَانَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ، اللَّهُمَّ أَنْزِلِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَشَتِّتْ شَمْلَهُمْ، وَفَرِّقْ جَمْعَهُمْ، وَاجْعَلْ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ في رِضَاكَ، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ وَابْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانَةَ السُّوءِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ اللَّهُمَّ أَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرَاً لَهُ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيز.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَأَنَ إِخْوَانَنَا فِي بِلَادِ مِصْر، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمَ عَلَى الْحَقِّ، اللَّهُمَّ وَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ كُنْ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي سُورِيَا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَهُمْ، وَاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، اللَّهُمَّ انْصُرْ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهْمْ يَا قَهَّارُ يَا جَبَّارُ.
اللَّهُمَّ عَجِّلْ نُصْرَةَ إِخْوَانِنَا، وَأَوْرِثْهُمُ الدِّيَارَ وَالأَمْوَالَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتَنَا وَصِيَامَنَا وَدُعَاءَنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:202].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي