العبادة في العموم إذا وقعت في الوقت الفاضل المبارك كانت مباركة من حيث أجرها وقبولها، ومنها الدعاء، فالدعاء عبادة عظيمة، وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الدعاء هو العبادة". وللدعاء ِشروط وآداب لابد من العناية بها. قال ابن عطاء -رحمه الله-: "للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات، فإن...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
معاشر الأخوة: نحن نعيش أجواء ذروة ليالي شهر رمضان العشر الأخير منه، ولو تأملنا في الآيات التي تحدثت عن الصيام في سورة البقرة نرى أنها بدأت بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة: 183].
ثم أتبعته الآيات في الحديث عن الصيام وبعض أحكامه: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ..)[البقرة: 184] الآية.
والعجيب أننا نرى كذلك أن آية هناك وضمن هذا مجموع من الآيات عن الصيام وفي وسطه تحدثت عن أمر آخر تحدثت عن الدعاء وهي قول الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة: 186].
ثم تلتها آية عادت إلى أحكام متعلقة بالصيام مرة أخرى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ...)[البقرة: 187] إلى آخر الآيات.
فوضع هذه الآية هنا بين آيات أحكام الصيام يشير إلى أن الله -جل جلاله- يحثنا على الاجتهاد في دعائه في هذا الشهر على وجه الخصوص، وأن قربه من العباد متأكد فيه؛ لأن نهاية الآية: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ).
وهو بالتالي أرجى لإجابة الدعاء، وخاصة أثناء الصيام، قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره قال: "وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر جاء في الحديث الصحيح: "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر " [رواه أحمد].
قال الشيخ السعدي في تفسيره: "والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة، والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه، وقرب من عابديه".
قال: "فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء؛ كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله -تعالى- بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به الموجب للاستجابة، فلهذا قال: (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أي يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة، ولأن الإيمان بالله، والاستجابة لأمره، سبب لحصول العلم؛ كما قال تعالى: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً)[الأنفال: 29]"
فالعبادة في العموم إذا وقعت في الوقت الفاضل المبارك كانت مباركة من حيث أجرها وقبولها، ومنها الدعاء، فالدعاء عبادة عظيمة، وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الدعاء هو العبادة".
وللدعاء ِشروط وآداب لابد من العناية بها.
قال ابن عطاء -رحمه الله-: "للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات، فإن وافق أركانه قوي -أي الدعاء- وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح".
وقد قال الفاروق عمر -رضي الله عنه-: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه".
أي إن الحرص إنما يكون على شروط وآداب الدعاء لا على الإجابة؛ لأن الله -تعالى- كريم واسع الفضل، متى توفرت شروط الدعاء وآدابه، فإنه يجيب السائلين.
وينبغي التنبيه إلى أن الإجابة هنا يقصد بها القبول وليس مجرد الإجابة فقط، فالقبول هو الإثابة على الدعاء لكونه عبادة حميمة يحبها الله -تبارك وتعالى-دعوة الكفار إذا أخلصوا الدعاء، لكنه لا يثيبهم على الدعاء، أي يجيب المسألة في الدنيا ولكن لا يقبل الدعاء منهم؛ كعبادة لعودتهم للشرك بعد إجابة الدعاء: (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت: 65] وهو من قوله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[المائدة: 27].
وهكذا فإن الله يتقبل دعاء المؤمن وفي نفس الوقت قد لا يستجيب لذات الدعاء بالتحديد وسيأتي تفصيل ذلك -إن شاء الله-.
ولهذا فإن من الآداب: أن لا يستعجل الإجابة فإن لله الحكمة البالغة، ولكل أمر في قدره موعد محدد لا يتأخر عنه ولا يتقدم، وقد صح في مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل " قيل: "يا رسول الله ما الاستعجال؟" قال: "يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك وَيَدَعُ الدعاء".
ومن الخطأ: الظن بأن الاستجابة نوع واحد وهو تحقيق المطلوب من الدعاء تحقيق المسألة ذاتها من مال أو ولد أو وظيفة، أو خلاف ذلك.
وخطأ إذ للاستجابة ثلاث أنواع، فهي إما أن تكون بتحقيق المطلوب من الدعاء، أو أن يصرف الله -عز وجل- عنه من السوء والشر بقدر دعائه، أو يدخر ذلك له أجرا وثوابا يوم القيامة.
وقد صح في المسند من حديث أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر؟ أي الصاحبة قال: "الله أكثر" أي أنه يعطي أكثر.
ومن الآداب المهمة جدا بل من موجبات إجابة الدعاء: "التواضع والاعتراف بالتقصير" فهما عبدت ربك وأطعته فأنت مقصر في حقه والشعور بالتقصير في طاعة الله وعباده يوجب انكسار العبد وتواضعه ويوجب شعوره بأن دعاءه أصلا ليس أهلا للإجابة في ذات الله -تعالى-، ولكن رحمة الله أوسع وكرمه أعظم فيستمسك بهذا التعظيم لربه والرجاء بواسع فضله يستمسك العبد بذلك طوال دعاءه.
ينبغي أن ينتفي أي شعور بالمنة على الله -تعالى- أو الاعتزاز، أو الغرور بالطاعة مهما بلغ العبادة في عبادته من مبلغ، ومهما قدم لله -تعالى- من بذل، بل يشعر أن عبادته لله هي في الأصل من توفيق الله -تعالى- له ومنته عليه، هو الذي وفقك لدعائه، ويجب أن يكف عن الشعور بأن عبادته تعطيه الحق في استجابة مسألته.
ونرى التواضع -أيها الأخوة- بحق لما نزل القرآن ببراءة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قال بمنتهى الانكسار: " وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى".
منتهى الانكسار والتواضع، شعور المؤمن إذا قوي إيمانه.
قال ابن رجب: "إن المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه، ولاسيما بعد كثرة الدعاء والتضرع، رجع على نفسه باللائمة يقول لها: إنما أوتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه بأنه أهل لما نزل من البلاء وليس أهل لإجابة دعائه، فما أسرع الإجابة حينها، فإن الله عند المنكسرة قلوبهم".
مكانة النفس اللوامة كبيرة عند الله -تعالى-.
قال وهب: "تَعبَّد رجلٌ -أي من عباد بني إسرائيل الموحدين- زماناً، ثمّ بدت له إلى الله حاجة، فصام سبعين سبتاً، يأكل في كل سبتٍ إحدى عشرة تمرة، ثمّ سأل الله حاجته فلم يُعْطَها، فرجع إلى نفسه فقال: منكِ أُتيت، لو كان فيكِ خير أُعطيتِ حاجتك، فنزل إليه عند ذلك ملك فقال له: يا ابن آدم ساعتك هذه خير عبادتك التي مضت، وقد قضى الله حاجتك".
هذه الساعة التي قرعت بها نفسك واحتقرت ذاتك في ذات الله -عز وجل- هي أفضل من العبادة التي عبدتها لله -عز وجل- وأجاب الله –عز وجل- دعاءه.
عسى ما ترى أن لا يدوم وأن ترى *** له فرجا مما ألح به الدهر
عسى فرج يأتي به الله إنه *** له كل يوم في خليقته أمر
إذا لاح عسر فارج يسرا فإنه *** قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
فالمؤمن يحسن الظن بربه، ويرجو أن يجيب الله -تعالى- مسألته، ولكنه في نفس الوقت يحتقر عمله في ذات الله.
كان شيخ الإسلام ابن تيمية فيما حكى عنه تلميذه ابن القيم كان على جلالة قدره وعلمه وجهاده، وبذله متواضعا، هاضما لنفسه، منكرا لذاته، كثيرا ما يقول: "مالي شيء، ولا مني شيء، ولا فيَّ شيء".
وإن مدحه أحد في وجهه، قال: "والله إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً".
وكتب يقول:
أنا الفقير إلى رب البريَّـات *** أنا المُسَيْكينُ في مجموع حالاتـي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي *** والخير إن يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة *** ولا عن النفس لي دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني *** ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتـي
تواضع وانكسار أمام الله -عز وجل-، ألا ترون أن أحب موضع لله -تعالى-وأقرب موضع لإجابة الدعاء هو السجود، عندما يتواضع العبد لربه، ويضع جبهته على الأرض لله خضوعا، وذلا تأتيه الإجابة.
ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء".
فلنتواضع لله -تعالى- ولنعترف بذنوبنا وتقصيرنا وظلمنا لأنفسنا، ونحن ندعو ربنا، هذا هو الشعور الذي نستحضره؛ كما فعل يونس -عليه السلام- وهو في بنت الحوت: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء: 87].
من آداب الدعاء أيضا -أيها الأخوة-: حضور القلب أثناء الدعاء واليقين بالإجابة، وقد صح في الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غَافِلٍ لَاهٍ".
قال المناوي في التيسير: "أي: لا يعبأ بسؤال سائل مشغوف القلب بما أهمه من دنياه".
ومن الآداب في عموم الدعاء: البدء بحمد الله -تعالى- والثناء عليه، ففي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: "كنت أصلي والنبي -عليه الصلاة والسلام- وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دعوت لنفسي" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سل تعط" .
كذلك الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي حديث أنس في صحيح الجامع قال عليه الصلاة والسلام: "كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي" صلى الله عليه وسلم.
ومن الآداب: الإكثار من دعاء الله -تعالى- في الرخاء؛ ففي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يستجيب الله له في الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء".
أسأل الله -تعالى- أن يتقبل منا إنه سميع عليم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله فاستغفروه، إنه غفور رحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن من شروط إجابة الدعاء: انتفاء موانعه وعوائقه، ومن عوائق الإجابة: الشرك في الدعاء بالتوسل بالمخلوقين ودعاءهم من دون الله -تعالى- بجعلهم وسائط وشفعاء سواء بقصد أو بدون قصد، قال تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[غافر: 14].
ومن العوائق: الاستخفاف بالمعاصي والشبهات، ولذلك قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح".
وقال بعض السلف: "لا تستبطأ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي".
قال الشاعر:
نحن ندعو الإله في كل كربٍ *** ثم ننساه عند كشف الكروبِ
كيف نرجو إجابة لدعاءٍ *** قد سددنا طريقها بالذنوبِ
ومن أسوأ المعاصي التي تعيق الدعاء: أكل المال الحرام، فمن حديث أبي هريرة في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51] وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة: 172]".
وقال أبو هريرة: "وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك".
معاشر الأخوة: موضوع الدعاء واسع متشعب، ويستدعي سعة من الوقت، ولعل ما تقدم فيه إشارة إلى أهمية اغتنام شهر رمضان في آخر أيامه، شهر الرحمة وإجابة الدعاء، الاجتهاد بالدعاء لأنفسنا، وكذلك لكل مسلم في الشام والعراق، وفي كل بلد يضطهد فيه المسلمون.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي