فاتح أفريقيا (1) السميط، سيرته وجهوده وتضحياته

أحمد بن ناصر الطيار
عناصر الخطبة
  1. تفاوت الناس في الهمَمِ والعزائمِ .
  2. نبذة مختصرة عن حياة الداعية عبد الرحمن السميط .
  3. جهوده الجبارة وانجازاته العظيمة .
  4. علو همته في الدعوة إلى الله وصبره .

اقتباس

أيها المسلمون: لقد كانت همَّةُ هذا الداعيةُ الكبير لا مُنتهى لها، وهَمُّه لأمَّته لا نظير لها، فقد طَلَبَ منه كثيرٌ من الناس أنْ يرجع إلى وطنه، وخاصةً بعد كِبره وكثرةِ أمراضه، فكان يُجيبهم قائلاً: سأُلقي عصا الترحال يوم أنْ تضمنَ الجنة لي، وما دمتُ دون ذلك فلا مفرَّ من العمل، حتى يأتيَ اليقين، من ينقذني من الحساب، يوم يشكوني الناس في أفريقيا، بأنني...

الخطبة الأولى:

الحمد لله فاطرِ الأرض والسماء، كاشفِ الضُّرِّ ورافعِ البلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قضى أن لا يقوم هذا الدين إلا بدماء الشهداء، وتضحياتِ الدعاةِ والعلماء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أعظم الداعين إلى الله بالحكمة والموعظة، وأشدُّهم جهاداً وتضحيةً ورحمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أنَّ الله -تعالى- فاوت بين همَمِ الناس وعزائمِهِم، كما فاوت بين شجاعتهم وإقدامهم، فلئن كان هناك من يَعدل بشجاعته ألف رجل؛ كطليحةَ بنِ خويلد الأسديّ، والقعقاعِ بن عمروٍ التميميّ، فهناك من يعدل بهمَّته وعزمه بألفٍ كذلك، ومِن أبرز الأمثلة لهؤلاء العظماء، والدُّعاةِ الأجلاء، في هذا العصر الذي امتلأ بالْمُغرَيات والْملهيات، رجلُ الأمَّة والدعوةِ، ورائدُ الإغاثة في القارَّةِ الأفريقيَّة: الدكتور: عبد الرحمن السميط -رحمه الله رحمةً واسعة-، الذي تُوفي قبل أيام.

سَنَقِفُ مع سيرته، وهمَّته وجُهوده، لعلّ ذلك يبعث في نفوسنا حبَّ الدعوةِ إلى الله -تعالى-، والتضحيةَ والْمُصابرةَ في سبيله.

كان طبيباً مُتخصصاً في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، ولم يكن في عمله مُقتصراً على علاجِ الأبدان، بل كان يُعالج ويُداوي أمراض الأديان، ويعمل بروح وتعاليمِ الإسلام، حيث كان رحمه الله، بعد أن ينتهيَ من عمله الرسميِّ: يتفقد أحوال المرضى في أجنحة الْمُستشفى، ويسألهم عن ظروفهم وأحوالهمُ الأسرية، ويسعى في قضاء حوائجهم، وتفريجِ مُعاناتِهم.

لكنَّ همَّته وعزيمته كانت أكبر من ذلك، كان يُريد أنْ يُعالج أكبر قدرٍ مُمْكِنٍ من المرضى، ويُغني أكبر قدرٍ من الفقراء والْمُعوزين، بل وينشر الإسلام وسماحة الدين.

ففكر مليًّا في أيِّ مكانٍ يكون هذا؟

فعزم على شدِّ الرحال إلى القارَّةِ السوداء: أفريقيا.

نعم، إلى أفريقيا، قارةُ الفقر والجوع والحرب، قارة الأمراض والأوبئة وشدَّة العيش.

فلماذا يذهب إليها، ويترك وظيفته المرموقة، وراتبه الكبير، ويذهبُ إلى القارة التي هذه حالها وصفتُها، بل وهي التي هجرها كثرٌ من أهلها.

لِنَسْمَعِ الإجابةَ منه رحمه الله حيث يقول: "عندما تخرجت وعملت في مجال الطب؛ وجدت أن المستشفى لا يتَّسع لكلِّ الطاقة والطموحات، التي تُوجد لديّ، وأول مشروعٍ خيريٍّ عملت به، هو بناء أحد المساجد في مَلَاوِيْ الإفريقية، وهو البدايةُ للمشاريع الخيريةِ اللَّاحقة".

نعم، هاجر إلى أفريقيا، حينما شعر بخطر المجاعة التي تُهدد المسلمين فيها، وأدرك خطورة حملات التنصير، التي تجتاح صفوف فقرائهم، فترك عمله الطبيَّ طواعية، ليجسد مشروعًا خيريًّا رائدًا، في مواجهة الفقر وخطر التنصير، فذهب إليها صفر اليدين، تاركاً وراءه وظيفته وأمواله وأهله، ليعود بعد تسعٍ وعشرين سنة، بإسلام ما يزيدُ على العشرةِ ملايين، وتدشين الآلاف من المستشفيات والمدارس والمساجد.

كم داوى فيها من مريض؟ وكم عالج فيها من جريح؟ كم وقف بنفسه مع المنكوبين؟ وكم واسى الفقراء والمحتاجين، وأطعم الجائعين، وأغاث الملهوفين؟ كم مسح على رأس اليتامى؟ وكم سدَّ حاجات الأيامى؟ كم صبر وصابر في سبيل خدمة هذا الدين، والوقوفِ مع حاجات المسلمين؟  كم تعرض لمحاولات قتلٍ في أفريقيا، مِن قِبل المجرمين وأعداء الدين؟ كم حاصرته أفاعٍ سامَّةٍ ومُوحشة، صبر على لسعات البعوض الْمُؤذية، في تلك القرى والأدغال البعيدة، صبر على شحِّ الماء وانقطاع الكهرباء؟

تسلق الجبالَ الشاهقة، وقطع القفار الواسعة، في سبيل الدعوة وتبليغ الرسالة.

قضى تسعاً وعشرين سنةً في أفريقيا، وكان لا يأتي لوطنه إلا للزيارة أو العلاج.

وبسببه سُلِّطت الأضواء على ما تعانيه أفريقيا من فقر، فهبَّتِ الشعوب المسلمة في مساعدتها، فأصبح اسمه مربوطاً بهذه القارة، بعد أن نقلَ عمله من عملٍ فرديّ، إلى عملٍ مؤسسيّ جماعيّ.

كان لا ينتمي إلى أحزابٍ وجماعات، ولا ينتظر إشارةً، أو دعماً من تنظيماتٍ، أو حكومات، بل يسعى لما يُرضي الله وحده وينفعُ أمَّته، حسب طاقته ووسعه.

وكان في صحبته زوجتُه الْمُوفقة، التي هجرتْ مع زوجها حياة الراحة والدَّعة، فأقاما في بيتٍ متواضعٍ في قرية هناك، يُمَارسان الدعوة للإسلام بنفسيهما، ويعيشان بين الناس في القرى والغابات، ويقدمان لهمُ الخدمات الطبية والاجتماعية والتعليمية.

لقد تبرعتْ هذه الزوجةُ الصالحة، بجميع إرثها لصالح العمل الخيري، وأسَّستِ الكثير من الأعمال التعليمية والتنموية، وهي بدعمها ومؤازرتها لزوجها: من أعظم أسباب نجاحه وثباته.

فيا ليت نساءنا يقتدين بهذه المرأة الصالحة، فكلُّ ما عمله وأنتجه زوجُها هو في ميزان حسناتها.

كان يقودُ السيارة أحياناً، لمدةٍ تزيدُ على العشرين ساعة، حتى يصل إلى الأماكن البعيدة، ورُبَّمَا سار في بعض الأيام على أقدامه، في الوحل والمستنقعات.

كان أشدَّ ما يُؤلمه ويُؤَثِّر عليه، حينما يذهب إلى منطقةٍ أو قبيلة، ويدخل بعض أبنائها في الإسلام، ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم، الذين ماتوا على غير الإسلام، فيُعاتبونه قائلين: أين أنتم كلَّ هذه السنين؟ الآن بعد أنْ مات آباؤنا على الكفر جئتم إلينا؟

فكانت هذه الكلمات تجعله يبكي بحُرقة، ويشعر بعِظَم المسئولية، تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر.

فقطع على نفسه العهد مع الله -تعالى-، أن يمضيَ بقية عمره في الدعوة إلى الله هناك.

كانت يستخدم كلَّ الأساليب والطرق في الدعوة إلى الله، فقد كان يحمل معه ملابس قيّمة، ليقدِّمها هديةً لملوك القرى تأليفاً لقلوبهم، ولا ينسى أنْ يأخذ معه الحلوى لأطفالهم، لأجل أنْ يُدخل السرور على نفوسهم.

كان يهتمّ بالأموال التي تأتيه من الداعمين والْمُحسنين، فيصرفها بكلِّ أمانةٍ في وجوه الخير والإحسان، وكان كثيراً ما يقول: "أموال الناس التي دفعوها لعمل الخير، لا يمكن أن أُفرِّط في ريالٍ واحد منها".

وكان إذا أرخى الليل سدوله، لا ينام حتى يقف على الحلقات المستديرة، التي يجتمع فيها أبناء الأيتام، يقرؤون ويتدارسون القرآن، وهو ينتقل من حلقةٍ إلى أخرى، ليطمئن على حفظهم، ويبتسم في وجوهم.

كان يقول لمن يسأله عن صنعيه وتكلُّفه: "نحن لا ننتظر شهاداتٍ من أحد، نحن عَمَلُنا في الميدان، وننتظر من الله وحده أن يتقبَّلَ منا".

كان مصاباً بداء السُّكريِّ، والكولسْترولِ، ونزيفٍ في العين، وأصيب بالملاريا مرتين، ويُعاني من آلامٍ في قدمه وظهره، ويتناول أكثرَ من عشرةِ أنواعٍ من الأدوية يوماً.

ومع ذلك، لم تُثْنِه هذه الصُّعوباتُ عن السفر والبذل، في عمله ومشروعه الدعوي والإغاثي، ونشرِ دين الإسلام، وإقامةِ المشاريع التنموية والتعليمية، لأناسٍ نسيهم العالم خلف الأدغال.

إن جهودَه ومُثابرتَه رحمه الله: آتت أُكُلَها، وأنتجت ثمارَها، فقد أسلم على يديه وعلى أيدي أتباعه وتلاميذه: ما لا يقل عن عشرةِ ملايينِ إنسان، وعشرات الألوف من القبائل بأكملها، الذين أسلموا فتحوَّلوا إلى دعـاةٍ للإسلام، أنقذهـم وساهم في مدِّ يد العون لهم، من خلال توفير المسكن والعمل، والمستشفيات والمدارس وغيرها من الاحتياجات.

وأصبحت جمعية العَون المباشر، التي أسسها هناك، أكبرَ منظمةٍ عالميةٍ في أفريقيا كلِّها، يدرس تحت مظلَّتها أكثرُ من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات، وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات، وقامت بحفر وتأسيس أكثرَ من ثمانمائة بئر، وإعدادِ وتدريبِ أكثرَ مِنْ أربعة آلاف داعيةٍ ومعلمٍ ومفكر.

إنَّ هذه الإنجازات الضخمة، لم تكن إلا بتوفيقِ الله وحده، ثم برفقه في الدعوة إلى الله، ولينِه ورحمتِه وحكمتِه، وعدمِ الصدام والمواجهةِ دائماً مع الآخرين، فقارنوا ما أنْجَزَتْهُ أفعالُه وأخلاقُه، مع مَن رفع شعار العنفِ والشدَّة، وقابَل مُخالفيه بالسِّباب والغلظة، حيث ظنَّ أنَّ أعداءَ الإسلام لا يُواجَهون إلا بالسلاح والقوة، لا بالدعوةِ إلى الله بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة.

ولقد سمَّى الله -تعالى- صلح الحديبيَّةِ فتحاً، فقال: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) [الفتح: 1].

ولماذا سمَّاها فتحاً وليس فيها قتال، بل إنَّ فيهاً شروطاً هي في ظاهراها ضدَّ المسلمين، وفيها إغاظةٌ لهم؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ مَبْدَأ الْفَتْحِ الْمُبِينِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، لِمَا تَرَتَّبَ عَلَى الصُّلْحِ الَّذِي وَقَعَ فيه مِنَ الْأَمْن، وَانتهاءِ الْحَرْب من الفوائد الكثيرة، حيث جعلت عامَّةَ الكفار يُفكرون في هذا الدين الجديد، ففتحوا عقولهم حينما كانت مُغلقةً بسبب الحروب، فقادهم ذلك إلى الدخول في الإسلام.

قال الزُّهْرِيِّ -رحمه الله-: لَمْ يَكُنْ فِي الْإِسْلَام فَتْحٌ قَبْل فَتْح الْحُدَيْبِيَةِ أَعْظَم مِنْهُ، وَإِنَّمَا كَانَ الْكُفْر حَيْثُ الْقِتَال، فَلَمَّا أَمِنَ النَّاس كُلُّهمْ: كَلَّمَ بَعْضُهمْ بَعْضًا، وَتَفَاوَضُوا فِي الْحَدِيث وَالْمُنَازَعَة، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي الْإِسْلَام يَعْقِل شَيْئًا، إِلَّا بَادَرَ إِلَى الدُّخُول فِيهِ، فَلَقَدْ دَخَلَ فِي تِلْكَ السَّنَتَيْنِ، مِثْل مَنْ كَانَ دَخَلَ فِي الْإِسْلَام قَبْل ذَلِكَ أَوْ أَكْثَر.

قَالَ اِبْن هِشَام -رحمه الله-: وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ فِي الْحُدَيْبِيَة فِي أَلْف وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْد سَنَتَيْن، إِلَى فَتْحِ مَكَّةَ، فِي عَشَرَة آلَاف.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فصلت: 33].

نسأل الله -تعالى-، أنْ يتغمَّد الداعيةَ عبد الرحمن برحمته، وأنْ يُخلف على الأمة مَن يقومُ مقامه، وأنْ يُوفقنا للسير على دربه، إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، جعل الرفعةَ في الآخرة لمن ضحَّى لهذا الدين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: لقد كانت همَّةُ هذا الداعيةُ الكبير لا مُنتهى لها، وهَمُّه لأمَّته لا نظير لها، فقد طَلَبَ منه كثيرٌ من الناس أنْ يرجع إلى وطنه، وخاصةً بعد كِبره وكثرةِ أمراضه، فكان يُجيبهم قائلاً: "سأُلقي عصا الترحال يوم أنْ تضمنَ الجنة لي، وما دمتُ دون ذلك فلا مفرَّ من العمل، حتى يأتيَ اليقين، من ينقذني من الحساب، يوم يشكوني الناس في أفريقيا، بأنني لم أسع إلى هدايتهم".

لهُ هممٌ لا مُنتَهَى لِكِبارِها *** وهمَّتُهُ الصُّغرى أجلُّ منَ الدَّهْرِ

لهُ راحةٌ لو أنَّ مِعشارَ جودِها *** على البَرِّ صارَ البرُّ أنْدى من البحرِ

لم يفرِّق يوماً في إغاثته بين مسلمٍ وكافر، لم يطعمْ ويُكرمِ المسلم، ويحرمِ الكافرَ والمشرك الذي بجانبه، بل جعلهم سواءً في دعوته وإغاثته، فلذلك دخل هؤلاء الكفَّارُ الفقراءُ والمرضى، في دين الله أفواجاً.

أسلمتْ هذه الأعداد الغفيرة؛ حينما رأوا من أخلاقه وسماحته، في الوقت الذي كانت فيه بعض الجمعيات النصرانيَّة، لا تعطي الطعام ولا تعالج الفقراء، إلا بشرطِ أنْ يتنصَّروا.

ومِنْ عجيب أمره رحمه الله؛ أنَّه ما كان يبحثُ عن الشهرة أبداً، بل كان همُّه إنقاذُ إخوانه المسلمين في أفريقيا، الذين ابتلاهم الله بالمرض والجوع والفقر.

ولكنْ سُنَّةُ الله في الْمُتواضعين، أنْ يرفع شأنهم بين العالمين، فحينما أُذيعَ خبر وفاته رحمه الله، ضجَّتِ القارةُ الأفريقيَّةُ بأكملها، وتناقل الناس وخاصَّةً الفقراءُ والمساكينُ خبرَ وفاته، كالصاعقة عليهم، وتناقلَ المجتمع الخليجيُّ والإسلامي خبر وفاته، وامتلأتِ الجولاتُ والْمُنتديات بسيرته وقصصه وأخباره.

توفي رحمه الله هذا العام، في الثامن من شهرِ شوال، بعد مُعاناةٍ طويلةٍ مع المرض، ومسيرةٍ حافلةٍ في ميادين الدعوة الإسلاميَّة، والأعمال الخيريَّة والإغاثيَّة.

هذا، ونستكمل في الجمعة القادمة بحول الله، القِصَصَ والموقف التي مرَّتْ عليه في أفريقيا، وما أثمرته جُهودُه من إنجازاتٍ مُباركة.

نسأل الله أنْ يجعلنا من الدعاة الْمُخلصين، وأنْ ينفع بنا الإسلام والمسلمين، إنه على كلِّ شيء قدير.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي