التوحيد

عبد العزيز بن عبد الله السويدان
عناصر الخطبة
  1. التلبية وتجريد التوحيد وتحقيقه .
  2. مظاهر شرك أهل الجاهلية .
  3. مظاهر وصور الشرك المعاصرة .
  4. الارتباط الوثيق بين الدعاء والعبادة .

اقتباس

لقد ظل الصحابة ومن تبعهم بإحسان على هذا العهد النبوي الرباني، حتى دار الزمان دورته، وحل البلاء بأجزاء من الأمة، وعم الجهل، واستفحل استفحالا مخيفا، وفتن الناس جراء الجهل بالبدع والمحدثات التي لم تكن على عهد النبوة، ولا عهد الصحابة، وتوارثوها جيلا بعد جيل، توارثوا ذلك الجهل، حتى أصبحت تلك المحدثات مسلمات، موقرة معظمة، مقدسة، يدافعون عنها بغير حق، إما جهلا، وإما...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

إننا نجتمع اليوم في هذا المكان الطيب لأداء صلاة الجمعة، ما يزال إخواننا الحجاج في هذه اللحظة من شتى أنحاء المعمورة مجتمعين في منى، ينادون ربهم، ويرمون الجمرات، ويعظمون حرماته، ويكملون مناسك الحج؛ استجابة لدعوته جل وعلا على لسان نبيه إبراهيم -عليه السلام-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق)[الحـج: 27-29].

أيها الإخوة: يا أهل التوحيد: إن هذا الموسم العظيم يذكرنا بأهمية صفاء العقيدة من كل شرك، صغر أو كبر، فهتاف الحجيج ب: "لبيك اللهم لبيك" إثبات لربوبية الله -تعالى- وألوهيته.

أما الهتاف الذي يعقبه: "لبيك لا شريك لك لبيك" فهو نفي لجميع صور الشرك التي تفسد التوحيد، بل تدمره تدميراً.

قد يقول البعض: كان يكفي أن يقول الحج: "لبيك اللهم لبيك"، لا، "لبيك لا شريك لك لبيك"، تأكيدا على إخلاص العبودية لله -تعالى-.

ولقد ردت هذه التلبية الخالصة على تلبية المشركين قبل الإسلام عندما كان أحدهم يقول: "لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك" كان المشركون يعبدون الله، نعم، يحجون ويعجون، ويفجون ويطفون، ويسعون ويقفون، إلا أنهم يستثنون: "إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك".

يستثنون شريكا يصرفون له شيئا من العبادة، ولك أن تقول شيئا من الدعاء، أو النذر، أو الذبح، أو الدعاء، أو الاستغاثة، وكلها عبادة.

يصرفون شيئا منها له، وهي كلها بلا استثناء حق الله المحض، وهم يفعلون هذا لا لأنهم يعتقدون أن لذلك الشريك من الملك شيئا، لا، بل هم يعتقدون أن لا يملك شيئا تملكه وما ملك.

إذاً لماذا يدعونه؟

يدعونه ليقربه حبهم له، ودعاؤهم إياه، وذبحهم له إلى الله زلفى، يتقربون إلى الله بذلك كما قال الله -تعالى- ذلك في حقهم: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)[الزمر: 3].

هكذا كان الأمر في الجاهلية، ثم أتى الإسلام بالتوحيد الخالص لله -تعالى-، ونبذ الشرك، واحتدم الصراع العنيف بين دعاة التوحيد ودعاة الشرك، حتى استسلم الناس، وأذعنوا لله الواحد الأحد، ولم يجرؤ أحد منهم بعد ذلك أن يصرف نوعا من أنواع العبادة لغيره جل وعلا.

واطمأنت قلوبهم بالتوحيد الخالص، وأتلفوا واجتمعوا، وتحابوا فيه بالتوحيد.

ولقد ظل الصحابة ومن تبعهم بإحسان على هذا العهد النبوي الرباني، حتى دار الزمان دورته، وحل البلاء بأجزاء من الأمة، وعم الجهل، واستفحل استفحالا مخيفا، وفتن الناس جراء الجهل بالبدع والمحدثات التي لم تكن على عهد النبوة، ولا عهد الصحابة، وتوارثوها جيلا بعد جيل، توارثوا ذلك الجهل، حتى أصبحت تلك المحدثات مسلمات، موقرة معظمة، مقدسة، يدافعون عنها بغير حق، إما جهلا، وإما تعصبا وكبرا وعنادا ً.

وعاد الشرك لكن بوجه آخر أقل وضوحا من الشرك العتيق، وأكبر منه فتنة وتأثيرا، حيث خلط حب الله بالإشراك به، وأصبح التوحيد ونبد الشرك علامة بغض الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند أولئك، بل نودي بالتوحيد من خلال الشرك ذاته، ورأينا اليوم من يلبي ويهل بالتوحيد: "لبيك لا شريك لك لبيك" إلى أن يبح بها صوته، ثم بعد ذلك يخلط ما خلطه الأوائل، فتسمعه في عرفات الله يقول: "إلا شريكا هو لك".

لم يعودوا يذكرون هُبل واللات والعزى، كما كان الأولون، وإنما ورد على الناس غيرهم من البشر الصالحين: العباس، الحسين، البدوي، الجيلاني، الرفاعي... وسمِّ ما شئت.

حتى وصل بهم المطاف إلى أن استغاثوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ذاته من دون الله، يدعون بذلك محبته، وجعله وسيطا بينهم وبين الله، فواحد يقول منشداً:

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العام

يعني لا يجد أحدا يلجأ إليه عند الملمات والمصائب، سوى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو في قبره صلى الله عليه وسلم.

فأين الله إذاً؟

ويردد أحدهم بجهل أو علم:

فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

يقصد بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-

وراحوا يزورن قبور الصالحين، ويطفون حولها، ويتمسحون بها، ويستغيثون بأولئك في قبورهم، وانضم آخرون إلى دين اليهودي ابن سبأ، فعبدوا عليا، ثم الحسن والحسين، ثم أتبعوهم بتسعة آخرين، وجعلوا الهداية والرزق والتوفيق بيدهم، وجعلوا ذرات الكون تخضع لهم، وزعموا لهم علم الغيب، بل زعموا لهم علم ما لم يكن لو كان كيف يكون، وجعلوا الملائكة خاضعين لأمرهم، فماذا بقي لله إذاً؟! لله ما بقي لله؟

وأصبح الدعاء لهم، والنذر لهم، والذبح لهم، ثم بعد هذا كله، يقولون: "لا إله إلا الله" سبحان الله، ماذا بقي لله؟ ماذا بقي لهذه الكلمة من محتوى بعد أن فرغوه كله؟ ماذا بقي لها من مدلول وقد ذبحوها بالشرك من الوريد إلى الوريد؟

إن دين الله لا يخضع لأهواء البشر، ولا يقام بالعاطفة على حساب التوحيد، فمن قال: "لا إله إلا الله" يجب أن يحترم مدلولها، وأن يأتي بشروطها، وأن يمسك عن نواقضها، وإلا لم ينفعها ذكرها، ولم يدخل في زمرة أهلها.

وكما أورد البخاري في صحيحه عن وهب أنه قيل له: "أليس مفتاح الجنة "لا إله إلا الله"؟ قال: بلى، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح".

إنه لحق على من رأى أمثال هؤلاء، وشهد الاختلاف بينهم، وبين نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وصحبه من بعده أن يسكب دمعة على الوحدة الإسلامية التي مزقت يوم مزق التوحيد.

وحري بكل مصلح أن يسعى في إحياء تلك الوحدة بتعظيم جوانب التوحيد في النفوس، التوحيد الذي سعى النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يتمه في قلوب الناس.

والدعوة إلى الاستقامة عليها، فهو السبيل الوحيد إلى وحدة الأمة لا سبيل غيره.

ولنعلم جميعا أن الاجتماع بين من يقول: إن الله -سبحانه وتعالى- رب واحد، وإله واحد، وبين من يعتقد في بعض البشر، -وإن عظموا- بعضَ أوصاف الربوبية، أو يصرف لهم، -وإن جلوا- شيئا من حقوق الإله من دعاء وغيره؛ اجتماعٌ وهمي لا حقيقة له، ولو تلاصقت الأجساد، واشترك في بعض الألفاظ؛ فقد كان المشرك إذا سئل: من خلق السماوات والأرض؟ يقول كما يقول المسلم: "هو الله": (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)[الزمر: 38].

سبحان الله: هل نفعهم ذلك؟ هل نفع ذلك ما قال هو الله؟

كلا؛ لأنه لم يوحد الله في صرف العبادة له وحده، لقد كان يدعو غيره، ويستغيث بغيره، ويذبح لغيره، وزاد أتباع ابن سبأ بأن جعلوا عرش الرحمان تحت أقدام غيره من البشر بمن يسمونهم بالأئمة الاثني عشر، بل قال أحد كبارهم: "العرش نعال لهم".

فلا يغرنك جهد رجل في الطاعة والعبادة إذا علمت أنه بعيد عن نهج الصحابة والتابعين.

دعك عمن يكفر الصحابة، ويكفر زوجات النبي، أو يصرف بعض من العبادة، ولو نزرا يسيراً لغير الله -سبحانه- جل شأنه.

وقد قال الله -تعالى- لنبينا -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الزمر: 65)].

فليس عندهم دين ولا نسك *** ولا تغرك أيدٍ تحمل السُبحا

ولو تعقل الأرض ودت أنها صفرت *** منهم فلم يرث ناظر شبحا. (حاول تتأكد من ألفاظ البيت)

أسأل الله أن يجمعنا والمسلمين على كلمة التوحيد، وأن يألف بين قلوب الموحدين، وأن يرزقنا وإياهم تجاوز الشقاق وتوحيد الله -تعالى-؛ كما قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء: 92] فعقب بذكر التوحيد لما ذكر توحيد الأمة: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً -ماذا- وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).

والحمد لله أولا وأخيرا.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

أما بعد:

فإن "الدعاء هو العبادة" صح ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومعناه: أن الدعاء هو أعظم ركن في العبادة، الدعاء كقوله عليه الصلاة والسلام: "الحج عرفة " أي الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج.

ولذلك جمع الله بين العبادة والدعاء في أكثر من آية: "لا إله إلا الله" هذا دعاء: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ -هذا جانب الدعاء - إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي -هذا جانب العبادة - سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60].

وقال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي -هذا عن العبادة - وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ -هذا هو الجمع بين العبادة والدعاء- فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)[يونس: 104-106].

والذين يشركون في الدعاء أحدا غير الله لم يكونوا ليفعلوه ظاهراً بألسنتهم دون أن يكون له أصلا في الباطل، ومعتقد في النفس نحو من يدعونه، ولو لم يكن ذلك لما حاجهم رب العالمين بقوله لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)[الإسراء: 56].

أي أن مقتضى دعائكم يدل على اعتقادكم في إمكانية ما تدعونه كشف الضر، وتفريج الهم، ووهب الولد، وغير ذلك مما هو خاص بالخالق.

ولم يكن ذلك لما دعوتموهم، ولذلك قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ)[الأعراف:194].

أيها الإخوة الموحدون: لقد كان إخلاص الدعاء لله واحدا من أهم المحامد التي أثنى بها الله على أنبيائه، وحث بأن ينهجه سائر العباد، قال تعالى مثنيا على عباده: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الأنبياء: 90].

وقال سبحانه: (يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الكهف: 28].

وقال سبحانه: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)[السجدة:16].

فكيف يرضى سبحانه أن يوجه الدعاء الحميم إلى غيره؟

ولذلك حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على بقاء الدعاء والقسم نقيين من أقل شوائب الشرك إرضاءً لله -تعالى-.

 ولما قال أعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما شاء الله وشئت" قال: "أجعلتني لله ندا، قل ما شاء الله وحده".

أيها المسلمون: في موسم الحج موسم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك" حسن التأكيد على مفهوم التوحيد.

أسأل الله أن ينصرف عنا وعن المسلمين جميع مظاهر الشرك وأسبابه...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي