هناك طبقة من الناس فعلاً حرموا من هذا الخلق الجميل، فما ترى أحدهم إلا مقطب الجبين، كالح الوجه، لا يعرف ابتسامة، ولا ترى على خلقه وسامة، حتى وإن قابلك بعد طول غياب وأنت من أقرب الأصحاب والأحباب فإنه يقابلك بوجه مكفهر وكأنك ..
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شيء قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد العلي الكبير، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله البشير النذير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والتقى والجهاد الكبير، وعلى السالكين طريقهم، والمقتفين أثرهم إلى قيام اليوم العسير.
أما بعد:
عباد الله: سأتكلم وإياكم في هذه الخطبة عن لغة لا تحتاج إلى ترجمة، أجمل شيء في الوجود، سلاح للحياة والعقل، بل هي مفتاحٌ للقلوب، فعلها لا يكلف شيئًا، لا تستغرق أكثر من لمحة بصر، لكن أثرها يخترق القلوب، يسلِبُ العقول، يُذهب الأحزان، يُصفي النفوس، يكسر الحواجز مع بني الإنسان، شمعةُ أمل تبعث الحياة من جديد في النفوس الراكدة، تُزيل كل معالم الوحشة والنفور من الصدور الضائقة والقلوب الحاقدة والمغضبة. هي وقود القلوب النابضة، هي بوابة السعادة المشرقة، تنطلق لترسم جسور التواصل والمحبة، فتتجاوز المعوقات والعثرات التي تقف حاجبًا بيننا وبين الآخرين، تذيب الغضب المتراكم، تصهر أقفال الحقد الصدئة، تعطر الأجواء بنسمات الحب والود والارتياح والطمأنينة.
إنها إحدى اللغات الصعبة التي يفهما الكل، ولكن لا يستطيع التحدث بها ولا يحسن التعامل معها إلا القليل الموفقون إليها، إنها أسرع سهم تملك به القلوب، وهي مع ذلك عبادة وصدقة، فعلها الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتعبَّد بها خلقٌ كثيرٌ ممن سار على نهجه؛ فهل عرفتم ما هي إخوتي في الله؟! هل عرفتم ما هذا الخلق الجميل وما هذه الحركة البسيطة التي إذا أطلقت فعلت أكثر مما تفعله أكبر مغريات العالم من التأثير؟!
إنها الابتسامة، تلك الحركة البسيطة التي يُفتح بها المنغلق من قلوب البشر. وهي التي قالوا عنها: جمال الوجه بابتسامته البريئة.
عباد الله: حينما يقلب المسلم سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة -صلوات ربي وسلامه عليه-.
ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن والتكامل في أحواله كلها، واستعماله لكل وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف. ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئًا، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب عبر بوابة العين! تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين، إنها الابتسامة. إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه، وإن وقع من بعضهم خطأ يستحق التأديب، تبسم -صلى الله عليه وسلم- في وجهه، فهذا جرير -رضي الله عنه- يقول -كما في الصحيحين-: ما حَجَبني رسولُ الله -منذُ أسلمتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي.
ويأتي إليه الأعرابي بكل جفاء وغلظة، ويجذبه جذبة أثرت في صفحة عنقه، ويقول: يَا مُحَمَّدُ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ، فَتبسم ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا -صلى الله عليه وسلم- يقول أنس -كما في الصحيحين-: "بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلاَةِ. ثُمَّ تَبَسَّمَ!" ولهذا لم يكن عجيبًا أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه من الناس. فهو القائل: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
بل سنّ لأمته وشرع لها هذا الخلق الجميل، وجعله من ميادين التنافس في الخير، فقال: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة". وإذا كان نبي الله سليمان -عليه السلام- قد تبسّم لنملة صغيرة في وادٍ مترامي الأطراف عندما سمعها تُحذر قومها من جيشه كما قال تعالى: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل:19].
فما أحوجنا إلى تبسم الأخ في وجه أخيه، والجار في وجه جاره في زمن طغت فيه المادة وقلّت فيه الألفة وكثرت فيه الصراعات، وما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته! والزوجة في وجه زوجها في زمن كثرت فيه المشاكل الاجتماعية، فلا ترى إلا عبوس الوجه وتقطيب الجبين، وكأنك في حلبة صراع من أجل البقاء!!
وما أحوجنا إلى تلك الابتسامة من مدير في وجه موظفيه فيكسب قلوبهم ويرفع من عزائمهم بعيدًا عن التسلط والكبرياء!!!
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولين الجانب من عالم رباني منصف يسعى لجمع الكلمة ووحدة الصف، بدلًا من الفتاوى الجائرة الظالمة في نبش فتن الطائفية والمذهبية، وتوسيع هوة الخلاف والنزاع والشقاق، وتضليل الناس وتبديعهم وتفسيقهم بل والتعرض للعلماء والدعاة الربانيين بالغمز واللمز والاستطالة في أعراضهم، وممن؟! من أقزام لا هم في العير ولا في النفير!!
وما أحوجنا إلى الابتسامة الصادقة من ذلك الحاكم والمسئول في وجه من يقوم برعايتهم وخدمتهم من غير ما خداع أو كذب أو تزوير، أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم!! يأتي رجل فقير من المسلمين إلى عمر بن الخطاب فقال:
يا عمر الخير جزيت الجنة *** اكْسُ بنياتي وأمهنه
وكن لنا في ذا الزمان جُنّة *** أقسم بالله لتفعلنه
فتبسم عمر قائلًا: وإذا لم أفعل يكون ماذا؟! قال الرجل:
أبا حفص غدًا عنه لتسألنه *** يوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسئول بينهنه *** إما إلى نار وإما إلى جنة
فخلع عمر الجلباب الذي كان يلبسه وقال: خذ هذا ليومٍ تكون الأعطيات منة.
عباد الله: ما أجمل أن نبتسم في وجوه الأيتام والأرامل والمعوزين والمحتاجين في أمتنا فندخل السرور إلى نفوسهم، ونمد يد العون لهم ونرسم البسمة على شفاههم، وإن ذلك لمن أحب الأعمال وأعظمها أجرًا عند الله.
قُتل عبد الله بن حرام الأنصاري -رضي الله عنه- يوم أحد وحمل إلى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وهو ملفوفٌ في ثيابه مقَطعًا بالسيوف، لكن في سبيل الله، فأخذ ابنه جابر يبكي والصحابة يهدئونه؛ فالتفت الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى جابر وقال: "ابك أو لا تبك، والذي نفسي بيده ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته". رواه مسلم. وقال -صلى الله عليه وسلم- لجابر يومًا بعد ذلك: "يا جابر: ما لي أراك منكسرًا". اسمع إلى التعازي والمواساة وما أحسنها! فقال جابر: "يا رسول الله: استُشهد أبي وترك عيالاً ودينًا". فقال: "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟!"، قال: بلى، قال: "ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيى أباك فكلمه كفاحًا، فقال: يا عبدي: تمنّ عليَّ أعطك، قال: يا رب: تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب -عز وجل-: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون". صحيح الترمذي.
فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في جوف طير خضر كما في الحديث: "لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل المعلقة". عند ذلك تبسم جابر.
عباد الله: ما أحوجنا إلى الابتسامة من ذلك التاجر فيكسب القلوب وتحل عليه البركة ويكثر رزقه وتدركه رحمة ربه؛ فقد روى البخاري دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة حيث قال: "رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى". وفي رواية بشره بالمغفرة حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "غفر الله لرجل ممن كان قبلكم؛ كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى".
بل يقول الصينيون في حكمة يرددونها: "إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا"، بل تقوم كثير من الدول المتقدمة والشركات العالمية بإنفاق ملايين الدولارات من أجل تدريب موظفيها على الابتسامة في وجه الزبائن والعملاء، وهم بذلك يرجون ثواب الدنيا؛ فكيف بالمسلم عندما يتخلق بهذا الخلق فيجمع بين ثواب الدنيا والآخرة، وصدق الله إذ يقول في المؤمنين: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201].
ومع وضوح هذا الهدي النبوي ونصاعته، إلا أنك ترى بعض الناس يجلب إلى نفسه وإلى أهل بيته ومن حوله الشقاء بحبس هذه الابتسامة في فمه ونفسه. إنك تشعر أن بعض الناس -من شدة عبوسه وتقطيبه- يظن أن أسنانه عورةٌ من قلة ما يتبسم! فأين هؤلاء عن هذا الهدي النبوي العظيم؟!
نعم، قد تمر بالإنسان ساعات يحزن فيها، أو يكون مشغول البال، أو تمر به ظروف خاصة تجعله مغتمًّا، لكن أن تكون الغالب على حياة الإنسان "التكشير"، والانقباض، وحبس هذه الصدقة العظيمة، فهذا والله من الشقاء المعجّل لصاحبه والعياذ بالله.
نعم -عباد الله- هناك طبقة من الناس فعلاً حرموا من هذا الخلق الجميل، فما ترى أحدهم إلا مقطب الجبين، كالح الوجه، لا يعرف ابتسامة، ولا ترى على خلقه وسامة، حتى وإن قابلك بعد طول غياب وأنت من أقرب الأصحاب والأحباب فإنه يقابلك بوجه مكفهر وكأنك عملت به ما عملت، إن هذا خلق بغيض خلاف ما كان عليه خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يبتسم لأصحابه ويبتسم لأعدائه.
إن الذي يعيش على هذه الحال إنسان سوداوي المزاج، يعيش في عزلة عن الناس، لا يحبه أحد ولا يأنس به أحد ولا يقترب منه أحد، فالناس يحبون سلس الأخلاق كريم الطباع.
إن الابتسامة أكبر عامل في حل مشاكل الخلافات بين البشر، وخاصة ما بين الزوجين، فلو احتدم النزاع وحمل كل واحد منهم على صاحبه ما حمل، وتوترت الأمور وأصبحت شائكة، ثم بادر أحد الزوجين بالابتسامة للآخر لتزحزح ذلك الجبل من الغضب، لعادت الحياة إلى مجراها الطبيعي بعد لحظات، بل وربما كانت أحسن مما كانت عليه.
فيجب على البشر عامة وعلى المسلمين خاصة أن يستخدموا هذا الدواء الناجع لعلاج أمراض الحقد والغضب وسوء العلاقات بين البشر، فإنه كفيل -بإذن الله- بالشفاء العاجل وإرجاع الأمور إلى أحسن مما كانت عليه.
ابتسم -أيها المسلم- لزوجتك، وابتسمي -أيتها المسلمة- لزوجك عندما يحل بينكما غضب، ابتسم -أيها المسلم- لأولادك، لاعبهم، ازرع الأنس فيهم، واجعلهم إذا رأوك يبُشّون إليك ويدركون معنى السعادة بين يديك، ابتسم -أيها المسلم- لأخيك المسلم عندما تتوتر بينكما الأمور، فإن الابتسامة كفيلة بحل ما بينكما أفضل من مائة حاكم، ابتسم -أيها المسلم- لأخيك المسلم عندما يقابلك في أي مكان، ابتسم للحياة ولا تعش عابس الوجه ضيق الأخلاق؛ فإن نبينا وقدوتنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان يبتسم حتى في الأحوال الصعبة، فكسب بتلك الابتسامة قلوب أعدائه قبل أصحابه وآله، ولا ننسى الحديث الشريف: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
عباد الله: هل سمعتم عن الابتسامة المحرمة؟! هل سمعتم عن باب من أبواب النفاق؟! مشكلة الناس اليوم أن أخلاقهم صارت تجارية نفعية، يعني لا يبتسمون إلا بصعوبة، وليس لأي شخص تكون هذه الابتسامة، لو تسأل بعض الناس الآن: من آخر واحد ابتسمت في وجهه، قد يقول لك: مدير العمل أو المسؤول المباشر، طيب والذي قبله؟! قال: والله هو نفسه ابتسمت له قبل يومين أو قبل ثلاثة أسابيع، طيب والذي قبله؟! قبله جاءنا المدير العام وابتسمت في وجهه، طيب ماذا عن زملائك كل يوم؟! يقول: ماذا أريد منهم؟! هل لي مصالح معهم حتى أتبسم في وجوههم؟! طيب زوجتك؟! زوجتي أراها كل يوم هل كل يوم سأبتسم لها؟! طيب أولادك؟! يقول لك: يا أخي: هؤلاء أطفال لا يفهمون. لا يبتسم حتى لأقرب الناس إليه زوجته وأولاده بحجة أنهم معتادون عليه. أصبح الواحد منا لا يبتسم ولا يتلطف إلا لمن كان يرجو منه مصلحة، وهذه هي الابتسامة المحرمة، صارت العلاقات بين الناس تجارية، مع الأسف هذا هو حال الكثير منا، نحترم ونتبسم ونتلطف مع الأغنياء أصحاب الأملاك، ولكن عندما نرى فقيرًا نعبس بوجهه ولا نلقي له بالاً، بل ربما لا نرد عليه حتى السلام. لماذا وصلنا لهذا السلوك؟!
أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان عطفه على الغني والفقير سواء، فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به وهو يملكهم بهذه الأخلاق، سل نفسك -يا عبد الله-: كم من فقير تبسمت في وجهه وأشعرته بقيمته واحترامه، فرفع في ظلمة الليل يدًا داعية يستنزل بها لك الرحمات من السماء!! ورُب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره.
فكن دائم البشر مع هؤلاء الضعفاء فابتسامة المرء شعاع من أشعة الشمس، ، كن صاحب ابتسامة مع الفقير والغني، ولنعلم أن الابتسامة لا تكلف شيئًا ولكنها تعطي كثيرًا فوق ما نتصور، كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف، والتعبد لله به في ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا، وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن نخسر شيئًا! بل إننا سنخسر خيرًا كثيرًا -دينيًا ودنيويًا- حينما نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء بضغوط الحياة. فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم إنا نسألك باسمك الكريم، ووجهك المنير، وأن ترزقنا رضوانك الأكبر، والفردوس الأعلى وما قرّب إليهما من قول وعمل ونية، اللهم أصلح حالنا وأحسن مآلنا، اللهم ارزقنا قلبًا خاشعًا، وعلمًا نافعًا، وعملًا صالحا خالصًا، اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق. اللهم طهّر ألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، ونفوسنا من العُجب وقلوبنا من الرياء.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا تسمع.
اللهم إنا نسألك البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى.
اللهم اجعلنا إخوة متحابين متناصرين يرحم بعضنا بعضًا ويمشي بعضنا بحاجة بعض، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، واقرن بالسعادة غدونا وآصالنا، واجعل إلى جنتك مصيرنا ومآلنا.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفسته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا غائبًا إلا رددته يا حي يا قيوم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي