اللهُ -تعالى- هو الملاذُ في الشدة، والأنيسُ في الوَحْشَة، والنصيرُ في القلة. ومن عَرَفَ اللهَ حقًا ناجى ربَهُ إذا أمسى وإذا أصبح ألا يتولاه أحدٌ إلا الله، ويسألُ ربَهُ وهو يُناجيه أنه جل وعلا يتولاه بولايته، وأن لا يجعلَ في قلبِهِ أحدا إلا الله، فإنْ…
عباد الله: التسليمُ لله وحده واللجوءُ إليه، منزلة عظيمة من منازل الإيمان واليقين بالله، والتوجه والاعتماد عليه سبحانه، قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[يونس107].
كم نحن بحاجةٍ إلى اللجوءِ إلى اللهِ في أوقاتِ الأزماتِ والشدائد، وفي كلِّ ما يَعرضُ علينا من ظُلمٍ وعدوان، أو فقرٍ وحرمان، أو مرضٍ في الأبدان، أو غيرِ ذلك مما لا يملكُ كشفَهُ وإزالتَهُ إلا اللهُ الواحدُ القهار: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)[الإسراء56].
إذا حَلَّ الهمُ، وخيَّمَ الغَمُّ، واشتدَّ الكربُ، وعَظمُ الخَطبُ، وضاقتِ السُّبلُ، وبارتِ الحيلُ فنادِ الربَّ بدعاء الكرب: "لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَليمُ، لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَاواتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ".
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنفرِجٌ *** أبْشِر بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ
إذا بُليتَ فثِقْ باللهِ وارضَ بهِ *** إنّ الذي يكشفُ البلْوى هوَ اللهُ
اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِه *** لا تيأسنَّ فإنَّ الفارجَ اللهُ
اللهُ حَسْبُكَ مِمَّا عُذْتَ منهُ بهِ *** وأين أمنعُ مِمَّن حسبه اللهُ؟!
اللهُ يُحْدِثُ بعْدَ العُسْرِ مَيسرةً *** لا تجزعنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ
واللهِ مالكَ غيرُ اللهِ من أحدٍ *** فحَسْبُكَ اللهُ في كُلٍّ لكَ اللهُ
عن أبي عُمَارة البراءِ بن عازب -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَا فُلانُ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فراشِكَ، فَقُل: اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ، وَوَجَّهتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وَفَوَّضتُ أَمْري إلَيْكَ، وَأَلجأْتُ ظَهري إلَيْكَ رَغبَةً وَرَهبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ، آمنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ؛ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيلَتِكَ مِتَّ عَلَى الفِطْرَةِ، وَإِنْ أصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيرًا"[مُتَّفَقٌ عَلَيهِ].
تأمل -يا عبدَ الله- ببصرِكِ النافذِ لترى كيف تُوجَّهُ القلوبُ إلى بارئِها، وكيف تربَطُ الأفئدةُ بمولاها، فحين يأوي المسلمُ إلى فراشِهِ ويُغْمضُ عينيه وقد ودّعَ يومَهُ واستقبلَ نَوْمَهُ، وإذ به يجدّدُ العهدَ مع الله، ويختمُ مسيرةَ يومِهِ بالتسليمِ لمولاه وتفويضِ الأمرِ إليه، والاعتصامِ به سبحانه.
نماذج رائعة في اللجوء إلى الله
دَبَّ الألمُ في أيوب -عليه السلام-، وزادَ البلاءُ عليه في مالِهِ وولدِهِ وجسدِهِ، واستمرَّ به البلاءُ سنين، فلجأ إلى الله واتجه إلى مولاه: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)[الأنبياء: 83- 84].
إنه اللهُ الذي لاَ مَلْجَأ وَلاَ مَنْجا منه إلا إليه: (قُلْ مَن يُنَجّيكُمْ مّن ظُلُماتِ الْبَرّ وَلْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجّيكُمْ مّنْهَا وَمِن كُلّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ) [الأنعام63 - 64].
رَكِبَ يونسُ البحر، فساهم فكان من المدحضين، فألقي في لُجج البحار، وانقطعَ عنه النهار، والتقمه الحوت، فصار في ظلمات بعضها فوق بعض: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء: 87].
فسمعَ اللهُ نداءَهُ وأجابَ دعاءَه: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)الأنبياء: 88].
وهو الذي يرى دبيب الذر *** في الظلمات فوق صم الصخر
وسامع للجهر والإخفات *** بسمعه الواسع للأصوات
وعلمه بما بدا وما خفي *** أحاط علماً بالجلي والخفي
فاللهُ -تعالى- هو الملاذُ في الشدة، والأنيسُ في الوَحْشَة، والنصيرُ في القلة. ومن عَرَفَ اللهَ حقًا ناجى ربَهُ إذا أمسى وإذا أصبح ألا يتولاه أحدٌ إلا الله، ويسألُ ربَهُ وهو يُناجيه أنه جل وعلا يتولاه بولايته، وأن لا يجعلَ في قلبِهِ أحدا إلا الله، فإنْ استودعَ الإنسانُ ربَه دينَه وسأل اللهَ بقلب صادق أن يحفظَه فإن الله أجل وأكرم من أن يُضيعَ من لجأ إليه.
خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكةَ تطاره قريشٌ وقبائلُ العربِ، وقد جعلوا الجوائزَ لمن يقتله أو يأتيَ به: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال: 30].
فخرجَ منها صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ يصحبه أبو بكرٍ الصديقُ -رضي الله عنه- لا سلاحَ ولا عتاد، ولا جيش ولا قوة، وينزلُ في الغارِ ويُحيطُ المشركون بالجبلِ الذي فيه الغارُ، وهو يقول لصاحبه، ما ظنك باثنين اللهُ ثالثهُما: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة: 40].
من يتق الله يُحمد في عواقبِهِ *** ويَكْفِه شَرَّ من عَزوا ومن هَانوا
من استجارَ بغيرِ اللهِ في فَزَعٍ *** فإن ناصِرَهُ عَجْزٌ وخذلانُ
فالزمْ يديكَ بحبلِ اللهِ مُعتصماً *** فإنَّهُ الركنُ إنْ خَانتْك أركانُ
ولَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَزِيَادَةٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ -عز وجل-: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنَّ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَلَا تُعْبَدُ بَعْدُ فِي الْأَرْضِ أبدا".
فَمَا زَالَ يَهْتِفُ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ؛ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عز وجل-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الأنفال: 9].
فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ"[رواه مسلم].
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ، يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)[غافر: 51- 52].
بك أستجير فمن يجير سواك *** فأجِر ضعيفًا يحتمي بحماك
ولما كان يومُ الأحزابِ واشتدَّ الأمرُ، وذَهلتِ الألبابُ، وزاغتِ الأبصارُ، وبلغتِ القلوبُ الحناجر، وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدًا، وجاءت قريشٌ ومعها الأحزاب، واجتمعت الجيوشُ المشتركة لقتال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن آمن معه، وأحاطت بالمدينةِ إحاطةَ السورِ بالمِعصم، وحوصر المسلمون قريبًا من عشرين ليلة، لم يكن للرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُهُ -رضي الله عنهم- إلا الالتجاءُ إلى الله، والاعتصامُ به، روى الإمام أحمد بسند حسن عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قلنا يوم الخندق: يا رسولَ الله، هل من شيءٍ نقولُه، فقد بلغت القلوبُ الحناجر؟! قال: "نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا".
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى -رضي الله عنه- قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْأَحْزَابِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ".
وَفِي رِوَايَةٍ: "اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ".
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَا شيء بَعْدَهُ".
فأجاب الله عبده، ونصر جنده، وهزم الأحزاب وحده، أرسل الله على الأحزاب ريحًا كفأت قدورهم، واقتلعت خيامهم، وفرقت جموعهم: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً * وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً)[الأحزاب: 25 - 27].
إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل *** فلن يَخيبَ لنا في ربنا أمل
الله في كل خطب حسبنا وكفى*** إليه نرفع شكوانا ونبتهلُ
من ذا نلوذُ به في كَشفِ كُربتِنَا *** ومن عليه سوى الرحمنِ نتكلُ
فافزعْ إلى اللهِ واقرعْ بابَ رحمتِهِ *** فهو الرجاءُ لمن أعيت به السبلُ
اللهم آمن روعاتنا، واستر عوراتنا...
بارك الله...
عباد الله: إن الله أودعنا هذه الفطرة، ثم بعث إلينا نبياً، ثم أنزل كتابه، ثم هدانا إلى هذا، فأصبحنا بالفطرة والكتاب والنبي مسلمين، مستحقين برحمة الله لدخول الجنة، فما الذي نخافه ونخشاه.
إنَّ الذي نخافه ونخشاه أن تسلبَ منا هذه النعمة، أن يُسلبَ منا هذا الإسلام، أن تُسلب محبةُ اللهِ من قلوبنا، فلا ملجأ ومنجا لنا بعد الله، ما أعظمها من مصبية: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، أحيانا الله وإياكم على الإسلام وأماتنا عليه، فالله وحده هو الخالق، والرازق، والمحيي، والمميت، سبحانه، لا أحد يخلق ويرزق ويحيي ويميت إلا هو: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الروم: 40].
فأين صدقُ اللجوءِ إلى الله، والاعتمادُ عليه سبحانه؟ أين الصدق مع الله في عبادته وطاعته والتزام أمره واجتناب نهيه؟
خذوها كلمة صادقة:
من كل شيء إذا ضيعته عوض *** وما من الله إن ضيعته عوض
أين المفرُ والإلهُ الطالبُ *** والأشرمُ المغلوبُ ليس الغالب
(وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ)[يونس: 106].
نسألُ اللهً أن يرزقنا الإيمان، والصدق مع الله، وحسنَ اللجوء إليه.
هذا وصلوا...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي