معاشر الإخوة: إننا مسلمون ننظر إلى الحياة كلها، من خلال الإسلام، لا من خلال شيء آخر، نقيس ما في الحياة من مواقف ومناسبات ومعطيات بمقياس الإسلام. فلكل شيء في هذه الحياة حكمة إلهية، إما ظاهرة أو مستترة، ولكل شيء في الحياة حكم شرعي واجبا كان ذلك الشيء، أو مستحبا، أو مباحا، أو مكروها، أو...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الزواج سنة يؤكد عليها الإسلام؛ يقول صلى الله عليه وسلم: "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء" [رواه ابن ماجة].
موسم الأعراس الذي اليوم يدفعنا للحديث عن هذا الموضوع المهم، والحديث عن الزواج قد يتخذ عدة أبعاد، هناك أهمية الزواج لكل مسلم ومسلمة، هناك عوائق الزواج، وهناك الوعي بقيمة الرابط الزوجي بين الفتى والفتاة، والذي يحول -بإذن الله- دون تفشي ظاهرة الطلاق، وهناك المخالفات التي تقع في حفلات الزواج، الموضوع له أكثر من جانب.
ونحاول اليوم -إن شاء الله- أن نشير إلى بعض المخالفات، في حفلات الزواج، لعل في الإشارة عظة في الامتناع عنها.
معاشر الإخوة: إننا مسلمون ننظر إلى الحياة كلها، من خلال الإسلام، لا من خلال شيء آخر، نقيس ما في الحياة من مواقف ومناسبات ومعطيات بمقياس الإسلام.
فلكل شيء في هذه الحياة حكمة إلهية، إما ظاهرة أو مستترة، ولكل شيء في الحياة حكم شرعي واجبا كان ذلك الشيء، أو مستحبا، أو مباحا، أو مكروها، أو محرما: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى) [النحل: 89].
هكذا هو شأن المسلم في تعامله مع الحياة؛ لأن سر حياته أصلا في عبادته سر حياته في دينه: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].
وهكذا يتميز المسلم عن غيره من الناس، فيحفظ كرامته، ويرفع رأسه بدينه، ولا ينساق خلف أهوائه وشهواته؛ كغيره ممن آثر الحياة الدنيا، فصار كالبهيمة، أو أضل، يعيش لشهوته، فيعطي ويمنع من أجلها، ويقدم ويحجم من أجلها، من غير اعتبار لأمر إلهي، ولا نهي نبوي.
لا، المسلم لا يفعل ذلك، ولكن الكمال لله.
المسلم معرض للابتلاء ولابد، وبالتالي فإن للنفس تارات لها صحوة تارة، ولها مكوث تارة أخرى بحسب الزمان والمكان، وهنا يفترق الناس بين ملتزم بدينه يأبى إلا الثبات على دينه في جميع الأحوال، وبين آخر يضعف ويتخلى عن هذا المنهج السوي في مثل هذه المناسبات، فيتساهل في المخالفات التي تقع في الحفل، ويحاول التبرير، قائلا: "الليلة فرح".
وكم مرة تتكرر هذه الليلة: "ولا تشدد يا شيخ" "وكل الناس يفعلون هذا" "والله غفور رحيم" وإيش أعمل مع النسوان" وغيرها من العبارات المعروفة.
ولهذا ينبغي أن لا نستاء ونستغرب إذا أنكرنا على بعض المظاهر المنتشرة والمشتهرة والمألوفة، بل والمتوارثة في حفلات الزواج اليوم، فانتشار ظاهرة ما، وشيوعها بين الناس لا يعني بالضرورة جوازها.
تذكروا هذه العبارة: انتشار ظاهرة، وشيوعها بين الناس لا يعني بالضرورة جوازها، ولو كان هؤلاء الناس مسلمين.
ثم إن إنكار المعاصي الظاهرة قد يعتبره بعض الناس تطفلا، يقولون: وش لك شغل، هذا الإنكار يعتبرونه كثير من الناس تطفلا، لماذا؟
السبب هو: ترك فريضة الإنكار الجليلة الواجبة.
الناس غير معتادين أن ينكروا على المجاهر بالمعصية، لم يعد هذا مألوفا في ثقافة المسلمين المعاصرة، قد ينكرون الأخطاء الأخرى المادية، أو ما يسمى بالمظاهر غير الحضارية، لكن المعاصي نادرا ما ينكرونها، وبالتالي تتراكم الأخطاء الشرعية، ويتوارثها الناس جيلا بعد جيل، حتى يألفوها، وهو واقع سيء جدا؛ لأن الدين لا يثبت، ولا يستقيم، ولا يستمر على استقامته، وعلى نهجه إلا بإنكار المنكر، هذه هي سنة الحياة.
والذين يحاربون إنكار المنكر، والهيئات القائمة على هذه الفريضة، هم في حقيقة الأمر يريدون هدم الدين بطريقة تدريجية، علموا ذلك أم لم يعلموا.
ألا ترون أن دين اليهود ما ضاع وانحرف عن الجادة إلا لما تركوا إنكار المنكر: (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)[المائدة: 79].
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل" كان دينهم كاملا "أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقي الرجل، فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده" -وانتهى الموضوع- "فلما فعلوا ذلك، يقول عليه الصلاة والسلام: "ضرب قلوب بعضهم ببعض، ثم قال: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) [المائدة: 78] إلى قوله: (فَاسِقُونَ)
ثم قال عليه الصلاة والسلام: "كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا" [رواه أبو داود].
إذاً، فإنكار المنكر يحفظ الدين، ويحفظ المجتمع، ويحفظ الأخلاق، ويبرأ ذمة المسلم يوم القيامة أمام ربه.
أسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.
نعود إلى الأفراح -أيها الإخوة-: غالبا ما تنتشر المخالفات في حفل النساء غالبا، والذي يجب أن يكون للرجال موقف واضح وحاسم منها، ف"الرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عن رعيته" كما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم.
وتلك المخالفات لا تتعدى محاور خمسة رئيسية:
الأول: محور التشبه بالكفار وأهل الفساد.
الثاني: محور كشف العورات والظهور عليها.
الثالث: محور الإسراف.
الرابع: محور الفخر والخيلاء.
الخامس: محور سماع المنكر.
أما التشبه بالكفار، فقد أمر الإسلام أن نظهر انتماءنا وحبنا لديننا، قال سبحانه: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ)[الأعراف: 157].
وقال سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)[آل عمران: 31].
إذا، فمن الصور الواضحة والصادقة لحب الدين: أن نعتز بشخصيتنا الإسلامية، وأن نتميز بها ظاهرا وباطنا؛ لأن المسلم يوقن يقينا أن دينه هو الدين الحق المتصل بالخالق البارئ -سبحانه- الذي خلق السماوات والأرض.
ومن ثم فمظهره الإسلامي، وشخصيته وآدابه النابعة من دينه باطنا وظاهرا، هي التي تتبع لا التي تتبع.
نحن نتكلم عن قيم ومعتقد، نتكلم عن توجيهات شرعية بترك التشبه، والنهي عن التشبه، نحن لا نتكلم عن الصناعة، وعن الاختراعات والتقنية، ولكن عن مبادئ وقيم ومظاهر.
أنتم الأعلون، أنتم الذين تُتُبعون: (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ)[البقرة: 137].
وقال تعالى: (وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [آل عمران: 20].
تقليد الغرب في عاداتهم وطقوسهم مخالف لهذه الآيات كما أنه يدل على الضعف والشعور بالنقص وضياع الشخصية، وهذا مالا يليق بمسلم آمن بالله ورسوله، ولذلك نهانا الإسلام أن نتشبه بالكافرين عموما، وبأهل الكتاب منهم خصوصا، في شعائر دينهم، وفي عاداتهم؛ فأمرنا الله أن ندعوه أكثر من سبع عشرة مرة في كل يوم وليله: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة: 6-7].
وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: "ومن تشبه بقوم فهو منهم".
وقال عليه الصلاة والسلام: "إياكم ولبوس الرهبان، فإنه من تزيا بهم، أو تشبه بهم فليس مني" [أخرجه الطبراني بسند حسنه الحافظ].
أما دليل وجوب مخالفتهم في عاداتهم، وما هو شعار لهم يعرفون به، حتى لو لم يكن له ارتباط بدينهم؛ ففي مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح: عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مشيخة من الأنصار، بيض لحاهم، فقال: "يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب" أي غيروا الشيب بالصفار، أو الحمرة.
فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال صلى الله عليه وسلم: "تسرولوا وأتزروا وخالفوا أهل الكتاب".
قال فقلنا: يا رسول الله أن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون، فقال: "تخففوا وانتعلوا، وخالفوا أهل الكتاب".
قال: فقلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم -أي لحاهم- ويوفرون سبالهم -جمع سبله وهو الشارب- قال: فقال صلى الله عليه وسلم: "قُصُّوا سِبَالَكُمْ، وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ".
فجنس مخالفة أهل الكتاب من المشركين أمر مقصود بذاته؛ كما قال أهل العلم، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد فهم أئمة الإسلام هذا المقصد تمام الفهم، فكانوا يتجنبون كل ما فيه مشابهة للكفار في هذه الأمور، ويحذرون منها.
ولما سئل الإمام أحمد عن حلق القفا أو القزع الذي يشيع بين جنود النصارى، حيث يحلقون من الشعر ما كان في جوانب الرأس، ويبقون ما كان أعلى الرأس منه، قال رحمه الله: "هو من فعل المجوس، ومن تشبه بقوم فهو منهم".
نعود ونقول: إن التشبه بالكفار، وأهل الفساد عامة، في عاداتهم، وما اشتهروا به، واختصوا به، فضلا عن مصيبة التشبه بهم بشعائر دينهم، هذا التشبه -أيها الإخوة- ليس من شيم المؤمنين والمؤمنات.
وقد نتطرق اليوم إلى ما أصبح عادة مشهورة مألوفة، مسلم بها عند المسلمين فننكرها لماذا؟
لأنها في الأصل عادة دينية عند النصارى، أو شعار لهم.
وقد يقول قائل: طيب لماذا سكت عنها السابقون؟
والجواب: ربما لم يظهر التشبه من الناس في الماضي كما هو عليه الآن.
أو ربما صرحوا بالتحريم، وغاب عنا التصريح.
وعلى أي حال قائدنا -أيها الإخوة-: هو الدليل الصحيح، والتواضع للدليل من دأب العقلاء.
أسأل الله أن يجعلنا من عباده المخلصين.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فلا تستغربوا -أيها الإخوة- إذا قلت: إن الدبلة مثلا فضلا عن كونها من الذهب أحيانا، والرجل كما نعلم يحرم عليه لبس الذهب مطلقا.
في صحيح مسلم عن ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: "أيعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده" فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خذ خاتمك انتفع به -أي بعه- قال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله.
فضلا عن تحريم لبس الذهب للرجال الخاتم الذي يسمى الدبلة، حتى لو كان من فضة، فإنه في أصله شعار دخيل على المجتمع المسلم.
تستغربون...
نعم هو كذلك، ولكنه من بالرغم من ذلك أصبح ركنا من أركان الزواج، في بيئتنا الإسلامية، مع أنه في الأصل عادة دينية نصرانية مارونية.
يقول القس "نسيم بستون" في الشبكة المسيحية للإعلام في تفسيره لبعض الرموز في رتبة الإكليل بحسب الطقس الماروني، يقول: "الخاتم يدل على السلطان، ووضعه في الإصبع الرابع يرمز لقسم قلب الشريك، أو إلى تحمل أعباء الزواج" قال: "وقالوا إنه يمر في هذا الإصبع عصب يمر إلى قلب الإنسان" هذا قوله.
وقد وجدت هذا التعليل ذاته في مقالة للباحث "مات جاك" باسم تاريخ خاتم الزواج، وقد بين أصول هذه العادة الإغريقية والوثنية التي اقتبسها النصارى منه فيما بعد، ثم قال: "إن وضعه في اليد اليسرى -أي نزعه- في حفلة الزواج من أصبع اليد اليمنى، ووضعه في أصبع اليد اليسرى، يدل على خضوع كل من الزوجين للآخر".
وفي دليل الزواج البريطاني تحت عنوان "الزواج الكاثوليكي الروماني" كان من ضمن المراسم، ويقف الزوج بجانب زوجته أمام القس، فيتبادلان خاتمي الزواج بعد أن بارك القس الخاتمين، وأشار إليهما بإشارة الصليب، ثم يقوم الزوج بإلباس زوجته الخاتم، وهو يقول: "بهذا الخاتم أتزوجك، باسم الأب والابن وروح القدس.... آمين.
هذا هو أصل هذه العادة عند القوم، فما شأن المسلمين بها -أيها الإخوة-؟
إنه لا بأس أن يهدي الزوج زوجته خاتما، أو أن يكون ضمن مهرها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل فقير أراد الزواج بامرأة: "أعطيها ثوبا" فقال: لا أجد، قال: "أعطها ولو خاتما من حديد"[رواه البخاري].
أما أن يكون هذا الخاتم فيما يسمى بالدبلة مرتبطا بالزواج، لا تكتمل مراسم الزواج إلا به، ويكون متبادلا بين الزوج وزوجته، ضمن طقوس الخطبة والزواج، وينزعانه من اليد اليمنى الى اليسرى، وأن يلبسها إياه، وتلبسه إياه، هذه الطقوس، وأقولها بلا تردد: لا شك في أصولها الوثنية النصرانية.
فينبغي أن نكون أوعى وأهدى، وأن لا ننساق وراء الموروثات بلا تمييز، بل لا نخضع إلا لله، ولا نعتز إلا بالإسلام، ولا نتمنى أن نتشبه بأصحاب الجحيم في أي من طقوسهم، علمنا أم لم نعلم، قصدنا أم لم نقصد.
ولا يهمنا بعد ذلك ما يقوله الجاهلون، وللحديث بقية.
أسأل الله الهداية للجميع.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي