الشباب والرجولة

عبد العزيز بن عبد الله السويدان
عناصر الخطبة
  1. بعض صفات الرجال في القرآن .
  2. المظاهر المخلة بالرجولة .
  3. عوامل تنمية الرجولة لدى الأطفال .

اقتباس

أيها الإخوة: ليست الرجولة مخبرا فقط، بل هي مظهرا كذلك، وإن المجتمع إنما وصل إلى هذا الحال الذي وصفه صاحب المقال نتيجة تآكلات عديدة على فترات من الزمن، حتى انتشرت هذه المظاهر بشكل يكاد من كثرته يكون مألوفا. وهذه التحكمات إنما تجمعت وتفاقمت عندما نسي من نسي منذ الصغر، عندما تخلف الأب عن...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

جاء في إحدى المقالات التي قرأتها حديثا ما نصه: "هذا الشارع لم أرَ مثله ولا قبله ولا بعده،

فترى بين كل مَطْعم ومَطعم مَطعماً، وبين كل حلاّق وحلاّق حلاقـاً، وبين كل مغسلة ثياب ومغسلة أخرى مغسلة، ولم يكن هذا الذي لفت نظري وإنما الذي لفت نظري واستوقفني عبارة قرأتها على لافتة أحد الحلاّقين تلكم العبارة هي -قصّات رجاليـّة- فتعجّبت وطال عجبي أتكون للرجال قصات؟، ما الذي جرى؟، هل استنوقت الِجمال؟

إن كلمة "رجـل" كلمة ذات معنى كبير، ولذا لم ترد في كتاب الله إلا في مواطن معدودة، ولا ترد إلا في أمر ذي بال، ولا يُقال "رجـل" إلا لمن استكمل صفات الرجولة لا لمن تأنـّـث، ولا لمن تشبّـه بالكفّـار فالتّشبّه ضعف وتبعية مقيتة.

تأمل -معي رعاك مولاك- في آيات الكتاب العزيز في قصة موسى مع قومه: (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة: 23].

وفي خبر النذير الذي جاء إلى موسى: (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) [القصص: 20].

وفي قصة مؤمن آل فرعون: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ)[غافر: 28].

وفي سورة يس: (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) [يــس: 20].

ومضى في موعظته لبني قومه: (اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) [يــس: 21-25].

حتى قيل له: (ادْخُلِ الْجَنَّةَ) فـ (قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) [يــس: 26].

وفي أصحاب محمد، قال سبحانه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 23].

وفي شأن المؤمنين: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) [النــور: 36-37].

هذه صفات الرجال في كتاب ربنا.

وقال لوط لقومه: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 165] فهؤلاء ذُكران وليسوا برجال، فالرجولة مظهر ومَخْبر، والرجولة مطلب، وقد عرفت أمة الإسلام برجولة أبنائها وشجاعتهم.

أبطالنا يا أمتي لم يبلغوا حتى الحلم *** لكنهم بفعالهم عرفوا الرجولة والذمم

أيها الإخوة: وتبقى قيم دخيلة على مجتمعنا المسلم، ومظاهر مؤسفة، تنبأ باختلال في موازين المروءة من رقص الذكور، من الشباب على أنغام الموسيقي، بشكل يثير غشيان العقل، وشكل بعضهم يدعو إلى الشفقة من قصات شعر غريبة، إلى ملابس تكشف عن الجسد ما لا يليق، وسلاسل حول الرقبة، وأساور حول المعصمين، وعادات غريبة من المكث الطويل جدا عند الحلاق؛ ليسمع شعره، ويصففه، ثم يقوم بنتف شعر وجهه بالخيط، وأنواع من طرق التجميل، لا تليق إن كانت تليق إلا بالنساء.

أيها الإخوة: ليست الرجولة مخبرا فقط، بل هي مظهرا كذلك، وإن المجتمع إنما وصل إلى هذا الحال الذي وصفه صاحب المقال نتيجة تآكلات عديدة على فترات من الزمن، حتى انتشرت هذه المظاهر بشكل يكاد من كثرته يكون مألوفا.

وهذه التحكمات إنما تجمعت وتفاقمت عندما نسي من نسي منذ الصغر، عندما تخلف الأب عن دوره الكبير في متابعة صغاره، وأهمل إحسان تربيتهم وقت نفع التربية، وأهملت الأم ذلك أيضا.

وعندما أسهم المجتمع بجميع من فيه، وبجميع كوادره؛ أسهم بالسماح للانحراف والميوعة بالظهور والانتشار.

ولعلنا نعرض اليوم لبعض الوسائل التي تعين على تنشئة الأولاد على الرجولة منذ الصغر على الرغم من باطن الواقع.

فإن مما يعاني منه كثيرا من الناس ظهور الميوعة، فكيف ننمي عوامل الرجولة في شخصيات أطفالنا؟

إن موضوع هذا السؤال هو من المشكلات التربوية الكبيرة في هذا العصر، وهناك عدة حلول إسلامية، وعوامل شرعية لتنمية الرجولة في شخصية الطفل، ومن ذلك ما يلي:

التربية على الغيرة على المحارم، تنمي الرجولة في شخصيته، وذلك بذم التبرج أمام الطفل، وتربيته على الغضب لله -تعالى- وإنكار المنكرات بأسلوب حسن؛ حتى نعزله عن خلق الدياسة المقيت، وننشئه على الكرامة والشهامة.

ومن الوسائل: تسمية الطفل، فهو أدب نبوي كريم، أي مناداة الصغير بأبي فلان، أو الصغيرة، حتى بأم فلان، فهذا الأدب ينمي الإحساس بالمسؤولية، ويشعر الطفل بأنه أكبر من سنه، فيزداد نضجه، ويرتقى بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحس بمشابهته بالكبار.

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكني الصغار؛ فعن أنس قال: كان النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: ‏أبو عمير،‏ ‏قال: أحسبه فطيما، وكان إذا جاء قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-:‏ ‏"يا ‏أبا عمير، ‏ما فعل ‏‏النغير".[رواه البخاري] ‏نغر كان يلعب به.

وعن أم خالد قالت: أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة -الخميصة ثوب من حرير-، فقال: من ترون أن نكسو هذه؟ فسكت القوم، قال: ائتوني بأم خالد، فأتي بها تحمل، - وفيه: إشارة عن صغر سنها، ومع ذلك كان يكنيها أم خالد- فأخذ الخميصة بيده، فألبسها، وقال: "أبلي وأخلقي" وكان فيها علم أخضر، أو أصفر، فقال: "يا أم خالد، هذا سناه" وسناه بالحبشية حسن [رواه البخاري].

وفي رواية للبخاري أيضا: فجعل ينظر إلى علم الخميصة، ويشير بيده إليها، ويقول: "يا أم خالد هذا سناه" والسناه: الحسن.

ومن الوسائل: أخذ الطفل إلى للمجامع العامة، وإجلاسه مع الكبار، مع مراعاة الأدب، وهذا مما يلقح فهمه، ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب.

وهكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن القصص في ذلك: ما جاء عن معاوية بن قرّة عن أبيه، قال: "كان نبيّ اللّه إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل، له ابن صغير، يأتيه من خلف ظهره، فيقعده بين يديه..." [رواه النسائي] الحديث..

ومن الوسائل المهمة لتنمية الرجولة: تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين، والمعارك الإسلامية، وانتصارات المسلمين؛ لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة.

وكان للزبير بن العوام -رضي الله عنه- طفلان أشهد أحدهما بعض المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار الجروح القديمة في كتف أبيه.

كما جاءت الرواية عن عروة بن الزبير: أنّ أصحاب رسول اللّه، قالوا للزّبير يوم اليرموك: ألا تشدّ فنشدّ معك؟ فقال: إنّي إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم -أي على الروم- حتّى شقّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثمّ رجع مقبلا، فأخذوا -أي الروم- بلجامه -أي لجام الفرس- فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضّربات ألعب وأنا صغير.

وقال عروة: وكان معه عبد اللّه بن الزّبير يومئذ وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس، ووكّل به رجلا -أي كان معه في الغزوة-[رواه البخاري].

قال ابن حجر -رحمه الله- في شرح الحديث: "وكأن الزبير آنس من ولده عبد الله شجاعة، وفروسية، فأركبه الفرس، وخشي عليه أن يهجم بتلك الفرس على ما لا يطيقه، فجعل معه رجلا ليأمن عليه من كيد العدو إذا اشتغل هو عنه بالقتال".

ومن الوسائل: تعليمه الأدب مع الكبار، ومن جملة هذا ما رواه أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير" [رواه البخاري].

ومنها: إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس، ومما يوضّح ذلك الحديث التالي: عن سهل بن سعد قال: "أتي النّبيّ بقدح فشرب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: يا غلام: أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ -لأن السنة أن يعطي عن يمينه- قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول اللّه، فأعطاه إيّاه"[رواه البخاري] أعطى ذلك الغلام قيمته وقدره.

ومن الوسائل: تعليمهم الرياضات الرجولية؛ كالرماية والسباحة، وركوب الخيل؛ فقد جاء عن أبي أمامة بن سهل قال: " كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجرّاح أن علّموا غلمانكم العوم" [رواه الإمام أحمد].

ومن الوسائل: تجنيبه أسباب الميوعة، فيمنعه وليّه من رقص كرقص النساء، وتمايل كتمايلهن، ومشطة كمشطتهن، أو قصة شعر كقصتهن، ويمنعه من لبس الحرير والذّهب.

وقال مالك -رحمه الله-: "وأنا أكره أن يلبس الغلمان شيئا من الذّهب؛ لأنّه بلغني أنّ رسول اللّه نهى عن تختّم الذّهب".

أيها الإخوة: هذه كانت بعض الوسائل النبوية لتدريب الأطفال على الرجولة.

أسأل الله -تعالى- أن يصلح الجميع.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبي المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين، وعلى من سار على نهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فمن أسباب تنمية الرجولة لدى الطفل: تجنب أهانته خاصة أمام الآخرين، وعدم احتكار أفكاره، وتشجيعه على المشاركة في الرأي، وإعطائه قدره، وإشعاره بأهميته، وذلك يكون بأمور؛ منها:

إلقاء السّلام عليه؛ فقد جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "أنّ رسول اللّه مرّ على غلمان فسلّم عليهم"[رواه مسلم].

ومنها: استشارته وأخذ رأيه فيما يناسبه من أمور، لاسيما فيما يتعلق به شخصيا، ومنها: توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته؛ كمهمة استقبال الضيوف أحيانا، وتدريبه على الاعتماد على النفس؛ كتولي بعض المهام المنزلية البسيطة؛ كبعض أعمال الإصلاح مثلا، وشراء بعض الحاجات، وهكذا.

ومنه: استكتامه الأسرار، ويصلح مثالا لهذا حديث أنس؛ قال أنس: "أتى عليّ رسول اللّه وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلّم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمّي، فلمّا جئت، قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول وسلم لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنّها سرّ، قالت: لا تحدّثنّ بسرّ رسول اللّه أحدا" [رواه مسلم].

وفي رواية عن أنس قال: "انتهى إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي وأرسلني برسالة، وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار، حتى رجعت إليه" [رواه أبو داود].

وعن ابن عبّاس قال: "كنت غلاما أسعى مع الغلمان، فالتفتّ فإذا أنا بنبيّ اللّه خلفي مقبلا، فقلت: ما جاء نبيّ اللّه -صلى الله عليه وسلم- إلا إليّ، قال: فسعيت حتّى أختبئ وراء باب دار، قال: فلم أشعر حتّى تناولني، فأخذ بقفاي فحطأني حطأة -أي ضربه بكفّه ضربة ملاطفة ومداعبة- فقال: اذهب فادع لي معاوية، قال: وكان كاتبه -أي كاتب النبي- فسعيت فأتيت معاوية، فقلت: أجب نبيّ اللّه -صلى الله عليه وسلم- فإنّه على حاجة" [رواه الإمام أحمد].

وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال؛ منها:

تعليمه الجرأة في مواضعها، ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.

ومن أبرز عوامل تنمية الرجولة لدى الطفل: الاهتمام بالحشمة في ملابسه، وتجنيبه الميوعة في الأزياء، وقصّات الشّعر، والحركات، والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء.

ومنها: إبعاده عن التّرف، وحياة الدّعة والكسل، والرّاحة والبطالة، وقد قال عمر -رضي الله عنه-: "اخشوشنوا فإنّ النّعم لا تدوم".

ومنها: تجنيبه مجالس اللهو والباطل، والغناء والموسيقى؛ فإنها منافية للرّجولة، ومناقضة لصفة الجدّ.

أيها الإخوة: إن ظاهرة الميوعة في الشباب تستدعي المراجعة، وإذا أبدى المرء عجزه عن تغيير واقع شباب اليوم، فلا عذر له في وقاية الجيل القادم.

وما تقدم طائفة من الوسائل والسبل التي تزيد وتنمي الرجولة في نفوس الأطفال.

أسأل الله الهداية والصلاح للجميع، اللهم اهد شباب المسلمين...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي