الوهاب قد تصرفت مواهبه في أنواع العطايا، والجزيل المن والأفضال واللطف, من كثرت عطاياه ودامت، لا يقطع فضله في كل حال, يعطي بلا وسيلة وينعم بلا سبب ولا حيلة, والخلق إنما يملكون أن يهبوا مالاً أو نوالاً في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءً لسقيم، ولا ولداً لعقيم، ولا هدىً لضال، ولا عافية لمريض، ولا رزقاً لمخلوق، ولا أمناً لخائف، ولا يملكه إلا الملك الوهَّاب...
الحمد لله العزيز الغفار، خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، أرسى الجبال وأجرى الأنهار، وأنزل الغيث وأنبت الأشجار، سخر لنا الفلك ومهد لها أمواه البحار، وخلق الشمس والقمر وقلب الليل والنهار، صورنا فأحسن صورنا وجعل لنا السمع والأفئدة والأبصار، نحمده -تبارك وتعالى- حمد المتقين الأبرار، ونعوذ بنور وجهه الكريم من خلق الأشرار، ونسأله السلامة من دار البوار، ونرجوه أن ينير لنا الطريق فنعرف النافع من الضار، وأن يجعلنا بفضله من المطهرين الأطهار.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المختار، إمام المتقين والأبرار، المسلَّم من العيوب والمطهَّر من الأوضار، المنصور بالرعب على مسيرة شهر في كل الأمصار، إذا سكت علاه البهاء والوقار، وإذا تكلم خرج من فمه نور كنور الفجر وقت الإسفار، وإذا تبسم أشرق وجهه كشروق الشمس في وضح النهار، وإذا مشى سلمت عليه الصخور والأحجار.
أما بعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- كما أمر، فقد وعد بالزيادة لمن شكر، والنجاة لمن اتقى وصبر، والثواب الجزيل لمن تجاوز وغفر.
عباد الله: ما زالت رحلتنا الإيمانية في الروضة الغناء لأسماء الله وصفاته مستمرة، ومازلنا نجول في بساتين القرآن والسنة نقطف من ثمار الفقه والفهم لأسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وحديثنا اليوم عن اسم من أسماء الله -عز وجل- التي تجعل القلب يمتلأ سعادة ورضا وفرح وسرور، إذ أنه الاسم الذي يمنح العبد الحرية الكاملة من قيود الامتنان والتوجه لغير الله، فالنفس البشرية مفطورة على حب من أحسن إليها، وتقرب إليها بالهدايا والعطايا والهبات، ومصداق ذلك في الحديث النبوي: " تهادوا تحابوا " (البخاري في الأدب المفرد (594))، هذا الاسم هو اسم الله الوهاب.
اسم الله الوهاب من الأسماء التي تكررت عدة مرات في كتاب الله -عز وجل-, تارة منفردة وتارة مقترنة مع غيرها من الأسماء الدالة على معاني واسعة وعظيمة لهذا الاسم المحبوب لخلق الله جميعا، قال تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8], وقال الله -تعالى-: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص:9], وقال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [ النور: 32]، وغيرها من الآيات.
وفي السنة حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي, فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ, فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ (هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا" (البخاري(3423)).
أما معنى الوهاب في اللغة: فهو صيغة مبالغة، والوهاب هو الكثير الهبة والعطية، وهو الذي يهب تفضلاً وابتداءً من غير استحقاق ولا مكافأة، والهبة أن تجعل ملكك لغيرك بغير عِوضٍ ولا غَرَضٍ وبغير قدرة من الموهوب على كسبها, ولا تكون هبة إلا بركنين: التملك وبلا عوض، وبهذا المعنى اللغوي لا ينبغي أن يطلق اسم الوهاب إلا على الله -عز وجل-، فهو المستحق الحقيقي والوحيد لهذا المعنى الراقي للهبة والعطاء، أما المخلوقين إذا وهب منهم أحد أحدا فيطلق عليه اسم الواهب وليس الوهاب.
وهنا قد يحدث لبس أو خلط بين اسم الله الوهاب واسمه الرزاق، وبين الهبة وبين الرزق، فيظن البعض أن كلاهما بمعنى واحد, فالرزاق هو الذي يرزق عباده عند بذلهم الأسباب. والوهاب الذي لا يرتبط رزقه بسبب يبذل بل هبة ربانية, ولن يتصور الجود والهبة حقيقة إلا من الله، فهو الذي يعطي كل محتاج ما يحتاج إليه، فيعطي بلا عِوَض, ويمنح بلا سبب, يصيب بعطاياه ومواهبه مواقعها، ويقسمها على ما تقتضيه حكمته.
الهبة نوع من أنواع الرزق، إلا أنه رزق مخصوص، لأناس مخصوصين, وميزتهم أنهم مهيئون ومؤهلون لقبول الهبات الربانية وأعدوه أنفسهم للعطايا الإلهية، ومن الهبات الربانية هبة الوجود حيث أننا موجودون دون أن نطلب, كما تتابعت نعمه وفاض كرمه وزاد بره وخيره, يغفِرُ ذنبًا، ويُفرِّج كربًا، ويَجْبُر كسيرًا، ويُغني فقيرًا، ويشفي سقيمًا ويُخْصِبُ عقيمًا، ويعلِّم جاهلاً، ويهدي ضالاً، ويرشد حيرانًا، ويغيث لهفانًا، ويفك عانيًا، ويكسو عاريًا، ويُسلِّي صابرًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، ويعطي محرومًا، وينصر مظلومًا، ويقصم ظالمًا، ويُقِيلُ عثرةً، ويسترُ عورةً، ويؤمِّن روعة، ويزيل لوعة, وكل ذلك في غير استحقاقٍ من عباده ولا حقَّ لهم عليه.
وهبات الله متعددة لعباده وخلقه كثيرة جدا ولا حصر لها, ومنها الأولاد كما في قوله -تعالى- لنبيه إبراهيم: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ..) [الأنعام:84], وقوله -تعالى-: (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً) [مريم:19] وعن هبته الذكور والإناث: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) [الشورى:49], ومن وهبه الله الأولاد فليسأل الله أن يهبهم صلاحا, مع إحسان التربية وبذل السبب في إصلاحهم, ويدرك هذه الحقيقة عباد الرحمن الذين قالوا: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74], مقام أن تكون للمتقين إماما هذه هبة لا تطلب إلا باسم الله الوهاب بعد أن نهيأ أنفسنا قبلها.
كما أن الزوجة هبة من الله قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد : 38], إلا أن الشيطان دائماً ينسيك جمال الهبة وفضلها بطريقتين: الأولى: يعدد عليك المصائب، والثانية: أن يلفت أنظارك إلى إيجاد عيوب لتلك الهبة, وكل ذلك حتى يصرف العبد عن شكر والثناء للواهب -سبحانه-.
إلا أن أعظم هبة, وأكبر نعمة على هذه الأمّة تخصيصها بمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولا, فقال: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آل عمران:164], وقال سبحانه في بيان فضله ورحمته بنا وحرصه علينا: (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:128].
ثم إن من استقام على شرع الله فليبشر بهبة الله المدّخرة للمؤمنين, جنة عدن, هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، فهل بعد هذه من هبة وهل مقصود أعظم هناك من هذا, فعليك بشكر النعم والقيام بحقها حتى يورثك الله جنة الخلد.
ومن خلال هذا المعنى الشامل لمفهوم الهبة يتضح لنا المعنى الحقيقي لاسم الله الوهاب، وهو المعنى الذي يشرح صدور قوم مؤمنين ويريح عليهم سعادة ورضا وسرور يملأ الصدور ويطمئن القلوب ويطلق اللسان بالشكر والثناء والتحميد للعزيز المجيد، ومن هذه المعاني العظيمة لاسم الله الوهاب:
أولا: أن الوهاب قد تصرفت مواهبه في أنواع العطايا، والجزيل المن والأفضال واللطف, من كثرت عطاياه ودامت، لا يقطع فضله في كل حال, يعطي بلا وسيلة وينعم بلا سبب ولا حيلة, والخلق إنما يملكون أن يهبوا مالاً أو نوالاً في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءً لسقيم، ولا ولداً لعقيم، ولا هدىً لضال، ولا عافية لمريض، ولا رزقاً لمخلوق، ولا أمناً لخائف، ولا يملكه إلا الملك الوهَّاب: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21].
ثانيا: إن الله كريم وهاب اختص من شاء من عباده بالنبوة والرسالة, فقال عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) [العنكبوت: 27], ووهب الملك والسلطان من شاء من عباده كما قال سبحانه: (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 247], فهذا سليمان -عليه السلام- سأل ربه أن يهبه ملكاً فاستجاب له، ووهب له ملكاً عظيماً: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [ص: 35], ولما كان الطلب عظيما اختار الفعل هبْ وبين ذلك بقوله: (إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ) لأن الملك من أعظم العطايا الإلهية ولهذا قال الله: (وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ) [البقرة: 247].
ثالثا : أن الوهاب يهب من النعم الخفية ما لا يخطر على بال بشر، فكم وهب الله للإنسان من نعم, ولكنه لا يدرك أهميتها إلا إذا حرم منها فلا يشعر بأهمية العافية إلا إذا سلبها وذاق المرض، وعندها يكون شعوره بالألم يعد هبة من الله حيث تحدِد مكان الألم وتتحدث عنه، والتوفيق وسداد الرأي وبذل الأسباب من نعم الله الخفية التي لا يدركها إلا من حرم منها، جاء من حديث أَبِى ذَرٍّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنَّهُ قَالَ: "يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ" (مسلم(6737))
رابعا: أن الوهاب قد علم خلقه وقت الأزمات كيف يتوجهون إليه بطلب الهبات والمنح، فالمؤمن حين تلم به مصيبة أو تنزل به حاجة, يقدم شكواه وينزل حاجته بربه الوهَّاب، كما قال زكريا -عليه السلام-: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 89-90]، كما علَّم الوهاب عباده كيف يسألونه الإنعام والإحسان الذي ليس على وجه يكون فيه مكر ولا استدراج, ولا يلحق صاحبه عقاب ولا عتاب، فأعطاهم ما ينفعهم، ويصلح أحوالهم، ومنعهم ما يضرهم, بخلاف الكفار لما سألوه أعطاهم استدراجاً، ومكنهم مما فيه ضررهم وشقاؤهم, كما في قوله: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 55].
خامسا: أن الوهاب صاحب العطايا والهبات يتصرف فيها كيف يشاء، يسلبها متى شاء ويبقيها متى يريد لمن يشاء, وهي إما إ كراماً، أو ابتلاء, أو عقوبة، وقال الله -تعالى-: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35], وقال الله -تعالى-: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأعراف: 168], وقال الله -تعالى-: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) [الأنعام: 44].
سادسا: أن الوهاب واسع العطاء عظيم الهبات، يرتع فيه البر والفاجر، ويشمل المطيع والعاصي، لا يخلو أحد من عباده من كرمه طرفة عين، بل لا وجود لهم ولا بقاء إلا بجوده, ذو البذل الشامل، والعطاء الدائم, هباته تتوالى على عباده في دنياهم وترافقهم في أخراهم دون انقطاع ولا نفاد، بل في نماء على مر الدهور والآباد: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) [ص: 54].
ومن هنا يتضح لنا أن ثمة فارق كبير بين هبة الخالق وهبة المخلوقين، وذلك من عدة وجوه منها:
أولاً: أن الله يهب بغير عوض ولا سؤال ولا سبب, فكل من يهب من الخلق لغيره شيئًا فإنما -في العادة- يهبه لحاجة في نفسه، أو متاع مستقبليٍ يرجوه، ولو قُدّر عدم تحقق تلك الأماني والمطالب مقابل الهبات لم يُتصور حدوث تلك الهبات, لكن شريحة من عباد الله لم تعلق نفسها بأطماع الدنيا وزخرفها الزائل, وهذا ما بينه ربنا -سبحانه- بقوله: ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا )[ الإنسان: 9 ], لا جزاء ماليا ولا ثناء قوليا لشدة إخلاصهم، ولطهارة نفوسهم, ونظرتهم الطموحة المستقبلية وهي الجزاء الأخروي.
ثانياً: أن الله موجد العطايا والهبات: فكل مخلوق يهب هبة ما, فهو يحتاج لمخلوق آخر يهبه هبة لا يملكها أو يحتاجها, والواهب من الناس يهب مما وهبه الله, بينما الله الواهب يهب من ملكه وصنعه -سبحانه-.
ثالثاً: أن الوهاب على الحقيقة هو اللَّه -سبحانه- سواء بسبب أو بغير سبب, والعباد واهبين على المجاز فلا يملكون عطاء إلا لمن أراد اللَّه وأعانهم عليه, إلا أن الله جعل لذلك أسبابًا، فقد جاء من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه فقال له: "وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ" (أحمد(2669)), والبشر ليسوا بنفعهم وعطائهم إلا أسبابا ورسل للرزق.
رابعاً: أن هباته عز وجل عظيمة وعطاياه جسيمة, والناس وإن وهبوا فهباتهم قاصرة ضعيفة، إذ لا يستطيع عبد أن يهب هداية لضالٍّ أو يمنح شفاءً لسقيم، أو ولدًا لعقيم, أو حياة لميتٍ؟ فلا يقدر على ذلك وغيره إلا اللَّه وحده. قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21].
خامساً: الهبة من الله بالغة في الحكمة, والناس في هباتهم قد يعطوها من لا يستحقها أو من تترتب على هبته مفسدة أو أنهم يمنعوها من يستحقها أو أخروها عن وقتها, أمَّا اللَّه -عزَّ وجلَّ- فهو حكيم في هبته ومن يستحقها ووقت استحقاقها, ولذلك فإنه لا يحسن التصرف فيها إلا الله وحده ولذلك قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
سادساً: شمولية هباته التي لا تقتصر على بلد دون بلد ولا زمان دون زمان ولا قوم دون قوم بل شاملة لجميع خلقه, أما الإنسان فقد يختص بهبته قريبا أو محبوبا أو جماعة أو زمنا أو مكانا دون آخر, واللَّه -عز وجل- يمنح خلقه جميعًا البر منهم والفاجر، المؤمن والكافر، فما من أحد إلا وهو يتقلب في نعمه وينعم بهباته. قال تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)[طه: 50], فالعالم كله يعيش في ظل كنف الله وتحت رعايته.
فسبحان الوهاب الذي بيده ملكوت كل شيء، وخزائنه مملوءة بكل شيء، يهب ما يشاء، لمن يشاء، في أي وقت شاء، من ملك وسلطان ونبوة، المتفضل بالعطايا والنعم، الذي يجود بالعطاء، ولا ينقص ما في خزائنه لأن له خزائن السموات والأرض: (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) [المنافقون: 7], خزائنه لا تنفد ينفق منها كيف يشاء، لا حجر عليه، ولا مانع يمنعه مما أراد، وهو الذي بسط فضله وإحسانه الديني والدنيوي على جميع العباد.
فهو الوهاب صاحب العطاء السخي واليد المبسوطة, قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) [المائدة: 64], وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَدُ الله مَلأى لا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ, وَقَالَ: أرَأيْتُمْ مَا أنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ" (البخاري (4684) مسلم (993)).
اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله وحده، وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، وعلى من والاه، صلاة وسلاما دائمين متلازمين بدوام الليل والنهار حتى يرث الله -عز وجل- الأرض ومن عليها.
أما بعد:
عباد الله: فإن اسم الله الوهاب من أسماء الله -عز وجل- التي تجعل العبد يقبل على ربه ويحبه ويعظمه، فلو فقه العبد المؤمن معاني اسم الله الوهاب، وما فيه من منح وعطايا وهبات، وكيف أن الكون كله بكل ما فيه من نعم ظاهرة وباطنة محض منة وهبة من المولى -جل وعلا-، وأنه -سبحانه- قد أفاض على خلقه بأنواع العطايا والهبات التي تجعل حياتهم هنيئة وأمورهم يسيرة، لو فقه العبد كل هذه المعاني فإن حياته ستتغير بالكلية.
فاسم الوهاب قد أشرق نوره على الخلق جميعهم مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فلم يبق واحد من خلقه إلا مفتقر لعطايا ومنح الوهاب، لم يبق واحد منهم إلا وهو مغمور بفضائل وآلاء الوهاب الكريم.
وإن هذا الفقه لاسم الله الوهاب ينعكس بآثار إيمانية عالية في حياة المسلمين، ويجعلها أكثر حرية، ومن هذه الآثار العظيمة للعلم والفقه لاسم الله الوهاب:
أولاً: الإيمان بأن الوهاب حقيقة هو الله الغني, ومن يهب من الخلق شيئًا إنما يهب من هبات اللَّه له، فلا بد أن يهبه اللَّه ليَهَب، وأن يُعطيَه اللَّه ليُعطي، وأن يَرْزُقه اللَّه ليَرْزُق، أما اللَّه فإنه يُطِعِم ولا يُطعم وهو يجير ولا يُجار عليه, وقال تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) [النحل: 53 ]، فلا يكون لأحد من الخلق علي غيره منة أو فضل بحيث يستطيل عليه أو يعيره أو يمن عليه، لأن الواهب الحقيقي هو الله -عز وجل-.
ثانيًا: إخلاص الدعاء باسمه الوهاب، فمن نظر إلى واسع كرمه وجليل نعمه طمع في رحمته، وعلم أن الله خزائنه ملأى لا تنفد وفضله سابغ لا ينقطع, وشامل لا ينتهي, فإذا أدركت هذا عن الله فسأل الله -تعالى- باسمه الوهاب بكل ما يمر على خاطرك من خيري الدنيا والآخرة مما قل أو كثر, فسؤال الوهاب في حد ذاته عبادة وطلب حاجتك من الله عبادة أخرى, ومن دعاء المؤمنين ما قاله تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) [الفرقان: 74 ].
بعض العباد نسبوا تلك النعم والمواهب لأنفسهم أو غيرهم, فصاحب الصورة معجب بصورته وليس له فيها أدنى فضل وتغافل أن الذي وهبه هو الله, وصاحب الصوت الحسن يفخر بصوته رغم أنه ليس فيه حول ولا قوة, فالذي منحه ذلك هو الله -سبحانه-, فلماذا يفخر العبد على غيره فيما خصه الله به ولا يملك وجود تلك النعمة ولا دوامها ولا حفظها والحقيقة أنهم لا يملكون شيئا إنما وهبهم الله -تعالى- تلك المواهب ابتلاءً كمن رزق بولد أو جاه أو علم أو غيره, وهذه الآية تدلل ما أقول, قال سبحانه: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) [ الشعراء: 83 ], فنبي اللَّه إبراهيم -عليه السلام- يسأل الله عز وجل الحكم والصلاح لأنه يعلم أنه المانح وأنه الواهب المعطي.
ثالثًا: العلم بأن الهبة ليست مجرد عطاء، فإن العطاء لا يكون هبة حتى يكون مقرونًا بطاعة وخير وبركة في الدنيا والآخرة, قال القاضي أبو بكر العربي: "ولا تكون الهبة منه -سبحانه- والعطاء إلا أن يتعلق بنوع ما يكون به منعمًا محسنًا وذلك بما لا أَلَم فيه ولا ضرر فإذا كان ما يخلق ضررًا وألمًا لم تكن هبة. وهذا معنى قوله -تعالى-: ( وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) [ آل عمران: 8 ]".
رابعًا: الشكر لله على عطاياه وهباته، فالشكر هو قيد تلك النعم والهبات, ومن رأى هبات اللَّه لا يسعه إلا أن يلهج تسبيحاً بحمده وثناء بفضله, وشكراً لإحسانه -تعالى-، قال خليل الرحمن -عليه السلام- حين وهبه اللَّه ولديه إسماعيل وإسحاق: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ) [إبراهيم: 39].
خامسًا: من أثار الإيمان باسمه الوهاب أن يتعلم العبد الزهد, فهبات الدنيا وإن كثرت لصاحبها لا تدوم ولا تبقى لصاحبها, بل تزول وتنتهي ولا بد, والقصد ألا تنشغل بالخلق عن الخالق، ولا بالرزق عن الرازق، ولا ينشغل بالهبة عن واهبها تبارك وتعالى، فتركن إلى الفاني عن الباقي قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون:9], وقال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ) [ الرحمن:26،27].
سادسًا: لزوم الرضا في العطاء والمنع وبالقليل والكثير, فإن أُعِطيَ أيقن أن اللَّه -تعالى- أعطاه برحمته، وإن مُنِع أيقن أنّ الله -تعالى- منعه بحكمته، ولا يكون كعبد الدينار والدرهم، فإنه لا يرضى إلا للدنيا ولا يسخط إلا لها، وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ, إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ" (البخاري(2886)), وعن هذا الصنف تكلم القرآن قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) [التوبة: 58].
سابعًا: الصبر عند المصيبة بفوات نعمة أو فقدان هبة, فقد يكون المنع هو عين العطاء، وإن حرمت من الهبات أو سلبتها بعد أن أعطيتها فلا بد وأن هناك حكمة لا تعلمها، فاصبر لحكم ربك، وسلم الأمر للمالك, فإن اللَّه يحب الصابرين, ويجزي الصابر على مصيبته، ومحتسب الأجر في الدنيا يعوضه الله بخيرٍ مما فقده في الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: إِنَّ اللهَ قَالَ: "إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ (ثُمَّ صَبَرَ) عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ" (البخاري(5653)).
ثمّ إن الله -تعالى- هو صاحب النعمة، وصاحب الحق لا يُسأل عما يفعل في ملكه، فعن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ -رضي الله عنهمَا- قَالَ أَرْسَلَتِ ابْنَةُ (بِنْتُ) النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْهِ: "إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا" فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: " ِإنَّ لِلهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى, وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى, فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ" (البخاري(1284)).
وأعظم ما يُسلي العبدَ أن يُرجع الأمر لصاحبه ومالكه فهو المالك المنعم، يعطي ويمنع ويقبض ويبسط لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه, عن أبي ذرٍ -رضي الله عنه- أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال له: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ فَمَاتَ، أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ؟" قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ؟" قَالَ: بَلِ اللَّهُ خَلَقَهُ. قَالَ: "فَأَنْتَ هَدَيْتَهُ؟" قَالَ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُ. قَالَ: "فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ؟" قَالَ: بَلِ اللَّهُ كَانَ يَرْزُقُهُ. قَالَ:"كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلاَلِهِ وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ، فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَحْيَاهُ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ، وَلَكَ أَجْرٌ" (السلسلة الصحيحة(757)).
عباد الله: من عرف الله باسمه الوهاب يجب أن يمتلئ قلبه بالأمل والرضا والتفاؤل والإحساس بالأمان. ويكون لسانه دائم الشكر لله الوهاب -عز وجل-, إذا أعطى لا يرى إلا الله ولا ينظر عوضا عما أعطى، وهكذا يجمع بين الشكر والكرم، وكلاهما قنطرة دخول الجنة.
اللهم اٍنا عبيدُك بنوعبيدك بنو اٍمائك نواصِينا بيدك ماضٍ فينا حُكمك, عدلٌ فينا قضاؤك نسألك بكلِ اسم هو لك سمّيتَ به نفسَك أو أنزلتهُ في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك أن تجعل القرآن ربيعَ قلوبنا ونورَ صدورنا وجَلاء حُزننا وذهاب همِنا وغمِنا.
اللهم ما أصبح أو أمسى بنا من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مُضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بحبك مَن أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك. اللهم اعطنا اٍيمانا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة ننال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة. اللهم اٍنا نسألك الفوز في العطاء والقضاء ، ونزل الشهداء وعيش السُعداء والنصر على الأعداء.
اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد نسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقرّبين الشهود الركّع السجود الموفين بالعهود اٍنك رحيمٌ ودود وأنت تفعل ما تريد.
اللهم اٍنا نسألك من خير ما سألك منه محمد -صلى الله عليه وسلم- ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة اٍلا بالله.
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علِمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونسألك الجنة وما يقرب اٍليها من قولٍ وعملٍ ونعوذ بك من النار وما يقرب اٍليها من قولٍ وعمل.
اللهم اجعل في قلوبنا نورا وفي أبصارِنا نورا وفي أسماعِنا نورا وعن أيماننا نورا وعن يسارنا نورا وفوقنا نورا ومن تحتنا نورا وأمامنا نورا وخلفنا نورا واجعل لنا نورا. يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين.
اللهم أعز الاسلام والمسلمين ودمّر أعداء الدين واخذل مَن خذل الدين, اللهم فك قيد أسرانا وأسرى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي