يستعمل دعاة التقريب بين أهل السنة والمبتدعة مصطلح أهل القبلة، كثيرا في كتاباتهم، وكلامهم ومقابلاتهم، محاولة منهم خلط الحق بالباطل، وتمييع قضايا السنة والبدعة، وما يترتب عليها من أحكام، ويزعمون أنه يجب أن تلتقي طوائف الأمة الإسلامية وتتآلف مع بقاء كل طائفة منها على عقيدتها وآرائها التي قد تخالف أصل التوحيد، ولو أعلنتها على الملأ بلا غضاضة، بل ولو نشرتها بين المسلمين.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
يستعمل دعاة التقريب بين أهل السنة والمبتدعة مصطلح أهل القبلة، كثيرا في كتاباتهم، وكلامهم ومقابلاتهم، محاولة منهم خلط الحق بالباطل، وتمييع قضايا السنة والبدعة، وما يترتب عليها من أحكام، ويزعمون أنه يجب أن تلتقي طوائف الأمة الإسلامية وتتآلف مع بقاء كل طائفة منها على عقيدتها وآرائها التي قد تخالف أصل التوحيد، ولو أعلنتها على الملأ بلا غضاضة، بل ولو نشرتها بين المسلمين.
لم يقولوا تتعهد تلك الطوائف، أو تتفق على شروط ومواثيق لضمان حسن الجوار مثلا، لا، يقولون: تتآلف وتتحد وتتآخى، ولو كانت تعتقد الكفر!.
يقولون: لا بأس ما دام يصدق على أصحابها أنهم من أهل القبلة، ويعنون بهم من يستقبل قبلتنا في صلاته، مهما كانت عقائده ولو كانت كفرية، أو مخالفة للكتاب والسنة، لا فرق عندهم.
أقول: هل الإسلام بهذه السطحية والسذاجة؟
حاشا لله ثم حاشا لله ثم حاشا لله.
إن هؤلاء البسطاء لا يدعون إلى هذا النوع من التقريب الغريب فقط، ولا يبسطون شأن العقيدة فحسب، بل إنهم لا يرضون لأحد أن يرد على أهل البدع، أو يكشف انحرافاتهم؛ لأن هذا في نظرهم مما يفرق أهل القبلة الواحدة.
وكأن الاجتماع على قبلة واحدة يشفع لأصحابها ولو نقضوا التوحيد في أصله، ولو استهزءوا بدين الله، ولو جحدوا أمرا معلوما من الدين بالضرورة، ولو أشركوا بالله واستغاثوا بالأموات، ويجهل هؤلاء الواهمون عدة حقائق تبين مصطلح أهل القبلة، وما يراد به عند أهل العلم.
في صحيح البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته".
هذا الحديث الشريف كما ذكر العلماء يقصد به أن المسلم المصلي الذي يصلي صلاتنا، لا يجوز تكفيره، وإخراجه من الإسلام، بل يبقى في ظاهره على هذا الأصل، إلى أن يأتي بأمر مكفر.
الكلام هنا طبعا على العموم لا على المعين، وإلا فالتكفير ممنوع على من آتى بأمر مكفر من المسلمين، حتى تقام عليه الحجة، فتتحقق الشروط، وتنتفي الموانع، هذا معلوم.
قال الإمام ابن حجر في شرحه للحديث: "فمن أظهر شعار الدين أجريت عليه أحكام أهله -يعني أهل الإسلام- ما لم يظهر منه خلاف ذلك".
ولهذا أخرج البخاري عقب حديث: "من صلى صلاتنا" ما يوضحه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: "لا إله إلا الله" فإذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دمائهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله".
فهذا الحديث متعلق بمسائل التكفير، وأنه لا يجوز تكفير المسلم، وإن كان مبتدعا بكل ذنب يقترفه، ما لم تكن بدعته مكفرة، فعندها لا تنفعه صلاة، ولا قبلة، ولا شاركنا فيها.
قال الإمام الطحاوي: "ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، معترفين، وبكل ما قال وأخبر مصدقين".
قال ابن أبي العز في شرحه بعد أن ساق حديث النبي السابق: "من صلى صلاتنا" قال: "إن الإسلام والإيمان واحد، وإن المسلم لا يخرج من الإسلام بارتكاب الذنب ما لم يستحله، والمراد بقوله: "أهل قبلتنا" من يدعي الإسلام ويستقبل الكعبة، وإن كان من أهل الأهواء، أو من أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء -تنبهوا للاستثناء- ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-".
قال: "وفي قوله -أي الطحاوي- ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، قال يشير الشيخ -رحمه الله- إلى الرد على الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب".
لكن هل الذنب المذكور هو بإطلاقه دون تقييد؟
كلا، قال أهل العلم: ينبغي مراعاة أن لا يكون ذلك الذنب منصوصا على الكفر به كفرا أكبر؛ كترك الشهادتين، أو ترك الصلاة مطلقا، وأن لا يكون الذنب مما ينافي الإيمان بالله.
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: "الآن لما فشا الجهل، واشتدت غربة الدين، ظهر ناس من الذين يتسمون بالعلم، ويقولون: لا تكفروا الناس، لا، يكفي اسم الاسلام يكفي أنه يقول: أنا مسلم ولو فعل ما فعل، ولو ذبح لغير الله، ولو سب الله ورسوله، ولو فعل ما فعل ما دام أنه يقول: أنا مسلم فلا يكفر، وعلى هذا يدخل في التسمي بالإسلام الباطنية والقرامطة، ويدخل فيه القبوريون، ويدخل فيه الروافض، ويدخل فيه كل من يدعي الإسلام" قال: "فسبحان الله".
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: كيف يتعامل الإنسان الملتزم بالسنة مع صاحب البدعة؟ وهل يجوز هجره؟
فأجاب: "أقول: إن البدعة تنقسم إلى قسمين: بدع مكفرة، وبدع دون ذلك، وفي كلا القسمين يجب علينا نحن أن ندعو هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام، ومعهم البدع المكفرة، وما دونها إلى الحق لبيان الحق دون أن نهاجم ما هم عليه، إلا بعد أن نعرف منهم الاستكبار عن قبول الحق؛ لأن الله -تعالى-، قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام: 108].
فندعو أولا هؤلاء إلى الحق، لبيان الحق وايضاحه، بأدلته، والحق مقبول لدى كل ذا فطرة سليمة، فإذا وجد العناد والاستكبار، فإننا نبين باطلهم، على أن بيان باطلهم في غير مجادلتهم أمر واجب، أما هجرهم فهذا يترتب على البدعة، فإذا كانت البدعة مكفرة وجب هجره، وإذا كانت دون ذلك فإننا نتوقف في هجره إن كان في هجره مصلحة فعلناه، وإن لم يكن فيه مصلحة اجتنبناه".
معاشر المسلمين: إن البعد عن العلم الشرعي فيما يتعلق بالعقيدة، وضعف حضوره بين الناس، وبضعف تأثرهم به، واختلاط الأمور، وغفلة الكثيرين عن صور الشرك المعاصرة، تجعل من الواجبات المفروضة على كل مسلم أن يزيد من معرفته لمعنى الشرك وخطره وأقسامه، حتى يتم توحيده، ويخلص إسلامه، ويصح إيمانه.
ومن ثم فنذكر بأن الشرك في اللغة، هو: اتخاذ الشريك، يقال: أشرك بينهم إذا جعلهم اثنين، أو أشرك في أمره غيرهم، إذا جعل ذلك الأمر لاثنين.
أما في الشرع، فهو: اتخاذ الشريك، أو الند مع الله -جل وعلا- في الربوبية، أو في العبادة، أو في الأسماء والصفات.
والند، هو: النذير والمثيل، ولذا نهى الله -تعالى- عن اتخاذ الأنداد، وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن، قال سبحانه: (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 22].
وقال جل شأنه: (وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) [إبراهيم: 30].
وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار" [رواه البخاري ومسلم].
وقوله: "يدعو من دون الله" لا يعني يترك عبادة الله، أو دعائه، ويتجه لغيره، لا، بل يعني أنه قد يدعو الله لكنه أيضا قد يدعو معه شريكا غيره، فيجعل ذلك الشريك بينه وبين الله أحيانا من دون الله، أي بينه وبين الله، حتى رأس الكفر أبو جهل كان يقسم باللات أحيانا، وبالله أحيانا أخرى، فيقول في قوله للكناني قبل غزوة بدر يقول أبو جهل: "إن كنا نقاتل الله كما يزعم محمد، فوالله ما لنا بالله من طاقة، وإن كنا نقاتل الناس فوالله إن بنا على الناس لقوة، والله لا نرجع عن قتال محمد حتى نرد بدرا فنشرب فيها الخمور، وتعزف علينا القيان" حتى أبو جهل يقسم بالله!.
والشرك -أيها الإخوة- أقسام، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك واتخاذ الأنداد من دون الله تارة يكون مخرجا من الملة، وتارة لا يكون مخرجا من الملة، ولذا اصطلح العلماء على تقسيم الشرك إلى: أكبر وأصغر.
فالشرك الأكبر الذي هو مخرج من الملة، هو: أن يصرف لغير الله ما هو محض حق لله من ربوبيته وإلوهيته وأسمائه وصفاته.
وهذا الشرك تارة يكون ظاهرا يمكن رؤيته؛ كشرك عباد الأوثان والأصنام، وعباد القبور، والأموات والغائبين، وتارة يكون هذا الشرك خفيا؛ كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة، أو كشرك أو كفر المنافقين، فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة، ويخلد صاحبه في النار إلا أنه شرك خفي؛ لأنهم يظهرون الإسلام، ويخفون الكفر والشرك، فهم مشركون في الباطن دون الظاهر، وهذا الشرك يكون تارة في الاعتقادات؛ كاعتقاد أن هناك من يخلق، أو يحيي، أو يميت، أو يملك، أو يتصرف في هذا الكون، أو ذرات هذا الكون مع الله -تعالى-.
سواء كانوا آلهة أسطورية، أو بشر أحياء، أو أموات اثني عشر، أو أقل، أو أكثر، أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله، فيطيعونه في تحليل ما شاء، وتحريم ما شاء، ولو كان ذلك مخالف لدين الرسول.
في سنن الترمذي عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ)[التوبة: 31].
قال: أما أنهم لم يكونوا يعبدونهم -أي لم يكونوا يصلون ويسجدون لهم -ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه.
إذاً فهذا هو الشرك المقصود شرك الطاعة، ويكون الشرك بالله أيضا في المحبة والتعظيم بأن يحب مخلوقا، أو شهوة ما كما يحب الله، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله، وهو الشرك الذي قال الله فيه: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ) [البقرة: 165].
فالمحبة أنواع: أحدها: طبيعة؛ كمحبة الجائع للطعام، والظمآن للماء، ونحو ذلك، فهذه محبة لا تستلزم التعظيم.
والثاني: محبة هي محبة رحمة وإشفاق؛ كمحبة الوالد لولده الصغير، وهذه المحبة أيضا لا يستلزم التعظيم.
والنوع الثالث: محبة أنس وإنس، وهي محبة الأصدقاء، أو المشتركين في صناعة، أو علم، أو تجارة، أو سفر لبعضهم بعض؛ كمحبة الإخوة بعضهم بعضا.
هذه الأنواع الثلاثة التي تصلح للخلق بعضهم بعضا، ووجوبها فيهم لا يكون شرك في محبة الله، ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الحلوى والعسل، كان يحب نساءه، وعائشة أحبهن إليه -رضي الله عنها-، وكان يحب أصحابه، وأحبهم إليه الصديق -رضي الله عنه-.
أما المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله، ومتى أحب العبد بها غيره كان شركا لا يغفره الله، فهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم، وكمال الطاعة وإيثاره على غيره، فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله أصلا.
فمن الناس من يزعمون محبة الله لكن حبها للعلو، أو للرياسة، أو للمال، جعلهم يحبون سادتهم وكبرائهم، ويعظمونهم ويطعنوهم فيما يسخط الله من مظاهر الشرك والموبقات، ويفعلون ذلك وليس في قلوبهم أدنى خوف أو ندم، بل يكون الأمر كما قال شيخ الإسلام: "محبة شرك تحب ما تهواه، وقد أشركته في الحب مع الله".
قال: "وقد يخفى الهوى على النفس فإن حبك الشيء يعمي ويصم".
قال: "ولهذا فرق الله ورسوله بين من أحب مخلوقا لله وبين من أحب مخلوقا مع الله".
فالحب إنما يكون عبادة إذا اقترن بالرهبة والخوف والتعظيم؛ لأن العبادة في أصلها تتضمن أمرين رئيسين: كمال الحب ونهايته، وكمال الذل ونهايته.
أسأل الله -تعالى- أن يجعل حبنا لله خالصا له.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه أجمعين وعلى من سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فمن الشرك الأكبر اعتقاد: أن هناك من يعلم الغيب مع الله، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة؛ كالرافضة، وغلاة الصوفية، والباطنية، عموما.
يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب، بل ويعلمون ما لم يكن لو كان كيف يكون.
وكذلك يعتقد الباطنية وغلاة الصوفية في أوليائهم نحو ذلك.
ويكون الشرك تارة في الأقوال؛ كمن دعا، أو استغاث، أو استعان بغير الله فيما يقدر عليه إلا الله -عز وجل-، سواء كان هذا الغير نبيا، أو وليا، أو ملكا، أو جنيا، أو غير ذلك من المخلوقات، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة.
وكمن استهزأ بالدين، أو مثل الله بخلقه، أو أثبت مع الله خالقا، أو رازقا، أو مدبرا، وهذا كله من الشرك الأكبر، والذنب العظيم الذي لا يغفر.
وتارة يكون الشرك الأكبر في الأفعال؛ كمن يذبح، أو يصلي، أو يسجد، لغير الله.
أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله، ويشرعها للناس، ويلزمهم بالتحاكم إليها.
وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام ما لم يتب.
نسأل الله عفوه وعافيته.
فشهادة التوحيد "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" لها نواقض من قالها ثم ناقضها في أصلها لن تنفعه شيئا، حتى يتوب من ذلك الناقض.
وأهل القبلة مسلمون في الجملة، ما لم يظهر من أحدهم ناقض أكبر من نواقض الإسلام، عند ذلك لا يعد من أهلها.
نسأل الله الثبات على الحق.
اللهم أصلح حال أمة الإسلام...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي