عباد الله: إنَّ هذه النعمة ينبغي لأهل الإيمان أن يعرفوا لها قدرها، وأن يعرفوا لها مكانتها، وأن يعملوا على توطيدها والتمكين لها، وأن يبتعدوا عن كل سببٍ ينقضها أو يخرمها، ولهذا جاءت النصوص الكثيرة في التحذير من التباغض والتدابر والتهاجر والتقاطع، إلى غير ذلكم من الأمور المخلَّة بهذه الألفة الناقضة لعراها؛ روى...
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه.
وتقوى الله -جل وعلا-: عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون: إنَّ من جزيل النِّعم، وعظيم المنن؛ التأليفَ بين القلوب من بعد شتاتها وفُرقتها، وهي نعمةٌ عظمة ومنَّةٌ كبرى تُذكر فتُشكر، يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران: 130].
ويقول الله -تبارك وتعالى-: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)[الأنفال: 62-63].
ويقول الله -تبارك وتعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات: 10].
عباد الله: إنَّ هذه النعمة ينبغي لأهل الإيمان أن يعرفوا لها قدرها، وأن يعرفوا لها مكانتها، وأن يعملوا على توطيدها والتمكين لها، وأن يبتعدوا عن كل سببٍ ينقضها أو يخرمها، ولهذا جاءت النصوص الكثيرة في التحذير من التباغض والتدابر والتهاجر والتقاطع، إلى غير ذلكم من الأمور المخلَّة بهذه الألفة الناقضة لعراها؛ روى الإمام أحمد والترمذي والبزار وغيرهم عن الزبير ابن العوام -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ؛ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ".
وله شاهد في الأدب المفرد للإمام البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وقد صح عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- في غير ما حديث النهيُ عن التباغض والتحذيرُ منه، والتباغض -معاشر المؤمنين- يترتب عليه من الأضرار والأخطار وشتات الأمة وفرقتها ما الله -سبحانه وتعالى- به عليم.
أيها المؤمنون -عباد الله-: والنهي عن التباغض نهيٌ عنه وعن كلِّ سبب مفضٍ إليه؛ ولهذا -عباد الله- يجب على كل عبدٍ مؤمن أن يتجنب كلَّ أمر يفضي إلى التباغض ويؤدي إليه، وهذه وقفة تحذير وتذكير من جملة من الأمور توجب التباغض وتكون سببًا لوجوده ووقوعه، ومطلوبٌ من المسلم أن يعرفها ليتقي ذلك.
ومن أعظم ذلكم -أيها المؤمنون-: ترك الاستمساك بالوحي المنزل كلام الله -جل وعلا-، وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن الناس -عباد الله- بحسْب بُعدهم عن القرآن والسنة ينالون نصيبًا من الفرقة والبغضاء بحسب ذلك، وتأملوا في ذلك قول الله -تبارك وتعالى-: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)[المائدة: 14].
وهذا يفيد -عباد الله- أنَّ الناس إذا تركوا بعض المنزَّل تقع بينهم العداوة والبغضاء وذلك؛ لأنهم لم يكن فيهم أصلٌ يجمعهم ويشتركون فيه.
ومن موجبات التباغض -عباد الله-: طاعة الشيطان في التحريش بين بني آدم وبين أهل الإيمان، وقد قال الله -تعالى-: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)[الإسراء: 53].
وفي صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ".
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن موجبات التباغض: فعل البدع والأهواء والبُعد عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الغراء، ولهذا قال بعض أهل العلم في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَلَا تَبَاغَضُوا" نهيٌ عن البدعة؛ لأن وجودها سببٌ في وجود التباغض، فالسنَّة تجمع والبدعة تفرِّق.
ومن موجبات التباغض -عباد الله-: التكالب على الدنيا والتنافس فيها وأن تكون هي أكبر همّ الإنسان ومبلغ علمه، وفي الصحيحين عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".
ومن موجبات التباغض -عباد الله-: فعل المعاصي والذنوب؛ فإنَّ المعاصي من أسباب الوحشة والفرقة، وأسباب العداوة والبغضاء.
ومن موجبات التباغض -عباد الله-: ظلم الناس والاعتداء عليهم سواءً في أنفسهم أو في أعراضهم أو أموالهم.
ومن موجبات التباغض -عباد الله-: أن يبيع الرجل على بيع أخيه، أو أن يستام على سومه، أو أن يستأجر على إجارته، أو أن يخطب على خطبته إلى غير ذلك، وفي الصحيحين عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا".
وكل ما كان نظيرًا لما ذُكر في هذا الحديث فإنه يأخذ حكمه.
ومن موجبات التباغض -عباد الله-: السعي بين الناس بالنميمة؛ فإن خطرها عظيم وضررها جسيم في زرع التباغض وإيجاده بين الناس، وقد جاء في المسند وغيره من حديث أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ".
ومن ذلكم أيضا: الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء وغير ذلك؛ ولذا لما ذكر الله -تعالى- أهل الإيمان بوصف الأخوَّة في سورة الحجرات في قوله جلَّ في علاه (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات: 10] أتبع ذلك -جل وعلا- بالتحذير من جملة أمورٍ وجودها يخرم هذه الأخوة ويخِلُّ بها، فقال جل في علاه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 11-12].
معاشر المؤمنين: لنتق الله -جل وعلا-، ولنحرص على تثبيت هذه الأخوَّة وتمكينها، ولنبتعد عن كلِّ سببٍ ينقضها أو ينقصُها أو يخِلُّ بها، ونسأل الله -جل في علاه- بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، أن يؤلِّف بين قلوبنا، وأن يصلح ذات بيننا، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأن يهدينا إليه صراطًا مستقيما.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-؛ فإنَّ من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
أيها المؤمنون -عباد الله-: روى مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ".
وهذه الأمور الثلاثة -عباد الله- بتحقيقها والعناية ينتظم أمر المسلمين، وتتحقق لُحمتهم، وتزول عنهم الشرور والفتن -بإذن الله تبارك وتعالى-.
فلنحرص -يا رعاكم الله- على الاستمساك بالسنة، والاعتصام بهدي النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ولنبتعد عن كلِّ أمر يسبِّب الشتات والفرقة والعداوة والبغضاء.
ونسأل الله -عز وجل- أن يصلح أحوالنا أجمعين، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
واعلموا أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهُدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد ابن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارضَ اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعينا وحافظًا ومؤيدا، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وأعنه على طاعتك، وسدِّده في أقواله وأعماله، يا رب العالمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقه وجله، أوله وآخره، علانيته وسره.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا من وسعت كل شيء رحمة، وعلما أن تنزِّل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثا، هنيئًا مريئا، سحًا طبقا، نافعًا غير ضار، عاجلا غير آجل.
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي