ما قبل الزواج

سليمان بن حمد العودة

عناصر الخطبة

  1. الزواج والحكمة منه
  2. الظفر بذات الدين والخلق
  3. من مقاصد الزواج
  4. من معوقات الزواج
  5. مسائل فقهية تتعلق بالزواج

الحمد لله رب العالمين، خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى، وأن عليه النشأة الأخرى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم:21].

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، جاءت شريعته حاثة على كل خير، مستجيبة لنداء الفطرة، معالجة لنوازع البشر ورغباتهم، وهو القائل: "حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".

اللهم صل وسلم عليه، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1].﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:13].

عباد الله: والحديث عن الزواج حديث تدعو الحاجة إليه عموماً، وفي هذه الأيام على الخصوص، وفيه عدة تنبيهات يحسن الإشارة إليها، وفي الحديث عن الزواج مشاركة لهموم قطاع كبير م الشباب والفتيات، فضلاً عن الكبار من الرجال والعانسات من النساء.

وسأقصر الحديث في هذه الخطبة على (ما قبل الزواج)، فماذا يدور في مخيلة الشباب حين يفكر في الزواج، لماذا يتزوج؟ وبمن يتزوج؟ هل يتزوج لغرض واحد، أم في ذهنه للزواج عدة أغراض، ويفهم للزواج عدة حكم وأهداف، ماذا يخيفه من الزواج؟ وما الشبح الذي يطارها؟ وقد يقعد به عن الزواج.

والفتاة -هي الأخرى- لماذا تتزوج، وما الزوج المفضل لها؟ ولماذا ترفض الزواج -أحياناً- وما المؤثرات التي تؤثر عليها في تأخير الزواج؟ وما أثر هذه التأخير على حياتها ومستقبلها؟ وماذا يقال عن عزوبة الرجال وعنوسة النساء؟

أما المجتمع -سواء كان مجتمع الزوجين القريبين- أو المجتمع الكبير بأسره، فيسأل: ما سبل تيسيره للزواج؟ وما المعوقات والعوائد الاجتماعية التي تثقل بها كاهل الزوجين -من حيث يشعر أو لا يشعر، ويكون بها سبباً لتأخير الزواج.

وفئة رابعة يحسن الحديث عنها وعن أثرها على الزواج، وعلى دورها في ترسيخ مفاهيم خاطئة عن العلاقة بين الجنسين، ومشروعية الزواج وما ينبغي أن يكون لها أو لبعضها من أثر في تيسير الزواج، ونشر المفاهيم الصحيحة لعلاقة الزوجين، والأهداف المشروعة من وراء عقد الزواج، إلى غير ذلك من نشر الوعي وصد الهجمات المعادية.

أيها الشباب المسلم: والمفترض أنك حين تهم بالزواج، وفي ذهنك عدة أغراض، وتريد أن تحقق أكثر من هدف للزواج، فإحصان فرجك عن الحرام طريقه الزواج المشروع: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ(7)﴾ [المؤمنون: 5-7]. فلا النظرة المحرمة، ولا العادة السرية، ولا الارتماء في أحضان الساقطات… يحقق لك أهداف الزواج.

وتحقيق سنة الأنبياء عليهم السلام -في الزواج- وإكمال الدين هدف ينبغي ألا يغيب عن ذهنك، وقد قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّة﴾ [الرعد: 38]. وتكثير نسل المسلمين، والسعي لإيجاد ذرة صالحة تعتز بها وتسعد في حياتك، وينفعك الله بها والمسلمين بعد مماتك… هدف جليل ينبغي أن تضعه نصب عينيك، وتسعى في سبيله لاختيار الولود الودود من النساء، ومحمد صلى الله عليه وسلم يوصيك بهذا ويقول: "تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".

ومن أهداف الزواج التي يباركها الإسلام: ترابط الأسرة، وتقوية أواصر المحبة بين الزوجين، وتنمية غريزة الأبوة والأمومة، ومزيد الشعور بحق الوالدين من خلال محبة الأطفال ورعايتهم، والشعور بمسؤولية الزواج وما يدفعه إلى العمل وبذل الأسباب في سبيل الاستغناء وإغناء من يعولهم، كل ذلك كإيجابيات وواجبات حث الإسلام عليها.

وكل ذلك لا ينافي الاستمتاع بما أحل الله من ملاذ الدنيا، وقضاء الوطر حسب ما شرع الله: "فالدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" رواه مسلم.

وحين تكون هذه الأهداف حاضرة في ذهنك، فإني أنصحك أخي الشاب أن تختار لنطفتك فالعرق دساس، وألا يكون الجمال وحده مؤشر الاختيار عندك، فكم من حسناء تنبت في منابت السوء، فإياك وخضراء الدمن، وإذا كان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم قد حدد الأغراض التي تنكح لها المرأة غالباً، فقد قال في النهاية موصياً: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".

وحري بك أن تختار زوجتك من بيئة كريمة، معروفة باعتدال المزاج وهدوء الأعصاب، والبعد عن الانحرافات الخلقية والنفسية فإنه أجدر أن تكون هذه المرأة جانية على ولدها، راعية لحق زوجها، قال عليه الصلاة والسلام: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج ذات يده" متفق عليه.

أيها الشاب: ونذكرك ألا تكون الشهوة الجنسية -هدفك الأول والأخير- مع حلها لك-كي تبلغ الكمال في رجولتك، وتعدد أغراض الزواج في حاضرك ومستقبلك، لنفسك ولزوجك ولأولادك وللمجتمع من حولك، وإياك أن تسرف في الشروط والموصفات، أو أن تخشى الفقر من زواجك وأولادك، فتلك معوقات وهمية فاحذرها، وإن طاردك شبح غلاء المهور، فعسى أن يجعل الله لك مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب، والزم أمر الله: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 33]، وتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحسن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" متفق عليه.

أيتها الفتاة: ويقال لكِ ما قيل لشاب في أغراض الزواج وحكمه، ولا يغب عن بالك أنك لبنة مهمة في بناء الأسرة المسلمة، وكم يحرص الأعداء على تقويض هذه الأسرة بوسائل مختلفة، واعلمي أن في تأخيرك الزواج بحجج واهية تأخيراً لبناء الأسرة، وتقليلاً لنسل الأمة المسلمة، واستجابة لأهداف الأعداء، وتأثراً بالغزو الفكري.

أختاه: وفي زمن استشراء صور الإغراء والإغواء، واستهداف المرأة عموماً بالإفساد، يلزم الفتاة ألا ترد خاطباً يرضى دينه، وخلقه، وأمانته، ومن حقها أن تتأكد أو يتأكد لها عن استقراره النفسي، وطيب الأسرة التي ينتمي لها، وخلوه من الموانع الشرعية لمثلها… وألا يكون تركيزها على شكله الظاهر فحسب، أو على نوع وظيفته، ومركزه الاجتماعي. قال عليه الصلاة والسلام: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، غلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".

أيتها الفتاة المسلمة: وفي الزواج المبكر خير لك وللمجتمع من حولك، وهل غاب عنك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه، دخل بها سيد المرسلين وهي بنت تسع سنين. متفق عليه. ولا ينبغي أن تقعد بك مواصلة الدراسة، أو الرغبة في الوظيفة أو مشورة الصديقة، أو رغبة الأهل في التأخير لأسباب غير مشروعة… عن الزواج المبكر.

كما لا ينبغي أن تؤثر فيك وسائل الإعلام الغازية، والمحذرة لك عن الزواج المبكر، فثمة ذئاب تلبس لبوس الضأن وتظهر بمظهر الناصح، والله أعلم بما يكتمون.

أختاه: وحذاري أن يطاردك -في المستقبل- شبح العنوسة بسبب الرفض المبكر، والاعتذار عن الزواج حين يتوارد الخطاب، فأنت الخاسر الأكبر، وستعضين أصابع الندامة، حين ينصرف الشباب عنك، وهل ترغبين أن تكوني مثل هذه المرأة التي قالت: "لا نرجو مالاً، بل نريد أزواجاً، شبح العنوسة يطاردنا"؟.

أختاه: احذري التبذل والسفور ومواطن الريب، ولا تستجري للاختلاط وسيئ الأخلاق… فكل ذلك يجعل الأزواج حذرين من التقدم لخطبتك، فهم يبحثون عن الأمينة العفيفة والجوهرة المصونة، تسره إذا نظر إليها، وتحفظه في نفسها وماله وأولاده إذا غاب عنها، كما ينفر الأزواج من المرأة التي لا تقوم بأعباء الحياة الزوجية وواجباتها، فليكن لك في بيت أهلك مراس في أمور البيت، قبل أن تتحملي المسؤولية كاملة في بيت الزوج.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، جعل الزواج عبادة يتقرب بها العبد إلى مولاه، وامن على عباده بنعمة الزوج والولد فقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [النحل: 72].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أخبر وهو الصادق المصدوق، عن قيمة الزواج بقوله: "من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي" رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لولم يبق من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها، ولي طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة".اللهم صل وسلم على نبينا محمد وسائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة والتابعين إلى يوم الدين.

أيها المسلمون: ويشكل المجتمع عاملاً مساعداً على الزواج أو عائقاً دونه، فبذل المحسنين لمساعدة المتزوجين يسهم في كثرة الزواج ومبادرة الشباب للزواج، واستشعار عدد من الجمعيات الخيرية لدورها في دعم الشباب الراغب في الزواج ومساعدتهم، أو إقراضهم، كل ذلك خطوات إيجابية ومظاهر صحية تشكر عليها هذه الجمعيات، ويشكر القائمون عليها لاستشعارهم بهذا الدور الرائد.

كما أن مما يعد من مشجعات الشباب على الزواج تيسير المجتمع تكاليف الزواج، وتخفيض المهور، والاقتصاد في مؤنه، وإلغاء الموائد المكلفة والتي لم ينزل الله بها من سلطان.

أما ما يعد من معوقات المجتمع للزواج، فمنها: المغالاة في المهور وما يتبعها من تكاليف أخرى، والتشدد أحياناً في الشروط، والمؤسف حين يكون تأخير الزواج سببه عضل الآباء لبناتهم، وعدم رغبتهم في زواجهن، مع كثرة الخطاب الأكفاء لهن، ولا سيما إن كانت موظفة يستفيد من مرتبها، ويخشى انقطاع ذلك بزواجها، وقد يرفض قبل أن يستأذنها. ومن المعوقات: إجبار الأهل للفتاة أو للفتى، على الزواج ممن لا تتوفر فيه الرغبة، ليس لشيء إلا لصلة القرابة أو نحو ذلك، مما لا يستوجب إكراه الفتى أو الفتاة على الزواج، فتتأخر الفتاة أو الفتى عن الزواج بسبب ذلك.

ومن الأخطاء التي تمارس في المجتمع -أحياناً- عدم استئذان الزوجة في الزوج الذي تريد أن ترتبط معه طيلة حياتها، وشريعة الإسلام، وسنة محمد عليه الصلاة والسلام تأمر باستئذان المرأة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت" متفق عليه.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حكم إجبار البكر البالغة على النكاح، فقال فيه قولان: "والصواب عدم إجبارها"، ثم يقول: "وأما تزويجها مع كراهتها للنكاح فهذا مخالف للأصول والعقول، والله لم يسوغ لوليها أن يكرهها على بيع أو إجارة إلا بإذنها، ولا على طعام أو شراب أو لباس لا تريده، فكيف يكرهها على مباضعة ومباشرة من تكره مباضعته ومباشرته…" إلخ كلامه..

أيها الولي: ليس من حقك أن تجبر ابنتك أو أختك على الزواج بمن تكرهه، أما إن كان الزوج صاحب فسق مصراً على الفسوق، فلا ينبغي أن يزوج كما قال ابن تيمية. قالت عائشة رضي الله عنه: "النكاح رق، فلينظر أحدكم أن يضع كريمته".

أيها الأولياء: ومن السنة أن ينظر الخاطب إلى مخطوبته، ولكن دون خلوة بها، قال صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، أي: أجدر أن يدوم الوفاق بينكما.

قال العلماء: "والأحاديث في النظر لم تعين مواضع النظر، بل أطلقت، لينظر إلى ما يحصل له المقصود بالنظر إليه، وليس النظر حكماً مقصوراً على الرجل، بل وللمرأة، لأنه يعجبها ما يعجب الرجال وتكره ما يكرهون".

ومما ينبغي التنبيه عليه، ألا يطول أمد الخطبة، وليكن الرد -بعد السؤال والتحري- عاجلاً، إما بالقبول أو بالرد، حتى لا تتأذى المخطوبة، ولا يتعطل الخاطب، ولطول الانتظار ألم ونكد لا يعرفه إلا من كابده، والضرر أشد إن فسخ الخطبة بعد طول انتظار، وبعد أن ينسلخ من عمر المرأة سنون، فذلك أحد أسباب العنوسة ودبلة الخطوبة تقليد غربي، لا أساس له في شريعة الإسلام، إذ لا يتم عقد أواصر الزوجية إلا بعقد الزواج المشروع، والقائم على الإيجاب والقبول، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وينعقد النكاح بما عده الناس نكاحاً، بأي لغة ولفظ وفعل كان". قال العلماء: وألفاظ الإيجاب مثل: "زوجتك، أنكحتك". والقبول مثل: "قبلت، وافقت، أمضيت".

أيها المسلمون: وإذا كانت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة أو المرئية، تعمل عملها في الشباب، فعملها في الفتيات أشد، لا سيما القنوات التي بدأت تغزو العقول والأفكار، وتسيء إلى القيم وتهدم الأخلاق، فاحذر أخي الشاب وأختي الفتاة، واحذروا أيها الأولياء من آثارها، فكم هيجت من غرائز، وكم أفسدت من عفيف أو عفيفة، وكم بلبلت من فكر، ولا سيما تلك التي تشوه أحكام الله في النكاح والعشرة، فهذا برنامج يعرض للاختلاط ويحطم الحواجز بين الأجانب من الجنسين ويتحدث الرجل إلى المرأة ويمازحها وكأنه زوجته أو أخته، وتصور الخلوة المحرمة والسفور وكأنه تقدم وحضارة، والحشمة والعفاف وكأنه تقاليد بالية، أما القبلة وما وراءها من سفاسف الأمور المنتهية باللقاءات الجنسية، فكم تغزو أفلامها بلاد المسلمين، وتقع المسؤولية الكبرى على الأولياء حين يوفرون هذه الأطباق العارضة لزبالة أفكار البشر وأخلاقهم، وغزو اليوم غزو أفكار وأخلاق، وعلى المسلمين أن يدركوا ميدان المعركة، وألا يقع أحد منهم في أتونها. وعلى صعيد آخر، فكم تعرض وسائل الإعلام ما يشوه صورة التعدد المباح في الإسلام مثلاً، أو غير ذلك ما جاءت به شريعة الإسلام.

وفي مقابل ذلك يمكن لوسائل الإعلان أن تكون وسيلة توجيه، وإصلاح تعرض لأحكام الله في النكاح، وتوضح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الزواج، وتبين للزوجين أسس العشرة الصحيحة، وتعرض لأخطاء المجتمع بالنقد، وتنقل الصور الإيجابية ليعم النفع بها، وهكذا تتكامل الوسائل المصلحة، ويعود ذلك بأثره الإيجابي على المجتمع بأسره.

اللهم يسر للشباب والفتيات نكاحهم، وبارك لهما، وبارك عليهما واجمع بينهم بخير.  

 


تم تحميل المحتوى من موقع