إن أعظم ما أمر الله به التوحيد، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) [النساء: 36]. وإن أظلم الظلم، وأعظم الإثم: الإشراك بالله، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]. ولقد حذر الله كل نبي من الشرك؛ كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]. وأخبر الله أن أكثر من يؤمن به يقع في الشرك، فقال: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)[يوسف: 106].
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن أعظم ما أمر الله به التوحيد، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) [النساء: 36].
وإن أظلم الظلم، وأعظم الإثم: الإشراك بالله، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13].
وقال سبحانه: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)[المائدة: 72].
وقال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) [النساء: 116].
ولقد حذر الله كل نبي من الشرك؛ كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65].
وأخبر الله أن أكثر من يؤمن به يقع في الشرك، فقال: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)[يوسف: 106].
سواء كان شركا أكبر أو أصغر، وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "الشرك في أمّتي أخفى من دبيب النمل على الصفا" [أخرجه أحمد وصححه الألباني].
فعلى المسلم أن يخافظ على نفسه من الشرك كبيره وصغيره، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء"[رواه أحمد وصححه الألباني].
وفي الحديث الصحيح عن معقل بن يسار قال: "انطلقت مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا أبا بكر! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل" فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم" [رواه البخاري في الأدب المفرد].
وهذه بعض صور الشرك المنتشرة بين المسلمين:
أولا: الاستغاثة والاستجارة بغير الله -تعالى-؛ فمن الناس من يدعو القبور والأولياء، ويستغيث بهم عند الشدائد من دون الله -تعالى-، وهذا شرك أكبر مخرج من الملة، قال الله -تعالى-: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18].
وقال سبحانه: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) [الأحقاف: 5- 6].
فالدعاء هو العبادة، ومن صرفه لغير الله، فقد عبد غير الله، وأشرك مع الله؛ روى أبو داود وصححه الألباني عن النعمان بن بَشِيرٍ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدعاء هو العبادةُ، ثم قرأ قوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60].
ثانيا: اعتقاد أن غير الله بيده الضر أو النفع، قال سبحانه: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ) [الأنعام: 17].
وقال عز وجل: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر: 38].
ثالثا: قول بعضهم: "دخلت على الله وعليك"، "ما لي إلا الله وأنت"، "الله لي في السماء وأنت لي في الأرض"، وقول: "ما شاء الله وشئت"؛ روى أحمد وأبو داود وصححه الألباني من حديث حذيفة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان".
رابعا: نسبة النعمة إلى إنسان، أو إلى بقعة، أو إلى فعل فاعل، أو إلى صنعة، أو إلى مخلوق، كل ذلك من نسبة النعم إلى غير الله، وهو نوع من أنواع الشرك الأصغر بالله؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله تعالى: (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً) [البقرة: 22] قال: "الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: ولولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها " فلان "هذا كله شرك" [رواه ابن أبي حاتم].
خامسا: الغلو في قبور الصالحين؛ فمجاوزة الحد في قبور الصالحين هي مجاوزة لما أمر الشارع أن تكون عليه القبور؛ لأن قبور الصالحين لا تختلف عن قبور غير الصالحين، فالغلو فيها يكون برفعها، أو بالبناء عليها، أو باتخاذها مساجد، وكل هذا من الوسائل المؤدية إلى الشرك الأكبر، ومن صور الغلو في قبور الصالحين: أن تُجعل وسيلة من الوسائل التي تقرب إلى الله -جل وعلا-، أو أن يتخذ القبر، أو من في القبر شفيعا لهم عند الله -جل وعلا-، أو ينذر للقبر، أو يذبح له، أو يستشفع بترابه اعتقاداً أنه وسيلة عند الله -جل وعلا-.
سادسا: التبرك بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو التمسح به، أو السؤال عنده، وكذا غيره من قبور الصحابة والآل والأولياء الصالحين، وكذا التبرك بالشجر والحجر، ونحوهما.
سابعا: السحر والكهانة والذهاب إلى المشعوذين والمنجمين؛ روى أحمد والحاكم وصححه الألباني من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
ثامنا: الحلف بغير الله -تعالى-؛ كالحلف بالنبي، أو بجاهه، وقول بعضهم: وحياة أبوك، وقول بعضهم: بشرفي، والحلف بالطلاق وهو مشهور حتى صار معظماً أشد من تعظيم الحلف بالله، والحلف بالأمانة؛ روى أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حلف بغير الله فقد أشرك".
وفي الحديث الصحيح عن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حلف بالأمانة فليس منا"[رواه أبو داود].
تاسعا: الذبح لغير الله -تعالى-، وهو من الشرك الأكبر؛ لأن الذبح لغير الله -تعالى- عبادة وصرفها لغير الله -تعالى- شرك؛ كالذبح للقبور والأولياء، والتقرب إليهم بها، والذبح للجن تقرباً إليهم من قبل السحرة، أو من يطيعهم من الجهال الذين يأتون إليهم طلباً للشفاء، والذبح عند بناء البيت وتلطيخ دم الذبيحة على قواعد البناء عند تأسيسه، أو الذبح عند سكن البيت الجديد، وتلطيخ دمه على جدرانه من أجل حمايته من الجن، وهذا كله شرك لا يجوز.
عاشرا: النذر لغير الله، فالنذر عبادة لله لا تصرف إلى إلا الله وحده؛ كالقيام مع الخشوع والركوع والسجود، وصرف أي عبادة لغير الله شرك.
الحادي عشر: الاستهزاء بالدين وبالصالحين وبشعائر الإسلام؛ كالصلاة، أو اللحية، أو غير ذلك مما ورد في القرآن أو السنة، قال الله -تعالى-: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [التوبة: 65- 66].
وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المطففين: 36-29].
الثاني عشر: قول الإنسان بعد حدوث أمر يكرهه: "لو أنني فعلت كذا لكان كذا وكذا"؛ فهذا الاعتراض محرم؛ لأنه اعتراض على القدر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" [رواه مسلم].
الثالث عشر: التعلق بالأسباب من دون الله -تبارك وتعالى-، والواجب التوكل على الله وحده، فيتعلق القلب بالله وحده مع الأخذ بالأسباب الشرعية: (وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة: 23].
الرابع عشر: اتخاذ حلقة أو خاتما أو حبلا أو حزرا، لجلب الخير، أو دفع الشر؛ فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الرقى والتمائم والتِوَلة شرك"[رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني].
و"التولة" شيء تصنعه بعض النساء لأزواجهن لتزداد محبته لها.
الخامس عشر: قول: "مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا" وإذا أراد بذلك أن النوء هو الذي أحدث المطر وهو المتصرف في الكون فهذا شرك أكبر، وإن كان قصده أن النوء سبب فهذا شرك أصغر، فليس للنوء تسبب، بل كله من الله -عز وجل-، والمشروع أن يقال: "مطرنا بفضل الله ورحمته".
السادس عشر: اعتقاد تأثير النجوم والكواكب في الحوادث وحياة الناس.
والتنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، والتنجيم يعني النظر في النجوم واجتماعها وافتراقها وطلوعها وغروبها وتقاربها وتباعدها وهو من دعوى علم الغيب الباطلة التي أبطلها الله -جل وعلا- بقوله: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل: 65].
السابع عشر: قول بعض الناس: "شاءت الأقدار"، أو "شاءت الظروف أن يحصل كذا وكذا"، وهذا لا يجوز؛ لأن الظروف أو الأقدار لا تشاء، وإنما المشيئة والأقدار بيد الله -تبارك وتعالى-.
الثامن عشر: موالاة الكفار، وهذه الصفة مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام؛ لأن الكفار أعداءٌ لله ولرسوله وللمؤمنين، وهناك صور شائعة لأنواع من موالاة الكفار؛ منها:
1- التعلق بهم ومحبتهم، خاصة مع كثرة الاختلاط بهم في بلادهم، أو في بلاد المسلمين.
2- السفر إلى بلاد الكفار لغير حاجة أو ضرورة، والبقاء في بلادهم مع الوقوع في الفتنة.
3- التعلق ببعض الكفار لغرضٍ معين؛ كلاعب كرة، أو ممثل ومغنٍ.
4- الثناء على الكفار وتلميع أحوالهم بما يؤدي إلى احتقار المسلمين وشريعتهم.
5- مناصرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة: 56- 51].
19- الرياء، قال الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله -تعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه"[رواه مسلم].
وعن أبي سعيد مرفوعاً: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟" قالوا: بلى، قال: "الشرك الخفي؛ يقول الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل" [رواه ابن ماجة وحسنه الألباني].
20- التطير: وهو التشاؤم ببعض الأيام، أو الشهور، أو الطيور، أو الأسماء، أو الألفاظ، أو البقاع وغيرها، في السنن بسند صحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الطيرة شرك" قال ابن مسعود: "وما منا، ولكن الله يذهبه بالتوكل".
21- الشرك في الأسماء والصفات وهو تشبيه الخالق بالمخلوق، أو تشبيه المخلوق بالخالق.
22- نسبة الكوارث إلى أسبابها الطبيعية، لا إلى الله المتفرد بالخلق والتدبير في الكون.
23- عبادة الهوى واتخاذه إلها من دون الله؛ كمن يترك الصلاة وطاعة الله انشغالا بدنياه واتباعا لهواه، قال الله -تعالى-: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) [الفرقان: 43- 44].
24- الشرك في الإرادات والنيات، قال ابن القيم -رحمه الله- عن هذا الشرك: "فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقلّ من ينجو منه، فمن أراد بعمله غير وجه الله، ونوى شيئاً غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه، فقد أشرك في نيّته وإرادته".
25- طاعة العلماء والرؤساء وغيرهم من المخلوقين في تغيير أحكام الله، وهذا شركٌ أكبر لأن التحليل والتحريم حقٌّ لله -تعالى-، فجعله لغير الله شرك، قال الله -تعالى-: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[الشورى: 21].
وقال -عز وجل- عن أهل الكتاب من قبلنا: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ) [التوبة: 31].
فذكر كفرهم بسبب طاعتهم لكبرائهم في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله.
26- الحكمُ بغير ما أنزل الله –تعالى-، وفصلُ الدين عن الدولة، ورفضُ بعضِ أحكام الشريعة، قال الله -سبحانه-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي