والسائرون إلى الله -سبحانه- همتهم عالية في تحصيل مرضاة ربهم فيحرصون على طلب العلم النافع ويغارون على الوقت أن يُنْفَقَ في غير فائدة، وهمتهم مصروفة في التوبة والاستقامة، وعزيمتهم قوية في العبادة والإخبات، والذكر والدعاء، فَمَنَّ الله عليهم وأعطاهم ما سألوا، وحقق لهم ما أرادوا ..
الحمد لله العفو الكريم، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، جعل الحياة الدنيا داراً للابتلاء والاختبار، ومحلاً للعمل والاعتبار، وجعل الآخرة دارين، داراً لأهل كرامته وقربه من المتقين الأبرار، وداراً لأهل غضبه وسخطه من الكفار والفجار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار، ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وعليكم بعمل الصالحات واجتناب المحرمات، واعلموا -رحمكم الله- أن العباد يختلفون في سيرهم إلى ربهم، وأن عبدًا لن يجد طعم الحياة الطيبة الآمنة والعيشة الراضية السعيدة إلا بالإيمان والعمل الصالح.
أيّها المسلمون: السّائِرون إلى الله تعالى هِمَمٌ متفاوِتَة ودَرَجات متغايرة؛ فمنهم الصالحون، ومنهم دون ذلك، وصدق الله تعالى إذ يقول: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) [الليل:4-10] فشتان بين ساعٍ لإنقاذ نفسه من عذاب الله، وساع ليوبق نفسه في عذاب الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كلّ الناسِ يغدو، فبائعٌ نفسَه، فمعتقُها أو موبِقها" [مسلم:223].
عباد الله: وأَعظم السائرين إلى الله -عز وجل- منزلةً وأسبقهم فوزًا وأحظُّهم برعاية مولاه هَو من كان لله وليًّا وعنه رضيًّا؛ فيا سَعادةَ من كان الله به حفيًّا!! أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.
ولنتأمل -أيها الإخوة- الفارق الكبير بين سائرين؛ سائر قد ركبته نفسه فهو حاملها، يعاقبها وتعاقبه، ويجرها وتهرب منه، ويخطو بها خطوة أمامه، فتجذبه خطوتين إلى ورائه، فهو معها في جهد، وهي معه كذلك وهو ضعيف السير إلى الله تعالى، ومثل هذا متى يصل إلى ربه وصول العارفين به المحبين له؟!.
والسائر الآخر ركب نفسه، وملك عنانها، فهو يسوقها كيف يشاء، وأين شاء، ومتى شاء، لا تلتوي عليه ولا تنجذب، ولا تهرب منه، بل هي معه كالأسير الضعيف، في يد مالكه وآسره، فهي منقادة معه حيث قادها، تسير به وهو ساكن راكب على ظهرها؛ فما أسرع وصول هذا، وشتان بين المسافِرَيْن!!.
أيها الإخوة: ومن سمات الصالحين من السائرين إلى الله تعالى أنهم يفوضون سائر أمورهم إلى ربهم، حتى تنسلخ نفوسهم من التدبير والاختيار الذي يخالف تدبير الله تعالى واختياره، بل قد سلموا إليه -سبحانه- التدبير كله، فلا يزاحم تدبيرهم تدبيره، ولا اختيارهم اختياره؛ لتيقنهم أنه الملك الحق، القاهر القابض على نواصي الخلق، المتولي تدبير أمر العالم كله، وتيقنهم مع ذلك أنه الحكيم في أفعاله، الذي لا تخرج أفعاله عن الحكمة والمصلحة والرحمة، يسلمون أمورهم لربهم فهم يوقنون أنه (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود:56] فلم يُدخلوا أنفسهم معه في تدبيره لملكه، وتصريفه أمور عباده، ب(لَوْ كان كذا كان كذا)، ولا بعسى ولعل، ولا بليت وأتمنى.
بل ربهم أعظم وأجلّ في قلوبهم من أن يعترضوا عليه أو يتسخطوا تدبيره، أو يتمنوا سواه، وهم أعلم به، وأعرف بأسمائه وصفاته من أن يتهموه في تدبيره، أو يظنوا به الإخلال بمقتضى حكمته وعدله.
عباد الله: شتان بين سائر يسلم لربه في حكمته وقضائه وقدره، وآخر ينازع ربه منازعة جاهل عاجز ضعيف، ليس له من الأمر شيء! وهو مع ذلك ينازع الله ربوبيته وحكمته وتدبيره، ولا يرضى بما رضي الله به، ولا يسكن عند مجاري أقداره، بل هو عبد ضعيف فقير مسكين جاهل ظالم في مجموع حالاته فيرى نفسه غنياً، ويرى نفسه عارفاً محسناً؛ فما أجهله بنفسه وربه، وما أتركه لحقه، وما أشد إضاعته لحظه!.
ولو أحضر العبد رشده لرأى ناصيته ونواصي الخلق كلهم بيد الله -سبحانه-، يرفعها ويخفضها كيف يشاء، وقلوبهم بيده يقلبها كيفما يشاء.. يقيم منها ما يشاء، ويزيغ منها ما يشاء؛ لكمال علمه ورحمته وحكمته.
ومن صفات العبد السائر إلى الله حقًّا من يرى نفسه عبداً لربه، تُقَلِّبه وتُصرِّفه يد القدرة، مستسلم لله، ينظر بقلبه إلى مولاه الذي حرَّكه، مستعين به في أن يوفقه إلى ما يحبه ويرضاه، عينه في كل لحظة شاخصة إلى حق مولاه المتوجه عليه لربه يؤديه في وقته على أكمل أحواله.
يقول ابنُ قيِّم الجوزيَّة -رحمه الله-: "وبالجُمْلَةِ فلا شيءَ أنفعُ للقَلبِ من قراءةِ القرآنِ بالتَّدبُّرِ والتَّفكُّرِ؛ فإنَّهُ جامعٌ لجميعِ منازلِ السَّائرينَ وأحوالِ العاملينَ ومقاماتِ العارفينَ، وهو الذي يُورِثُ المحبَّةَ والشوقَ والخوفَ والرَّجاءَ والإنابةَ والتَّوكُّلَ والرِّضا والتَّفويضَ والشُّكرَ والصَّبرَ وسائرَ الأحوالِ التي بها حياةُ القلبِ وكمالُهُ .. فلو عَلِمَ النَّاسُ ما في قراءةِ القرآنِ بالتَّدبُّرِ لاشتَغلوا بها عن كلِّ ما سواها، فإذا قرأَهُ بتفكُّرٍ حتى مرَّ بآيةٍ هو مُحتاجٌ إليها في شفاءِ قَلبهِ كرَّرَها ولو مِئةَ مرَّة، ولو ليلةً، فقراءةُ آيةٍ بتفكُّرٍ وتَفهُّمٍ خَيرٌ من قراءةِ خِتْمَةٍ بغيرِ تَدبُّرٍ وتَفهُّمٍ، وأَنفعُ للقلبِ وأَدْعَى إلى حُصولِ الإيمانِ وذَوْقِ حلاوَةِ القرآن". [مفتاح دار السعادة (1/553) بتصرف].
أيها الإخوة: ولما كانت الحياة الدائمة في الآخرة مبنية على الحياة الفانية في الدنيا، بما فيها من عملٍ؛ فمن آمن وعمل صالحاً فله الجنة، ومن كان بضد ذلك فله النار، وقد أمرنا الله -عزَّ وجلَّ- بالتجارة الرابحة فقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف:10-13].
وقد استجاب كثير من الخلق للشيطان، فأشغلهم وخدعهم بالتجارة الخاسرة عن التجارة الرابحة التي أرسل الله بها الأنبياء، وكفى بذلك عقوبة (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سبأ:20].
فلا ينبغي أن تشغلنا الدنيا -أيها الإخوة- عما خُلقنا له من عبادة الله -عز وجل- والدعوة إلى الله، والخلافة في الأرض، يشتغل العبد بذلك كل وقته، ويجعل جزءاً يسيراً لكسب المعاش بعد معرفة أحكام العمل، كما قال -سبحانه-: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:10].
عباد الله: الإنسان في هذه الحياة بسبب جهله، وقصور معرفته يريد تكميل شهواته والاستمتاع بها الآن؛ فيريد أن يأكل أحسن شيء، ويريد أن يشرب أحسن شيء، ويريد أن يسكن أحسن شيء، ويريد أن يلبس أحسن شيء، ويريد أن يركب أحسن شيء حسب معرفته.
ولكن الله الذي خلقه أعلم منه، وحكمة الله أن يأخذ من الشهوات بقدر حاجته، ويصوم عن تكميل الشهوات إلى غروب شمس حياته، وبعد ذلك له في الجنة النعيم المقيم: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:17]، فمن قدم أوامر الله وأكملها وضحى بشهواته من أجلها أكرمه الله بالجنة وأكمل شهواته فيها، ومن أكمل محبوبات الله في الدنيا من الإيمان والأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة، أكمل الله له محبوباته في الآخرة.
واعلم -يا عبد الله- أن الله -سبحانه- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن يحب؛ فأين من ينافس في أعمال الآخرة؟! وأين من يسابق في الخيرات؛ ليحصل على أعلى الدرجات في الجنات؟!.
عباد الله: وقد يسأل سائل: ولماذا اختلفت أحوال الخلق؛ فمنهم من سار في طريق رب العالمين فأطاع، ومنهم من أعرض؟ ولهذا نقول: إن الله -عز وجل- ابتلى كل إنسان بطريقين: طريق الإيمان والأعمال الصالحة، وطريق الأموال والشهوات، والإنسان الفائز من يقضي حياته بطريق الإيمان والأعمال الصالحة، ويأخذ من الأموال والشهوات بقدر الحاجة.
أيها الإخوة: والخاسر بضد ذلك؛ فاليهود والمشركون والمنافقون أحرص الناس على الحياة، كما قال -سبحانه- عنهم: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) [البقرة:96]، ولماذا يحرصون على الحياة؟ لأنهم يعلمون أن ما قدموه من عمل لا يجعل لهم نصيباً في الآخرة، وعندئذ يكونون قد خسروا الدنيا بالموت الذي طلبوه، وخسروا الآخرة بالعمل السيئ الذي قدموه.
فهم لا يحبون الموت، بل يحرصون على الحياة أياً كانت، ولا يهم أن تكون حياة كريمة، ولا حياة مميزة على الإطلاق. إنهم يريدون أي حياة؛ حياة بهائم، أو حياة سباع، أو حياة عقارب، أو حياة شياطين.
وأعلى أنواع الحياة حياة الأنبياء والمرسلين، ثم من سار على هداهم من الصديقين والشهداء والصالحين، الذين حياتهم خالصة لامتثال أوامر الله وطاعته وعبادته: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء:69-70].
والله -سبحانه- إذا رقَّى عبده بالتدريج نوَّر باطنه وعقله بالعلم، فرأى أنه لا خالق سواه، ولا يملك الضر والنفع والعطاء والمنع غيره، وأنه لا يستحق أن يعبد سواه، وكل معبود سواه فباطل، فهو -سبحانه- مستغن عن كل ما سواه، وما سواه فقير إليه بالذات.
فيسعى السائر إلى ربه في طلب الوصول إليه، بالواجبات والنوافل حسب أمره وشرعه، ويشهد ألوهية الله فيتعلق به وحده دون سواه، ويحبه وينيب إليه، ويتوكل عليه، ويفرده بالمحبة والخوف، والرجاء والتعظيم والإجلال، فهذه أعلى مقامات المؤمنين، وأحسن درجات المحسنين.
نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله العلي الأعلى الكامل في الأسماء الحسنى والصفات العليا، رب السماوات ورب الأرض ورب الآخرة والأولى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
عباد الله: والسائرون إلى الله -سبحانه- همتهم عالية في تحصيل مرضاة ربهم فيحرصون على طلب العلم النافع ويغارون على الوقت أن يُنْفَقَ في غير فائدة، وهمتهم مصروفة في التوبة والاستقامة، وعزيمتهم قوية في العبادة والإخبات، والذكر والدعاء، فَمَنَّ الله عليهم وأعطاهم ما سألوا، وحقق لهم ما أرادوا، كما قال -سبحانه-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69]، نسأل الله من فضله العظيم.
أيها الإخوة: والسائرون إلى الله على بصيرة من دينهم لا يضيع الله أجرهم، فيرزقهم الحياة الطيبة في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) [فاطر:33]، وهم في الجنة متفاوتون في النعيم، بحسب أعمالهم، ودرجاتهم حسب قوة إيمانهم، وحسن أعمالهم وتنوعها.
فإذا تم نعيمهم، وكملت لذاتهم وسرورهم حمدوا الله على كمال النعيم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:34]، فلا حزن يعرض لهم بسبب نقص في جمالهم، ولا في طعامهم، ولا في شرابهم، ولا في لذاتهم، ولا في أجسادهم، ولا في دوام لبثهم، فهم في نعيم ما يرون عليه مزيداً؛ فله الحمد حيث غفر لنا الزلات، وقَبِل منا الحسنات وضاعفها، وأعطانا من فضله، ما لم تبلغه أعمالنا ولا أمانينا، وأوصلنا إلى دار المقامة التي يرغب الإنسان في الإقامة فيها؛ لدوامها وكثرة خيراتها، وتوالي مسراتها، وزوال كدورتها.
وذلك كله بفضله وكرمه لا بأعمالنا، فلولا فضله لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من كمال النعيم، حيث لا نصب ولا تعب، (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) [فاطر:35].
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي