إن الاستقامةَ على الصراطِ المستقيمِ هي أقصرُ الطرقِ إلى جنةِ اللهِ تعالى، ولكنه ليسَ بالأمرِ الهيِّنِ، ففي الطريقِ تحويلاتٌ، وعليه عَقَباتٌ، فَعَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ -رضيَ اللهُ عنهما- قَالَ: كُنَّا عِندَ النَّبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- فَخَطَّ خَطًّا، وَخَطَّ خَطَّينِ عَن يَمِينِهِ، وَخَطَّ خَطَّينِ عَن يَسَارِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ في الخَطِّ الأَوسَطِ فَقَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللهِ"، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ).
إن الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا و أَنْنمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد:
فإن أحسنَ الحديثِ كلامُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ.
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ بَعْدَكَ، قَالَ: "قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ".
ما أجملَه من سؤالٍ!! اختصرَ به الصحابيُّ الجليلُ حبَّه لهذا الدينِ العظيمِ، وأوضحَ به حرصَه على معرفةِ الطريقِ الصحيحِ حتى يأتيَ به يومَ القيامةِ تامّاً لا خللَ فيه ولا نقصَ، وذلك لأن: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، احتاجَ إلى جوابٍ جامعٍ في الإسلامِ من فمِ النبيِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- فقط، لذلك قالَ له: لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ بَعْدَكَ.
سمعَ السؤالَ الذي (مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، فأجابَه بجوامعِ الكَلِمِ الذي أُوتيها: "قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ"، فالإسلامُ الظاهرُ لا يكفي إلا بإيمانٍ باطنٍ: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، إيمانٌ باللهِ تعالى لا ريبَ فيه ولا شكَّ، قولٌ باللسانِ، يُوافقه يقينٌ في القلبِ، ويُصَدِقُّه عملُ الجوارحِ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
(ثُمَّ اسْتَقِمْ): فإذا أسلمَ الإنسانُ ثم وقَرَ الإيمانُ في قلبِه فإنه يحتاجُ إلى الاستقامةِ على دينِ اللهِ تعالى، ثم الثباتُ على ذلك، تلك الاستقامةُ التي أُمرَ بها أتقى الناسِ، وأخشى الناسِ، بقولِه تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)، والتي نزلتْ في سورةِ هودٍ، قالَ ابنُ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهما-: "ما نزلَ على رسولِ اللهِ آيةٌ هي أشدُ ولا أشقُ من هذه الآيةِ"، حتى قِيلَ: إنها السببُ في الشيبِ الذي ظهرَ في شعرِ ولحيةِ الرسولِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-، فعن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلمي قالَ: سمعتُ أبا علي السَّرِي يقولُ: رأيتُ النبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- في المنامٍ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ: رُويَ عنك أنك قلتَ: "شيبتني هودٌ". فقالَ: "نعم". فقلتُ له: ما الذي شيبَك منها؟! قصصُ الأنبياءِ وهلاكُ الأممِ؟! فقال: "لا، ولكن قولَه: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)".
فالاستقامةُ هي الثباتُ على دينِ اللهِ تعالى قولاً واعتقاداً وعملاً، في السراءِ والضراءِ، وفي اليسرِ والعسرِ، وفي القوةِ والضَّعْفِ، وفي الصحةِ والمرضِ، وعدمُ التنازلِ عنه أبداً.
عبادَ اللهِ: إن الاستقامةَ على الصراطِ المستقيمِ هي أقصرُ الطرقِ إلى جنةِ اللهِ تعالى، ولكنه ليسَ بالأمرِ الهيِّنِ، ففي الطريقِ تحويلاتٌ، وعليه عَقَباتٌ، فَعَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ -رضيَ اللهُ عنهما- قَالَ: كُنَّا عِندَ النَّبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- فَخَطَّ خَطًّا، وَخَطَّ خَطَّينِ عَن يَمِينِهِ، وَخَطَّ خَطَّينِ عَن يَسَارِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ في الخَطِّ الأَوسَطِ فَقَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللهِ"، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ).
وقفَ على الطريقِ أعدى الأعداءِ متهدداً ومتوعداً بإخراجِك منه مُتبعاً جميعَ الوسائلِ، ويأتيك من كلِ الاتجاهاتِ: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)، ومن أعظمِ طرقِ إغواءِ الشيطانِ: تحسينُ القبيحِ، وتقبيحُ الحَسَنِ.
ومن قُطَّاعِ الطريقِ المستقيمِ ما ذكرَه اللهُ تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)، فبعدَ أن أمرَ الاستقامةِ، ذكرَ أهمَّ أسبابِ الانتكاسةِ، فمنها "الطُغيانُ" الذي يُصيبُ النفسَ البشريةَ، فتتجاوزُ حدودَها، وتتفلتُ من عبوديةِ اللهِ تعالى بسببِ الشهواتِ التي لا يصلُ إليها غالباً إلا باتباعِ الهوى والنكوبِ عن الصراطِ المستقيمِ.
ومنها "الركونُ إلى الذينَ ظلموا"، وهو الميلُ والسكونُ إلى الظلمةِ -كفاراً كانوا أم منافقينَ- فيما يدعونَك إليه مما يُخالفُ أمرَ اللهِ تعالى وأمرَ رسولِه -صلى اللهُ عليه وسلمَ-.
فيا من يظنُّ أن أحكامَ الإسلامِ تتصادمُ مع حضارةِ الغربِ أو تَقدُّمِ الشرقِ، ويا من يدعو إلى إعادةِ النظرِ في الحدودِ الشرعيةِ لأنها تتعارضُ مع حقوقِ الإنسانِ كما زعموا، ويا من ينادي بتغييرِ أحكامِ المرأةِ لأنها لا توافقُ المواثيقَ الدوليةَ، ويا من يُحاربُ الدينَ وأهلَه، لا لشيءٍ إلا لأنهم يغيظون الكفارَ بسببِ التزامِهم بأحكامِ الشرعِ، وكشفِهم لمؤامراتِ المنافقينَ والكافرينَ في بلادِ الإسلامِ: يكفي في هذا أن تتأملوا قولَ اللهِ تعالى لخليلِه وحبيبِه: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا).
يا أهلَ الإيمانِ: كُلنا يدعو في صلاتِه في كلِ يومٍ وليلةٍ: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، فما هو أثرُ هذا الدعاءِ على قلوبنِا وعلى سلوكِنا؟! بل دعوني أكن معكم أكثرَ صراحةٍ: ما هو السببُ في عدمِ استقامتِنا على الدينِ؟! هل هو ضَعفٌ أمامَ الشهواتِ؟! هل هو الشيطانُ وحبالُه والخُطُواتُ؟! هل هي الشُبُهاتُ؟! هل هو الخوفُ من استهزاءِ الناسِ والغَمَزاتِ؟! هل هو مُصَادمةٌ للأعرافِ والعاداتِ؟! هل هي الدنيا والمناصبُ والجاه؟! أم هو عدمُ يقينٍ بربِ الأرضِ والسماواتِ؟! (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
ارفعْ رأسكَ -يا عبدَ اللهِ- فإنكَ مسلمٌ، واعتزَ بدينِك فإنكَ مؤمنٌ، واعلم أن (لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الحمدُ للهِ الذي وفقَ من شاءَ برحمِته إلى طاعتِه، ويسرَ الهدايةَ لمن أحبَ من خلقِه، والصلاةُ والسلامُ على من جعلَه ربُه هادياً مهدياً، بشيراً ونذيراً، وعلى آلِه وصحبِه الطيبينَ الطاهرينَ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
وبعد:
قالَ هِرَقْلَ لأبي سفيانَ -رضيَ اللهُ عنه-: "وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟! فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ".
هل رأيتُم كيف عرفَ ذلك الرجلُ الكافرُ هذه المعلومةَ البسيطةَ؟!
فمن دخلَ في قلبِه الإيمانُ الخالصُ، ثبَتَ ثباتَ الجبالِ، وتمسّك بدينِه على جميعِ الأحوالِ، فيستحيلُ أن تُغيّرَه الأزمانُ، ولا يؤثرُ فيه المكانُ، ولكم في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ الذي خاطبَه ربُه تعالى بقولِه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، ولاحظوا قولَه: (فَاسْتَمْسِكْ) التي تدلُ على شِدةِ المَسْكِ.
عبادَ اللهِ: إن من أعظمِ وسائلِ الثباتِ والاستقامةِ هو الاعتصامُ باللهِ وحدَه، واللجوءِ إليه في المِحَنِ، والفِرارِ إليه في الفِتَنِ، فتأملوا قولَ ذلك النبيِ الكريمِ الذي لجأ إلى اللهِ تعالى في الفتنةِ ولم يعتمد على ما عندَه من إيمانٍ: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ)، فماذا كانَ الجوابُ؟! (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وعَنْ أَنَسٍ -رضيَ اللهُ عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟! قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ".
وعليكم بكتابِ اللهِ تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ)، ذلك الكتابُ الذي كانَ ثباتاً لرسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)، ذلك المنهجُ الواضحُ الذي من تمسكَ به اهتدى، ومن أعرض عنه غوى.
فالثبات الثبات، حتى يتحققَ فيكم قولُه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي