هذا العيد المسمى بـ"عيد الحب" يعتبر عيداً من أعياد الرومان الوثنيين، وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالاً كبيراً.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وشرح صدورنا بالإيمان، ووفقنا لطاعته بالعون والإلهام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أن التقوى وصية الله تعالى للأولين والآخرين: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131].
عباد الله: لقد أتم الله علينا نعمته فاختار لنا الإسلام دينًا فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً) [المائدة:3]، ولن يقبل الله تعالى من أحد ديناً سواه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85].
وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم. ومن المعلوم أن ما سوى دين الإسلام فهو باطل.
وقد ظهرت في الأوقات المتأخرة مظاهر سيئة، حيث إن بعض الناس يقلّدون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم كما أخبر بذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم"، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟! قال: "فمن؟!". رواه البخاري ومسلم.
وقد وقع ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم-، وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية تقليد أعدائهم في كثير من العادات والتقاليد والاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم.
وكل ذلك نتيجة ضعف الإيمان وفشو الجهل بأحكام الشريعة بين المسلمين، وحصول التطور المادي والعمراني في بلاد الغرب، ما كان سبباً في افتتان الكثير من أبناء المسلمين بذلك.
ومع الانفتاح الإعلامي زاد الأمر سوءاً، حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تنقل بالصوت والصورة عبر الفضائيات والشبكة العالمية -الإنترنت- فاغتر بزخرفها كثير من المسلمين.
ومن تلك المظاهر: انتشار ظاهرة الاحتفال بعيد الحب بين كثير من شباب المسلمين -ذكوراً وإناثاً-، وتمثل ذلك في تقليدهم للنصارى في الاحتفال بهذا العيد بوسائل شتى، حتى غدا هذا العيد مناسبة يحتفل بها في كل عام وبصور متنوعة، ولقد رأيت من باب النصح بيان أصل هذا العيد ونشأته والمقصود منه وأثره على الناس.
عباد الله: هذا العيد المسمى بـ"عيد الحب" يعتبر عيداً من أعياد الرومان الوثنيين، وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالاً كبيراً.
ولما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره، لكن نقلوه من مفهومه الوثني -الحب الإلهي- إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلاً في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك -حسب زعمهم-. وسمي أيضًا (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم.
وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد، واعتبروه مفسدًا لأخلاق الشباب والشابات، فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورًا فيها، ثم تم إحياؤه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين؛ حيث انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتباً صغيرة تسمى (كتاب الفالنتين) فيها بعض الأشعار الغرامية، ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة، وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية.
ومما قيل في سبب هذا العيد أيضًا أنه لما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها، وحَكَمَ الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتين)، وصار يجري عقود الزواج للجند سرًّا، فعلم الإمبراطور بذلك فزجّ به في السجن، وحكم عليه بالإعدام. وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية؛ حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية، فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير، عيد (لوبر كيليا)، ومن يومها أطلق عليه لقب قديس. وقد جعل البابا من يوم وفاة القديس فالنتين عيداً للحب.
عباد الله: لقد انتشرت تلك الحادثة في أرجاء واسعة من مجتمعات المسلمين؛ فمنهم من احتفل بها عامداً للإفساد، ومنهم من احتفل بها تقليداً، وانتشرت على إثرها بطاقات التهنئة بتلك المناسبة، ومظاهر أخرى تبعتها أخذت صوراً متعددة.
ومن مظاهر هذا الاحتفال: انتشار الأزياء الحمراء من لباس وأحذية وحقائب وزهور وهدايا، فضلاً عن تبادل البطاقات الخاصة به، مكتوب عليها عبارات الاعتزاز بالعيد، والتهنئة بالحب، والرغبة في العشق، والبعض يبعث بهدية من لباس أو أكل أو شرب أو نُصُب تذكاري، ليشارك فرحة العيد. ولهذا يحلو لبعض الناس أن يُسميه بـ(عيد العُشّاق).
ومن المظاهر السافرة للاحتفال بهذا العيد ما يلي:
أولاً: الاستعداد المبكر لبعض الفنادق والمطاعم والمتاجر، بالترحيب بعيد الحب، بشعار اللون الأحمر، على المداخل والأبواب والإنارة والورد والمفارش والأطباق.
ثانيًا: استخدام اللون الأحمر في مراسم الاحتفال، رمزاً للحب وإحياءً لذكرى الوردة الحمراء التي أهدتها عشيقة القديس فالنتاين له، من شال ومناديل وأكسية وحقائب وجوارب وأحذية.
ثالثًا: انتشار البالونات والألعاب والدمى الحمراء، مكتوب عليها (Love You) (فالانتين).
رابعًا: قيام بعض أصحاب المنازل بتعليق الورد الأحمر على مواضع في واجهة المنزل كالأبواب والنوافذ والأسوار.
خامسًا: اتفاق بعض الطالبات مع بعض صديقاتها بربط شريطة حمراء اللون في معصم اليد اليسرى، وإرسال بطاقات مكتوب عليها «كن فالنتينياً».
سادسًا: نقش القلوب على اليدين وكتابة الحرف الأول من الاسم للعشيقين.
سابعًا: إقامة الحفلات الراقصة، والسهرات المختلطة، فرحاً بتلك المناسبة، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عيد الحب يحتل المرتبة الثانية في الاحتفالات بعد عيد الكريسماس.
عباد الله: وإن من الآثار والأضرار المترتبة على المشاركة في عيد الحب ما يلي:
أولاً: أنَّ الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، بل إنها من أخصّ ما تتميز به، قال تعالى: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ) [الحج: 67]، فمن وافق الكفار في أعيادهم أو بعضها فإنَّ ذلك ينتهي به إلى الوقوع في المشابهة المنهي عنها شرعاً.
ثانيًا: أن ما يفعله الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم، منه ما هو محرم، ومنه ما هو مباح، والتمييز بين هذا وذاك، قد يخفى على الكثير، وهذا مؤداه أن يتساهل عامة المسلمين بأمور منهي عنها تعتبر من الموبقات.
ثالثًا: أن مشاركة الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم والتشبه بهم في ذلك يُؤدي بالمسلمين الـمُتشبهين بهم والمشاركين لهم إلى اكتساب أخلاقهم المذمومة حتى يشاركوهم في اعتقاداتهم وانحرافاتهم؛ إذْ إنَّ المشاركة في الظاهر تقتضي المشاركة في الباطن ولو بعد حين.
رابعًا: أنَّ مشاركة الكفار ومشابهتهم في مناسباتهم، تُورث نوعاً من مودتهم ومحبتهم وموالاتهم، وقد تقرّر أن محبة الكفار وموالاتهم منهي عنها، كما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام.
خامسًا: أنَّ الاحتفاء بأعياد الكفار، تُوجب سرور الكفار بما هم عليه من الباطل، وذلك إذا رأوا المسلمين تابعين لهم في طريقتهم، وهذا ظاهر في قوة قلوبهم وانشراح صدورهم، وطمعهم في المسلمين ونهب خيراتهم واستذلالهم، وقد فعلوا.
سادسًا: أنَّ مشاركة الكفار فرحتهم، ولو بشيء قليل مثل تقديم الهدية أو الحلوى أو نحوها، يقود لفعل الكثير في المستقبل وفي شتى مناحي الحياة مع الكفار حتى يصير عادة لهم، ويتتابع عليه الناس، حتى يرتفع الكفر وأهله، وتُعظَّم مناسباتهم بغير نكير؛ فالأمر جدّ خطير.
سابعًا: تعطيل أعياد المسلمين؛ فالنفس تأخذ حظها من اللعب واللهو في تلك الأعياد المحرَّمة؛ فإذا ما جاء العيد الحقيقي للمسلمين، فترت النفوس عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان عنده له من المحبة والتعظيم.
ثامنًا: أنَّ رسالة الكفار في إفساد المسلمين، ولَبْس الحق بالباطل، والدعوة إلى الكفر والضلال والإباحية والإلحاح وتغريب المسلمين عن دينهم، تجد لها مرتعاً واسعاً، وباباً مفتوحاً من خلال تلك الاحتفالات، فيحتالون على المسلمين ويدخلونها تحت مسميات رياضية أو ثقافية أو اجتماعية أو سياسية، ويتقبلها الناس بدون نكير.
تاسعًا: أنَّ أصل عيد الحب عقيدة وثنية عن الرومان، يُعبَّر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله تعالى؛ وعليه فمن يحتفل به فهو يحتفل بمناسبة تُعَظَّم فيها الأوثان التي تُعبَد من دون الله تعالى، وهذا أصل ضلال كثير من الطوائف.
عاشرًا: أنَّ من مقاصد عيد الحب، إشاعة المحبة بين الناس كلهم، مؤمنهم وكافرهم، وهذا يخالف دين الإسلام، بل يصادم أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة، وهو الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:50].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله ولي الصالحين، ومذل الكافرين والمنافقين، والصلاة والسلام على قدوتنا وحبيبنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -يا عباد الله-، وإليكم حكم الاحتفال بعيد الحب بين المسلمين؛ حيث إن نصوص الكتاب والسنة تدل على أن الاحتفال بغير الأعياد الإسلامية -الفطر والأضحى- بدعة محدثة في الدين، كعيد رأس السنة الميلادية، وعيد الكريسماس، وعيد اليوبيل، وعيد الاستقلال، ونحوها. وهكذا الاحتفالات، كالاحتفال بذكرى المولد النبوي، والإسراء والمعراج، والعام الهجري الجديد، فكلها احتفالات لا أصل لها، والاحتفال بـ(عيد الحب)، احتفال بِدْعي محرم، وعادة سيئة، وبدعة منكرة ما أنزل الله بها من سلطان؛ لأنَّ الاحتفال به من البدع والإحداث في دين الله -عز وجل-. وقد ورد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". رواه الترمذي.
ومعلوم أن الأعياد توقيفية من جملة العبادات، لا يجوز إحداث شيء منها إلا بدليل، قـال -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ". رواه البخاري. وإن اعتقد من يحتفل به أنه عادة فهو قد اعتبر ما ليس بعيدٍ عيداً، وهذا من التقدم بين يدي الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أثبت عيداً في الإسلام لم يجعله الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عيداً. ولا شك أنَّ الاحتفال به تشبّه بأعداء الله؛ فإنَّ هذه العادة ليست من عادات المسلمين أصلاً، بل هي عادة من عادات النصارى كما ذكرنا من قصة هذا العيد.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "من تشبّه بقومٍ فهو منهم". رواه أحمد، وأبو داود. قال ابن كثير: "فيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد، على التشبه بالكفار في أقوالهم، وأفعالهم، ولباسهم، وأعيادهم، وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم التي لم تُشرع لنا، ولم نُقرَّ عليها". اهـ. وفيه دلالة صريحة على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله في أعيادهم وغيرها.
والاحتفال بعيد الحب إذكاء لروح الحب المحرم والعشق والغرام المشين، وتعاون على نشر الرذيلة والفساد، وإحياء لذكرى شخصية كافرة نصرانية. والله -جل وعلا- يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2]، ويقول -تبارك وتعالى-: (إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النور: 19]، والمعنى: يحبون أن تفشو الفاحشة وتنتشر.
وبهذا يتبين -أيها المؤمنون- أن عيد الحب من جنس ما ذكر من الأعياد المبتدعة، بل هو بذاته عيد وثني نصراني، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يُهنّئ به، بل الواجب تركه واجتنابه، استجابة لله ولرسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته.
عباد الله: ويحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة، بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك؛ لأنَّ ذلك كله من الإثم والمجاوزة لحدود الله تعالى، والتعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول.
عباد الله: ويجب على الجميع التعاون على وأد هذه الظاهرة في مهدها؛ فالآباء والأمهات يضطلعون بمسؤولية عظيمة في تحذير أولادهم من المشاركة في هذا الاحتفال، ومنعهم من شراء تلك الألبسة أو الأحذية أو الأزهار ذات اللون الأحمر، إذا أراد لبسها والتزين بها، ابتهاجاً بالمناسبة، أو مسايرة للأصدقاء أو مجاملة لهم، أو مغايرة لهم. وكذلك الأولاد، متى رأوا من والـديهم شيئاً من ذلـك، أشعروهم بحرمة هذا الاحتفال، وطلبوا منهم عدم المشاركة أو الإعانة.
وهكذا أصحاب المراكز التجارية، يضطلعون بمسؤولية كبيرة؛ فواجبهم عدم إصدار بطاقات خاصة أو شعارات تلائم المناسبة، أو استيراد وبيع ما هو من خصوصيات ذلك الاحتفال من حذاء أو قبعة أو نُصُب تذكاري أو أزهار أو حلوى أو هدايا، ونحو ذلك.
والمعلمون والمعلمات، مطالبون بالتحذير من هذا الاحتفال، وعليهم بيان أصله وسببه، وأنه وسيلة لنشر الفاحشة بين الشباب والفتيات، وتشجيع للإباحية، ويُراد منه نشر الضلال بالعقائد الفاسدة، وتمكُّن الفساد في صفوف المسلمين.
وعلى الخطباء والكتاب والمسؤولين في أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بيان حرمة مثل هذه الأعياد، ونحو ذلك مما فيه إعانة على هذا المنكر أو إقرار عليه.
وهكذا العلماء وطلاب العلم في كل مناسبة، يجب عليهم بيان شرع الله -تبارك وتعالى- في مثل هذه الأعياد درأً للفتنة، وإنكاراً للمنكر، ومن أراد المزيد فليتصل برجال الحسبة الذين لهم جهود تذكر فتشكر في هذا وغيره. سدّد الله خطاهم وأعانهم ووفقهم لمتابعة المنكرات والحيلولة دون انتشارها.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يمن علينا بالثبات على الدين، وأن يحفظنا جميعاً من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يبصر المسلمين بأمور دينهم.
هذا؛ وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال -جل من قائل عليم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.
اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا وأمننا بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي