أيها الناس: ما من أحد من الأحياء إلا وسيكتوي فؤاده بمصيبة فقد حبيب، من أب، أو أم، أو ابن، أو ابنة، أو زوج، أو زوجة، أو عزيز، أو صديق، فتجرُّعُ ألم الفراق سنة الله في خلقه، فلقد قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [الزمر: 30]. وقيل له: "أحبب من شئت فإنك مفارقه". فالدنيا...
إِنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس: ما من أحد من الأحياء إلا وسيكتوي فؤاده بمصيبة فقد حبيب، من أب، أو أم، أو ابن، أو ابنة، أو زوج، أو زوجة، أو عزيز، أو صديق، فتجرُّعُ ألم الفراق سنة الله في خلقه، فلقد قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [الزمر: 30].
وقيل له: "أحبب من شئت فإنك مفارقه".
فالدنيا دار فناء، وليست دار بقاء: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [الرحمن: 26].
لا بد من فراق الأحباب: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ -أي أيقن- أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)[القيامة: 26-30].
أيها الناس: لكنَّ ربنا اللطيفَ المنانَ الرحيمَ الرحمنَ، جعل لعباده المؤمنين معزيات ومسليات في مصابهم بفقد أحبابهم، وليست هذه المعزيات إلا لأهل الإيمان.
وأول هذه المعزيات والمسليات، وأقواها أثراً، هو الإيمان: فالمؤمن أمره كله خير.
وأعني بالإيمان: الإيمان بالله إلها ورباً خالقاً مالكاً مدبراً، والإيمان بقضائه وقدره وتدبيره، فهو الذي قضى وقدر، وشاء هذه المصيبة عن علم وحكمة.
وهذا الإيمان يقود المؤمن للرضا عن الله والتسليم لقضائه، قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن: 11].
ومعنى الآية: أن من أصابته مصيبة فآمن أنها من عند الله فرضي واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه وعوضه هدىً ويقيناً صادقاً وسكينة وطمأنينة [قاله ابن سعدي بتصرف].
والإيمان يثمر للمؤمن المسليات الأخرى.
المعزي والمسلي الثاني عند فقد الأحباب، هو: الصبر: فبشارة الله للصابرين، وثناؤه عليهم، ومحبته لهم، ومعيته إياهم، ووعده لهم بالجزاء بغير حساب؛ تحبب المؤمنين بالصبر على المصاب، وتثبتهم عليه، فيكون الصبر لهم خير معين ومعزٍ ومسلي: (اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153].
وأي تسلية وعزاء أجل من أن يكون الله معك؟!
ومن سلوة الصابرين في المصاب: أنهم يتسلون بالاسترجاع: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)[البقرة: 155-156].
(إِنَّا لِلّهِ) فيستحضرون أنهم مملوكون لله عبيد خاضعون له، والملك يتصرف في ملكه بما يشاء: (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ويستحضرون أنهم راجعون إلى الله في الدار الآخرة، وسيجزيهم على صبرهم وإيمانهم واسترجاعهم.
قال سعيد بن جبير: "ما أعطي أحد في المصيبة ما أعطيت هذه الأمة" يعني الاسترجاع، ولو أعطيها يعقوب -عليه السلام- لما قال: (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) [يوسف: 84].
هذه هي سلوة الصابرين، الاسترجاع والحمد والثناء على الله، فالحامدون عند المصيبة وعدوا ببيت الحمد في الجنة، ووعد الله المسترجعين، فقال: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 157].
لهم من ربهم المغفرة والثناء الحسن، والرحمة بعد الرحمة، وهم الموفقون للهدى الرباني، وسيهدي قلوبهم للسلوة عند مصابهم.
وكل ما جاء من الفضل والثواب للصابرين عند المصاب خير مسلٍ، وأقوى معزٍ، لقلب المصاب، فقد وعد الصابرون الراضون بالرضا من الله، ووعدوا بتكفير الخطيئات، ووعدوا بالجنات، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ"[متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ -تعالى-: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ"[رواه البخاري].
ووعد الله الصابر بأن يخلف عليه بخير مما أصيب به.
ثالثا: من مسليات ومعزيات المصاب بفقد الأحباب: التسلي برؤية مصائب الآخرين التي هي أعظم من مصيبته، وتذكرها وحمد الله أن لم تكن مصيبته أكبر منها؛ ففي هذا من جبر قلب المصاب ما فيه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ"[رواه مسلم، وهو متفق عليه بمعناه].
فيا أيها المصاب: تذكر ما عظم من مصائب من حولك، وكيف صبروا عليها، وهون عليك مصابك.
وأعظم المصائب التي أصيب بها المسلمون، والتي يتسلى المصاب عن مصيبته بذكرها: موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أصابَ أحدَكُم بمصيبةٍ فليذكُر مُصيبَتَهُ بِي فإِنّها أعظمُ المَصَائِبِ"[أخرجه الدارمي والطبراني وهو صحيح لشواهده كما قاله الألباني].
رابعا: من مسليات ومعزيات المصاب بفقد الأحباب: ما يرجوه أهل الإيمان لأمواتهم المؤمنين من الكرامة والرحمة عند ربهم، فالله أرحم الراحمين: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [الأحزاب: 43].
فقد وُعِد المؤمن بأن يُخَفَّف عنه ألم الموت فتخرج روحه فتسيل من جسده كما تسيل القطرة من فم السقاء.
ويبشر المؤمن عند احتضاره بالرضوان من الرحمن، وبالروح والريحان، فيحب لقاء الله فيحب الله لقاءه.
وتستقبل روحه ملائكة الرحمة، وتضع روحه في كفن من أكفان الجنة، وتصعد بها إلى السماء.
وبشرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بأن روح المؤمن عندما تخرج تستقبلها أرواح المؤمنين الذين ماتوا قبله؛ يقول صلى الله عليه وسلم: "فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه ماذا فعل فلان وفلان؟"[رواه النسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه الألباني].
وبشرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بأن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة يأتيه من طيبها وريحها، ويفرش له فراش من الجنة، ويوسع له في قبره مد بصره.
بل وجاء في الحديث الذي يصححه بعض المحدثين بمجموع طرقه: أن أرواح الموتى المؤمنين تتزاور، فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم"[أورده الألباني في الصحيحة 3/411] وذكر له طرقاً، وقال: "فيرتقي الحديث بهذه الطرق إلى مرتبة الصحيح لغيره"].
ولذا شرع لنا أن نجهز موتانا كأننا نجهزهم لأحسن المناسبات واللقاءات، فأي عزاء أجمل وأجل من هذا العزاء: أن تشعر بأن ميتك انتقل إلى ما هو خير له من البقاء في دنيا مُلئت بالفتنة والمكدرات والمنغصات، هذا ما نرجوه لأمواتنا، ولا نتألى على الله، ولكن نفرح بالبشارات التي جاءتنا عن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ونحسن الظن بربنا.
وهذه السلوة تقودنا للحديث عن: المعزي والمسلي الخامس لقلوب المصابين بفقد العزيزين، ألا وهو: أن فراقنا لأحبابنا بموتهم ليس فراق أبدي، بل إننا نرجو اللقاء والاجتماع بهم مرة أخرى في يومٍ يكرم الله فيه أهل الإيمان، فيلحق الآباء بالأبناء، والأبناء بالآباء: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [الطور: 21].
ويجمع الله فيها الأحباب و"المرء مع من أحب يوم القيامة".
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)[الرعد: 23-24].
ومثل هذه النصوص تغري المؤمنين المصابين بأن يسير خلفهم على ما سار عليه سلفهم من الإيمان والتقوى، والبر والصلة، والعمل الصالح، والأخلاق الحسنة، ليجمعهم الله في دار النعيم؛ كما اجتمعت قلوبهم على الإيمان وأعمالهم على التقوى.
اللهم أحينا مؤمنين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بأحبابنا الصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم.
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً.
أما بعد:
المسلي السادس للمصاب بفقد الأحباب: ما شرعته الشريعة من التعزية بين المؤمنين، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعزي المصابين، ويذكرهم بالصبر، ويسليهم بالدعاء لهم ولأمواتهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَزَّى أخَاهُ المؤمِنَ فِي مُصِيبَتِهِ كَسَاهُ الله حُلَّةً خَضرَاءَ يُحْبَرُ بهَا يَومَ القِيامَة"[حديث حسن أخرجه النسائي والبيهقي وغيرهم].
فهذه السنة باقية بين عباد الله المؤمنين ولله الحمد والمنة، ولها من الأثر في تسلية المصاب الشيء الكبير، حيث يعينون أخاهم على الصبر والاحتساب، ويدعون له بعظمة الأجر والثواب، ولميته بالرحمة والمغفرة والجنة، فيسلى ويؤمِّن ويفرح ويسر بالدعوات المتكررة، فاللهم لك الحمد على هذه الشريعة السمحاء.
لكن اعلموا -عباد الله-: أن التعزية في الشرع لم تحد بثلاثة أيام، ولم يشرع لها الاجتماع، فليس من الشريعة التوسع في ذلك.
وسابعاً وأخيراً من معزيات المصاب ومسلياته في مصابه: ما شرعته الشريعة من حبائل الوصل بين الأحباب وأمواتهم من أهل الإيمان؛ فشرعت لنا الصلاة على الأموات و"مَا مِنْ مَيِّت يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّة مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَة كُلّهمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ"[رواه مسلم].
وشرع لنا زيارة أمواتنا في المقابر، والسلام عليهم، والدعاء لهم.
ولا شك أنهم يأنسون بذلك، وينتفعون بالدعاء.
وشرع لنا إهداء ثواب الأعمال الصالحة مما ورد وصول ثوابه للأموات؛ كالصدقة والحج والعمرة ونحوها.
وفتح للأبناء بر الوالدين بعد وفاتهم بالاستغفار والدعاء، والصدقة وإنفاذ وصيتهما، وصلة أصدقائهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وهذا اتصال روحي بين الأحياء والأموات، يسلي المصابين.
فعليكم -عباد الله-: بما شرع لكم عند المصائب، وإياكم والجزع والتسخط وعدم الرضا، فتحرموا الثواب، وتبوؤوا علاوة على مصابكم بالإثم الذي يتلوه العذاب.
واسألوا الله أن يوفقكم للرضا بعد القضاء، وادعوا بدعاء نبيكم: "اللهم اقسم لنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا".
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان.
اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان.
اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان.
اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين في كل مكان.
اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين، اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في كل مكان.
اللهم ارحم ضعفهم، وتولَّ أمرهم، واجبر كسرهم، وعجّل بفرجهم، ونفّس كربهم.
اللهم أحقن دمائهم، واستر عوراتهم، وآمن روعاتهم، اللهم وارحم ميّتهم، واشف مريضهم، وأطعم جائعهم، واكسِ عاريَهم، واحمل فقيرهم، وثبت أقدامهم، وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، يا حيّ يا قيوم.
اللهم قاتل الظلمة المعتدين الذين يصدون عن سبيلك، ويقاتلون أوليائك.
اللهم عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم نقمتك، وأرنا فيهم عجائبك.
اللهم إنهم آذونا في بلادنا، وفي إخواننا، وفي أموالنا، اللهم إنهم حاربوا دينك، ومن تدين به ظاهراً وباطناً، اللهم سلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب، يا قوي يا متين، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك.
اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، ووسع مدخلهم، وأكرم نزلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر: 10].
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180-182].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي