لقد عاش أهل هذه البلاد قبل ما يزيد على أربعين سنة، حياة الفقر والجوع، وقلة ذات اليد، وشظف المعيشة، وانتشار الأوبئة الفتاكة، والأمراض المعدية، التي ربما أتت على بلدة كاملة فلم يبق منها أحدًا، سنوات عانى منها أجدادنا قسوة الدنيا، وشدتها ولأواءها، فكان أحدهم يموت جوعًا وعطشًا، وربما لم يجد ما يأكله إلا الجيف والكلاب، وربما فكّر بعضهم حال سفره قتل صاحبه وأكله لشدة جوعه، قصصٌ كم سمعناها من أجدادنا!! وحدثنا بها كبار السن من آبائنا!!
الحمد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يُحب ربنا ويرضى، والشكر له سبحانه على ما أعطى وأسدى، وأغنى وأقنى، وأمات وأحيى، فله الحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله رب السماوات والأرض، الرحمن على العرش استوى، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المسلمون- حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
عباد الله: إن المسلم له رسالة في الأرض يكرسُ لها كل الجهود، ويبذلُ من أجلها أغلى موجود، ويسعى في تحصيلها ولو كلفه ذلك المال والبنون، لأنه يعلم قول الله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، إنها الرسالة الكبرى، والحقيقة العظمى، التي أنزل الله الكتب من أجلها، وأرسل الرسل للدعوة إليها، وعد أهلها بالفوز والرضوان، وتوعَّد من صدّ عنها بالعذاب والخسران، فلزم العبادة فإنها الحق المبين: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
أيها المسلمون: العبادة لها معانٍ كثيرة، والمسلم مطالب بها، بل لم يخلق إلا لتحقيقها: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ).
إن من أعظم العبادات، وأشرف المقامات: شكر الله تعالى على النعم والأُعطيات، إذ بالشكر تحفظ النعم، وتُدفع النقم، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
أيها المسلمون: لقد عاش أهل هذه البلاد قبل ما يزيد على أربعين سنة، حياة الفقر والجوع، وقلة ذات اليد، وشظف المعيشة، وانتشار الأوبئة الفتاكة، والأمراض المعدية، التي ربما أتت على بلدة كاملة فلم يبق منها أحدًا، سنوات عانى منها أجدادنا قسوة الدنيا، وشدتها ولأواءها، فكان أحدهم يموت جوعًا وعطشًا، وربما لم يجد ما يأكله إلا الجيف والكلاب، وربما فكّر بعضهم حال سفره قتل صاحبه وأكله لشدة جوعه، قصصٌ كم سمعناها من أجدادنا!! وحدثنا بها كبار السن من آبائنا!! لا زالوا يذكرونها ويتألمون من شدتها، ثم انقلبت الأحوال، وتغيرت الأمور، وفتح الله على أهل هذه البلاد خيرات عظيمة، ونعم كثيرة، ضحكت الدنيا لهم فأنستهم ما كان، وغرتهم بمتاعها الفاني، فقادتهم إلى كُفرِ نعم الرحمن، فأصبحنا نرى في مجتمعنا سلوكيات غريبة، وتصرفات عجيبة، اشترك فيها الصغار والكبار، والرجال والنساء، والآباء والأبناء، أخلد الناس إلى الدنيا، وأكثروا من المشتهيات، وتوسعوا في مطالب الحياة، فظهر فيهم الترف، سرطان القلوب، وآفة أصابت الأفراد والشعوب.
الترف ذمّه الله في كتابه، وحذّر منه عباده، وجعل أهله أعداء رسله وأوليائه، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ).
الترف سبب هلاك الأمم، ونزول البلايا وحلول النقم، قال تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً).
الترف طريق إلى النار، وسبيل إلى ورود العذاب والنكال، قال تعالى: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ)، قال ابن كثير -يرحمه الله-: "أي كانوا في الدار الدنيا مُنعمين مقبلين على لذات أنفسهم".
الترف يدعو إلى الإجرام، وفعل الموبقات والآثام، أهله أكثر الناس نشرًا للفساد، وأشدهم في الفسق والعناد، يُقاومون أهل الصلاح، ويُنابذون دعاة الإصلاح، قال تعالى: (فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).
الترف ظاهرة خطيرة، فشت في مجتمعنا، وبلية نزلت في حياتنا، فلم يسلم منها شأن من شؤوننا، شهد بذلك واقعنا، وأسلوب حياتنا، في مساكننا ومراكبنا، وطعامنا وشرابنا، وملابسنا وطريقة تعاملنا، بل شمل الترف حفلاتنا ومناسباتنا، حفلة التخرج من الثانوية تكلف عشرات الألوف، ومناسبة الزواج يُنفق عليها بمئات الألوف، يستأجر لها أفخم قصور الأفراح، وتطبع لها أرقى بطاقة الدعوات، ويُحضَر لإحيائها المغنون والمغنيات، ويعد لها من الطعام والشراب والمقبلات ما يكفي أممًا عظيمة، هذا الطعام يؤكل بعضه ويرمى أكثره بالنفايات، كل ذلك يحصل والمجاعات من حولنا، وكم سمعنا ورأينا صور المجاعة باليمن وكيف أن الأطفال هياكل عظمية!! يموتون جوعًا وعطشًا!! والكبار يخرجون من قُراهم وهجرهم لا طعام لهم غير ورق الشجر! فرحماك ربي رحماك.
الترف غرق فيه شبابنا، وفلذات أكبدانا، قلّب بصرك في حال كثير من أبنائنا، لترى الدلع والرعونة، وتشاهد والنعومة والميوعة!! ترى ميلاً إلى الكسل والبطالة، وحبًا للاسترخاء والراحة، شاهد ذلك في ملابسهم ذات الألوان الزاهية!! وقصّات شعورهم المقززة!! ستجد منهم من يستخدم أدوات التجميل ويسرف في استعمال العطور!! بل حتى في كلامهم وطريقة مشيتهم ترى فيها ما يقضي على الشهامة والرجولة، التي هي من مقومات الجهاد ومواجهة الصعاب، في جامعة الملك عبد العزيز قام أحد الأساتذة بجولة مع طلابه على أقسام وكليات الجامعة، وبعد أن انتهى من الجولة ورجع الطلاب إلى القاعة سألهم الأستاذ عن انطباعاتهم ومرئياتهم، فقام أحد الطلاب وقال: يا دكتور: نحتاج إلى فيتامين إن! فاستغرب الدكتور!! وقال: أول مره اسمع بفيتامين إن، وش معناه؟! فقال الطالب: يعني نوم يا دكتور!!
الترف سلب من شبابنا العزيمة والقدرة، وقوة التحمل، فصار أحدهم ضعيف العزم، خائر القوى، منهزم الإرادة، مشغولاً بالتوافه من ملبس ومركب ومأكل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "البذاذة من الإيمان"، ويحذّر من المبالغة في التنعم فيقول لمعاذ -رضي الله عنه-: "إياك والتنعم؛ فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين". وعمر -رضي الله عنه- يقول: "اخشوشنوا، وانزوا على الخيل نزوًا، واقطعوا الركب وامشوا حفاة".
فالشدة هي التي تصنع الرجال، وترويض النفس يحتاج إلى زجرها، وكفها عن شهواتها، بَقِيُّ بن مِخلد صاحب المسند المشهور قال لطلابه يومًا: "كنت أطلب العلم فلا أجد ما أتقوت به إلا المزابل، فأجمع منها الورق الأخضر فأتعشى به، حتى أتى اليوم الذي بعت فيه سراويلي من أجل أن أشتري أوراقًا أكتب فيها".
فلم يهتم بطعام ولا لباس، فأثمر جهده، وبقي ذكره، واستفاد الناس من علمه، فماذا قدم من ينام على الوثير من الفراش؟! ويأكل مما لذ وطاب من الأصناف؟!
عباد الله: للترف أسباب لابد من معرفتها، وبواعث توقع المرء فيه، وتؤدي إليه، أعظمها الجهل بتعاليم الدين الذي ينهى عن الإسراف والتكلف؛ قال تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)، وكذلك طول الأمل، ونسيان الموت، فيظن المرء أنه بتعدد النعم، ووفرة المال، قد أمِن الموت، وضمن الخلود في الدنيا، وأن ماله وغناه يطيل عمره، ويؤخر أجله، قال تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاَّ)، فطول العمر إنما يكون في طاعة الله، والعمل برضاه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حسن الخلق، وحسن الجوار، وصلة الأرحام، تعمران الديار، وتزيدان في الأعمار". والموت يأتي فجأة، وينزل بغتة، قال تعالى: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، والغريب لا يملك متاعًا في بلد غربته، وقلبه متعلق بوطنه، يجمع المال ليبني في وطنه، ويحسب الأيام ليرجع إلى بلده، ونحن موطننا الجنة، فلابد لنا من جمع الحسنات، والاستكثار من الأعمال الصالحات: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً).
الحمد لله على إحسانه...
عباد الله: من أسباب الترف: حب الظهور والتصنع أمام الناس، استكبارًا في الأرض، ورياءً وسمعة على الخلق، ولقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم "عائل مستكبر"، وهو الفقير المستكبر، جاء عن عبد الله بن حميد قال: مَرَّ جدي على عمر وعليه بردة، فقال له عمر: بكم اشتريت بردك؟! فقال: بستين درهمًا. فقال له عمر: وكم مالك؟! قال: مائة درهم. فقام إليه عمر بدرته فجعل يضربه ويقول: رأس مالك مائة درهم، وتشتري ثوبًا بستين درهمًا!! فأنكر عليه عمر وضربه على فعله، وأنه ركب مركبًا ليس من أهله، وتصنع حالاً ليست موافقة لحاله.
فكم نحن بحاجة إلى درة عمر؟! وكم في الناس اليوم من يحتاج إلى الضرب لركوبهم مركبًا ليسوا من أهله؟! كان عبد الرحمن بن عوف يلبس البردة أو الثوب بأربعمائة أو خمسمائة درهم، وابن عباس اشترى ثوبًا بألف درهم فلبسه، ولم ينكر عليهم أحد، لكنهم كانوا من أغنياء الصحابة، فالقضية تختلف من شخص إلى آخر، وتُراعى فيها الأحوال والأزمان والبلدان، ومصيبتنا في هذا الزمن أن يطلب الإنسان ما ليس له، ويعيش الفقير ومتوسط الدخل حياة الأغنياء!! فيركبون مراكبهم ويلبسون ملابسهم حتى لو كان ذلك بالدين وبيوع التقسيط، "والمتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور".
ومن أسباب الترف: الغفلة عن طبيعة الحياة الدنيا، وما ينبغي أن تكون عليه؛ ذلك أن طبيعة الدنيا لا تثبت ولا تستقر على حالة واحدة؛ أرسل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في خلافته وفدًا إلى اليمن، فمرُّوا بقرية عظيمة وإذا بها قصور مشيدة، ومواشٍ عظيمة، وعُرْسٌ لقوم، وبالعرس فتاة بيدها دُف، وهي تغني وتقول:
معاشر الحُسّاد موتوا كََمدًا *** كذا نعيشُ ما بقينا أبدًا
ثم سافر بعض ذلك الوفد في زمن معاوية -رضي الله عنه-، فمرّوا بالقُرب من تلك القرية فإذا القصور قد خربت!! والمواشي قد فنيت!! ولا ماء ولا وأنيس إلا دار خربة، وبها عجوز عمياء، فدخلوا عليها وسألوها عن أهل القرية، وعن العرس الذي شاهدوه قبل خمسين سنة، فقالت: هلكوا جميعاً، وكان العرس لأختي وكنت أنا المغنية!!
فيا سبحان الله!! تغيرت الأحوال، وتبدلت الأمور، وذهب الفرح والسرور!! وللأسف كم من الناس في زمننا هذا من يتناسون هذه الحقيقة؟! وأن الدنيا تتقلب بأهلها؟! ولا تثبت على حالها، ضحكت الدنيا لكثير من الناس، فنسوا ما كانوا فيه قبل سنوات ليست بالطويلة، وخُدعوا بالأماني العريضة، ذكر الشيخ ناصر العمر -حفظه الله-، أن رجلاً من سكان قُرى نجد جاء لأبنائه في الرياض، فأراد الأبناء أن يحتفوا بأبيهم، فصنعوا له مناسبة كبيرة، واجتمع الآباء وأبناؤهم، ووضعوا سفرة لا يُرى آخرها، وعليها مما لذ وطاب من الطعام والشراب، فلما جلس ذلك الرجل الذي يعرف حقيقة الدنيا، وأنها لا تثبت على حال، بكى وأجهش بالبكاء!! فاجتمع عليه أبناؤه، وقالوا: يا أبانا: الله يهديك، ما الذي يبكيك؟! فقال لهم: يا أبنائي: كنا نحدثكم أننا نأكل الميتة، ونبقى الأيام دون طعام ولا شراب، وفي حالة من الخوف والجوع، والآن تغيرت الأمور فأصبحتم في نعم كثيرة، فأخشى أن تتغير عليكم ثم تحدثون أبناءكم بعد سنين فتقولون لهم: كنا نجلس على سفرة لا يُعرف أولها من آخرها!! إنها والله الحقيقة التي نتعامى عنها، ونخشى تصورها.
الترف ماذا استفدنا منه؟! وماذا جنى على مجتمعنا إلا شهوات البطون والفروج والتي لا يضبطها ضابط!!
الترف قطع صلتنا بربنا، وأضعف الإيمان في قلوبنا، قادنا إلى التكاسل عن الطاعات، والمسابقة إلى العبادات، فأصبحت طاقاتنا الجسدية والروحية لا تتحمل أي مشقة وعناء، الصلاة أصبحت شاقة على كثيرين، وثقيلة حتى على الخيرين، بذل المال لشراء أفخر الأثاث وأحدث الأجهزة، فتجد الصغار يحملون أجهزة اتصال بمبالغ كبيرة، السفر والسياحة إلى آخر الدنيا، والذهاب إلى جُزر قد لا تكون موجودة في الخريطة، ينشط الناس له، ويبذلون المال من أجله، لكن إذا جاء البذل لأجل الله، والتصدق على الفقراء والمعوزين، فيشح ويبخل!! ويأتي بالأعذار، ويتعلل بالديون والأقساط.
عباد الله: كثرة المال، وصحة البدن، وما نعيش فيه من نعم، ليس دليل على كرامتنا عند ربنا، ونجاتنا من عذابه، فلقد عاب الله على المنافقين قولهم: (نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)، فكثرة المال، وتتابعُ النعم، تزيد في الحساب، ويعظم عنها السؤال، ويطول الموقف أمام الكبير المتعال، قال تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ)، كان السلف إذا قرؤوا هذه الآية مع ما هم فيه من قلة العيش، وندرة الدنيا وملذاتها، بكوا، وقالوا: نخشى أن نكون ممن عُجلت لنا طيبتنا في حياتنا الدنيا. فماذا عسانا أن نقول وقد فتحت علينا الدنيا بزينتها ومباهجها؟! وقد تنافسنا عليها وقطعنا صلتنا بربنا من أجلها!!
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي