من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه وبارئه: دعاء الله سبحانه، والتضرع بين يديه، وقصده في طلب الحاجات وكشف الكربات ورفع البليات، وما ذاك إلا لأن في الدعاء إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله -عز وجل- والاستكانة إليه -سبحانه وتعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60].
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- والزموا التوبة والاستغفار، فإنهما يمحوان الذنوب ويكفران الخطايا ويرفعان الدرجات: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود:90]، وهل هناك هدف أسمى من أن يقدم المسلم على ربه يوم القيامة وقد كفرت سيئاته ومحيت خطيئاته ورفعت درجاته، ألا فلازموا الاستغفار والتوبة فإنهما سبب لتحقيق ذلك كله، جعلني الله وإياكم من عباده التائبين وعباده المستغفرين، إن ربي رحيم ودود.
أيها الإخوة في الله: إن من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه وبارئه: دعاء الله سبحانه، والتضرع بين يديه، وقصده في طلب الحاجات وكشف الكربات ورفع البليات، وما ذاك -أيها الإخوة المسلمون- إلا لأن في الدعاء إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله -عز وجل- والاستكانة إليه -سبحانه وتعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60].
ولهذا أكثر الله -عز وجل- في كتابه الكريم من أمر عباده بالدعاء والحث على ملازمته والثناء على أهله، فقال الله -عز وجل-: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً)، فكيف لا يحرص المسلم على الدعاء وربه -عز وجل- يناديه ويقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186].
كيف لا يحرص المسلم والمؤمن على الدعاء والدعاء سبب لسرعة الفرج وتفريج الكرب!! وهو سلاح يتقي به المسلم العدو وسوء القضاء، ويجلب للمسلم المصالح ويدفع عنه المفاسد في الدنيا والآخرة، ويشعر الداعي مع الدعاء بدوام الضعف والحاجة والافتقار إلى مالك الملك وخالق الكون -عز وجل-.
وفضلاً عن هذا وذاك -أيها الإخوة المسلمون- فالدعاء عبادة عظيمة، الدعاء عبادة عظيمة تقصد لذاتها، كما تقصد لقضاء الحاجات ودفع المضرات، لا يزال المسلم الداعي كلما رفع يديه إلى ربه -عز وجل- يسأله حاجة من حاجات الدنيا والآخرة لا يزال في عبادة عظيمة، ينال منها أجراً ويحصل منها حسنات عظيمة.
ولهذا كان سيد الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين محمد -صلى الله عليه وسلم- يلازم دعاء ربه في أحواله كلها، ليله ونهاره، في حالة السلم والحرب، والشدة والرخاء، يدعو لنفسه، يدعو لأمته -صلى الله عليه وسلم-، كان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ كثيرًا من الكسل والهرم والمغرم والمأثم، كان -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه أن يعيذه من الجبن والبخل وسوء العمر وعذاب القبر، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لن يهلك مع الدعاء أحد".
أيها الإخوة في الله: إذا كان الدعاء بهذه المنزلة الرفيعة والدرجة المنيفة فإن المسلم ينبغي له أن يحرص عليه ويواظب على فعله، مستحضرًا -وهو يدعو ربه- أنه يأتي ويتقرب إلى ربه -سبحانه وتعالى- بعبادة هي من أجل العبادات والطاعات يؤجر عليها الأجر الجزيل من الرب الكريم -سبحانه وتعالى-.
فلا تبخل -أيها المسلم- على نفسك، لا تبخل على نفسك بهذه العبادة السهلة اليسيرة بدعاء تحرّك به شفتيك وتستحضر معانيه بقلبك، ولا يأخذ من وقتك شيئًا، فادعُ الله -عز وجل- عند منامك وعند يقظتك وفي قيامك وقعودك وفي حركتك وسكونك وصلاتك وصومك وفي جميع أحوالك كلها.
واعلم -أيها المسلم- أنك تدعو ربًا سميعًا قريبًا أقرب إليك من شراك نعلك، بيده سبحانه كل شيء، يعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس:82]، يسمع كلامك، يرى مكانك، يعلم حالك، وليكن همك على الاستمرار في الدعاء والمواظبة عليه أعظم من همك في تحقق الإجابة، فإن إنشاء الدعاء إليك -أيها المسلم-، وأما الإجابة على الدعاء فهي للخالق -عز وجل-.
ولهذا أُثر عن عمر الفاروق -رضي الله عنه- أنه كان يقول: "والله إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء".
والله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186].
إن على المسلم -وهو يتوجه بالدعاء لخالقه عز وجل في حاجة عامة أو حاجة خاصة، في حاجة دنيوية أو حاجة أخروية- على المسلم -وهو يدعو ربه- أن يتأدب ببعض الآداب الشرعية حتى يكون ذلك أدعى لإجابة دعوته وتحقق مقصده، فيترصد لدعائه الأوقات الشريفة والأزمنة الفاضلة كيوم عرفة من السنة ورمضان من الأشهر ويوم الجمعة من الأسبوع ووقت السحر من ساعات الليل، ويغتنم الأحوال الشريفة التي هي مظنة إجابة الدعاء، كحال نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند الإفطار من الصوم، وفي حال السجود، وفي حال الاضطرار، والله -عز وجل- يقول: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "وأمَّا السُّجود فأكثِروا فيه من الدُّعاء، فقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم".
على الداعي -وهو يدعو ربه عز وجل- أن يدعو وهو مستقبل القبلة، مع خفض الصوت بين المجاهرة والمخافتة، ويجتهد في الإخلاص في الدعاء والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة، وأن يجزم في دعائه ولا يتردد أو يستثني، كأن يقول: "اللهم ارحمني إن شئت"، بل يوقن بالإجابة ويصدق في الرجاء بخالقه -عز وجل-، ولا يعلق دعاءه بالمشيئة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله -سبحانه وتعالى- لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاهٍ".
قال ابن بطال -رحمه الله-: "ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء، ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرحمة، فإنه يدعو ربًا كريمًا".
وليعلم الداعي أن الله -عزّ وجل- يحب الملحّين في الدعاء، فيكرر الدعاء ثلاثة، ويحرص على افتتاح دعائه بالحمد والثناء والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، على الداعي أن يتهيأ لهذه العبادة العظيمة، فيهيئ قلبه بأن يستشعر أن ربه -سبحانه وتعالى- يسمع دعاءه ويطلع على كلامه ويعلم حاله واضطراره، عليه أن يعلق قلبه بربه -سبحانه وتعالى- في عظم الرجاء وعظم اليقين؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- سيجيب دعاءه.
عليه أن يعلم أن الله -سبحانه وتعالى- بيده الخير، بيده الضر والنفع، هو وحده سبحانه قادر على رفع البلاء ودفع البلاء وكشف السوء، وهو -سبحانه وتعالى- القادر على جلب الخير وتحصيل الخير، فيدعو المسلم ربه وهو موقن بهذا كله، وعندها ما أسرع إجابة الله -عز وجل- لدعاء عبده، لاسيما إذا قدّم بين دعائه عبادة تقرب بها إلى ربه وتوسل بها إلى مولاه، كأن يكثر من الذكر والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار، أو يقدّم بين يدي دعائه صلاة خاشعة أو صدقة خفية أو نحو ذلك من الأعمال الصالحة، فإن مما يتوسل به إلى الله -عز وجل- في استجابة الدعاء وطلب تحقيق المراد أن يتوسل العبد إلى ربه بأحسن عبادة عملها، وبأرجى عبادة عملها كما في قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله -عز وجل- وليتوسل كل منا بأرجى عبادة عملها، فتوسل كل منهم إلى ربه -سبحانه وتعالى- طالبًا منه كشف الضر الذي وقع عليهم، توسل كل واحد منهم بأحب عبادة وأرجى عبادة عملها.
فما كان إلا أن استجاب الله تعالى دعاءهم وزالت الصخرة عن فتحة الغار وخرجوا من الغار.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا على دعائه، وعلى ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلنا من الملازمين لذكره ودعائه في جميع أحوالنا، إن ربي على كل شيء قدير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأعراف:180].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن اتبع هداه، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: اجتهدوا -رحمكم الله- في ملازمة هذه العبادة العظيمة، عبادة الدعاء والتوجه إلى المولى -سبحانه وتعالى- وحده لا إلى غيره في دعائه، وكشف الضر ودفع السوء وإصلاح الأحوال.
إن كثيرًا من الناس في هذه الأيام يقولون: دعونا ودعونا ولم يستجب لنا، ولا شك أن هذا -والعياذ بالله- سوء ظن بالله -عز وجل-، بل وسوء أدب مع الخالق -سبحانه وتعالى- وقلة الإيمان وضعف الثقة أو انعدامها بالرب الكريم -سبحانه وتعالى-.
إن المسلم -وهو يدعو ربه عز وجل- ينبغي أن ينتظر إحدى ثلاث خصال: إما أن يستجيب الله دعاءه له أو يدفع عنه من السوء مثلما سأل أو يدخر ذلك له في الآخرة.
وفي الحديث: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"، وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم"، فقال رجل من القوم -وقد سمع هذا الحديث من الرسول صلى الله عليه وسلم-: إذاً نكثر، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "الله أكثر".
ثم إن علينا جميعًا -أيها المسلمون ونحن ندعو الله عز وجل- أن نجتهد في تحصيل أسباب الإجابة من الزمان والمكان والحال، ولا نمل ولا نسأم، ونحرص على الاجتهاد في الطاعة والدعاء في غير وقت الشدة، حتى إذا نزلت بنا الشدة استجاب الله تعالى لدعائنا، ومع ذلك فإن عدمنا الإجابة فإن المتعين علينا أن نبحث عن أسباب موانع دعائنا، فقد نكون متلبسين بمعصية حالت بيننا وبين إجابة الدعاء، وقد نكون مفرطين في واجب.
ألا وإن من أعظم موانع إجابة الدعاء: ظلم الآخرين والتعدي عليهم ومنعهم حقوقهم أو بخسهم إياها، سواء كانوا من الأقارب من الزوجات والأولاد أم من الأقرباء أم من الجيران والأصدقاء أم من العمال والخدم.
قال سفيان الثوري -رحمه الله-: "بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال، وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون، فأوحى الله إلى أنبيائهم -عليهم السلام-: "لو مشيتم إليَّ بأقدامكم حتى تَحْفَى ركبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل ألسنتكم عن الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيًا، ولا أرحم لكم باكيًا، حتى تردوا المظالم إلى أهلها، ففعلوا فمطروا من يومهم".
إننا بأمس الحاجة -أيها الإخوة في الله- إلى الدعوات الصادقة التي تخرج من القلوب المؤمنة الواثقة بالله -عز وجل- في أن يرفع الله البلاء عن أمة الإسلام، وأن يمنحها القوة واليقين، وأن يمن عليها بالرجوع الحقيقي إلى الدين والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن يصلح أحوالها رعاة ورعية، وأن يرد كيد أعدائها عنها وهي مسؤولية كل مسلم.
فما أحوجنا -أيها الإخوة في الله- في هذا الزمان الذي تكالب فيه الأعداء على أمة الإسلام، ورموها عن قوس واحدة، ما أحوجنا والنوازل والبلايا تنزل بكثير من مجتمعات المسلمين، ما أحوجنا إلى دعوة من مسلم أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره!! ما أحوجنا إلى دعوة صادقة من مسلم صادق في إيمانه لا يؤبه له يدعو في ساعة من الليل أو النهار، يدعو في خلوة له مع ربه بأن يرفع الله البلاء عن أمة الإسلام، وأن يعجل بالفرج والنصر والتمكين لعباد الله المجاهدين في كل مكان.
ألا فلنتواصَ -أيها الإخوة المسلمون- بالدعاء، ولنجتهد ولنتحرَّ الأوقات الفاضلة والأزمان الشريفة، ونلح بالدعاء لله -سبحانه وتعالى- ونسأله سبحانه صلاح النيات والذريات، صلاح الحال والمآل، لننزل جميع حاجاتنا بربنا -سبحانه وتعالى-، فهو وحده القادر على كل شيء.
نسأل الله -عز وجل- أن يجيب دعاء الداعين من عباده المؤمنين.
هذا؛ وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا".
اللهم صلّ وسلم وبارك...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي