خطبة (الصحافة وكبار العلماء)

سامي بن خالد الحمود
عناصر الخطبة
  1. موقدة الفتن .
  2. صحف الشتائم .
  3. المقصود بهذه الحملة .
  4. ولاة الأمر والعلماء صمام أمان الوطن .
  5. المتلونون ووسائلهم .
  6. إيمان العلمانيين ببعض الكتاب والكفر ببعض .
  7. المرجعية الشرعية لمن؟ .
  8. لا تحسبوه شرا لكم .
اهداف الخطبة
  1. تنبيه الناس بخطورة العلمانيين على الأمة
  2. توضيح المقصد من هذه الحملات على العلماء.

اقتباس

الحقيقة ليس الشيخ سعد هو المقصود وحده من هذه اللوبي الخطير المدجج بالكتابات الكثيرة في عدد من الصحف في فترة قصيرة جداً، بل المقصود هو الفتنة والتحريش، والوقوف ضد كل ما يعارض أفكارهم المتحررة، ولا يتم لهم هذا إلا بإسقاط كلمة العلماء والمؤسسات الدينية في المجتمع، وهي عادة هؤلاء الكتاب في الهجوم على كل ما يمت للدين بصلة

 

 

 

عندما تحدثت في الخطبة الماضية عن معالم الوطنية، وحق هذا الوطن بين الدعوى والحقيقة، واختطاف بعض الناس الوطنية، وتصفية الحسابات وطعن الدين باسم الوطن، واختلاق الشقاق بين الديانة والمواطنة في هذه البلاد.. لم يكن هذا الكلام النظري بمعزل عن ما وقع فعلاً في الصحف هذا الأسبوع، عندما أجاب أحد أصحاب المعالي من أعضاء هيئة كبار العلماء وهو معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري حفظه الله عن سؤال وجه له في أحد البرامج الفضائية عن قضية فرعية تحدثت عنها بالتفصيل في الأسبوع الماضي، وكان وفقه الله حكيماً هادئاً كعادته وبين حكم الاختلاط في التعليم وكرر الشكر والثناء والنصح والدعاء لخادم الحرمين وفقه الله.. لكن أهل الفتنة أبوا إلا أن يصادوا في الماء العكر.. وهذه بعض الوقفات حول الموضوع:

1) موقدة الفتن:
ليس العجب أن تنبعث شرارة الفتنة من موقدة الفتن، الجريدة المشبوهة بشهادة سمو النائب الثاني الأمير نايف حفظه الله، جريدة الوطن، حينما شن رئيس تحريرها هجوماً تحريضياً خبيثاً على الشيخ عزفاً على وتر الوطنية، وكأن كل من سمى نفسه (الوطن) أنه فعلاً يمثل الوطن وقادته وأهله.

ليس عجيباً ورئيس التحرير كان يتهم المطالبين بتأجيل الدراسة بسبب إنفلونزا الخنازير أنهم غيرُ وطنين.. ألم أقل لكم في الأسبوع الماضي أن الوطنية اختطفت من بعض الناس؛ ليلبسوها من شاؤوا ويجردوها ممن شاؤوا.

الأمر الأعجب من هذا هو التهافت العجيب من أرباب السوابق في الصحف المحلية على هذا الموضوع..

عاصفة من الردود الصحفية العنيفة ضد الشيخ.. في يومين فقط تسعة عشر مقالاً في عدد من الصحف منها ثلاث افتتاحيات رئيسية.. صحيفة "عكاظ" تحتل الصدارة بتسعة مقالات في عدد واحد, ثم "الوطن" بثلاثة مقالات, ثم مقالان في "الجزيرة" ومقالان"الرياض", ومقال في كل من "الاقتصادية" و"الحياة".. بعضها فيه اعتراض أو نقد مؤدب، وجلها وأكثرها فيه تحريض وتجني من أصحاب سوابق معروفين بالتطاول على كل ما له علاقة بالدين.. فلمصلحة من هذا الطوفان؟ وبأي حق هذا الطغيان؟ (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) [الذريات:53].

كاتبة تتهم الشيخ بأنه معول هدام، وآخر يقول عنه إنه صاحب فتنة (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)[التوبة:49]، وآخر يلمز الشيخ بأنه طالباني يدعم الإرهاب (ألا في الإرهاب الفكري سقطوا).. بل تحول بعض الصحفيين إلى مفتي يحلل ويحرم ويقول إن الفتوى فيها نظر، وهو أعمى البصر.. يقول إن الفتوى خطيرة، وهو أعمى البصيرة.

وأعجب من هذا أن يتحول بعض المنحرفين من كتاب الصحف إلى وعاظ -سبحان الله، استدلال بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، وهم يعادون هذا كله فيما مضى، قاتل الله الهوى وأهله.

ناهيكم عن الوقاحة والتندر بالأحكام الشرعية وفتاوى تحريم الاختلاط، وواحد يقول لو كان الأمر بيدهم لجعلوا طائرة للرجال وأخرى مظللة النوافذ للنساء. وآخر يقول: إن منكري الاختلاط من سقط المتاع وأنهم لا قيمة لهم ولا رأي في المجتمع، وأنهم يخالفون الشرع ويخالفون أغلبية المجتمع!.

ونحن نقول: أما خلاف الشرع فعلماؤنا الكبار واللجنة الدائمة فتاواهم معروفة ومشهورة بحمد الله.. وأما المجتمع فنحن نتحدى المتحكمين في الصحافة أن يجروا استفتاء عاماً للناس في المجتمع: هل ترضى أن تعمل ابنتك أو تدرس في بيئة مختلطة؟ حينئذ سيرى العالم من هم الأغلبية في هذا البلد المحافظ على دينه بحمد الله.

2) من المقصود بهذه الحملة؟
بعيداً عن المواقف الشخصية والاجتهادية، نحن نحب العلماء ونجلهم، ومع هذا فلا نقدسهم ولا ندعي لهم العصمة لا الشيخ الشثري ولا غيره، ولكن الذي يسوءنا هو التطاول على ولاة الأمر والعلماء أو النيل منهم أو إسقاط منزلتهم في المجتمع ليخلو الجو للمفسدين، وهو ما يريده أعداء الدين وأذنابهم.

إن دفاعنا عن هؤلاءِ العلماء ليسَ مجرد دفاع عن ذواتهم فهم بشرٌ يُصيبونَ ويُخطِؤون، وإنما هوَ دفاع عن العلم الذي يحملونه، والهديِ الذي يمتثلونه، وهوَ ديانةٌ وقربةٌ نتقرّبُ بها إلى الله تعالى..وفي المقابل نحن نبغض ونتبرأ إلى الله من بعض كتاب الصحف ليس لمجرد ذواتهم، بل لانحراف منهجهم وفساد عملهم وخطرهم على البلاد.

الحقيقة ليس الشيخ سعد هو المقصود وحده من هذه اللوبي الخطير المدجج بالكتابات الكثيرة في عدد من الصحف في فترة قصيرة جداً، بل المقصود هو الفتنة والتحريش، والوقوف ضد كل ما يعارض أفكارهم المتحررة، ولا يتم لهم هذا إلا بإسقاط كلمة العلماء والمؤسسات الدينية في المجتمع، وهي عادة هؤلاء الكتاب في الهجوم على كل ما يمت للدين بصلة.. الهيئة تعادى لأنها دينية، القضاء كذلك، المراكز الصيفية وحلقات التحفيظ والقنوات الإسلامية كذلك.. أما أحكام الشريعة والدين فليست محل الاهتمام عند هؤلاء المرضى، فهي أما لا قيمة لها مطلقاً، أو أن في حياتهم قيماً أخرى أعز عليهم من دين الله فلا يرفعون به رأساً، وفيهم يصدق قول شعيب عليه السلام: (يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[هود: 92].

مع أن ما قاله الشيخ -حفظه الله- لم يخرج عن فتوى علمائنا الكبار الأحياء منهم والأموات وهم المرجعية الشرعية في البلاد، بل هو توجه الرأي العام كما هو واضح من ردود الأفعال على مواقع الإنترنت المتحررة من رقابة وتحكم رؤساء تحرير الصحف.

3) ولاة الأمر والعلماء صمام أمان الوطن:
في مثل هذه الأحداث لا بد من التأكيد على ضرورة التفات الرعية حول ولاة الأمر والتحذير من نزعات الخروج والتطرف، وتوحيد صفوف المخلصين من أبناء الوطن للوقوف مع ولاة الأمر والعلماء ضد أي محاولة بائسة تسعى للتفلت من حاكمية الشريعة، مع وجوب المناصحة لولاة الأمر والعلماء والدعاء لهم.

وقد أمرنا الله تعالى بالرجوع إلى هاتين الطائفتين عن التنازع فقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء: من الآية83] وهم العلماء.

والله يعلم، كم يحصل في الأرض من الفساد العريض متى ما فسد الأمراء أو العلماء أو اضطربت علاقة الناس بولاة أمورهم أو علمائهم.

الوطن هو وطن الجميع، وهو يسع الجميع ما داموا مقيمين للدين محافظين عليه.. وهذه البلاد ما قامت ولن تقوم ولن تدوم إلا بالدين.. أما من يحاول إسقاط الدين أولا يرفع به رأساً، أو لا يقبل به منهجاً، فهذه البلاد لا تصلح له كما ذكر سمو النائب الثاني الأمير نايف حفظه الله.. نسأل الله تعالى أن يكفي بلادنا شر الفتن، ويحفظ عليها دينها وأمنها.

4) هلك المتلونون:
من صفات المنافقين وأعداء الدين التلون وركوب الموجة أي موجة كانت، ولو كانوا بالأمس يرون فيها العار والشنار.. بالأمس يتشدقون بحرية التعبير والرأي، ثم ينكرونها اليوم، وماذا فعل الشيخ سوى أن قال رأيه بأدب؟ بل أقحمت قناة المجد في هذا الموضوع وهي لا ناقة لها فيه ولا جمل، والفتوى كانت على الهواء مباشرة. وماذا فعلت قناة المجد سوى أن أتاحت لعالم معتبر أن يقول رأيه؟.

أخرجت المجد علماء متخصصين في برامج الفتوى فقالوا: هؤلاء ليسوا من العلماء الكبار, أخرجت العلماء الكبار كابن جبرين فقالوا: ليس من المرجعية الشرعية الرسمية، أخرجت علماء رسميين في الدولة كاللحيدان والفوزان والمطلق والشثري ولا يزال للحقد بقية، إنه التلون والهوى.

ورئيس تحرير يطالب الشيخ بالمناصحة لولي الأمر في السر.. يا سلام، هو وكتابه يتكلمون بالعظائم والشنائع في العلن، ويقولون لغيرهم اذهبوا وانصحوا في السر، طيب أين حرية الكلمة وحرية التعبير، وأين هذا من هذا؟ الشيخ كان يشكر ولي الأمر ويدافع عنه، ويجيب بجواب هاديء عن سؤال حول منكر لا يسعه السكوت عليه، ولم يتفرد بهذا الأمر بل أيده الشيخ الفوزان في كلام معلن، وسبق لسماحة المفتي كلام علني في إنكار الاختلاط، والحق أن لكل نقد أو نصح ما يناسبه سراً أو علانية بحسب المصلحة والمفسدة كما يراها العلماء المعتبرون.

وبهذا يجمع بين النصوص الواردة، ولا يضرب بعضها ببعض، كما يفعل أهل الأهواء. الحقيقة أن المتلونين أصحاب هوى، يأخذون ما يشتهون ويتركون ما يشتهون.. كما قال الله تعالى: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [النور:48-50].
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم.

 

 

الخطبة الثانية

 

5) أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟
القاسم المشترك والقاعدة الشيطانية عند المتلونين من العلمانيين، أوالليبراليين، أو التنويريين،الإصلاحيين: (تجزئة الوحي).. وهي ظاهرة كشف الوحي عنها مبكراً، حين قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) [البقرة: 58].. (يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) [المائدة: 41].. (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)[النساء: 150].

تجد العلماني يحفَظ نصوص بناء العلوم المدنية والاجتهاد البشري، لكنه ينفر من نصوص تحكيم الشريعة في الأمور المنصوصة.. ثم يقول بحسب فهمه: أنا ولله الحمد منتسب للإسلام، والمشكلة ليست في الإسلام وإنما في الإسلاميين الرجعيين!..

وترى الليبرالي يحفَل بأي نصوص شرعية تتحدث عن الحريات العامة، ومشاركة المرأة في المجتمع، لكنه يتبرم من أي نصوص قرآنية أو نبوية تأمر بالنهي عن المنكر، أو معاقبة المخالف للشريعة، ثم يقول: الإسلام دين حضاري، لكن المشكلة في الإسلاميين الإقصائيين!..

وترى التنويري يتغنى بنصوص العمران المادي للدنيا والاستفادة مما عند الأمم الأخرى، لكنه يتضايق من نصوص تعظيم التوحيد ونصوص التزهيد في الدنيا بالنسبة للآخرة، ثم يقول: الإسلام دين الحضارة، وإنما المشكلة في العقلية السلفية المتحجرة!..

وترى الإصلاحي يطير فرحاً بآيات الشورى ومقاومة موسى لاستبداد فرعون، وإنكار شعيب على قومه مظالم الأموال، و" سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأنكر عليه فقتله "، لكنه ينفر من نصوص العقيدة والفروع الفقهية، والأمر بطاعة ولاة الأمر بالمعروف.

فانظر كيف أن العلماني اختزل الإسلام في حرية الاجتهاد المدني، والليبرالي اختزل الإسلام في الحريات العامة، والتنويري اختزل الإسلام في قضايا الحضارة والعلوم المدنية، والإصلاحي اختزل الإسلام في الإنكار السياسي.. والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].

أما أهل الحق فمنهجهم هو "استيعاب الوحي" بالموازنة بين النصوص، فتجدهم أخذوا بقاعدة بناء العلوم المدنية والاجتهاد البشري، لكن وازنوها بقاعدة تحكيم الشريعة في المنصوص عليه.. وأخذوا بقاعدة الحريات العامة، لكنهم وازنوها بقاعدة الإنكار والاحتساب.. وأخذوا بقاعدة دور المرأة في الحياة العامة، لكنهم وازنوها بقاعدة التحفظ والاحتياط في العلاقة بين الجنسين.. وأخذوا بقاعدة وجوب السعي لامتلاك الحضارة والمدنية، لكنهم وازنوها بقاعدة أولوية التوحيد والفرائض.. وأخذوا بقاعدة الإنكار والإصلاح، لكنهم وازنوها بقاعدة وجوب الطاعة بالمعروف وتحريم الخروج والافتيات.

6) المرجعية الشرعية لمن؟:
أدلة تحريم الاختلاط من الكتاب والسنة وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كثيرة وواضحة لكل متجرد يريد الحق بعيدا عن التشنجات والاستعداءات والتمنيات وخلط التصورات.. والاختلاط المذموم هو كل ما لا تدعو له ضرورة شرعية أو حاجة عامة معتبرة، فلا يصح شرعا الاستشهاد بالاختلاط في الحرم أو في الشوارع والأسواق، والعاقل يدرك أن الشاب يبعد أن يلتفت إلى الشابة في الحرم أو في الشارع ويتحدث معها طويلاً في مكان واحد ويقول لها من أي كلية أنتِ؟ ومن أي بلد جئتِ؟ وتيت وتيتِ، ثم يتبادلان الضِحكات والنظرات، وربما تتبعها الخلوات.. وما هو إلا يوم بعد يوم، وينكسر الحاجز ويقع اللوم، وهو ما يريده بعض القوم.

إن تحريم الاختلاط لا يبيحه فعل مسؤول ولا كتابة صحفي. لأن المرجع في تقريره وتحريره هو أهل العلم الموثوقين العالمين بكتاب الله وواقع المجتمع.

أسألكم بالله سؤالين: لو اجتمع رأينا كلنا أن موقع هذا العمود في هذا الجامع مناسب، ثم جاءنا مهندس معماري متخصص وقال إنه غير مناسب بأي قول نأخذ؟ لا شك قول المتخصص.

كذلك لو اجتمع رؤساء التحرير في الصحف وكتابهم على أن الاختلاط حلال وتمسحوا بأنصاف الأدلة، وجاء عالم فقيه واحد وقال هذا الأمر حرام، بأي قول نأخذ، وبأي قول تبرأ ذمتنا يوم أن نقف على ربنا؟كيف وعلماؤنا متفقون على التحريم وهم أهل الاختصاص بل هم المرجع الشرعي في البلاد.

7) لا تحسبوه شراً لكم:
دائماً نردد هذه الآية.. ثقة بالله ويقيناً، لا تخديراً وتهويناً.. متى ما عملنا لديننا، وأبرأنا ذمتنا. وأما التطاول والتجني على العلماء فهو لا يزيدهم بحمد الله إلا عزة ورفعة، وفيه مصلحة إظهار موقف العلماء، ونشر نقدهم البناء، الذي فيه صلاح للبلاد والعباد.

وإذا كان أهل الباطل ماضين في طريق الإفساد، وشعارهم (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) [صّ:6]، فإن المنتظر من أهل الحق أن لا يستسلموا لهذا الضغط الإعلامي الرهيب، وأن يذبوا عن دينهم ووطنهم، وأن يعلموا أنها سنة التمايز (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [آل عمران: 179].

إن أملنا بالله كبير، ثم بولاة الأمر وفقهم الله أن يقفوا ضد هذا التيار الفاسد الذي يستهدف علماء البلاد، ويأخذوا على أيدي أهل الفساد، والأمل معقود بهم كذلك في حماية البلاد من التغريب والاختلاط والسفور، وإصلاح الإعلام عموماً والعمل الصحفي خصوصاً، وأقولها بكل صراحة وبعد تتبع لعدد من السوابق: يجب إنقاذ الصحف المحلية من المتحكمين فيها من ذوي التيارات الفاسدة التي لا تتفق والمنهج الذي قامت عليه هذه البلاد فيما مضى، وستمضي عليه فيما بقي، بإذن الله وتوفيقه.. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.. حمى الله البلاد من شر مستطير.

اللهم صل على محمد...

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي