الحث على العفو وأنه من خلق الأنبياء

عبدالعزيز بن عبدالله آل

عناصر الخطبة

  1. حقيقة العفو
  2. فوائد العفو
  3. العفو خلق الأنبياء
  4. ثمرات العفو
  5. دعوة للعفو والتسامح

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.

إنه الرِّفقُ الذي يتضمَّنُ الرحمةَ بالمؤمنين، ولُطفَ الرعاية لهم، والبَشاشةَ والسماحةَ في التعامُل، إنه الرِّفقَ الذي يجلِبُ البُعدَ عن العُنفِ بشتَّى أشكالِه ومُختلَف صُورِه، والتخلُّصَ من الغِلظَة في المقال، والفَظاظَة في الأفعال، والفُحشَ في جميع الأحوال

أمَّا بعدُ:

فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.

عباد الله: العفو خلق كريم، وخصلة جميلة يزيل الله بها سخم القلوب، ويطفئ بها نار الخصومة، ويحيل بها الفرقة إلى ائتلاف، والبغضاء والعداوة إلى مودة، والقطيعة إلى صلة، والله -جل وعلا- سمى نفسه بأنه عفو غفور، قال تعالى: ﴿فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً﴾ [النساء:99]، ووصف نفسه بأنه أهل التقوى وأهل المغفرة، قال تعالى: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر:56]، وبين أنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن سيئاتهم، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى:25]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [الحج:60].

إنه الرِّفقُ الذي يتضمَّنُ الرحمةَ بالمؤمنين، ولُطفَ الرعاية لهم، والبَشاشةَ والسماحةَ في التعامُل، إنه الرِّفقَ الذي يجلِبُ البُعدَ عن العُنفِ بشتَّى أشكالِه ومُختلَف صُورِه، والتخلُّصَ من الغِلظَة في المقال، والفَظاظَة في الأفعال، والفُحشَ في جميع الأحوال، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحد أصبر على أحد سمعه من رب العالمين"، يقولون ويدّعون أن له ولدًا وهو يرزقهم ويعافيهم، وقد أمر الله بالعفو في قوله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف:199]، وقال تعالى: ﴿فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر:85].

وحقيقة العفو إعراضك عمن ظلمك، وصبرك على من أساء إليك، وابتغاؤك بذلك وجه الله.

ولهذا العفو فوائد عظيمة؛ فمن فوائد العفو أنه خلق يحبه الله، تقول عائشة: يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول؟! قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، والعفو خلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول أنس -رضي الله عنه-: ما رُفع للنبي دعوى فيها قصاص إلا أمر فيها بالعفو.

ومن فوائد العفو أيضًا: تكفيره للسيئات، قال -جل وعلا-: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور:22]، وقال -جل وعلا-: ﴿وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التغابن:14].

ومن فوائد العفو: أنه يحث على الصبر، قال تعالى: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [الشورى:43].

ومن فوائد هذا العفو: أنه دليل على رقة القلب وسلامته من الأحقاد والشرور، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء".

إن العفو خلق محمد -صلى الله عليه وسلم- وسائر الأنبياء والمرسلين الذين صبروا على أذى قومهم وتحملوا كل ذلك في ذات الله، يقول الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) [الأحقاف: 35]، ويقول الله -جل وعلا- له: ﴿وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود:120].

إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لما أمره الله بالجهر بدعوته إلى الله وتبيين الرسالة وقف قومه منه موقف العداء فآذوه في نفسه وآذوه في نفسه ونسبوه بأنه ساحر، وبأنه شاعر، وبأنه كاهن، وبأنه مجنون، آذوه أشد الأذى، وضع اليهود السم له في الطعام، وحاول اليهود إلقاء الحجارة عليه، وحاول المنافقون إسقاطه من فوق راحلته، وآذاه قومه أشد الأذى إلى أن أخرجوه من بلاده -صلى الله عليه وسلم-، يخاطبه ملك الجبال قائلاً: إن الله علم بأذى قومك لك، وإن الله أرسلني إليك أستأذنك أن أطبق عليهم الأخشبين في مكة، قال: "لا، أتأنى بهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئًا"، ولما اعترض بعض المنافقين على قسمة الغنائم يوم حنين قال -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله أخي موسى؛ لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر"، فصلوات الله وسلامه عليه، تقول عائشة -رضي الله عنها-: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح".

أيها المسلم: العفو عمن ظلمك وأساء إليك خلق كريم، وهو من صفات المتقين الذين وعدهم الله جنات النعيم، كما قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:133-134]، فوصفهم بأنهم يكظمون الغيظ فلا ينفذونه، ومع هذا كاظمو الغيظ يتناسون تلك السيئات ويعفون عنها وترتاح نفوسهم، قال تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران:134]، فهم يعفون عمن ظلمهم، ويعطون من حرمهم، ويصلون من قطعهم، ويتقربون بذلك إلى الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أصيب بجراحة في جسده فتصدق به كفر الله عنه بمثل ما تصدق به".

أيها المسلم: فعفوك دليل على سمو خلقك وكرم نفسك، تعفو عمن أساء إليك، ولا تحمل همًّا منه، بل تجعل ذلك سبيلاً لزيادة حسناتك، فالمسيء إليك إنما أساء إلى نفسه، قال فيك ما لم يكن فيك، واتهمك بما أنت براء منه، ووصفك بما لا يليق بك، فهو المتحمل تلك الآثام والأوزار، فقابله بالعفو والإحسان تجد الخير الكثير عند رب العالمين، قال تعالى: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [الشورى:43].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

أما بعدُ:

فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.

أيها المسلم: عندما تعفو عمن ظلمك ومن أساء إليك ومن جهل عليك فلا تظن أن هذا العفو ذل وهوان، ولكنه عزة ورفعة وكرامة لك، لا تظنه ذلاً وهوانًا، إنما هو كرامة لك ورفع لمنزلتك عند ربك يوم القيامة.

أخي المسلم: إن لهذا العفو فوائد وثمرات عظيمة؛ فمن ثمراته: أن من تخلق بالعفو نال العزة والكرامة عند رب العالمين ثم عند عباد الله، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًّا".

إن هذا العفو يقطع على مشيعي الفتن، ومفرقي القلوب، والقاصدين إبعاد الناس بعضهم عن بعض من أولئك الذين يفرحون بعداوة الناس وبغض بعضهم لبعض، هذا العفو يقطع الخط عليهم، ويجعلهم يحارون، لا يجدون فرصة لإيقاع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، إنه يقطع الخط على وساوس الشيطان والله تعالى يقول: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً﴾ [الإسراء:53].

إن عفوك كرم لك وعز ورفعة، إنه يجعلك تنام مرتاح البال، قرير العين، سليم الصدر، لا تحمل غلاً ولا حقدًا ولا بغضاء لأحد، فهي نعمة من الله لمن تدبرها وتأملها.

أخي المسلم: ليكن محمد -صلى الله عليه وسلم- قدوة لك في هذا، فما أعظم عفوه وصفحه عمن أساء إليه، يذكر جابر بن عبد الله أنهم غزوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- نجدًا، وأنهم في يوم من الأيام حضرت القائلة في وادٍ كثير العضاة، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يستظل بظلها، وعلق سيفه فجاء رجل وأخذ سيفه، فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو صالت السيف، قال: من يمنعك مني يا محمد؟! قال: "الله"، فسقط السيف من يد ذلك الرجل ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فأخبرهم بما جرى وعفا عن ذلك وأعرض عنه -صلى الله عليه وسلم-.

أخي المسلم: من يسلم منا من الخطأ؟! وكلنا خطاء، وما أكثر الخطايا منا، وما أكثر المخالفات، والله يعفو عنا إن تبنا إليه وأنبنا إليه، إذًا إذا اعتذر منك أخوك عن سيئة وقعت منه وعن إساءة صدرت منه فاقبل عذره، واعف عن زلته، واحتسبها عند الله.

أخي المسلم: اعف عمن تحت يدك من خدم ونحو ذلك ممن قد يسيئون، ما لم تكن الإساءة تخالف شرع الله.

أخي المسلم: قد يكون بينك وبين أولادك شيء من اختلاف وجهة النظر، وقد تعاتبهم على أمور فعلوها وأخطاء ارتكبوها، الواجب تربيتهم على الخير وحثهم على الخير والتغاضي عن بعض الأمور التي لا تمت إلى الأخلاق والقيم، اعف عنهم واحملهم على عقولهم القاصرة، وإياك والضجر، وإياك والدعاء عليهم، وإياك ومقاطعتهم، وإياك ومقابلتهم بالألفاظ السيئة، بل كن ذا حلم وصفح وعفو عن زلاتهم، فذلك الذي يبقي لك الخير معهم.

أيها الزوج الكريم: ربما تطّلع على بعض الأخطاء من الزوجة أو إساءة منها في تصرفاتها ما لم يكن قدحًا في العِرض والشرف، فاصفح عنها وتحمّل بعض أخطائها، وتذكر أن البشر لا بد أن يخطئوا، فاعف عنها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر".

وأنتِ -أختي المسلمة- عندما تشعرين من زوجكِ ببعض الأخطاء والتصرفات فعامليه بالعفو، وتحملي بعض الزلات والخطايا، حتى تكون العشرة طيبة بتوفيق من الله.

أيها المسلم: قد يكون بينك وبين بعض رحِمك سوء تفاهم واختلاف في وجهات النظر، وقد يخاطبك بخطاب سيئ، وقد يقول فيك ما ليس فيك، فقابله بالعفو، واذكر أن الرحم يجب صلتها ويحرم قطيعتها، ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله سائل قال: يا رسول الله: إن لي رحِمًا أحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأصلهم ويقطعونني، وأحلم عليهم ويجهلون علي، قال: "إن كنت كما تقول فكأنما تُسفهم المل، ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك"، وفي الحديث: "ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل التي إذا قطعت رحمه وصلها".

أيها المسلم: قد تختلف أنت وجارك عند أمر ما من الأمور، فالزم العفو وتحمل الأخطاء، فذاك خير عظيم لك.

أيها المسلم: قد يكون بينك وبين بعض خصومك سوء كلام أو قلة حياء من بعضهم، فتحمل تلك الأخطاء ما دمت مستطيعًا؛ ففي تحمل الأخطاء وفي العفو عن أولئك خير لك كثير، فإن في العفو خيرًا ونعمة لك من الله تزداد بها حسنات، وتذكر أننا جميعًا في ظل الله -جل وعلا- ونعمه وآلائه وإحسانه، ومع هذا نخالف بعض أوامره، وقد نرتكب بعض النواهي وهو يحلم علينا ويعفو عنا ويتجاوز عنا، قال تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ [النحل:61]، لكنه حليم كتب عنده فوق العرش: "إن رحمتي سبقت غضبي"، فإذا كان ربنا يعفو عن زلاتنا، يعفو عن أخطائنا، يعفو عن مخالفاتنا، فما بالنا لا نعفو عن أخطاء بعضنا لبعض، وما بالنا لا نصفح عمن جهل علينا، وما بالنا نتتبع الزلات والعثرات ونحتفظ بها دائمًا وأبدا، فتشغل قلوبنا وتلهينا عما هو خير لنا من ذلك، ولو عفونا وصفحنا وأعرضنا لكان ذلك خيرًا لنا وأهدى سبيلاً.

واعلموا -رحمكم اللهُ- أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى اللهُ عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذّ شذَّ في النار، وصَلُّوا -رَحِمَكُم اللهُ- على محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين: أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك، يا أرحمَ الراحمين.


تم تحميل المحتوى من موقع