ما بعد رمضان

علي عبد الرحمن الحذيفي
عناصر الخطبة
  1. من شكر النعم المداومة على الاستقامة بعد رمضان .
  2. أثر الحسنات بعد السيئات والعكس .
  3. وقفة تذكر ومحاسبة .
  4. تلازم الأمن والإسلام .
اهداف الخطبة
  1. تنبيه الناس إلى من شكر النعم الاستمرار على الطاعة
  2. تحبيب الطاعة إلى الناس .

اقتباس

وأعظم ما أنعم الله به عليكم -معشر المسلمين- الفرائض التي تطهركم وتزكيكم وتربيكم وترفع درجاتكم وتضاعف حسناتكم وتقربكم إلى مولاكم في جنة الخلد في النعيم المقيم، كما أنعم عليكم بتحريم المحرمات والمعاصي التي تدنِّس النفوس وتذل صاحبها وتخزيه في الدنيا والآخرة وتورده المهالكَ وتنزل به العقوبات العاجلة والآجلة وتوبقه في جهنم في العذاب المقيم

 

 

 

 

 

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله.. بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فاتقوا الله في السر والعلانية، فقد فاز وسعد من اتقاه وخاب وخسر من أسخط مولاه.

عباد الله: اشكروا نعم الله عليكم، واذكروه بهذه النعم الظاهرة والباطنة التي لا يقدر أحد أن يسوقها إليكم غيرُه.. كما لا يقدر أحد أن يدفع عنكم العقوبات والنقم غيرُ الله..قال الله -تعالى-: ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ..) [النحل: 53]، وقال -تعالى-: ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا..) [الحج: 38]، وقال -عز وجل-: (.. قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) [الزمر: 38]..

وأعظم ما أنعم الله به عليكم -معشر المسلمين- الفرائض التي تطهركم وتزكيكم وتربيكم وترفع درجاتكم وتضاعف حسناتكم وتقربكم إلى مولاكم في جنة الخلد في النعيم المقيم، كما أنعم عليكم بتحريم المحرمات والمعاصي التي تدنِّس النفوس وتذل صاحبها وتخزيه في الدنيا والآخرة وتورده المهالكَ وتنزل به العقوبات العاجلة والآجلة وتوبقه في جهنم في العذاب المقيم؛ فالرب -تبارك وتقدس- لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين.. قال الله -تعالى-: ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) [الزمر: 7].

وشهر رمضان المبارك شهر القرآن والإحسان قد نلتم به الخيرات والبركات ونلتم به كل خير ورفعكم الله به درجات وزكَّى به نفوسكم وأعظم به أجوركم؛ فأتبعوا الاستقامة فيه بالاستقامة فيما بقي من الأجل، وسارعوا دائما إلى صالح العمل؛ فبالاستقامة تنالون كل مرغوب، وتنجون من كل شرٍّ ومرهوب .. قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) [فصلت: 30- 32]، وقال الله - تبارك وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف: 31]، وقال -عز وجل-: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ..) [الشورى: 15]..

وعن سفيان بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله.. قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: " قل آمنت بالله ثم استقم " رواه مسلم.

فيا من ذقت حلاوة الإيمان ويامن صفت لك الأوقات في رمضان، ويا من تلذذت بمناجاة الرحمن وتلاوة القرآن، ويا من أنفقت في أبواب الإحسان لا تتبدل العصيان بطاعة الملك الديان ولا تتبدل الغفلة والاغترار بالدنيا بحياة الجنان، وإياك وخطوات الشيطان؛ فقد كان في رمضان مأسورا، ويريد أن يجعل الأعمال بعد انطلاقه هباءً منثوراَ؛ فرُدَّه خائباً مدحورا بلزوم تقوى الله -تبارك وتعالى-، وكن متمسكاً بالقرآن؛ لتنجو من دار الهوان، ويرفعك الله بالتمسك به وبسنة نبيه محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- إلى ما أعد لأهل الإحسان..

وما أجمل فعل الحسنات بعد الحسنات وما أقبح فعل السيئات بعد الطاعات! فالحسنة بعد الحسنة زيادةٌ في الثواب ورضوان من العزيز الوهاب.. قال الله -تعالى-: ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) [محمد: 17]، وقال -تعالى-: ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ) [مريم: 76]..

والحسناتُ بعد السيئات تكفيرٌ للسيئات وعظيمُ ثوابٍ للأعمال الصالحات.. قال الله -عز وجل-: ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) [هود: 11]، وعن معاذ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".

والسيئات بعد الحسنات إمَّا أن تبطلها فيحرم العاملُ الثوابَ وإما أن تنقص ثوابها ولابد.. قال الله -تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) [محمد: 33]..

وقد ذُكِرَ أن السلف كانوا يدعون الله -تعالى- ستة أشهرٍ أن يبلِّغهم رمضانَ ويدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، وقيل لبشر الحافي -رحمه الله-: " إن قوماً يجتهدون في رمضان فإذا ولَّى تركوا، فقال: بئس القوم.. لا يعرفون الله إلا في رمضان! "، ورب الشهور هو الواحد الأحد الذي يتقرب إليه العباد بما يحب في كل وقت.

يا ابن آدم.. إن الدنيا ليست بدار خلود، فما أقصرَ مدتَها وما أسرع انقضاءَ أيامها، والرب -تبارك اسمه - يقول: ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) [يونس: 45]، وقال -تعالى-: (.. وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ..) [الأحقاف: 35]، وقال -عز وجل -: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ..) [الروم:55]..

ومقدار هذا الزمن هو مدة بقائهم في قبورهم إلى خروجهم منها بدليل قول الله -تعالى-: ( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) [المؤمنون: 112 – 114]، وأما مدة حياة الإنسان قبل الموت فهو يعرفها ويعلم جيداً قدرها القصير إذا نزل به الموت وكأنها لحظة قضاها..

فإذا كان زمن البرزخ وهو دهور متطاولة وأحقاب متعاقبة ممتدة الآماد لا يحيط بها إلا الله لعظم مدتها.. إذا كان لبث الناس في قبورهم كأنه ساعة.. ألا تجعل بقية عمرك في طاعة ربك وتقدم لحياتك الأبدية؟ قال الله -تعالى-: ( فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ) [التوبة: 38]، ولكم أعظم الاعتبار فيما مضى من الأعمار، هل أغنى متاع الأمس عن اليوم؟ وهل يغني متاع اليوم عن الغد؟ وهل نفع من كان قبلكم ما أُوتوا من زهرة الدنيا وما أكلوا من خضرتها وما لبسوا من فروتها وما تمتعوا به من لذتها؟..

اضمحلت اللذات وبقيت الحسنات والسيئات؛ فإياك أيها المسلمُ وكلَّ قاطع يقطعك عن الرب الرحيم وعن جنات النعيم ويوجب لك العذاب الأليم؛ فالنفس الأمارة بالسوء والهوى والبدع والشهوات المحرمة والشبهات المضلة والمال الحرام والدنيا التي تصد عن الآخرة والتهاون عن الفرائض كلُّ ذلك من قطاع الطرق عن الجنة..

وفي الحديث: " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كأنما صام الدهر"، وقال الله -تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيرا ) [الانشقاق: 6 – 12].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله الشكور الحليم الرحمن الرحيم، أحمد ربه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله.. الهادي إلى صراط مستقيم، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه ذوي الخلق الكريم.

أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى وتمسّكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.

عباد الله: لقد أمركم ربكم بإكمال عدة رمضان وتعظيمه -عز وجل- ورغبكم في شكره على ما من به عليكم.. فقال تعالى: (.. وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [البقرة: 185]، وشكر الله -تعالى- لأجل معونته لكم على طاعته وتوفيقه وحفظه للمسلم من معاصيه، وليتبع الحسنة الحسنة ولكثرة النعم في رمضان وغيره..

ومن أعظم نعم الله على عباده ما بسطه من الأمن الذي تؤدى في ظله الفرائض والعبادات..

والأمن والإسلام متلازمان؛ فالإسلام يطبق بطمأنينة في ظل الأمن.. قال تعالى: (..فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ..) [البقرة: 196]، وقال في الصلاة (.. فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) [البقرة: 239]..
والآيات والأحاديث في هذا كثيرة.

والأمن نعمة عظمى تنطوي على نعمٍ عظمى، فمن الناس من شكرها فوُعِد بالمزيد كما قال -تعالى-: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ.. ) [إبراهيم: 7]، ومن الناس من لم يصبر على النعم ولم يشكر المنعم فعمل ضد النعمة فعوجل بالعقوبة، وما الله بغافل عما يعمل العاملون.

ولم ينس الناس ما قامت به الفئة الضالة الخارجة عن جماعة المسلمين وإمامهم في رمضان من محاربة نعمة الأمن ومحاولة اغتيال الأمير / محمد بن نايف بن عبد العزيز؛ فأردى الله الغادر في حفرته ورد الله الكيد على الماكرين.. والله يقول: (..وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ..) [فاطر: 43]..

وذكر هذه الحادثة أكثر من مرة لشناعتها وقبحها وبراءة الإسلام من هذه الأعمال الإجرامية والتحذير من أهلها، ولتحذير شباب المسلمين من مسلك الفساد في الأرض والانضواء تحت بدعة الخوارج الذين ذمهم الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بل إن هذه الفئة أخبث من الخوارج؛ فالخوارج ظاهرون في عداوتهم ولا يغدرون.. وهؤلاء غادرون مكرة.

اللهم احفظنا من مضلات الفتن، اللهم احفظنا من مضلات الفتن. اللهم احفظنا وذرياتنا والمسلمين من مضلات الفتن.

عباد الله: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [الأحزاب: 56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من صلى علي صلاةً واحدة صلى الله به عليه عشرا "..

فصلوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وسلم تسليماً كثيرا..

اللهم وارض عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن سائر أصحاب نبيك محمد وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنا معهم بمنِّك وكرمك ياأرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك ياقوي ياعزيز.

اللهم ألف بين قلوب المسلمين وأصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام، وانصرهم على عدوك وعدوهم ياقوي ياعزيز.

اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين.. ضاعف حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم يارب العالمين، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة..

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ياأرحم الراحمين. اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين. اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين: ( .. ربَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) [البقرة: 286]..

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك وأعنه على ما فيه الصلاح والإصلاح والخير للمسلمين، اللهم وأصلح له بطانته..
اللهم وفق ولي عهده لما تحب وترضى، اللهم وفق النائب الثاني لما تحب وترضى، اللهم وفقهم لهداك واحفظهم يارب العالمين.

اللهم إنا نسألك أن تؤلف بين المسلمين وبين ولاتهم على ما تحب وترضى وعلى ما فيه نصرة الإسلام والمسلمين وتحكيم شريعتك يارب العالمين إنك على كل شيء قدير: (..رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: 201].

عباد الله: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [النحل: - 90]، ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) [النحل: 91]..

اذكروا الله -العظيم الجليل- يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي