فإذا حقق العباد مراد الله منهم بالإيمان والتوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، وتعلم دينه وشرعه وتعليمه، وطاعة الله ورسوله في كل أمر، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وأكثروا من الاستغفار والتوبة عند الخطأ والتقصير، إذا حقق العباد ذلك أكرمهم الله تعالى بسبع كرامات هي أعظم مراد الخلق من ربهم وهي...
الحمد لله الذي عمت رحمته كل شيء ووسعت، وتمت نعمته على العباد وعظمت، ملك ذلت لعزته الرقاب وخضعت، وهابت لسطوته الصعاب وخشعت، وارتاعت من خشيته أرواح الخائفين وجزعت، كريم تعلقت برحمته قلوب الراجين فطمعت، بصير بعباده يعلم ما كنت الصدور وأودعت، عظيم عجزت العقول عن إدراك ذاته فتحيرت, نحمده على نعم توالت علينا واتسعت.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجّي قائلها من النار يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي جاهد في الله حق جهاده حتى علت كلمة التوحيد وارتفعت، اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد،
فيا أيها الناس: اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وأجيبوا الداعي إلى دار كرامته وجناته، ولا تغرنكم الحياة الدنيا بما فيها من زهرة العيش ولذاته؛ فقد قرب الرحيل، وذهب بساعات العمر وأوقاته.
أيها المسلمون: المتدبر في كتاب الله وسنة نبيه يجد أن الله تعالى أقام شرعه على أمرين؛ أداء حقه -جل وعلا-، وعلى أداء حقوق العباد، وكل الرسل من أولهم إلى آخرهم والكتب إنما أنزلت لبيان هذين الحقين: حق الله -جل وعلا- بعبادته وحده دونما سواه، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم أداء الحقوق إلى الخلق.
فأنزل الله -جل وعلا- كتبه، وبعث رسله للقيام بهذين الأصلين، قال -جل وعلا-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36]، فجمع في هذه الآية -وهي مثال واحد فقط وإلا فالأمثلة غيرها كثيرة- بين حق إفراده -سبحانه- بالعبادة، والإحسان إلى خلقه، وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه- وسلم لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ: "يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: "يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ" قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَال: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟"، قَالَ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً قَالَ: "يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ" قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟" قَال: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "أَنْ لا يُعَذِّبَهُم" [أخرجه البخاري: 2856، ومسلم:30] وهذا الحديث يؤكد عظم حق الله تعالى على العباد وسهولته في نفس الوقت، فإن أداء حقه -سبحانه- ليسير على من يسره الله عليه، نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أيها الإخوة: إن حق الله على العبد عظيم جليل، لا يقوم به إلا العباد الصالحون المخلصون، ومراد الله من الخلق ليس باليسير. ومن الأمور التي يريدها الله من عباده: توحيده والإيمان به، فقد أراد الله من عباده أن يؤمنوا به وبنبيه وأن يخلصوا التوحيد له، قال -سبحانه-: (فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [التغابن: 8]، فمن أشرك بالله شيئًا لم يحقق مراد الله منه.
ومن مراد الله من الخلق: أن يلزموا العبودية لرب البرية كما قال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77]، فكل من خرج عن عبودية الله لم يؤد حق عبوديته.
ومما يريده الله من عباده: أن يتعلموا العلم النافع وأن يعلموه غيرهم، كما قال -سبحانه-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19]، وقال سبحانه: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) [آل عمران: 79]، فليس من أعرض عن العلم الشرعي النافع محققًا لمراد الله منه.
ومما يريده الله من عباده أن يطيعوه ويطيعوا رسوله في كل أمر ونهي، كما قال -سبحانه-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [آل عمران: 132]، فمن عصا ربه ولم يستجب لنبيه فليس محققًا لمراد الله منه.
أيها الإخوة: ومن الأمور المهمة التي أرادها الله من البشر أن يقوموا بواجب الدعوة إلى دينه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر كما قال -سبحانه-: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104]، فأين نحن من هذا الواجب الكبير؟! وكم فرطنا فيه؟!.
ومن الأمور المهمة التي يريدها الله من عبادة: القيام بواجب الجهاد في سبيله لإعلاء كلمته ونصر دينه، كما قال -سبحانه-: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) [البقرة: 193]، حتى تصان حرمات الإسلام، ويتم الدفاع عن المستضعفين، ونشر الإسلام في كل مكان.
عباد الله: وكل بني آدم مقصر في القيام بما يجب عليه نحو ربه ودينه، ولذا فإن من الأمور المهمة التي تجب على الخلق لله تعالى أن يلزموا الاستغفار والتوبة من الخطأ والتقصير, كما قال -سبحانه-: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود: 90].
أيها الإخوة: فإذا حقق العباد مراد الله منهم بالإيمان والتوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، وتعلم دينه وشرعه وتعليمه، وطاعة الله ورسوله في كل أمر، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وأكثروا من الاستغفار والتوبة عند الخطأ والتقصير، إذا حقق العباد ذلك أكرمهم الله تعالى بسبع كرامات هي أعظم مراد الخلق من ربهم وهي:
الأول: الهداية إلى الصراط المستقيم كما قال -سبحانه-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
الثانية: الحياة الطيبة في الدنيا كما قال -سبحانه-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
الثالثة: رضا الله عنهم كما قال -سبحانه-: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100].
الرابعة: دخولهم الجنة كما قال -سبحانه-: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 72].
الخامسة: رؤية الرب -عزَّ وجلَّ- في الجنة كما قال -سبحانه-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22، 23].
السادسة: القرب من الرب في الجنة كما قال -سبحانه-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر: 54، 55].
السابعة: سماع كلام الرب وسلامه في الجنة, كما قال -سبحانه-: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس: 55-58].
ألا ما أعظم هذه الكرامات، وما أعلى هذه الدرجات، وما أحسن هذه التشريفات، وما أكمل هذه المقامات.
عباد الله: فمن أراد أن ينال هذه الكرامات والدرجات العالية في الجنات فليحقق مراد الله منه، ليهنأ بما يريده من ربه ويتمناه لنفسه، ويسعد بالهداية إلى الصراط المستقيم، والحصول على رضوان ربه، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، ورؤية ربه في الجنة، والقرب منه، وسماع كلامه، والخلود الدائم في هذا النعيم المقيم كما قال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [البينة: 7، 8].
نسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يرزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى من سار على طريقهم واتبع هداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -معاشر المسلمين- واعلموا أن هذه الدنيا دار مَمر وأن الآخرة هي دار القرار، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه) [الزلزلة:7-8].
أيها الإخوة: إن المتأمل في البشر وعدم قيامهم بحق الله عليهم، رغم أن الله أسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة، ليكاد يصرخ: يا حسرة على البشرية! كم ضلت وأضلت! وشقيت باتباع غير منهج الله؟!.
يا حسرة على العباد! كم لعب الشيطان بعقولهم وأوقاتهم وأموالهم؟! وا أسفاه إلى متى يزحف الورى إلى الوراء، إلى جهنم وهم لا يشعرون؟! يا حسرة على العباد ماذا قدموا للدين؟، وماذا قدموا للآخرة؟، وماذا قدموا لأنفسهم؟! يا حسرة على الإنسانية حين قادها العُمْي والشياطين وأضلوها عن سواء السبيل، وساقوها صراط الجحيم، فهي كافرة بربها، خاضعة لهواها وشهواتها، عاصية لخالقها، مطيعة لعدوها، تطيع الشيطان، وتكفر بالرحمن: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46].
فواعجباً للبصير الذي نَوَّر الله قلبه بالإيمان كيف يهتدي ويقتدي بالعُمي الذين لا يبصرون، وأهل الجهل الذين لا يعلمون: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الرعد: 19]. فليس الفلاح والنجاة إلا بالحق، واتباع أهل الحق من الرسل والأنبياء وأتباعهم.
والذين لا يستجيبون لهذا الحق هم بشهادة الله -سبحانه- عمي لا يتفكرون ولا يعقلون، والذين يستجيبون له هم أولو الألباب، وهؤلاء هم الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله، وتستجيب لطاعته، وتستلذ بمحبته وعبادته وامتثال أوامره، وتسكن لذلك وتستريح.
وإن الإنسان ليجد مصداق قول الله هذا في كل من يلقاه من الناس معرضاً عن ربه وعن القيام بالحق الذي جاء به نبينا محمد رسول الله -صلى الله عليه- وسلم، فلا يجد إلا قلوب منكوسة، وكائنات معطلة لا تشعر بعبودية المخلوقات لربها، وتسبيحها بحمده، ولا تحس بطاعة الوجود كله لربه، وهو يسبح بحمده، وينطق بوحدانيته ويخضع لقدرته وتدبيره وتقديره كما قال -سبحانه-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [النور: 41].
اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار وأسكنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الآداب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي