من أراد عافية الجسم؛ فليقلل من الطعام والشراب، ومن أراد عافية القلب فليترك الآثام. وراحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام، والذنوب للقلب بمنزلة السموم إن لم تهلكه أضعفته ولا بد، وإذا أضعفت قوته -أي أضعفت قوة القلب- لم يقدر على مقاومة الأمراض" يعني الحسد والغفلة والقسوة؛ هذه الأمراض التي تهجم على القلب متى ما فقد صفاؤه. فَلَا تَبِعْ لَذَّةَ الْأَبَدِ الَّتِي لَا خَطَرَ لَهَا بِلَذَّةِ سَاعَةٍ تَنْقَلِبُ آلَامًا، فَتَذْهَبُ اللَّذَّةُ، وَتَبْقَى التَّبِعَةُ، وَتَزُولُ الشَّهْوَةُ، وَتَبْقَى الشِّقْوَةُ.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللذة، هي الإحساس بالمتعة والنشوة.
واللذات في عرف الناس كثيرة ومتنوعة؛ منها لذات حسية، ولذات معنوية.
أما الحسية؛ فلذة الطعام والشراب، ولذة الشمس.
والمعنوية؛ لذة السلطة، لذة الثراء، وتوفر المال، لذة العلم، لذة الشهرة، لذة العشق.
هذه، وغيرها لذات مشهورة متفق عليها، يحرص على الحصول عليها كل الناس، على تفاوت بينهم، يتنافسون عليها بشدة.
وقد يحسد، أو يهجر، أو يعادي بعضهم بعضا من أجل تلك اللذات,
بل قد يقتل بعضهم بعضا من أجل تلك اللذات، وهو يدل على المكانة العظيمة العالية؛ لتلك اللذات في حياة البشر.
اليوم نريد -إن شاء الله تعالى- أن نلفت النظر إلى لذة معنوية، تغيب عن بال الكثيرين؛ إنها "لذة العبادة!".
هل للعبادة لذة؟ وكيف نحصل عليها؟ وهل هي لذة تنافس غيرها من اللذات؟
كثيرا ما يدور الحديث -أيها الإخوة الكرام-: حين يكون عن العبادة حول أركانها وشروطها، وواجباتها، ومستحباتها، يعني حول ما يتعلق بها من الناحية الشرعية، الفقهية والعقدية.
وكل هذا مطلوب بلا أدنى شك.
لكن هل يمكن أن نتحدث عن العبادة من حيث كونها متعة؟
العبادة التي يستثقلها كثير من الناس، ممكن أن تكون متعة يهنأ بها العبد، ويتلذذ بها كأحسن ما يكون من لذة.
لا تتعجبوا، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام يسعدون، يستمتعون بالعبادة استمتاعا عجيبا؛ في السنن الكبرى؛ عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
فالصلاة عنده صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عبادة مفروضة فحسب، وإنما هي قرة عين، لذة خارقة يشعر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، لا يشعر بمثلها في أي مقام آخر: "جعلت قرة عيني في الصلاة".
"قرة عيني" قرارها وسكونها في الصلاة لما رأت ما يعجبها! وسكون النفس لما أحست بألذ ما يسعدها.
ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يشعر في الصلاة براحة كاملة وشاملة، راحة بال، راحة جسد، راحة قلب، ولهذا كان أحيانا يقول لبلال -رضي الله عنه-: "أرحنا بالصلاة يا بلال".
لم يقل صلى الله عليه وسلم: أرحني؟ وإنما قال: "أرحنا" أي أن هذا ما ينبغي أن تحدثه الصلاة في نفوس جميع المصلين، سرور وسعادة وراحة.
وهكذا كانت علاقته بالصلاة، فقد جاء في السنن؛ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى.
يعني إذا نزل به أمر مهم، أو أصابه غم؛ صلى.
ونحن إذا حزبنا أمر، أو كرب، أو شدة، أو عرض صحي؛ ما الشيء الأول الذي يتبادر إلى أذهاننا إلى حل تلك المشكلة، أو فك تلك الضائقة؟
الذي يتبادر إلى أذهاننا الحل المادي أولا! دون أن يكون بعده إلا بعد فترة من الزمان، عندما نيأس، نذهب إلى طبيب، نبحث عن دواء، نبحث عن شخص ما، نطلب معاونته، قريبا كان أو بعيدا، المهم هذا هو المتبادر إلى الذهن في الغالب.
لكن قليلا، بل نادرا أن يتبادر إلى أذهاننا قبل اللجوء إلى الطبيب، أو الحيلة، أو فلان، أو ذاك، أن نلجأ إلى الله -تعالى- خالق الكون، ومدبر الأمر: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ)[يونس: 31].
يعني بينما نتجهز للذهاب إلى المستشفى على سبيل المثال؛ نصلي لله ركعتين، ندعوا في الصلاة، نبتهل ونسأله سؤال المضطر، من منا يذكر هذا؟ ومن منا يفعل هذا؟ -نسأل الله من فضله وكرمه-.
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الصلاة إذا حز به أمر صلى.
تعامل مع الصلاة صلى الله عليه وسلم على أنها ملاذ وملتجأ، فكيف لا يتلذذ بها؟ كيف لا تكون الصلاة قرة عينه صلى الله عليه وسلم؟
أيها الإخوة الكرام: ما هي الأسباب الجالبة للذة العبادة؟
الأسباب كثيرة، لكننا نذكر طائفة منها -وبالله التوفيق-.
من أهم الأسباب: الإحساس بالعبودية:
ما معنى الإحساس بالعبودية؟
الإنسان منا -أيها الإخوة-: له وعي كامل بما يشغل ذهنه أينما كان، وفي كل وقت؛ على سبيل المثال له وعي كامل بوظيفته، يعني في حثه دائما أنه موظف في الجهة الفلانية، يحمل هذا الحث به دائما.
له وعي كامل بعلاقته بوالديه مثلا بأهله، بأصدقائه، بزملائه.
له وعي كامل بعلاقته بالطعام، بالغذاء، بالعشاء؛ لكن وعيه بالعبودية ضئيل ومنقطع!.
أنا وأنت قبل أن يكون الواحد منا مديرا، أو مدرسا، أو موظفا، أو تاجرا، أو طالبا، أو أخا، أو أبا، هو قبل ذلك عبد مملوك لله، مخلوق لعبادته، كل واحد منا عبد لله، وجد في هذا الكون لعبادة الله -جل وعلا- قبل أي شيء آخر: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56].
"ما" النافية مع "إلا" تفيد الحصر والقصر، أي خلقت الإنس والجن لغاية واحدة، هي العبادة دونما سواها.
ففي الآية قصر علة الخلق على العبادة.
طيب هل هذا الحث موجود على الدوام في حياتنا؟ وإذا كان موجودا فما نسبة تأثيره؟
ينبغي على كل واحد منا: أن يتواصى مع نفسه التي بين جنبيه على مراجعة هذه القضية، وأن يتأمل في حياته ونصيبه في الآية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) )[الذاريات: 56].
ثم انظر حولك، إن الأشياء التي تراها خلقها الله من أجلك: (الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29].
لماذا يا ترى خلقها من أجلك؟
كي تتفكر في عظمته، وبديع خلقه، فتحبه وتخشاه، وتعبده حق عبادته.
ألم يقل سبحانه وتعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[آل عمران: 190-191].
الإحساس بالعبودية دائما في كل مكان وكل وقت.
من أسباب التلذذ بالعبادة: صفاء القلب:
أيها الإخوة: إن من بين من أعاد ترتيب الأولويات في حياته على مبدأ العبودية، فسيكون صفاء قلبه لله -تعالى-، وطهارته، ونقائه من أولى أولياته.
الذنوب ألد أعداء القلب، هي السبب في تعكير صفائه.
صح عند المنذر من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ -عز وجل-، فِي كِتَابِهِ: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[المطففين: 14]".
قال بعض المتقدمين من أئمة الطب: "من أراد عافية الجسم فليقلل من الطعام والشراب، ومن أراد عافية القلب فليترك الآثام".
قال ثابت بن قرة: "راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام، والذنوب للقلب بمنزلة السموم إن لم تهلكه أضعفته ولا بد، وإذا أضعفت قوته -أي أضعفت قوة القلب- لم يقدر على مقاومة الأمراض" يعني الحسد والغفلة والقسوة؛ هذه الأمراض التي تهجم على القلب متى ما فقد صفاؤه.
قال ابن القيم: "فلا تبع لذة الأبد التي لا خطر لها بلذة ساعة تنقلب آلاما، فتذهب اللذة، وتبقى التبعة، وتزول الشهوة، وتبقى الشقوة".
فاللذة الناتجة عن تقديم هوى النفس على رضا الله -تعالى- أهلها في غفلة.
ولذلك هم فعلا يشعرون بلذة.
نعم يتلذذون ويضحكون، بل وينتفضون على الأرض من شدة الضحك، إلا إنها مشاعر لا آمان لها، تخون صاحبها؛ لأنها لذة اليوم، وحسرة الغد.
فلا فرحة للغافلين، ولا سرور ولا لذة إلا من جنس ما للحيوان البهيم، يفرح بالطعام والشراب، ثم يذبح من الغد!.
إن اللذة التي يحرص عليها، هي لذة القلوب المطمئنة، المحبة لله، المشتاقة للقائه -جل وعلا-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 97].
تريد لذة عبادة؟
أصلح قلبك، وطهره من شوائب المعصية، ونكتها السوداء!.
من أسباب حصول اللذة: الزهد:
معاشر الإخوة: التغيير لا يتحقق إلا بزهد وحركة وصبر، وحال العبد لا يصلح وهو مستمسك بطبعه القديم، لا يحرك لله طرفا.. لا، التغيير لا يتحقق بمعجزة تقوم من نومك ذات يوم صباحا، فتجد لذة في صلاتك، لا؟!
التغيير يستلزم اتخاذ الأسباب، يستلزم الاجتهاد والجهد، فإذا بذلت السبب واجتهدت؛ هناك فانتظر جميل الرب -جل وعلا- وفيضه على قلبك من حيث لا تدري، ولم يخطر لك على بال!.
إن لذة العبادة، هي لله -جل وعلا-، هو وحده الذي يمنحها، وهو وحده الذي يحرمها!.
"يمنحها" يصطفي النفوس التي تستحقها، تستحق تلك اللذة، قال ابن القيم: "من اشْتغل بِاللَّه عَن نَفسه كفاء الله مؤونة نَفسه".
يعني أقبل واجتهد، وخلِّ لذة نفسك بالعبادة على الله -جل وعلا-.
المهم صل، المهم أترك الآثام، ثم بعد ذلك الله -عز وجل- سيتكفل الله بقلبك أن يرد اللذة والسرور إليه.
تغيير الله لقلب العبد لا يأتي إلا إذا غير العبد طبائعه السيئة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[الرعد: 11].
إن فراق العادات والملذات المكروهة والمحرمة، تلك التي قست على ممارساتها العظام، وتغذت في ظلالها الأجسام، وسكنت إلى جوار النفس، وضربت بأذنابها في القلب، إنما يعذر فراقها على من ينظر إليها من بعيد، ذاك الخائف المتردد التي لا يُقبل ولا يقبِل، ولا يحاول درسها بصدق، ولا يعزم على فراقها بإخلاص، يقول لنفسه: "أنا أفعل كذا!! أنا أترك كذا!! مستحيل!!".
يقول ابن القيم: "إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد؛ من تركها لغير الله، فأما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله، فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة، ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة، قال: "إذا تركت شيئا لله -عز وجل- أحسست بطعمه في قلبك".
يقول ابن سرين -رحمه الله-: "سمعت شريحا يحلف بالله، ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده، وقولهم: من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه" حق.
والعوض أنواع مختلفة، وأجل ما يعوض به؛ الأنس بالله، ومحبته وطمأنينة القلب به، وقوته ونشاطه وفرحه، ورضاه عن ربه -جل وعلا-.
نسأل الله من فضله العظيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد:
فمن أسباب حصول اللذة: حب الصلاة:
إن محب الصلاة يهيم في حبها، فكأنما يقول لها كما يقول المحب للصلاة:
لها أحاديث من ذكراك تشغلها *** عن الشراب وتلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستضيء به *** ومن حديثك في أعقابها حادي
إذا شكت من كلال السير أوعدها *** روح اللقاء فتقوى عند ميعاد
النفس تحيا بالصلاة، لأن صلاتك هي ميعادك مع الله -جل وعلا-، الصلاة لا ينتظرها، ويترقب دنوها بشوق صادق؛ سوى المخلصين، ذلك الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد، والذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجل قلبه معلق بالمساجد".
الصلاة تحيي قلوب الخاشعين، الصلاة ميعاد المحبين، الصلاة لذة القانتين.
أخي: لن تحب الصلاة إلا إذا نظرت إلى كونها العبادة الوحيدة التي تمنحك الوصول إلى أقرب ما تكون من ربك؛ مناجاة وطلبا ورجاءا، فعلا، هي الميعاد، وفي كونها أصل في ارتفاع منزلتك عنده -جل وعلا-، وفي كونها أول ما تسأل عنه يوم القيامة.
فلا بد أن تعتبر الصلاة نعمة عظيمة جدا، وتحبها حبا جما، قال بعض السلف -رضي الله عنه-: "إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله، فانظر إلى قدر الصلاة في نفسك".
أسأل الله أن يذيقنا لذة عبادته، ويقبل منا؛ إنه جواد كريم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي