كن مطمئنا

صالح بن محمد الجبري
عناصر الخطبة
  1. ظاهرة انعدام الطمأنينة .
  2. عوامل الاطمئنان .

اقتباس

إن القلق متجذّر في الدواخل، والاضطراب متمكن من الأنفس، وعندما تسأل أمثال هؤلاء عن سبب مشاعرهم هذه فإن الإجابة أنهم لا يعرفون. في ظلّ هذا الوضع فكرتُ أن أعطي إشراقه أمل في أن أدعوَ نفسي وإياكم إلى الاطمئنان. فنقول: إن عوامل الاطمئنان والحمد لله قائمة في ديننا، حاضرة في قرآننا، واضحة في سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فلماذا لا نطمئن؟ ولماذا لا نستقر؟ ولماذا لا تهدأ دواخلنا؟.

الخطبة الأولى:

عندما تسأل كثيرًا من الناس اليوم عن حالهم ووضعهم النفسي فإن إجابة الكثير من هؤلاء هي أن هذا قلِق، وهذا محتار، وذاك مضطرب؛ بل، حتى لو سألت بعض الصغار نجد نفس الجواب.

إن القلق متجذّر في الدواخل، والاضطراب متمكن من الأنفس، وعندما تسأل أمثال هؤلاء عن سبب مشاعرهم هذه فإن الإجابة أنهم لا يعرفون.

في ظلّ هذا الوضع فكرتُ أن أعطي إشراقه أمل في أن أدعوَ نفسي وإياكم إلى الاطمئنان؛ فنقول: إن عوامل الاطمئنان والحمد لله قائمة في ديننا، حاضرة في قرآننا، واضحة في سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فلماذا لا نطمئن؟ ولماذا لا نستقر؟ ولماذا لا تهدأ دواخلنا؟.

أولاً: إن من عوامل الاطمئنان والقضاء على القلق والاضطراب والحيرة والتردّد أن تؤمن بالله على كل حال، وأن تسعد به في كل الأحوال، إن غضبَ ربّك فلا تهرب منه، إن أذنبتَ وأخطأت فالله ربك، وهو الذي يستقبلك إن كنت عاصيًا أو طائعًا، المهم أن يستقرّ في داخلك أن الله معك: (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[التوبة:40]، (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) [الحديد:4]. وأن تقول دائمًا: يا رب، ليس لي سواك في كل الأحوال، إن عصيتك فأنت ربي، وإن أطعتك فأنت ربي، أستعينك قبل الطاعة، وأستغفرك بعد المعصية يا رب.

 إن كـان لا يرجوك إلا مُحسنٌ *** فبمن يلـوذُ ويستجيرُ المجـرمُ

 أدعـوك ربِّ كما أمرتَ تضرعا *** فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ

 مـا لِي سواك وسيلة إلا الرجا *** وجميـلُ عفـوك ثم أني مُسلمُ

اِلجأْ إلى ربك، إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسوا بأحبابهم فاجعل أُنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى حكامهم وكبرائهم وتقرّبوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودّد إليه؛ تجد بذلك غاية العز والرفعة، (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ[هود:90]؛ لأن الله يقول: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ[المنافقون:8].

قرأت موقفًا أعجبني عن أعرابي ربما كان خطّاءً، وقف في ظلّ الكعبة ودعا ربه وقال بكل بساطة: اللهم إنك تجد من تعذّبُه غيري، لكني لا أجدُ من يرحمُني سواك.

نعم، الله  -سبحانه وتعالى- رحيم بنا جميعًا، يرحم ويعطي، ويسامح ويعفو ويحب، هو يحبك، ولولا أنه يحبك ما جعلك مسلمًا، نعم، (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ[المائدة:54].

اختارك الله لتكون مسلمًا لأنه يحبك، فاطمئن، ولا تضيّع هذه النعمة العظيمة، لماذا؟ لأن كل من تحبه من الخلق ويحبك إنما يريدك لنفسه ولغرضه منك، والله -تعالى- يريدك لك، وكلّ من تعامله من الخلق إن لم يربح منك لم يعاملك، ولا بد له من نوع من أنواع الربح، والربّ -تعالى- إنما يعاملك لتربح أنت أعظم الربح وأعلاه، والدرهم بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بواحدة وهي أسرع شيء محوًا، أفلا يبعث ذلك في نفسك استقرارًا وطمأنينةً وثقةً بالله -عز وجل-؟!.

من عوامل الاطمئنان، ثانيًا: محبّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، واتخاذه أسوةً وقدوة.

حينما يصادق الإنسان منا شخصية كبيرة فهو يشعر بأمان واطمئنان، وقد تسأله: من قدوتك؟ فيقول: فلان! الشخصية الكبيرة، وهذا يطمئنك، إذًا؛ فاطمئنّ فأنت تقتدي بسيد البشر على الإطلاق، فأنت تابع من أتباعه.

ورسول الله يُعنى بك، ويهتمّ لأمرك، ومحبُّك حتى وهو لم يرك، ألم يقل -صلى الله عليه وسلم-: "وددت أنا قد رأينا إخواننا"، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد"، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: "أرأيت لو أن رجلا له خيلٌ غرّ محجلةٌ بين ظهري خيلٍ دُهم بُهم، ألا يعرف خيله؟" قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "فإنهم يأتون غرًا محجَّلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض" رواه مسلم.

إنه يقول لكم: وددت أني رأيتكم! انظروا إلى هذا الشعور الأخوي الإيماني المليء بالحب والشوق والحنين رغم بُعد الزمان والمكان!.

وتستمرّ هذه العلاقة بينكم وبين رسولكم العظيم حتى بعد موته، فعن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله -تعالى- مَلَكًا أعطاهُ سمعَ العبادِ، فليس من أحدٍ يصلي عليَّ إلا أبلغنيها، وإني سألتُ ربي أن لا يصليَ عليَّ عبدٌ صلاة إلا صلى عليه عشرَ أمثالها" صحيح الجامع.

إن سلمت على أمير أو وزير أو مسؤول ووصل السلام إليه وقال بأن سلامك وصَلَه اطمأننت؛ فما بالك وسلامك يصل إلى رسول الله في كل وقت؟! لذا أقول لك: حتى تطمئن، أَشبِعْ عاطفتك بمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أشبع عقلك بالاقتداء به، أشبع فكرك بقراءة وعمل ما قاله النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، عطر لسانك بالصلاة عليه؛ تكن مطمئنًا.

من عوامل الاطمئنان، ثالثًا: التفاؤل بالنجاح في الدنيا، والتفاؤل بالمصير في الآخرة. في الدنيا، فإنَّ توقع الخير والتفكير فيه يدفعان المرء للعمل لتحقيق هذا التفاؤل؛ لذا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "يعجبني الفأل الصالح" رواه البخاري ومسلم. وكان- صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة، وفي الأثر: "تفاءلوا بالخير تجدوه".

فالمتفائل يقول: نصف الكأس مليء، أما المتشائم فيقول: نصف الكأس فارغ. ولو سافر متفائل في رحلة لأسعد وقته بالاستمتاع بالمشاهد والمناظر من حوله، أما المتشائم فيقضي الرحلة كئيبًا تعيسًا بسبب تفكيره بمخاطر الرحلة والحوادث التي يمكن أن تقع خلالها؛ لذا كن متفائلاً في الدنيا، وكن متفائلا بمصيرك في الآخرة، ولا تستمع لمن يملأ قلبك باليأس والقنوط.

اعمل وكن متفائلاً وكن مُؤمّلاً، كن صاحب عمل وأمل، ولا تكن صاحب أمل دون عمل، ولا تكن صاحبَ عمل دون أمَل، كن كذلك؛ وإلا فلا قيمةَ لوجودك.

من ماذا تخاف؟! قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: "إذا هِبت أمرًا فقع فيه؛ فإن شدة توقّيه أصعبُ من الوقوع فيه".

كن قويًا أمام ما سيحدث، فسيحدث ما سيحدث شئتَ أم أبيت، فاستقبل القدَر مسرورًا فرحًا، وتوجه إلى ربك بوجه مشرق، وقل:  (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى[طه:84].

إن الملاحظ على كثير من الناس في هذه الأيام هو كثرة التضجّر والتشاؤم، حتى أصبح البعض يكره أن يلتقي بعض الناس؛ لأنهم يكاد أن يكون الضجر أضحى عنوانهم، والشكوى أصبحت ديدنهم، من ماذا يشكون؟ من احتلال القدس؟! لا، بل يشكو أحدهم من أمر صغير ألمّ بهِ، من حرارةٍ زائدة، من طبخة لم تَرُق له؛ لأن حلمه أضحى ضعيفًا ينصبّ على طبخة وأكلةٍ وشربة ولقاء وسهرة، فإذا لقيته بعد الطعام أو بعد السهرة حدثك وهو ضجر؛ لأن الحياة لم تمرّ كما يريد حسب رأيه المزعوم.

سبحان الله! لِمَ تفعل ذلك بنفسك؟! ألا تعرف قدرك؟! ألا تعرف أن المؤمن أعظم حرمة عند الله من الكعبة؟! ألا تعرف أن ربك خلق ما في السموات والأرض من أجلك؟! (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ[لقمان:20]، إذًا؛ اطمئنّ إلى المصير وتفاءَل، واعمل وأمّل، وستصل -بإذن الله- إلى النجاح في الدنيا، والفلاح في الآخرة.

رابعًا: تقبّل نفسك بلا شروط، وقد يقول قائل: وهل هناك أحد لا يقبل نفسه؟! نقول: نعم، فبعض الناس يضيق بنفسه وشكله وعيشه وهيئته وفاقته ومكانته، شاعرًا بالقلق والتوتر في كل يوم، بل في كل لحظة، متسائلاً: لماذا أنا بهذا اللون من البشرة؟! ولماذا أنا بهذه القامة القصيرة؟! أو: لماذا أنفي بهذا الشكل؟! أو: لماذا أنا بهذا الجسم المريض؟! أو: لماذا أنا بهذه النفس المهمومة؟! أو: لماذا وضعي العائلي مزرٍ؟! وهكذا.

ولا يختلف اثنان في أن تعامل الإنسان مع نفسه بهذا الشكل ورفضه لحالها الحسّي والمعنوي غيرُ مفيد أو مُجدٍ، لا من قريب ولا من بعيد، والسبب أنك -أيها الإنسان- لم تكن في يوم من الأيام سببًا مباشرًا فيما صرت إليه؛ لأن الذي خلقك هو الله -سبحانه- القائل: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْويْمٍ[التين:4].

وعندما يقول الله -سبحانه وتعالى-:(فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فليس المقصود بذلك أن تكون أوسم الناس وأجملهم منظرًا حتى تكون في أحسن تقويم، بل أنت في أحسن تقويم وأنت بهذه الصورة التي أنت عليها، بغض النظر عن الشكل والجسم واللون والهيئة، "إن الله -تبارك وتعالى- لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم" رواه مسلم.

وعندما التقى نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالصحابي الجليل زاهر الأسود اللون احتضنه قائلاً له مازحًا: "مَن يشتري هذا العبد؟" فقال زاهر: إذًا والله تجدني كاسدًا، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: "لكنك عند الله لست بكاسد"حديث صحيح.

وعندما ضحك بعض الصحابة من دقة ساقي عبد الله بن مسعود قال لهم: "أتضحكون من دقة ساقي ابن أم عبد؟! والله، إنهما في الميزان يوم القيامة لأثقل من جبل أحد!"  رواه البخاري.

والواقع يؤيّد ذلك، فكم من فقير عاش كريمًا لأنه كان عفيفًا! وكم من فقير تزوّج بثرية رأت فيه ما لم تر في الأثرياء! وكم من رجل دميم الخلقة تزوج امرأة غاية في الجمال ورضيت به وفضّلته على الجميلين والوسيمين! وكم من رجل وسيم تزوج بامرأة غير جميلة وفضّلها على الجميلات! وكل هؤلاء عاشوا بسعادةٍ وهناء ورضا؛ لأنّ ثقتهم بأنفسهم كانت كبيرة.

فمتى تطور نفسك إلى الأفضل وترى منها ما يُعجبك ويسرك ويوصلك إلى برّ الأمان والسعادة؟ هي لا تريد منك إلا أن تقبل بها، وتثق بقدراتها، وترضى عنها في داخلك، وستجد عندها في عالم الواقع كلّ تفاعل وتجاوب لتنفيذ الخطوة التالية، وهي السير في خط التغيير الذي تأمله، والتقدّم العملي الذي ترجوه، فَابْدأْ وستَرَ منها ما يسرك بإذن الله، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ[التوبة:105].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

خامساً: من أجل أن تكون مطمئنًا: الإسلام دين واقعي؛ لذا يعاملك على أنك إنسان، فأنت لست مَلَكَا، ولست شيطانًا، بل أنت إنسان واقعيّ، تصلي وترقد، وتصوم وتفطر، وتتزوج النساء، وتخطئ وتصيب.

والله تواب في كل صباح وفي كلّ مساء، "إن الله -تعالى- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم.

نعم، عصيت، استغفر وتب، ينتهِ الأمر، (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ[هود:114]، "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح.

الإسلام اعترف بأنكأنكأـأاااانننن تخطئ وتصيب، وتنام وتستيقظ، تأكل وتشرب، تسرح وتمرح، لكننا عاملنا أنفسنا على أننا إما أن نكون ملائكة أو أن نكونَ شياطين، أن ترى شيخًا أو داعية يضحك فهذه مصيبة خطيرة! أن تراه يفرح فرحًا مشروعًا أو يلهو لهوًا بريئًا فهذه مصيبة!.

ترى ما السبب؟ السبب هو الجهل، اقرؤوا سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لتجدوا في هذه السيرة شخصية واقعية عظيمة، تضحك وتبتسم وتبكي، مات ابنه إبراهيم فبكى، ولما قال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! قال له: "‏إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا ‏إبراهيم ‏ ‏لمحزونون" رواه البخاري. الأمر طبيعي.

دخل سيدنا أبو بكر على بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذ به يرى جاريتين تغنيان، فقال أبو بكر: مزمار الشيطان في بيت رسول الله؟! فقال -صلى الله عليه وسلم-: "دعهما يا أبا بكر؛ لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة" رواه أحمد.

وهذا يدل على أن الإنسان مهما بلغت مكانته، ومهما كان متدينًا، فهو يحتاج إلى شيء من اللهو والترفيه؛ لمساعدته في الصمود أمام مصاعب الحياة وأكدارها وآلامها.

ويدل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة"، وأنه بعث بحنيفية سمحة، يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام في أعين الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة في هذا الدين؛ حتى يجذب الناس إليه، ويأخذ بأيديهم إلى رحابه الفسيحة.

أيها الإخوة: نريد أن نُري الناس سعادتنا بديننا؛ لأننا إذا أريناهم سعادتنا بديننا دخلوا في دين الله أفواجًا، لكنهم حين يروننا غير سعداء بل تعساء وحيارى ونحب الحزن والنكد والعبوس ونكره الفرح والضحك والابتسام فبالله عليكم، كيف سيدخلون في الإسلام؟! هل ينقصهم أن يدخلوا من أجل أن يضطربوا ويقلقوا ويحتاروا؟!.

إذًا؛ أروا الناس سعادتكم وطمأنينتكم وراحتكم بدينكم حتى يدخل الناس في الإسلام أفواجًا، وإلا فسيُختصَر المسلمون وستحدّد دائرة المسلمين إلى أقلّ مما هي عليه، وسيترك بعض من أبناء ديننا وجلدتنا الدين لأنهم لم يجدوا فينا سعَة من أجل أن يمدّدوا أضلاعهم وأشواقهم وتطلعاتهم وأفراحهم، لن يجدوا عندنا إلا الضيق، وبالتالي؛ فسيهرب الإنسان من الضيق، فهل سيفهم الناس ذلك؟! نرجو هذا ونتمناه.

وفق الله الجميع لما يحبه  ويرضاه.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي