بعد هذه الأحداث، وفي ظل هذا الوضع المرير، وتنكُّر القريب والبعيد، أذن الله بأن تكون رحلة الإسراء والمعراج؛ لتكون بمثابة خطة عمل إيمانية، وتربوية، وتعليمية، وتشريعية، للدولة الإسلامية الجديدة؛ لأنها بعد ذلك ستقود الأمم، ويكون لها الصدارة، بما تحمله من مؤهلات ربانية، وقيم خالدة، ومشروع حضاري يسع الإنسانية جميعا، قال -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء:1].
الحمد لله العظيم الشأن، الكبير السلطان، خلق آدمَ من طين ثم قال له كن فكان، أحسن كل شيء كل شيء خَلْقه وأبدع الإحسان والإتقان.
أحمده سبحانه وحمدُه واجبٌ على كل إنسان، وأشكره على ما أسداه من الإنعام والتوفيق للإيمان، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه...
أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عـالم الغيوب، مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب.
إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ *** وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ
ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهـاً *** ولا أغنـى بحيلتـِه الأريـبُ
أتاك على قنـوطٍ منك غـوثٌ *** يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ
وكل الحـادثاتِ وإن تنـاهت *** فموصـولٌ بها الفرج القريب
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة قامت بها السماوات السبع والأرض المهاد، وخضع لها جميع العباد.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض وشفيع الخلق يوم المعاد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
أمَّا بَعْــــــــد: عبـــــــــاد الله: لقد طــاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتجمعات القبائل، وقصد الرؤساء، وتوجه بالدعوة إلى الوجهاء، والتقى بالتجار والركبان والمسافرين، فعل ذلك كله عشر سنوات وهو يرجو أن يجد من ينصره ويحمل معه رسالة ربه.
كان يقول -صلى الله عليه وسلم- في كل موسم: "من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي؟"، ومع كل هذا لم يجد من يؤويه ولا من ينصره، إلا القليل، وسدت كل الأبواب في وجهه.
وتعرض هو وأصحابه للإيذاء والسخرية والاستهزاء والتعذيب بجميع أشكاله، وقامت الأجهزة الإعلامية لقريش وللقبائل من حولها بحملة تحريض وتشويه لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ولدينه وأصحابه، حتى كان الرجل من أهل اليمن أو من مضر يخرج إلى مكة فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك...
وخرج إلى الطائف لعله يجد من يهتدي بهديه ويلتزم دينه، فما كان منهم إلا الصد والمنع والسخرية والإيذاء.
وتخيلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يريد لهم الخير والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، مع شعوره بعبء المسئولية التي تحملها، والأمانة الملقاة على عاتقه، ومع ذلك لا يجد من قومه غير التكذيب والسخرية والاستهزاء والتحريض والإيذاء.
كيف ستكون حالته النفسية؟ ما هو شعوره وهو وحيد يواجه هذه الأمواج المتلاطمة من المؤامرات والكيد والعداء والتحريض؟ إلى جانب أن سنده الذي كان يدافع عنه، عمه أبا طالب، قد مات، وزوجته خديجة -رضي الله عنها- التي كانت تخفف عنه قد لحقت بربها، ومع ذلك لم يفقد الأمل، ولم ييأس.
بل شعر -صلى الله عليه وسلم- أنه ربما يكون مقصرا في دعوته وتبليغ دين الله، فتوجه إلى ربه يدعوه، ويستمد منه العون، ويعترف بضعفه، ويطلب رضا ربه، فقد ورد في التاريخ والسير أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا ربه فقال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني؟ أم إلى قريب ملّكْتَهُ أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
بعد هذه الأحداث، وفي ظل هذا الوضع المرير، وتنكُّر القريب والبعيد، أذن الله بأن تكون رحلة الإسراء والمعراج؛ لتكون بمثابة خطة عمل إيمانية، وتربوية، وتعليمية، وتشريعية، للدولة الإسلامية الجديدة؛ لأنها بعد ذلك ستقود الأمم، ويكون لها الصدارة، بما تحمله من مؤهلات ربانية، وقيم خالدة، ومشروع حضاري يسع الإنسانية جميعا، قال -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء:1].
فكان في هذه الرحلة أحداث ومواقف، وتوجيهات، ومعجزات وكرامات، وتشريعات، وكان أهمها الصلاة التي فرضت على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في السماء في ليلة الإسراء والمعراج؛ لأهميتها، وفضلها، وأثرها في حياة الفرد والمجتمع والأمة.
وكان لهذه الرحلة أبعاداً تربوياً عظيمة، فمن ذلك بعث الأمل في النفوس وعدم اليأس من الواقع مهما كان؛ لأن المتصرف بأحوال الناس وأعمارهم وأرزاقهم وحياتهم وموتهم هو الله وحده -سبحانه وتعالى-، فيزداد المؤمن إيماناً ويقيناً وثقة بالحق الذي يحمله، والخير الذي يسعى من أجله، ولئن ضاقت عليه الأرض بما رحبت فهناك آفاق السماء، وآفاق الآخرة، وآفاق الجنة، وآفاق النعيم الذي جعله الله لعباده؛ ولئن خذلته قوة البشر فهناك قوة الله.
أيها المؤمنون عبــاد الله: ما أجدر بنا اليوم أن نستفيد من هذا البعد التربوي من حادثة الإسراء والمعراج! فنحيي في النفوس الأمل، وفي الأوطان الغد المشرق، وفي الأحداث والمواقف والتصورات الإيجابية والتفاؤل، خاصة ونحن زمن كثرت فيه الفتن والمصائب، وسفكت فيه الدماء، واحتدم الصراع فيه على الدنيا، وشوهت فيه القيم والمبادئ، وأصبحت القوة والمصلحة المادية هي اللغة التي تحكم العلاقات بين المسلمين كأفراد ودول وقبائل ومجتمعات، وتلاعبت كثير من النخب السياسية والدينية والإعلامية بأحكام الدين وأوامر الشرع؛ اتباعاً للهوى، ورغبة في متاع دنيوي.
وأصحاب الحق والخير والصلاح، الثابتون على دينهم، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، والمحافظون على المبادئ والقيم، يعتريهم من هذا البلاء والعنت والشدة والضيق الشيء الكثير، وقد تضعف نفوس، ويبلغ اليأس ببعضها؛ لطول الطريق، وشدة البلاء، وتأخر النصر، وتبدل الأحوال؛ لكن المؤمن الواثق بربه، المتصل به، عنده أمل لا يعتريه يأس، وثقة لا يخالطها شك، بأن الله -سبحانه وتعالى- سيجعل بعد كل عسر يسرا، وبعد كل شدة فرجاً ومخرجاً؛ فيقف المسلم كالجبل الأشم لا يتزعزع ولا يتزلزل أمام هذه العواصف والمؤامرات.
وهو إذا رأى الباطل يقوم في غفلة الحق أيقن أن الباطل إلى زوال، وأن الحق إلى ظهور وانتصار، قال -تعالى-: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء:18]، وقال -تعالى-: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [الرعد:17].
وهو إذا أدركته الشيخوخة، واشتعل رأسه شيباً، لم ينفك يرجو حياة أخرى فيها شباب بلا هرم، وحياة بلا موت، وسعادة بلا شقاء: (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا *لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) [مريم:61-62].
إن الأمل، والثقة بالله، والتوكل عليه، قوة لا تلين، وحصن لا يهدم، وجيش لا يهزم، وهو سلاح المؤمنين عند نوائب الدهر وتقلب الزمان.
وإن في هذه الحادثة رسالة وخطابا إلى المظلومين في الأرض، إلى المقهورين تحت سياط الجبابرة والظلمة، أنه مهما كان الظلام حالكاً، وسواد الليل يغطي هذا الكون، ومهما كان اليأس يرمي بظلاله على الأحداث، فلا بد أن يأتي الفجر ليبدد الظلمات، وينشر النور، قال -تعالى-: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173]، وقال -تعالى-: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139]، وقال -سبحانه-: (وَكَانَ حقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم:47].
فثقوا بالله، وأملوا، وأحسنوا العمل، وثقوا بربكم، واثبتوا على دينه، وتوكلوا عليه في جميع أموركم الدينية والدنيوية؛ فهو نعم المولى ونعم النصير!.
اللهم اجعلنا ممن يتوكلون عليك حق التوكل، ويرجونك، ولا يخيب رجاؤهم، واحفظنا بالإسلام، وأدم علينا نعمة الإيمان والأمـــان.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطـبة الثانـية:
عبـاد الله: ومن دلالات البعد التربوي من رحلة الإسراء والمعراج أن نستوعب -نحن المسلمين- أن للإسلام رسالة حضارية يجب أن نقدمها للعالم وتظهر في أعمالنا وسلوكياتنا، رسالة حضارية تبني ولا تهدم، وتعمر ولا تخرب، وتحيي ولا تقتل أو تسفك الدماء أو تزهق الأرواح، وتجمع ولا تفرق.
رسالة حضارية تملأ نفوس أصحابها بالحب وإرادة الخير لجميع الناس، رسالة موصولة بالماضي ومتصلة بالحاضر والمستقبل، فقد صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء جميعهم في المسجد الأقصى، والتقى بهم، وفي هذا دلالة على أستاذية العالم، وأنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن مشعل الهداية والدعوة والبلاغ سينتقل إليه وإلى أمته من بعده؛ ولذلك كان قلبه يشع بالرحمة، ولم ينتقم لنفسه لا في السلم ولا في الحرب.
فقبل حادثة الإسراء والمعراج وقد لقي من قومه كل أنواع الصد والتكذيب والعذاب والسخرية والإيذاء لم يحمل عليهم ولم ينتقم أو يفكر بالانتقام؛ بل كان رحيماً بهم، تقول عائشة -رضي الله عنها- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هل أتى عليكَ يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟ قال: "لقد لَقِيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ إِذ عرَضتُ نفسي على ابنِ عبد ياليل بن عبد كُلال، فلم يُجِبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ على وَجهِي، فلم أستَفق إلا وأنا بقرنِ الثَّعالب، فَرَفَعتُ رأسي، فإذا أنا بَسحابةٍ قد أظلَّتْني، فنظرتُ فإذا فيها جِبريل، فناداني فقال: إِن الله قد سمعَ قولَ قومكَ لك وما رَدوا عليك، وقد بعث اللهُ إِليكَ مَلَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شِئتَ فيهم. فناداني ملكُ الجبال، فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد. فقال: ذلكَ فيما شئتَ، إن شِئتَ أن أطبِقَ عليهم الأخْشَبَينِ. فقال النبيُّ: "بل أرجو أن يُخرجَ الله من أصلابهم من يَعبُدُ اللهَ وحدَهُ لا يُشركُ بهِ شيئًا" رواه البخاري.
هكذا كان الحبيب! بكلمة واحدة إلى ملك الجبال يستطيع أن يدمر كل شيء في مكة، ولا يُبقي فيها واحدًا من المشركين، دون أن يكلفه شيئًا إلا كلمة واحدة. لكنه أبى؛ لأنه رحمة للعالمين، لأنه ذو قلب ينبض بالحب لكل الناس أن يهتدوا، أو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله.
فإلى الذين يتصورون من عند أنفسهم أن الإسلام إنما قام وانتشر بالقوة والعنف والقتل وسفك الدماء والتفجير والاختطاف ونشر الفوضى والإخلال بالأمن وتفجير المنشآت، عودوا إلى صوابكم وسنة نبيكم، وثوابت دينكم، فقد أفسدتم بتصوراتكم هذه الحياة، ولم تحققوا نصراً، أو تجنوا ثمراً، ولن تصلوا إلى مبتغاكم إن صلحت نياتكم إلا بمشروع حضاري يجمع في طياته عمارة الدنيا والآخرة.
عبـاد الله: لقد كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفي هذا بيان لأهمية الصلاة والمساجد واجتماع الناس في هذه الأماكن الطاهرة يؤدون فيها شعيرة الصلاة، ويناقشون فيها أمور دينهم ودنياهم، وتتآلف قلوبهم وتزداد، أخوتهم.
لذلك كان التآمر عبر التاريخ إلى اليوم على المساجد في بقاع العالم الإسلامي، إما بصرفها عن دورها ورسالتها، أو هدمها أو تدميرها، أو تشويه رسالتها، أو تحويلها إلى مخازن وبارات للخمور واصطبلات للخيول كما فعل اليهود في مساجد فلسطين، وعمل الهندوس بمساجد المسلمين في الهند، وعمل الشيوعيون في روسيا سابقاً، والأسبان في الأندلس، وعمل الصرب بمساجد البوسنة والهرسك، وعمل العلمانيون في تركيا.
واليوم لم تسلم المساجد من الإغلاق والحرق والهدم والخراب والدمار والتفجيرات في بلاد المسلمين؛ بسبب الصراعات السياسية، والظلم والطغيان، ليس على أيدي أعدائنا، بل على أيدي من يدعي الإسلام؛ إما جهلاً أو حقداً أو هوى، وهذا أمر عجيب أن يحدث في بلاد المسلمين! وثقافة عدائية غريبة على بيوت الله، القائل -سبحانه- عنها وعن حرمتها وجزاء من يحاربها: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ * لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [البقرة:114].
إن الأمة بخير ما دامت تؤدي حقوق المساجد وترعى حرمتها، وهي في مأمن ما دامت تعمر المساجد وتحمي رسالتها، وهي في عزة ومنعة ما دام أبناؤها وقادتها يترددون على المساجد، ويستمدون هدى الله من منابرها، ودروس حلقاتها، والتربية في ساحتها وبين جدرانها.
ويوم أن تساهلت أمة إلا سلام في ذلك حكاماً ومحكومين ورعاةً ورعية، أصاب هذه الأمة الوهن، ونالها الضعف، وهانت في عين العدو.
فعودوا إلى دينكم وأخلاقكم، وثقوا بربكم، واثبتوا على الحق، ولا يغرنكم الباطل وجنده؛ فإنهم إلى زوال، وحافظوا على مساجدكم، وأحيوها بالصلاة والذكر والقرآن.
ولا تنسوا إخوانكم في فلسطين في دعم قضيتهم، والمسجد الأقصى وما يحاك حوله من مؤامرات اليهود، في غفلة وتقصير من العرب والمسلمين.
واعلموا أنه مهما خطط البشر، ومهما بلغ كيدهم ومكرهم، فإن الله من ورائهم محيط، ولا يكون إلا ما يريد.
فاللهم اجعل لنا من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل عسر يسرا، ومن كل بلاء عافية.
اللهم احقن دماءنا، واحفظ بلادنا، وألف بين قلوبنا. ومَن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه.
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي