عليك أن تلتجئ إلى الله، وأن تفتقر إليه، نوح -عليه السلام- نُجي من الكرب هكذا؟ كلا، وإنما ماذا قال عز وجل عنه؟: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات:75- 76]. وقال تعالى عنه: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ)[القمر10- 11]. فعلى العبد أن يلتجئ إلى الله، وأن يفتقر إليه، وأن يدعو الله -عز وجل- بما...
أما بعد:
فيا عباد الله: يقول أهل اللغة: إن حرف "الكاف" وحرف "الراء" وحرف "الباء" هذه إذا جمعت بعضها إلى بعض تدل على الشدة والقوة، فإذا ضممت هذه الأحرف تولد منها كلمة: "كرب".
الكرب من حيث اللغة، معناه: الشدة والقوة.
أما تعريفه من حيث الاصطلاح، فقد قال ابن حجر -رحمه الله- كما في الفتح: الكرب هو ما يدهم المرء -يعني ما يأتي الإنسان فيغم نفسه ويحزنه.
ففهم من ذلك -عباد الله-: أن كل ما لا يلائم الإنسان فإنه كرب، من أصيب بمرض فهو مكروب، من أصيب في أمواله فهو مكروب، من أصيب في صلاح أولاده فهو مكروب، من أصيب في عدم استقرار بيته وأسرته وعدم صلاح زوجته فهو مكروب، وقل ما تشاء مما لا يلائم العبد فإنه يُعد كرباً.
هذا الكرب كيف يزول؟ يزول الكرب بما يلي:
أولاً: أن تعتقد الاعتقاد الكامل أن الذي يفرج الكرب هو الله -جل وعلا-: (قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ)[الأنعام: 64].
الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لما نزل بهم الكرب فزعوا إلى الله؛ لأنهم يؤمنون الإيمان الكامل بأن الذي يكشف الضر والكرب هو الله -عز وجل-، قال تعالى عن نوح: (وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الأنبياء: 76].
وقال عز وجل عن موسى وهارون: (وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات: 115].
وقال الله -عز وجل- عن أيوب: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ)[الأنبياء84].
وقال عز وجل عن يونس: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء88].
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)[النمل62].
ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى إلى المريض ليرقيه؛ لأن المرض كرب، كان يقول صلوات ربي وسلامه عليه كما ثبت في مسند الإمام أحمد وأصله في الصحيحين كان يقول: "امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء، لا يكشف الكرب إلا أنت".
لم هذه الكلمات؟
حتى يستحضر الراقي أن كاشف الضر والكرب هو الله، وحتى يستحضر المريض إن هذا الدعاء هو سبب فعليه أن يلجأ إلى الله -جل وعلا-، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أردف ابن عباس -رضي الله عنهما-؛ كما عند الترمذي، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا غلام، إلا أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا كتبه الله عليك".
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرحمن: 29].
مع عباده، يقول أبو الدرداء كما عند ابن ماجة بإسناد صححه الألباني -رحمه الله- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال: "من شأنه -جل وعلا- في كل يوم أن يغفر ذنباً، وأن يفرج كرباً".
وهذا موضع الشاهد، فالتجئ إلى ربك: "من شأنه جل وعلا في كل يوم أن يغفر ذنباً وأن يفرج كربا، وأن يرفع قوما وأن يخفض آخرين".
هذا شأنه جل وعلا، إذاً على المسلم إذا أراد أن يزول كربه عليه أن يعتقد الاعتقاد الكامل بأن الذي يكشف الضر هو الله -عز وجل-.
ثانياً: أن يستحضر العبد استحضاراً يقينياً بقلبه أنه كلما عظمت الشدة، وعظم الكرب أن الفرج آتي: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)[الطلاق: 7].
(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)[الشرح: 6].
النبي -صلى الله عليه وسلم- كما عند الترمذي كما في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- المذكور آنفاً، قال في إحدى الروايات: "واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً".
إذا اشتدت الكروب، فاعلم أن الفرج آتٍ -بإذن الله عز وجل-، لكن عليك أن تعتقد هذا الاعتقاد الكامل موقناً ذلك بقلبك.
ثالثاً: عليك أن تلتجئ إلى الله، وأن تفتقر إليه، نوح -عليه السلام- نُجي من الكرب هكذا؟
كلا، وإنما ماذا قال عز وجل عنه؟: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات:75- 76].
وقال تعالى عنه: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ)[القمر10- 11].
فعلى العبد أن يلتجئ إلى الله، وأن يفتقر إليه، وأن يدعو الله -عز وجل- بما ورد، ومما ورد في شأن الكرب حتى يزال، منها: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت عميس كما عند أبي داود: "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟" قالت: بلى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "الله ربي لا أشرك بي شيئاً".
كلمة يسيرة!.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كما في سنن أبي داود من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين لا إله إلا أنت".
"النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه كرب" كما قال أنس.
وكما ثبت عند الترمذي: "إذا حزبه كرب، قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
كلمات يمكن أن تحفظ مثل: "الله ربي لا أشرك به شيئاً".
لو رددها المكروب أو المضطر لفرج الله -عز وجل- عنه كربته.
لو قال قائل: هل أحفظ هذه الكلمات؟
نقول: ينبغي أن تحفظها، لا سيما ما كان منها يسيراً، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- كما عند أحمد في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أصاب أحدا قط همٌ ولا حزنٌ، فقال: الله إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَ حكمك، عدلٌ فيَ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو عملته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكان همه فرحاً" قالوا: يا رسول الله ألا نتعلمهن؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم".
رابعاً: أن يكون العبد مع أخيه المكروب، إذا كان هناك شخص مكروب فوقفت معه وقف الله معك، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أتى فزعاً كما عند البخاري إلى خديجة -رضي الله عنها- بعدما أتاه جبريل في الغار، وكان يرجف فؤاده، فقال: "إني خشيت على نفسي" فقالت: "كلا، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم".
موضع الشاهد: "وتعين على نوائب الحق".
ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول كما عند أحمد: "من أحب أن تستجاب دعوته، وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر".
وإذا فرِّجت الكروب عن المعسر فلا يزول كربك في الدنيا فقط، بل يزول لك كروب في الآخرة، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال كما في الصحيحين: "من فرَّج كربة عن مسلم فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".
ومن أعظم تفريج الكروب إذا كان لك دين على شخص معسر أن تعفو عنه، وأن تسامحه عن هذه الدين كلية، أو أن تسقط شيئاً منه، ولذلك في حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- كما عند مسلم:لما أتى إلى رجل كان أبو قتادة يطلبه ديناً، فاختفى عنه، فعتب عليه أبو قتادة وقد علم أنه في البيت، فقال: والله ما اختفيت عنك إلا لأني معسر، قال: آلله؟ يعني أبالله؟ "قال آللهِ" يعني حلف له أنه ما اختفى إلا من عسر، فقال أبو قتادة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَنْ سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فليفرِّج عن معسر أو يضع عنه".
يعني إما أن يسقط الدين كله إذا كان معسراً أو أن يخفف دينه، فيا أيها المكروب:
دع المقادير تجري في أعنتها *** ولا تبيتن إلا خالي البالي
ما بين غمضة عين وانتباهتها *** يغير الله من حالٍ إلا حالي
سهرت أعينٌ ونامت عيون...
الناس في قلق حتى في منامهم من أجل الدنيا، هل سيحصل هذا الشيء أو لا يحصل؟
سهرت أعينٌ ونامت عيون *** في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم عن النفـ *** ـس فحملانك الهموم جنــون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان *** سيكفيك في غدٍ ما يكـون
قل لي بربك: أُتيت إلى هذه الدنيا معك مال؟ معك لباس؟ أتيت وأنت عارٍ!.
أما بعد:
فيا عباد الله: صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهم- طبقوا مثلما طبقه الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فإذا حلَّ بأحدهم كربٌ فزع إلى الله -جل وعلا-؛ لأنه يؤمن تمام الإيمان أن الكرب لا يكشفه إلا الله -جل وعلا-، في صحيح البخاري يقول عبد الله بن الزبير: "وقفت مع أبي يوم الجمل، فقال لي إنه لن يُقتل في هذا اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل مظلوماً، فيا بني إن أهم ما لدي أن يقضى عني ديني، فيقول عبد الله فجعل يوصي بدينه بين الفينة والأخرى.
وكان الزبير -رضي الله عنه- قد ترك تسعة بنين وتسع بنات وترك أربع زوجات، وكان قد أوصى بالثلث رضي الله عنه بعد أن يقضى عنه دينه".
وهذا من باب عظم التفاؤل وحسن الظن بالله، فكيف يكون عليه دين ويوصي؟
لأن الوصية لا تنفذ إلا بعد تمام وقضاء الدين! "فقال: يا بني إذا عجزت عني شيء من ديني فاستعن به على مولاي، قال عبد الله: والله ما أدري من مولاه، فقلتُ: يا أبت من مولاك؟ قال: الله، يقول عبد الله بن الزبير والله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلتُ: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضي عنه دينه، فيقول عبد الله بن الزبير، وكان أبي لم يدع ديناراً ولا درهماً، إنما ترك عقاراً، ترك أرضاً تسمى بالغابة، وإحدى عشرة داراً بالمدينة، ودارين بالبصرة، وداراً بالكوفة، وداراً بمصر".
وكان دينه رضي الله عنه أنه يستأمن فإذا أتاه الرجل يستأمنه قال: لا سلف؛ إني أخشى عليه الضيعة.
وهذا من نصحه رضي الله عنه؛ لأنه لو تلف المال أو سرق أو ما شابه ذلك من غير تفريط منه ولا تقصير فإنه لا يضمن، بينما إذا استلف فإنه يضمن.
وهذا من نصحه رضي الله عنه للمودعِ، فقال: "بل هو سلف إني أخشى عليه الضيعة".
قال عبد الله: ولم يكن أبي تولى ولاية ولا أمارة ولا جباية، إلا في غزوة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو مع أبي بكر وعمر، فيقول عبد الله:"فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف".
يعني وجد الدين على أبيه مليونين ومائتي ألف، فيقول: مر بي حكيم بن حزام، وكان قريباً لهم قال: ماذا على الزبير من الدين؟ يقول عبد الله: فكتمت عليه الأمر، فقلتُ عليه مائة ألف، قال: ما أرى أموالكم تسع لهذا، فقال عبد الله: يا حكيم أرأيت لو كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟! فقال حكيم إنكم لن تستطيعوا ذلك، فإن عجزتم عن شيء فاستعينوا بي، فقام عبد الله بن الزبير، وباع الأرض المسماة بالغابة، وكان الزبير بن العوام قد اشتراها بسبعين ألفاً ومائة ألف" يعني بمائة وسبعين ألف "فباعها عبد الله بن الزبير بألف ألف وستمائة ألف".
يعني بمليون وستمائة ألف، يقول ابن حجر -رحمه الله- هذا يدل على أن العقار مبارك فجعل -رضي الله عنه- يبيع الدور والأراضي، حتى نادى مَن له على الزبير شيء فليأتنا بالغابة، فأتى عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه-، فقال عبد الله بن جعفر إن شئتم أن أُسقطها أَسقطتها؟ فقال عبد الله بن الزبير: لا، فقال عبد الله بن جعفر.
ما أجمل ذلك الجيل، انظروا إلى التكاتف؟
"قال: إن شئت أن أُسقطها أَسقطتها؟ فقال عبد الله بن الزبير: لا، فقال عبد الله بن جعفر: إن شئت أن تؤخرها فيما تؤخر فافعل؟ قال عبد الله: لا، قال عبد الله بن جعفر: إذاً اقطع لي قطعة من أرض الغابة، فقال لك من هاهنا إلى هاهنا، وكان على الزبير بن العوام لعبد الله بن جعفر أربعمائة ألف، فما مضت برهة من الزمن حتى اشترى معاوية -رضي الله عنه- نصيب عبد الله بن جعفر بستمائة ألف" يعني ربح مائتي ألف.
"فجعل يبيع ويقضي الديون التي على أبيه، فقال بنو الزبير: اقسم لنا، فقال لا، حتى أنادي في الموسم يعني موسم الحج أربع سنين من كان له دين على الزبير فليأتنا، وكل ما مضى موسم نادى عبد الله بن الزبير، فلما مضت أربع سنين، قسم عبد الله بن الزبير لورثة الزبير، وكان له أربع نسوة".
والزوجات لهن الثمن "فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف".
بعدما انتهت الديون، ونفذ الوصايا، ما نصيب كل زوجة اللاتي اشتركن في الثمن وبقي سبعة أثمان؟ كل امرأة لها ألف ألف ومائتا ألف، يعني لها مليون ومائتا ألف، لم؟
لأن الزبير بن العوام -رضي الله عنه- فوض أمره إلى الله -عز وجل-، وإلا لما أتى حكيم بن حزام، وقال له عبد الله على أبي مائة ألف، قال إنكم لن تستطيعوا ذلك؛ لأن أموالهم لا تسع، ولكن الله -عز وجل- يبارك، وبارك في هذا المال، فيا مكروب عليك أن تلجأ إلى الله -عز وجل-، وأن تعتقد بأن الكرب كلما اشتد جاء الفرج، وعليك أن تدعو الله -عز وجل-، وأن تفتقر إليه، وعليك أن ترفع الكرب عن إخوانك المسلمين، فإذا حصلت هذه الأسباب -بإذن الله- ترتفع كربتك.
يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ *** أبشر بخير فإن الفارج اللهُ
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه *** لا تيأسن فإن الكافي الله
إذا بليتُ فثق بالله وارض به *** إن الذي يكشف البلوى هو الله
الله يحدثُ بعد العسر ميسرة *** لا تجزعن فإن الصانع الله
والله ما لك غير الله من أحدٍ *** فحسبك الله في كلٍ هو الله
الخاتمة...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي