منهج الفهم (1)

عبد العزيز بن عبد الله السويدان
عناصر الخطبة
  1. أهمية حفظ السنة .
  2. الجمع بين الكتاب والسنة في الاستدلال .
  3. تطاول الليبراليون على منهج أهل السنة في الفهم.
  4. المدرسة العقيلة وفهمها لنصوص القرآن والسنة .
  5. بعض الاتهامات الزائفة ضد منهج السلف في فهم الدين .
  6. استهزاء الليبراليين بفتاوى هيئة كبار العلماء .
  7. أسباب الحديث عن الموضوع .
  8. فضل القرون الثلاثة الأولى .
  9. منهج الصحابة في فهم نصوص الكتاب والسنة .

اقتباس

لقد تطاول الصحفيون والكتاب، وشخصيات أخرى من ذوي الاتجاه المسمى بالليبرالي على منهج أهل السنة في الفهم، فبعد أن فتحت كثير من الفضائيات أبوابها لهم، وجعلت لهم منابر تكاد تكون ثابتة، واحتضنتهم كثير من الصحف؛ راحوا يزاولون ما يتقنوه، وهو بث الأراجيف، وإثارة الشبهات، حول ذلك المنهج الصافي في...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

تكلمنا في الأسبوع الماضي عن نعمة الله علينا بحفظ السنة النبوية، كما أنعم علينا بحفظ القرآن الكريم، وتبين لنا أن من مقتضيات حفظ القرآن: حفظ السنة، وأن في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].

وقوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 44].

دليل على حفظ السنة التي نفهم كتاب الله، فهما سليما، وأن كثيرا من الآيات لا تجليها ولا تبصر أحكامها إلا السنة.

وأن من أعظم أسباب حفظ الدين بعد حفظ القرآن: حفظ السنة وبقاؤها، ولذلك حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الاستهتار بالسنة، والتشكيك فيها، قائلا: "ألا إني أتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه" [أخرجه أبو داود].

بعد هذا كله أدركنا أنه يجب على المسلم وجوبا أن يؤمن بحفظ السنة، بل لا يصح اعتقاده أصلا حتى يستيقن بذلك، ولقد ربى الصحابة الناس على الجمع بين الكتاب والسنة في الاستدلال على الأحكام الشرعية.

ففي صحيح البخاري ومسلم وابن حبان وغيرهما، عن علقمة قال: "لعن عبد الله -أي ابن مسعود- ‏ ‏الواشمات ‏ ‏والمستوشمات، ‏ ‏والمتنمصات ‏ ‏والمتفلجات ‏ ‏للحسن، المغيرات خلق الله، فقالت أم يعقوب -وهي امرأة من بني أسد-: من هذا؟ قال: عبد الله ومالي لا ألعن من لعن رسول الله وفي كتاب الله، قالت: والله لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدته، قال: والله لئن قرأتها لوجدتيه، قال الله -عز وجل-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر: 7 ].

أيها الإخوة المسلمون: بعد أن علمنا: أن الله قد حفظ القرآن والسنة، بقي أن نتناول فهم النصوص ذاتها: كيف نفهم القرآن والسنة النبوية؟ وما هو المنهج السليم لفهمهما؟.

لقد تطاول الصحفيون والكتاب، وشخصيات أخرى من ذوي الاتجاه المسمى بالليبرالي على منهج أهل السنة في الفهم، فبعد أن فتحت كثير من الفضائيات أبوابها لهم، وجعلت لهم منابر تكاد تكون ثابتة، واحتضنتهم كثير من الصحف؛ راحوا يزاولون ما يتقنوه، وهو بث الأراجيف، وإثارة الشبهات، حول ذلك المنهج الصافي في الفهم.

فواحد يصفه بالفهم المتحجر، ويريد بذلك تغيير طريقة فهم النصوص الدينية وتفسيرها، عندما قال في جريدة خضراء ما نصه: إمكانية وجود تفسير آخر للدين، غير التفكير الأصولي المتزمت أو المتحجر.

واستمعوا ما قاله في كلامه عندما ربط بين الإسلام وبين المناقشات الكبرى التي قسمت الكنسية، قال: وأما المناقشة الثانية التي قسمت المسيحية الأمريكية والأوروبية إلى قسمين: ليبرالي عقلاني وأصولي تقليدي، فقد دارت حول كيفية تفسير الكتاب المقدس، أي التوراة والإنجيل، فالمحافظون قالوا نفسرهما ونفهمها كما كان يفهمهما آباؤنا وأجدادنا، ولا نضيف إليهما شيئا، لأن الإضافة بدعة.

ثم قال: نفسره بشكل حرفي، ولا ندخل في التأويل ومتاهاته، فإذا قال التوراة والإنجيل: إن الأرض مسطحة مثلا، قلنا: بأنها مسطحة، حتى قال: إن الشمس هي التي تدور حول الأرض اعتقدنا بما قاله، حتى ولو كان العلم الحديث كله يقول بعكس ذلك، فنحن لا نستطيع أن نخرج عن حرفية النص، ولا يجوز لنا ذلك، وما يقوله فكر التكوين أهم بألف مرة من نظرية جاليليو ولايتون وأينشتاين، وقل علم الأرض واستمر، يقول: وأما الليبراليون من المسيحيين، فقالوا: لا، هذا موقف متحجر، لا يمكن الثبات عليه بعد الآن، وهو يضر بالعقيدة والدين إذا استمر عليه، ولذا لا بد من التأويل والتفريق بين المعنى الحرفي والمعني المجازي.

وتنبه لما يقوله هنا؛ لأنه بيت القصيد، يقول: هذا يشبه ما حصل في الإسلام عندما اختلف المعتزلة وخصومهم حول تفسير الآية التالية: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10].

كالتقليدين الذين يرفضون التأويل أخذوا بالمعنى الحرفي، وبعد التقليديون هؤلاء هم الإمام ومن معه من الأئمة، فالتقليديون الذين يرفضون التأويل أخذوها بالمعنى الحرفي، وأما المعتزلة، والمعتزلة -هنا بمقام الليبراليون-، ففسروها تفسيرا مجازيا، وقالوا: المقصود أن استطاعة الله فوق استطاعتهم... إلى آخر كلامه.

إذاً هو يشير إلى أهمية إعمال الفلسفة العقلية، حتى في فهم نصوص القرآن والسنة، كما كان منهج المعتزلة في الفهم، وكأن فهم السلف من الصحابة، ومن تبعهم تقليد متحجر، لا يتماشى مع العقل.

ثم راح يقول مبشراً بفهم إيماني واسع لا يبقي شيئا من الخصومات مع أي معتقد، ولو كان شركا صريحا صارخا، قال: إن المعركة لم تكن بين إيمان وإلحاد، وإنما بين إيمان وإيمان، فالإيمان المتجدد المنفتح المتسع كلما اتسعت نتائج العلم واكتشافاته، غير الإيمان المنغلق، المتعصب، المتقوقع على ذاته، والكاره لكل الآخرين.

لكن التوصل إلى الإيمان الجديد دونه خط القتاد! فهو يتطلب من كل واحد منّا بذل جهود مضنية للخروج من نفسه..

إلى أن قال: لكن إذا ما سار بها المرء إلى نهاياتها، ونجح فيها، وصل إلى شاطئ الأمان، واكتشف القارة السعيدة: قارة الإيمان الواسع الحر الذي لا نهاية له، وهو إيمان يعبر القارات، ويخترق التراثات الخصوصية الضيقة، والانغلاقات.

كلامه هذا تماما مثل مقالة ابن عربي رأس غلاة الصوفية عندما، قال: "فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص -أي بعقيدة أو معتقد مخصوص- وتكفر بما سواه، فيفوتك خير كثير، بل يفوتك الأمر بما هو عليه، فكن في نفسك ميولي لصور المعتقدات كلها -ميولي يعني كن في نفسك كالطينة الخام تقبل جميع المعتقدات ولا تنكر منها شيئا، وإن الله -تعالى- أوسع وأعظم من أن يحسره عقد دون عقد!".

المصيبة أن يكون هذا الكاتب قد ولد ونشأ وتعلم في هذه البلاد المباركة التي تميزت بصفاء المنهج تراثيا وتربويا، وحتى تعليميا -نسأل الله الثبات على الحق-.

ومنهم من أطلق على منهج السلف: "المنهج الإقصائي في فهم الدين" يريد بذلك أنه لا يجوز لأحد أن يدعي الحقيقة كان من كان، فلم تعد حقيقة من حقائق العلم ثابتة أو مستقرة، ولو في علوم العقيدة نفسها، بل كل شيء كما يقول الفيلسوف "هير قليطس: "كل شيء في تغير مستمر".

وأما ما يقوله الفيلسوف الانجليزي عن التسامح: "إنه ليس هناك يقين مطلق، وإن التسامح يمتنع معه الاعتقاد في حقيقة مطلقة".

هذه هي الفلسفة التي يتبناها ويبشر بها أولئك القوم، فالكل له الحق أن يتكلم باسم الاسلام، وهذا الرأي مبني على أصل عند هذه الفئة، وهو أن النصوص الشرعية في الكتاب والسنة، لا تخضع لتفسير واحد، بل لتفسيرات عدة، أو قراءات متعددة، كما يعبرون!.

وكل قراءة وتفسير يمثل جانب من الحقيقة، سواء كان التفسير عقلانيا صنفا، أو صوفيا، أو أي تفسير كان، وسواء كانت قراءة للنص قديمة، أو معاصرة، وسواء كانت قراءة مختص بالعلوم الشرعية، أو غير المختص.

فتفسير النصوص الشرعية في نظرهم ليس حكرا على فئة معينة، ولا حتى فئة العلماء، أو طلبة العلم، أو الإسلاميين، بل هي حق لكل مسلم، ولو كان جاهلا بأبسط العلوم الشرعية، ولو كان لا يحفظ من القرآن إلا سورة قصيرة واحدة.

ولذلك، فإن هذه الفئة لو أعلنت أنها تقبل بالإسلام، بل وبالشريعة مصدرا للقوانين، فإنها في الوقت نفسه تقيد ذلك بأنها غير ملزمة بتفسير غيرها للإسلام، ولو كان هذا الغير من أهل الاختصاص بالعلم الشرعي قديما أو حديثا، بل حتى لو كانوا من الصحابة -رضوان الله عليهم- يقولون: هناك فرق بين النص وبين تأويل النص، فرق بين النص وبين فهم النص، حتى لو كان من الصحابة -رضوان الله عليهم-.

إذاً ما هو الإسلام الذي يقبلون به؟

إنه الإسلام الذي تفسره تلك الفئة بالصيغة، والشكل الذي تريد، ولذلك ترون منهم من يستهزأ بفتاوى العلماء عبر صفحات الجرائد، فقد يستهزأ بفتاوى صريحة الحرمة في الكتاب والسنة، فيفلسف على رب العالمين، وعلى رسوله الأمين.

وقد يستهزئ بفتاوى؛ سهِر للخروج بها كبارُ العلماء قديما وحديثا، بعد بحث وتنقيب ومراجعة، وجمع لنصوص الكتاب والسنة، وإجراء للقواعد الفقهية، وتحديد لمناط الحكم، فيأتي هذا النكرة بكل قلة أدب، فيقول كلاما فلسفيا، ساخرا على صفحة الجريدة، يستهزئ بذلك الكلام من تلك الفتوى، مع أنه في علم الشريعة أجهل من حمار أهله.

نعم ما دام الأمر في فهم النصوص راجع إلى الذوق والهوى، فلا عجب إذا خرج أحدهم معترضا، يقول: ومن قال أنه لا يجوز زيارة الأضرحة، بل تزار وتحترم، بل ويدعى عندها، بل ومن شاء أن يستغيث بالأموات ما دام مقتنعا!.

ومن قال: إن الحجاب قطعة حجاب توضع على الرأس! كلا! الحجاب هو طهارة القلب! وحتى لو كشفت المرأة شعرها وقلبها نقي، فهي محجبة! فالحجاب هو الوقار والتصرف غير المسيء! هذا هو الحجاب!.

ومن قال بوجوب الصلاة! الصلاة دعاء، والدعاء يمكن أن يكون بأي صورة، وفي أي مكان، فيمكن أن يكون التأمل في الطبيعة نوعا من أنواع الصلاة، ويمكن أن يركع الإنسان في أي مكان، وليس بالضرورة في المسجد!.

ومن قال: إن النساء لا يؤمَّنَّ الرجال في الصلاة! إن مبدأ المساواة هو العدل يقتضي تساوي الفرص بين الرجال والنساء، في كل شأن!.

ومن قال بوجوب المحرم في السفر! إن في ذلك إهانة للمرأة، وتقليل من شأنها، ولماذا المناداة بقرار المرأة في البيت؟

إن الآية تخص نساء النبي في فترة من الزمن! أما في عصرنا الحديث فإن للمرأة دورا جديدا! لقد انتهى عصر الحريم!.

ولماذا نستحضر آيات البراء من المشركين؟! ولماذا تقرر في مناهجنا؟! نحن في عصر العولمة والانفتاح! دعونا من التعصب! فكلنا مؤمنون! ولتتقارب القلوب!.

أو كما قال ذلك الكاتب! دعونا نكتشف القارة السعيدة! قارة الإيمان الواسع الحر الذي لا نهاية له!.

أيها المسلمون: لولا وجود أياد تضرب بمعاولها أساس هذا الدين! لما استلزم طرح هذا الموضوع! ولا موضوع الأسبوع الماضي.

ولولا أن القرآن أكد على الاستقامة في قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) [هود: 112].

وقال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الجاثية: 18].

وفي قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الأنعام: 153].

ولولا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من الاختلاط الكثير، الذي سيطرأ على الأمة، لا سيما في فترة ضعفها، والهزيمة النفسية الذي يعاني فيها كثير من أفرادها، لما استدعى الأمر طرح هذا الموضوع!.

ففي السنن عن العرباض -رضي الله عنه- قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟

فقال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".

أسأل الله -تعالى- أن يلهمنا الرشد والثبات.

وأستغفر الله فاستغفروه، واسألوه الثبات على الحق إنه سميع مجيب.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن السلف هم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأولى: لماذا هم خير القرون؟

لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصف تلك القرون الثلاثة بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".

والصحابة: جمع صحابي، والصحابي هو: من رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به، ومات على ذلك.

والتابعي هو: الذي رأى الصحابة أو واحدا من الصحابة، وتابعهم من رأى التابعين!.

والسؤال الآن: ما هو منهج هؤلاء الأخيار في فهم النصوص؟ وهل منهجهم في الفهم يؤثر على استيعاب المتغيرات مثلا؟ أو يغلق باب الاجتهاد أو يضيق واسعا؟ أو يعيق عملية التقدم كما يزعم أولئك المفترون؟

هذا ما سأتناوله -إن شاء الله- في خطبة الجمعة القادمة-.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي