إذا قرأت بعض سير الخلفاء رأيت كيف كانوا يقودوا أولادهم بالسياسة والحكمة، حتى صارت الخلافة تسير عليهم. وإذا تأملت في بعض أسباب سقوط بعض الدول، رأيت أن من ضمن الأسباب هم الأبناء لما ضعفت عزائمهم، وقل تعليمهم، وقلت سياستهم، وقلت أمورهم. معاشر الأحبة: هذا الحجاج بن يوسف، يقول لمؤدب ولده ومعلمه: "علمهم السباحة قبل الكتابة، فإنهم يجدون من يكتب لهم يوما، ولكن لا يجدون من يسبح عنهم". إنها التربية على...
الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، وعلمه الحكمة والقرآن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله أرسله بالإيمان مناديا، وللجنة داعيا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله ربكم سرا وجهرا، وتأملوا كيف كان فمنى؟ كيف آمن العصاة؟ (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا)[مريم: 71].
كيف نسوا غب الزلل: (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة: 8].
لا تخسر ذلك الموقف حين يقال: يوم يحشر المتقين ويصفهم بقوله: (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)[التحريم: 8].
معهم توقيع: (فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 38].
وبدأهم الخزنة بالاستقبال: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ)[الزمر: 73].
وبشروهم بالبقاء: (فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)[الزمر: 73].
وجاء سر الفوز في ذلك اليوم العظيم: (بِمَا صَبَرْتُمْ)[الرعد: 24].
(وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[الأعراف: 128].
وهذا السرور بتلك الكُرب، وهذا النعيم بذاك التعب.
أيها المسلمون: أبناؤنا قادة المستقبل، قال الله -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)[الروم: 54].
قال ابن كثير -عليه رحمة الله تعالى-: "ينبه الله -تعالى- على تنقل الإنسان في أطوار الخلق، حالا بعد حال، يخرج من بطن أمه ضعيفا نحيفا، واهن القوى، ثم يشب قليلا قليلا، حتى يكون مراهقا، ثم شابا، وهو القوة بعد الضعف.. " إلى نهاية كلامه عليه رحمة الله تعالى.
الأبناء قادة المستقبل، نعم هم الأمل المنشود، هم نجومنا الوضاءة.
اليوم نقودهم، واليوم نوجههم، واليوم نرشدهم، وغدا نستمع إلى حديثهم، وغدا نستمع إلى توجيهاتهم، قال ربنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)[التحريم: 6].
قال علي -رضي الله عنه-: "أي أدبوهم وعلموهم".
وليس النبت ينبت في جنان *** كمثل النبت ينبت في الفلات
وهل يرجى لأطفال كمال *** إذا استرضعوا ثدي الناقصات
روى البخاري ومسلم: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة عن رعيتها".
معاشر الأحبة: ما أروع الحديث عن أيام الطفولة، أيامها رائعات، ولحظاتها سعيدات، دمعاتها تأتي بالحوائج، وآلامها تأتي بالغرائب.
الطفولة مستودع الآمال والآلام، هي طريق القمم العلية، والأمور السمية، لا تحتقرن لصغره، فإن الأيام دول، وتلك الأيام نداولها بين الناس.
إن الأدب والتوجيه في الصغر من أهم ما اهتمت به شريعة الإسلام.
قد ينفع الأدبُ الأولادَ في صغر *** وليس ينفعهم من بعده أدبُ
إنَّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قومتها الخُشُبُ
روى ابن خلدون: أن هارون الرشيد لما أراد أن يوجه ولده الأمين أرسله إلى معلمه، فقال للمعلم: "يا أحمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعته لك واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين.
أقرئه القرآن، وعلمه الأخبار، وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم، إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد، إذا حضروا مجلسه.
ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها، من غير أن تحزنه، فتميت ذهنه.
ولا تمعن في مسامحته، فيستحلي الفراغ ويألفه.
وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة".
يوم أن تسمع مثل هذه الكلمات يا ترى ما الذي قدمناه لمعلم أبنائنا؟
يا ترى من الأم التي اخترناها لتكون فارسة هؤلاء الأبناء؟
يا ترى إذا أردنا أن نخرج قادة للمستقبل؟
فلا بد أن نفكر اليوم ما هي العبارات والرسائل القصيرات التي نوجهها لجيل اليوم طلابا ومعلمين وموجهين ومربين؟
أبناؤنا هم قادتنا في المستقبل، هم من سوف يقفون على أعواد هذا المنبر.
هم من سوف يقودون علاجنا، ويبنون أبراجنا، وينشئون حضارتنا، ويؤلفون أدبنا.
هم من سوف يقودون أفكارنا وسياستنا، وكل شيء من حياتنا فهم أطفال اليوم ورجال الغد.
عبد الملك بن مروان: أراد أن يرسل برقية إلى مؤدب ولده، إذ ليس اليوم المعلم ما نراه في واقع التعليم، وليس المعلم ما نراه اليوم واقعا يحتاج إلى تجديد، بل كان الآباء، انظروا إلى مشاعر حرصهم، قال عبد الملك بن مروان لمعلم ولده: "علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وروِّهم الشعر يشجعوا وينجدوا، وجالس بهم أشراف الناس وأهل العلم منهم، فإنهم أحسن الناس رعةً وأحسنهم أدباً، وجنبهم السَّفلة والخدم، فإنهم أسوأ الناس رعة وأسوؤهم أدباً ومرهم فليستاكوا عرضاً، وليمصوا الماء مصًّا، ولا يعبوه عبّا، ووقرهم في العلانية، وذللهم في السر، واضربهم على الكذب، إن الكذب يدعو إلى الفجور، والفجور يدعو إلى النار".
وإذا قرأت بعض سير الخلفاء رأيت كيف كانوا يقودوا أولادهم بالسياسة والحكمة، حتى صارت الخلافة تسير عليهم.
وإذا تأملت في بعض أسباب سقوط بعض الدول، رأيت أن من ضمن الأسباب هم الأبناء لما ضعفت عزائمهم، وقل تعليمهم، وقلت سياستهم، وقلت أمورهم.
معاشر الأحبة: هذا الحجاج بن يوسف، يقول لمؤدب ولده ومعلمه: "علمهم السباحة قبل الكتابة، فإنهم يجدون من يكتب لهم يوما، ولكن لا يجدون من يسبح عنهم".
إنها التربية على الشجاعة والقوة والصلابة، يوم أن يتربى الجيل الذي يريد أن يقود الأمة، لا بد أن يُعلم أن يقود لا يقاد، ويوجه لا يوجه، ويعلم لا يعلم.
يوم أن نرى أبناءنا يفشلون في الابتعاث، يوم أن نفكر كيف فشل في الجامعة، يوم أن نفكر كيف طرد من الابتدائية والثانوية، لا بد أن نبحث عن الأسباب.
إلى كل طالب رسالة أوجهها اليوم: أنتم قادة المستقبل، ولن يقود المستقبل إلا قائد، إن المستقبل لا يقوده إنسان ضعيف فاشل مهزوم.
لذلك -معاشر الأحبة-: لا بد أن نفكر أن هذه الكلمات والوصايا القصيرات أنها تريد مستقبل جميلا آمنا.
إن أبناءنا اليوم كلما أنفقت على تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم، فليس بخسارة.
إني -والله- لأتألم أشد الألم، عندما يوفر في بيوتنا ظاهرة، توفير من يكنس ويغسل صحون المنزل، ويقوم بعناية الطبخ، لكن قل أن نوجد اليوم في بيوتنا من يعلم أبناءنا، قل من يوجد من ينفق الأموال ليعلم الأبناء.
لقد أرحنا نساءنا، ولكن ماذا وفرنا لأبنائنا؟
وفرنا لهم الأجهزة التي قتلت إبداعهم، هي شغلت فراغهم، لكن بما يقتل الطموح، ويبدل الإبداع، ويأتي بالكسل الذهني.
اليوم أبناؤنا -وأثبت لكم إثباتا علميا بما أقول: الأبناء اليوم في المتوسطة والثانوية، أو الجامعة المذكرات التي يستلمونها، والمقررات، هي تمثل لما كان في جيلنا لا يمثل 5% أي قليلة جدا، ومع ذلك لا يذاكرون، وإن فرح من فرح من أبناءنا، أو بناتنا أن تقديره ممتاز، أو أخذ درجات عالية.
لقد أثبت العلم أن الكسل الذهني أن يأخذ مقررا صغيرا، ويأتي بدرجة عالية، وهو لم يذاكر، حتى أنك إذا قلت لأحد أبنائك: ذاكر، قال: المادة سهلة، هذا مرض اسمه الكسل الذهني، لا بد أن يعالج.
قرأت قبل أيام أن أحد الشناقطة يقول: "احفظ لسان العرب لابن منظور كما أحفظ الفاتحة".
تخيلوا قاموس اللغة يحفظه، فبدأت أقرأ ما سر أن الشناقطة يتقنون بمثل هذا الاتقان.
قالوا: إنهم يقتنون فن التكرار وإعادة الجمل والأبيات، حتى ترسخ في الذهن، فتصل إلى ما وصلت إليه.
التقيت يوما ببعض علماء الشناقطة في بعض البلاد، فقلت: يا للعجب عندكم! ما هذا الإبداع والتألق؟ قال: ما زارنا رجل يوما من خارج البلاد، فألقى علينا كلمة في المسجد، فخرج له بعض رجال المسجد، قائلين له: إن بعض عجائزنا ليفصحون بالكلام أجمل من قولك.
تأملوا ماذا وصل حفظهم وإبداعهم وتألقهم؟ لماذا ضعفنا اليوم؟
ولله در من قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه *** من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له *** أما تخلت أو أبا مشغولا
أيها المسلمون: إن أردنا أن نصنع جيلا قياديا يقود الأمة، يقود طبها وهندستها وعلمها وفكرها وإعلامها وعقولها وإبداعها، لا بد أن نفكر أن ننشأ اليوم جيلا، هذا الجيل يطمح إلى ما يطمح إليه من المعالي والعلو.
تقرأ لبعض سير المبدعين، فترى عجائب، بين يدي كتاب بعنوان: "سبعمائة فكرة في تربية الأبناء" فأطالع ذلك الكتاب، فأقرأ مقالا رائعا بعنوان: "خرجت طريدا وعدت دكتورا".
ما قصة هذا؟
دخل قسم الفيزياء والكيمياء في الجامعة، فدرس سنتين، فكل سنة يرسب، حتى جاء القرار بفصله من الجامعة، يقول: وأتيت حزينا إلى البيت، ماذا أقول لأمي؟ بماذا أخبر والدي الذين ينتظران الأمل في الحياة وأن أكون وأن أكون؟.
فوقفت لوالدي، وقلت: يا أبي لقد طردتني الجامعة، لكن أعدك أن أنجز من جديد، يقول ما صدق والدي ما أقول، غيرت التخصص، ودخلت قسم الهندسة، فأبدعت فيه إبداعا لم أبدعه في قسم الفيزياء والكيمياء، تألقت في قسم الهندسة، تخرجت من القسم، وأنا بمعدل امتياز، رشحت للإعادة بعد ذلك، بعثوني للدراسة، عدت دكتورا، أول شيء فعلته لما عدت دكتورا في نفس الجامعة: أن تم توجيهي لقسم الفيزياء والكيمياء، قالوا لأن من مواد الفيزياء والكيمياء يحتاجون لدراسة الهندسة الكيميائية والهندسة الفيزيائية، فتم تعيني دكتورا في القسم الذي طردت منه، فأول شيء وضعته على مكتبي لوحة بعنوان: "خرجت طريدا وعدت دكتورا".
فكل من دخل علي مكتبي، قال: ما سر هذه اللوحة؟ فقال: لقد خرجت من هذا القسم مطرودا من الجامعة، وعدت إلى هذا القسم دكتورا في نفس القسم.
هذه هي الأيام كيف تصنع من المستحيل لأنك أنت القائد، أنت أيها الشاب أيها الأبن أنت الأمل، لا تخيب الأمل فيك، لئن فشلت في شيء فسوف تنجح في شيء، إن أردنا أن نصنع جيلا، لا نحتقر أفكار الصغار.
أحد المبدعين والمخترعين من مصر، قبل أيام ألقيت محاضرة في جولة، فجاءني رجل مهندس مصري، ذكرتني بأحد المخترعين من بلدنا، قال: أراد أن يعمل اختراعا، وكان بيتهم من غرفتين، غرفة ينام فيها الأب والأم، والصالة ينام فيها الأبناء، فوالده لا يملك شيئا، يقول فقام هذا الولد بعمل بعض التصنيع والاختراع، مما أدى ذلك إلى احتراق الغرفة، فأصبح البيت كله غرفة واحدة، ينامون فيها، ويأكلون فيها، كل شيء لم أخف منه إلا ماذا سيفعل بي والدي الفلاح.
جاء والدي وأمي، لا تعرف ماذا تقولي له وتخبره، وقفت لوالدي، وقلت: أنا الذي أحرقت الغرفة، لكن يا والدي أحرقت لك غرفة، لكن سوف أبني لك في المستقبل برجا، لا تندم.
يقول فمضت الأيام، وإذا بهذا يكون مخترعا ومبدعا ومتألقا، فما ضربه والده إنما شجعه وأعانه، لا تقبح فكرة عند صغيرك فهو القائد، هو الأمل، قوم أخطاءه، قوم سلوكه، قوم أفكاره، لكن لا تحطم مشاعره، فإنه سوف يكون الأمل إذا مضيت إلى محل الملابس اشتري الملابس التي تناسب أفكاره إن كان ضابطا اشتر له، وإن كان طبيبا فاشتر ملابس الأطباء، أو ملابس المهندسين.
إن كان يحب العلم فاشتر له مشلحا، وألبسه إياه.
إن كان يريد الاختراع، فأرسله إلى كل ذلك الأمر، عيشه الهواية عيشه الإبداع، منذ نعومة أفكاره، وثق له صورة أن هذا طموحك يا ولدي يوم كنت صغيرا، سوف يعد له منبرا يخطب عليه في البيت، أو تراه يذبح طيرا، لماذا تذبح الطير؟ فإذا به يريد أن يقوم بتجربة علمية، شجعه على ذلك، خذه على مكان ينمي فيه إبداعه.
تعجبت من أحد الآباء، مقتدرا، فأراد أن يجعل سياحته -نسأل الله أن يرزقنا مثلما رزق- ففي كل إجازة في السنة شهرين، هو ينفق منها شهرا واحدا على التعليم والإبداع، وإدخال الأبناء إلى الدورات.
معاشر أبنائي: قد تملون اليوم من دخول الدورات، أو الانضمام تحت التعليم في الإجازات، لكن –والله- سوف تذكرون ما أقول، فأنتم قادة المستقبل.
تبكون دما أنكم يا ليتكم تعلمتم اللغة الفلانية، وتعلمتم الإبداع الفلاني، وتعلمتم الطموح الفلاني، الذي ضاع ذلكم الوقت، وأنتم الجيل اليوم بيدكم أوقات فاستغلوها، قال صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
فهي عندكم: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)[الكهف: 13].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، والكرم والامتنان، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين.
أما بعد:
معاشر المسلمين: هذه وصايا سريعات لمن أراد أن يخرج جيلا قائدا في المستقبل، ونحن بين يدي اختبارات، ولذة المذاكرات.
أولا: لا تسخر بأفكار أولادك، ولا تسخر بعقولهم، ولا تستعجل الحكم عليهم، فإنهم الأمل.
ثانيا: انتقِ لهم أفضل الألقاب، حاول منذ نعومة أظفار الأولاد أن ننتقي لهم أفضل العبارات، ارسمها قبلة في عقولهم، في أفكارهم، في مستقبلهم، قل له: يا بطل، قل له: يا شجاع، قل له: يا دكتور، قل له: يا مبدع، قل له: يا عبقري، قل له: يا مخترع، قل له: يا ضابط، قل له: يا ماهر، قل له: يا ذكي، قل لها: نعم البنت، يا موهوبة، يا متألقة!.
حفزهم بأروع العبارات، شتان بينها وببين ألفاظ السب والتحقير والإهانة، لا تقارن بغيرهم من الصغار بالهمم إنما قارنهم بالكبار، الطريق لاختيار الألفاظ الإيجابية، ابحث عن مناطق التميز عند الأبناء، فلكما رأيت تقدما امدحه على ذلك التقدم، امدحه على الفكرة، امدحه على الإبداع.
اعلم أن الأمر يحتاج منك إلى مصابرة، فتغلظ يوما، وترحم يوما، قال العلماء: "ونقاط التميز عند الأبناء عشر نقاط، من أراد أن يخرج جيلا عالما فاهما قائدا متأملا، فاسمعها مني، وآمل التعليق عليها في الأيام القادمات.
التميز العبادي، التميز الأخلاقي، التميز العاطفي، التميز الاجتماعي، التميز الجسدي أي الرياضي والعسكري، التميز الأدبي والشعري والخطابي، التميز في الفنون والأمور، التميز في التطوير الخيالي كالتصميم والتخطيط والاختراعات، التميز في الأمور المنطقية والعقلية والتفكيرية، وهي القضايا والمهارات التي تحمل التحليل.
إذاً، أبناؤنا هم قادة المستقبل: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[لقمان:17].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي