قلوب أصحابها في الجنة

حسان أحمد العماري
عناصر الخطبة
  1. أهمية وفضل سيادة الأخلاق الحسنة في المجتمع وخطر فسادها .
  2. مكانة ومنزلة القلوب السليمة .
  3. بعض قصص أصحاب القلوب السليمة .
  4. أسباب ووسائل سلامة القلوب .

اقتباس

إن سلامة الصدر خلقٌ يجلب لصاحبه الراحة، والطمأنينة والسعادة، ويسلم من أمراض القلوب، وترفع درجته عند الله، ويحبه الخلق، ويسعد به المجتمع، وهو أفضل الناس عند الله. فلماذا لا نربي أنفسنا على هذا الخلق، نبتغي به وجه الله، ونطلب به راحة الدنيا، والفوز: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88-89]؟. قال ابن القيم في الجواب الكافي: "القلب السليم، هو الذي سلم من...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أكرم جباهنا بالسجود لعظمته، ونور قلوبنا بالإيمان به وبمعرفته وطاعته، وطيب نفوسنا بالرضا بقدره، والتسليم لحكمته، وحبانا من الخيرات والنعم، ونشر في الآفاق عدله وفضله ورحمته.

تَأَمَّلْ فِي رِيَاضِ الْأَرْضِ وَانْظُرْ *** إِلَى آثَارِ مَا صَنَعَ الْمَلِيكُ

عُيُونٌ مِنْ لجين شاخصات  *** بأحداق هِيَ الذَّهَبُ السَّبِيكُ

عَلَى قُضُبِ الزَّبَرْجَدِ شَاهِدَاتٌ  *** بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ لَهُ شَرِيكُ

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بأسمائه وصفاته وإلوهيته وربوبيته.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادةُ مصدقٍ به، متبعٍ لسنته، راجياً شربًة هنيةً من حوضه، ودخولا في شفاعته، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، ومن سلك سبيلهم، واتبع نهجهم، وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

عباد الله: إن من مقومات المجتمع المسلم، وأسباب قوته، ودليلٌ على خيريته: أن يتصف أفراده بقيم وأخلاق تضمن لهم حياة يسودها الحب والتراحم، والتعاون والتسامح، والإيثار والبذل والعطاء.

ذلك أنه لا قيمة لحياة ولا سعادة، ولا راحة لإنسان، يعيش في مجتمع تسوء فيه الأخلاق، وتضعف فيه القيم، ويكون الشر بديلاً عن الخير، وتحل الرذيلة، مكان الفضيلة، وتمتلئ القلوب بالحقد والحسد والضغائن، وتظهر فساد ذات البين، وسوء الظن، وتتلاشى أواصر المحبة والأخوة، والتعاون والتسامح من حياة الأفراد.

والله -سبحانه وتعالى- عندما خلق الخلق دلهم على أسباب سعادتهم في الحياة الدنيا والآخرة، وحذرهم من طرق الفساد والضلال والانحراف، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[النحل: 97].

وقال تعالى: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[طه: 123].

فهُدى الله، وطرق العمل الصالح، وأنواعه، يجدها المسلم واضحة المعالم، ظاهرة البيان، في كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وإن من الأخلاق العظيمة، والتي ينبغي لكل مسلم أن يسعى للتخلق بها، والتي بسببها يكون عظيماً عند الله، محبوباً إلى خلقه، مؤثراً في مجتمعه: سلامة الصدر من الأحقاد والضغائن، والحسد والغل لأحدٍ من المسلمين، مهما تباعدت وجهات النظر، واختلفت الآراء، وتغيرت المواقف، طالما كان هذا في أمور الدنيا، ويسع الناس، ولم يترتب عليه ضررٍ في مصالح الأفراد، أو المجتمعات.

وقد وصف الله -تعالى- المجتمع المسلم بأعظم الأوصاف، وزكى أفراده بهذا الخلق، فقال: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ)[الحشر: 9-10].

عباد الله: عندما يضعف الإيمان بالله واليوم الآخر، تفسد الأخلاق، وتسوء العلاقات بين الناس، فلم يعد يتحمل المرء إخوانه، فعلى أبسط المواقف تظهر الضغائن والأحقاد، والغيبة والنميمة، والهمز واللمز، والتطاول على الأعراض، وتصيد الفرض لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين، فأين مراقبة الله؟ وأين نحن من تطبيق تعاليم الدين في واقع الحياة؟

والله -تعالى- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)[الحجرات: 12].

إن سلامة الصدر خلقٌ يجلب لصاحبه الراحة، والطمأنينة والسعادة، ويسلم من أمراض القلوب، وترفع درجته عند الله، ويحبه الخلق، ويسعد به المجتمع، وهو أفضل الناس عند الله.

فلماذا لا نربي أنفسنا على هذا الخلق، نبتغي به وجه الله، ونطلب به راحة الدنيا، والفوز: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88-89].

قال ابن القيم في الجواب الكافي: "القلب السليم، هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد، والشح والكبر وحب الدنيا".

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان" قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد"[الترغيب والترهيب للألباني وإسناده صحيح 4/33)].

قال سفيان بن دينار: قلت لأبي بشر: "أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً، قال: قلت: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم".

ويضرب لنا الصحابي أبو ضمضم -رضي الله عنه- أروع الأمثلة، فكان يقول إذا أصبح: "اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم".

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وفي هذا الجود من سلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق ما فيه"[تهذيب مدارج السالكين/ 407].

ولما دخل أحد الصحابة على أبي دجانة، وهو مريض كان وجه يتهلل، فقيل له: مالي أرى وجهك يتهلل؟ فقال: "ما من عمل أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي للمسلمين سليماً".

أيها المؤمنون -عباد الله-: يكفي شرفاً أن خلق سلامة الصدر يقود صاحبه إلى الجنة، وأي غاية أعظم وأشرف من دخول الجنة؟

فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كنا جلوساً مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار فلما كان الغد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل، فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص يريد أن يعرف ما هي المؤهلات التي بلغت بهذا الرجل الجنة؟ فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني ، حتى تمضي فعلت، فمكث عنده ثلاث ليالٍ فما وجده كثير صلاة ولا صيامٍ ولا قيام، فسأله عن العمل الذي بلغ به هذه المنازل العالية؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق"[رواه الإمام أحمد/12286 وسنده صحيح].

إنها قلوب ليس لها جزاءاً إلا الجنة وأعمال أصحابها ترفع إلى السماء، ويكتب لها القبول؛ لأنها قلوبٌ خلت من الشحناء والبغضاء التي دمرت حياة المسلمين اليوم، وقطعت روابط الود والمحبة والإخاء فيما بينهم.

فكم قضت الأحقاد على علاقات؟ وكم خربت من بيوت؟ وكم تمكنت من صدور فحولتها إلى خصومة مع الآخرين، فضيعت لذة الإيمان، وأوهنت عرى التقوى؟

إن أصحاب هذا الخلق تظل قلوبهم في صفاء ونقاء، حتى في أصعب الظروف وأشدها قسوة، هذا عمر بن عبد العزيز لما سقاه غلامه السم، وحل به المرض، دعا غلامه: "ويحك ما حملك على أنا تسقيني السم؟ قال : ألف دينار أعيطتها وعلي أن أعتق، قال : هاتها، فجاء بها فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لا يراك أحد ".

وانظر إلى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم، وأحسَّ بألمٍ في جسده، قال: "اللهم اغفر للمعتصم".

سبحان الله! يستغفر لمن كان سببًا في ألمه، إنه منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبًا كبيرة عنوانها: "سلامة الصدر".

بل هذا نبي الله يوسف -عليه السلام- مثلاً فذاً في سلامة الصدر، فبعد أن فعل به إخوانه ما فعلوا، وبعد أن صار في منزلة يقدر فيها على الانتقام أبى أن يثأر لنفسه ثم قال لهم: (قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ)[يوسف: 92].

فعفا عنهم، ثم استغفر لهم.

وأعجب من هذا أنه التمس لهم العذر فيما فعلوه، فقال: (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)[يوسف: 100].

إن من بركات هذا الدين، ومن رحمة الله بنا أن الله -سبحانه وتعالى- يتحسس القلوب في الأسبوع مرتين، حتى يغسلها من أمراضها وأدرانها؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللّهِ شَيْئاً، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ. فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هاذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هاذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هاذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"[مسلم/ 6496)].

اللهم جعل قلوبنا عامرةٌ بالإيمان، سليمة من الأدران، لا تحمل حقدا ولا غلاً لأحدٍ من المسلمين.

قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:

عباد الله: إن كثير من الناس اليوم يتورعون عن أكل الحرام، أو النظر الحرام، ويتركون قلوبهم ترتع في مهاوي الحقد والحسد، والغل والضغينة، على المسلمين، ففسدت أعمالهم، وشقت نفوسهم، عن فتح بن شخرف قال حَدثنِي عبد الله بن خبيق الْأَنْطَاكِي أَبُو مُحَمَّد، وَأول مَا لَقيته بأذنة، قَالَ لي: "يَا خراساني إِنَّمَا هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك، فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل، وانظر لسانك لا تقل به شيئاً يعلم الله خلافه من قلبك، وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئاً من الشر فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت".

وإن من الأسباب التي تعين المسلم على يكون قلبه سليماً، ونقياً من الحسد والحقد والضغائن لأحد من المسلم: قراءة القرآن بتدبر، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)[الإسراء: 82].

وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ)[يونس: 57].

ومن ذلك: التفكر بما عند الله من أجر ومثوبة، وعد الركون إلى الدنيا، وإفشاء السلام.

ومنها: أن يعتذر ممن ظلمه في مال، أو عرض، أو بدن، ويطلب منه الصفح والعفو، حتى تسلم الصدور، وتزول الشحناء.

وإن لم يفعل ويتحلل منه اليوم، فإن الله يقتص للمظلوم من ظالمه، في يوم لا تخفى فيه على الله خافية: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت: 46].

إلى ديان يوم الدين نمضي ** وعند الله تجتمع الخصوم

ومن هذه الأسباب: أن ينظر المسلم إلى المجتمع الذي يعيش فيه، فيسعى للتخلق بهذا الخلق، ليكون لبنة صالحة فيه، فينشأ مجتمع تسوده المحبة والألفة، والتعاون والتراحم، قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"[البخاري].

ومنها: أن يستحضر المسلم حال أهل الجنة، فقد أخبر الله -تعالى- عن حالهم، فقال: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ)[الأعراف: 43].

(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)[الحجر: 47].

ومن ذلك: الدعاء، فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، مُرْني بشيء أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ؟ قال: "قل: اللهمَّ عالمَ الغيبِ والشهادةِ، فاطرَ السماواتِ والأرضِ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنتَ، أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ".

وفي رواية أخرى: "وَأنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ" قال: "قله إذا أصبحتَ، وإذا أمسيت، وإذا أخذتَ مضجعَكَ"[رواه الترمذي وأبو داود].

فيا أيها المسلم: كن سليم الصدر، فإنه ينفعك في يوم أنت أحوج ما تكون فيه إلى عمل صالح، قال تعالى: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88-89].

اللهم هيأ لنفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها

هذا، وصلوا وسلموا على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

والحمد لله رب العالمين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي