التمساح (2)

إبراهيم بوبشيت
عناصر الخطبة
  1. التأمل في بديع خلق الله سبحانه .
  2. هل للتمساح دموع؟ .
  3. وجه الشبه بين أموال التماسيح ودموع التماسيح .
  4. مساوئ أخلاق المصالح .
  5. كيفية التعامل مع أخلاق التماسيح .
  6. الله الله في الصلاة .

اقتباس

إن أخلاق التماسيح لا تعرف إلا سلامة وهدوء، وفجأة ينقض التمساح ليس من الماء بل من طين الماء حتى لا تعلم الفريسة إلا والتمساح تحتها لا فوقها، إن بعض أهل المكر ربما يجلس معك عشرات السنين يخطط لمكرٍ حتى يأخذ ما يريد، وإني لأتعجب من صبر أهل المكر والخديعة لا يعلم أمرها إلا الله سبحانه وتعالى.

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمدًا يستدعي مزيد الإفضال، حمدًا يليق بما له من العظمة والجلال، حمدًا يصعد مع الكلم الطيب، ويرفع في عليين صالح الأعمال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله خاتم سلسلة الإفضال والإرسال، اللهم فصلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم في كل حال.

أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى وتمسكوا بالعروة الوثقى، قال ربنا الرحمن: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131]، فاستعدوا للآخرة بحسن العمل وصلاح السرائر، فما ظنكم -عباد الله- بيوم بضائعه الأعمال، وشهوده الأوصال، وسجنه النار، وحاكمه الجبار، إن ذلك ليوم لا يُقال فيه من ندم، ولا عاصم فيه من أمر الله إلا من رحم:

 تزود قريبًا من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

فلن يصحب الإنسانَ من بعد *** موته إلى قبره إلا الذي كان يعمل

أما إنما الإنسان ضيفًا لأهله *** يقيم قليلاً عندهم ثم يرحل

اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، ولا تجعلنا مما طال عمره وساء عمله.

أيها المسلمون: وها هي الكلمات تتسابق عن تلك الحقائق حول التماسيح، التماسيح التي تعرفنا وإياكم على طرف من حياتها وطرف من أخلاقها وطرف من أعمالها، دعونا نكمل معكم المشوار؛ لعل مذكّرًا يتذكر، ولعل منبّهًا أن ينتبه، ولعل غافلاً أن يفيق!!

هي كلمات أريدها سياطًا على قلبي وسياطًا على كل محب؛ لعلنا نتغير فنصلح أخلاقنا ونصلح سرائرنا ونتعامل بما يرضي ربنا.

التمساح من عجائب أمره أنه من أطول الحيوانات عمرًا؛ إذ قالوا: إن التمساح يصل عمره إلى ما يزيد على 250 سنة، وهذا العمر المديد مليء بالمكر والخديعة، وإن الله -جل وعلا- قد يمد بعض الظالمين في ملكهم وفي دولتهم وفي سطوتهم وفي قوتهم؛ ابتلاءً لنا قبل أن يكون ابتلاء لهم، لكن ما هي النهايات؟! ما هي النهايات التي يجعلها الله -جل وعلا- لكل تمساح ظالم؟!

تأمل كلمة سمعناها صغارًا لم أصل إلى نتيجتها إلا الآن، لم أتعرف على سر هذه الكلمة، ما سر كلمة دموع التماسيح؟ ما معناها؟ ما حقيقتها؟ هذه العبارة التي تردد على مسامعنا كثيرًا "دموع التماسيح" هل للتمساح دموع؟ هل فعلاً هذا الظالم الغاشم هذا الماكر الخادع يجد دموعًا؟!

إن من رأى شكله ورأى أسنانه وفمه أدرك أن هذا لا يعرف الدموع، فتأملت في الحقيقة ما قال الله عن إخوة يوسف: (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ) [يوسف: 16] يبكون بعين دامعة أمامك وفي دواخلها سيوف مسلطة، كم من عين تراها لا تبين حقيقة ما في النفوس، قال ربنا: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر:19].

من عجيب هذا التمساح أنه لا يسيل دمعه الكاذب إلا في حالة واحدة، انظروا لبعض الظلمة كيف تكون حياتهم؟! فالتمساح لا يعبّر عن الفريسة الكبيرة التي يلتقمها ولا يعرف أنه قد ضايقه حجمها إلا يوم أن يخرج دموعه، تلك الدموع الكاذبة فسميت دموع التماسيح لأنه لا تعرف حقيقة الباطل إنما بكى أو تباكى جراء ما أفرزته عيونه.

قال أهل الإعجاز: يتحول سائل على عيون التمساح فيصبح دمعًا يظنه الظانّ دمعًا وهو في الحقيقة مما تجرعه من غصّه.

وكأني أتخيل أصحاب غسيل الأموال، وكأني أتخيل الذين زادت ثروتهم من الربا، وكأني أتخيل الذين جمعوا ثروتهم من النصب والكذب والاحتيال، كأني أتخيل أصحاب تلك اللقم الكبيرة التي عندما ترى ما ينفقونه ويسرفونه ويرمونه من الأموال في سفراتهم وفي مناسباتهم لا يعرفون قيمة المال؛ ينشرونه في القمار وهم يبذلون على أشياء من الترف تتساءل وتقول: أهذه الأموال أصولها من حلال؟! هذه الأموال التي تُنفق بمثل هذه الصور هل يعني أهلها فعلاً أن هذا المال كان أصله حلالاً عندما يفعل به ما يفعل؟! إنها أموال التماسيح إنها كدموع التماسيح؛ لكي يخرج حقائق لا يستطيع من ورائها إلا التدليس، قال الله: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43].

تأمل كيف ذم النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الأخلاق، أخلاق من يا ترى؟ إنها أخلاق التماسيح أخلاق المصالح، المحبة المؤقتة، الأدب المؤقت، التعامل المؤقت، لقد أصبحت بعض علاقتنا اليوم لا تعرف إلا العلاقات المؤقتة:

صلى المصلي لأمر كان يطلبه *** فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صام

قال -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة عند مسلم "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم" وذكر منهم: " ورجل بايع إمامًا لا يبايعه إلا لدنيا؛ فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط".

انظروا إلى هذا الخُلق عندما يعيش بعضنا مع مديره أو صاحبه أو زوجته، فكيف كان إذا كان يعيشه مع ولي أمره، ترى اليوم من يتناغم بالإنكار على بعض الأمور تراها ربما يكون ذلك الإنسان لم يعطَ ما يريد، ولكن يوم أن ترى مَن يعطى لا تراه ينطق ولا يتكلم.

تأمل "لا يبايعه إلا لدنيا" الهدف من وراء المدح، الهدف من وراء الثناء، الهدف من وراء القصيدة، الهدف من وراء كل هذا: دنيا يصيبه، من وراء هذا المسئول أو هذا الأمير  لم يبايعه إلا لدنيا، الهدف من وراء المدح أو الثناء، الهدف من وراء كل ذلك دنيا يصيبها.

من وراء هذا المسئول أو هذا الأمير، أو هذا التاجر إن الله محاسبك عن كل كلمة ترسلها أو كلمة تثني بها أو أيّ فعل تفعله، هل ينطبق فيك "لا يبايعه إلا لدنيا"، لا يمدحه إلا لدنيا، لا يتعامل معه إلا لدينا لا يزوره إلا لدنيا..!

ويوم لا يجد ما يريد ينقلب عليه ذامًّا ومنتقدًا (فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) [التوبة:58]، كيف إذًا كانت هذه أخلاقنا وتعاملاتنا؟ !

إن أخلاق التماسيح لا تعرف إلا سلامة وهدوء وفجأة ينقض التمساح ليس من الماء بل من طين الماء حتى لا تعلم الفريسة إلا والتمساح تحتها لا فوقها، إن بعض أهل المكر ربما يجلس معك عشرات السنين يخطط لمكرٍ حتى يأخذ ما يريد، وإني لأتعجب من صبر أهل المكر والخديعة لا يعلم أمرها إلا الله سبحانه وتعالى.

يقول أحد المدراء في إحدى الجهات: تعجبنا كثيرًا عندما بدأ صندوق الإيرادات ينقص منه المال، قبل أن نضع برنامج الكاميرات، فكل شهر يدفع مسئول الصندوق شيء من راتبه الشهر الأول ثم الشهر الثاني، والعجيب في أمر الخيانة أنها متدرجة لا يسرق مبلغًا كبيرًا، ففي المرة الأولى والمرة الثانية يقول المدير -وهو يخبرني بالقصة مدير الصندوق- أطمئن له 100% بقية أعضاء مجلس الإدارة يقولون لا، لا بد أن يؤدب؛ إما أن يُفصل وإما أن يُنقل، وأنا الوحيد الذي كنت أرى أن هذا الإنسان أثق فيه، والدليل على ذلك يدفع المال دون أن يجادل؛ يقولون: النقص كذا. يقول: خذوا من راتبي، ويقول يعلم الله لا أعلم كيف ذهب هذا المال.

يقول المدير: أنا الذي جلست أراقبه، حرصنا على صلاة الظهر في العمل فبدأت أنظر من تفوته الركعة والركعتين والثلاث ركعات، فإذا بي أرى رجل تتكرر منه هذه الطريقة؛ يتكرر منه تأخره عن الصلاة، ففي المرة الأولى وفي المرة الثانية والثالثة والمرة الرابعة أحضرناه إلى المكتب، فأول سؤال سألته إياه المبلغ الفلاني أين ذهبت به، لم أسأله سرقت، خدعت، فعلت .. مباشرة ذكرت له المبلغ الذي أخذه طوال المدة، فإذا به يرتبك مكانه بطريقة عجيبة غريبة.

الشاهد في القصة أن بعض أهل المكر يعيشون بمثل هذه الطرق، إنك يوم أن ترى إنسانًا يحب أن يفكر في جوالات الآخرين أو سيارات الآخرين، وأوراق الآخرين على مكاتب زملائه، على حقائبهم الخاصة .. هذه الأخلاق من أين نمت إلينا، ومن أين أتت إلينا، وما هو الهدف من ذلك الأمر؟! كم من إنسان ربما صوّر أوراقًا وجعل له ملفًا خاصًّا ليجمع على بعض زملائه الموظفين بعض الأمور، هل هذا الفعل جائز شرعًا؟ هل جائز لك أن تفعل بمن معك مثل هذه الأشياء؟!

إننا اليوم بأمس الحاجة أن نتقي الله -عز وجل- في أفعالنا..

إن من التماسيح تماسيح الخيانة الذين يمكرون لأنفسهم، ويزوّرن لأنفسهم، ويفعلون لأنفسهم، ويختانون لأنفسهم، ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

أحد التجار يقول جاءتني امرأة عجوز -وهو بائع للمواد الكهربائية- يقول جاءتني وهي تحمل في طياتها المدفئة تقول هذه المدفئة لا تعمل عطلانة، وأنتم الضمان أعطوني بدلاً منها، فيقول قلت: لأحد الموظفين عندي مباشرة الفني افتحها أمامي، يقول فقام بفتح هذا الجهاز، فلما فتح الجهاز فإذا بذلك الجهاز تخرج منه الأموال الخمسمائة والمائة والخمسين والعشرات تخرج من ذلك الجهاز، هذا الجهاز تم اكتشاف عطله سابقًا، فكان أحد الموظفين الخائنين في العمل كلما يسرق من المال قليله وكثيره يجمعه هنا، قدر الله أن يباع هذا الجهاز فيقدر الله أن يعود المال لصاحبه، أخذنا ذلك الموظف فاعترف أنه يجعل هذا المال كله في هذه المدفئة طوال هذه المدة.

إذا أدركنا مثل هذه القصص فليعلم كل خائن أن الله يكشف عواره يوم من الأيام، قال الله عن العزيز وهو يخاطب النسوة: (مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ) قال امرأة العزيز (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ) يا الله عندما تأتي هذه الكلمة ممن يا ترى؟! ممن كان يمكر بك، ممن كان يخدعك، ممن يكذب عنك، ممن كان عليك، ممكن كان ينم عليك، قالت امرأة العزيز: (وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما قلت وأستغفره سبحانه وتعالى فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..

الخطبة الثانية:

الحمد لله ذي الفضل، الحمد لله ذي الإحسان، الحمد لله ذي الجلال، الحمد لله ذي الانتقام، الحمد لله الجبار الكبير المتعال، الحمد لله ذي العزة والاقتدار، والصلاة والسلام على محمد والآل وصحابته والإخوان ومن تبعهم إلى يوم الدين ..

كان صلى الله عليه وآله وسلم يستعيذ بقوله كما عند أبو داود من حديث أبي هريرة: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة؛ فإنها بئست البطانة".

ومن التماسيح من أخبر عنه -صلى الله عليه وسلم- أيضًا، وبيّن كيف يتعاملون، فعن بريدة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم, وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وُقف يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى"، ثم التفت إلينا رسول الله فقال: "ما ظنكم؟!" رواه مسلم.

قال أهل العلم: "فما ظنكم" أي: فما ظنكم بذلكم الإنسان عندما يقف للخائن ليأخذ من حسناته، فماذا يبقى بعدما تأخذ منه الحسنات؟!

فكيف إذا كانت هذه الخيانة خيانة الأعراض مما أُمنت عليها؟! وكيف خيانة الأموال مما أمن عليها؟! وكيف بخيانة الأسرار لاسيما بأسرار الدول والشعوب؟!

إن الإنسان ينبغي له أن يتقي الله في الأمانات، فما ظنكم لو أُخذت منا الحسنات فمن يأخذها يا ترى؟! ذلك الذي خناه في أهله أو ماله عياذًا بالله.

قال علي -رضي الله عنه-:

أدِّ الأمانة، والخيانةَ فاجتنب *** واعدل ولا تظلم يطيب المكسب

تأمل -يا رعاك الله- أن الله لا يحب الخائنين، والله جل وعلا يقول: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43]، فالذين يمكرون ويخادعون أصحاب أخلاق التماسيح ماذا يا ترى يحصدون؟ السحرة والمشعوذون والدجالون ما ظنكم يهنئون؟! والله لا يهنئون .

إن الذين يؤذون الناس ويتناقلون النميمة في كل آنٍ قال عنهم الشافعي:

لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ *** شَوكٌ إِذا لَمَسوا زَهرٌ إِذا رَمَقوا

فَإِن دَعَتكَ ضَروراتٌ لِعِشرَتِهِم *** فَكُن جَحيماً لَعَلَّ الشَوكَ يَحتَرِقُ

وتأمل مقولة رائعة في التعامل مع أخلاق التماسيح، والذين يعيشون بتلك النفوس الكريهة للآخرين وكم من حافر لأخيه ليلاً تردى في حفرته نهارًا، هذه العاقبة والجزاء، والجزاء من جنس العمل.

معاشر المؤمنين: إن القرآن الذي كان أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- ترتسم فيه علينا أن نتقي الله لنتحاب، لنتوادد، لنتآلف ليأمن بعضنا بعضًا، وليؤدي الذي ائتمن أمانته، وليتق الله ربه، لا يخن بعضنا بعضًا، لا يخن بعضنا بعضًا، لا يخن بعضنا بعضًا.

ألا وإني موصي نفسي وإياكم وصية أخيرة، الصلاة، الصلاة وما ملكت أيمانكم، الله الله في الصلاة عباد الله تبكيرًا وخشوعًا وأداءً، الله الله في النوافل لقد ران على القلوب الران فقل المبكرون للصلاة، وقل الآتي إليها، النائمون عن الصلوات ليتقون الله، إن ضيعناها فماذا بقي لنا، إن أهملناها فماذا بقي لنا؟!

لقد وصف الله المؤمنين بقوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2]، فأول صفاتهم (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ) فلا تقدم عملاً على الصلاة، ولا تقدم أي أمر على الصلاة، لنتق الله عباد الله، فقد كثرت الشكوى وعمت البلية من أعداد المتأخرين والمتكاسلين والمتثاقلين، المدرجات بالمشجعين مليئة قبل حضور المباريات بعشرات الساعات، ويتصارعون للحصول على التذاكر ويتقاتلون ويدفعون الأموال، وتذاكر المساجد مهملة والمبكرين لها قلة!!

ألا فلنتق الله وإني موصي نفسي قبلكم أوصي أولادي وأوصي أولادكم فليتقوا الله، أيها الآباء أين أولادكم من المساجد؟! لنتق الله في الصلاة يا أولاد يا أبناءنا اتقوا الله في الصلاة، شبابنا البارحة يعلون الأصوات المزعجات إلى آخر الليل؛ تفحيط وإيذاء، ولكن في المساجد أين هم؟! من المسئول؟! أنا أول واحد فيكم مسئول، ثم أنتم الثاني لنتقي الله كلنا، الله سائلنا يوم القيامة لا أجامل نفسي ولا أولادي ولا أولادكم فهذه الفريضة إن ضيعناها ضاع منا كل شيء.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين ...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي