خطبة عيد الفطر لعام 1434هـ

خالد بن عبدالله الشايع
عناصر الخطبة
  1. فرح العبد بطاعة الله .
  2. العيد فرصة للمواساة والصلة.
  3. العيد فرصة للعفو والصفح .
  4. الحفاظ على نعمة الأمن ووسائل ذلك .
  5. الاعتبار بسرعة مرور الأيام .
  6. كثرة الفتن والتحذير منها .
  7. المداومة على الطاعات بعد رمضان .
  8. بعض منكرات العيد .
  9. موعظة للنساء .

اقتباس

عباد الله: يوم العيد يوم المواساة، فليوسع الغني على أخيه الفقير، أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم، جودوا من مال الله الذي استخلفكم فيه، فهو الذي وهبنا المال، وهو يخلفه على الباذلين. فليبدأ المسلم بالفقير القريب، ثم ليتفقد المسلم جيرانه. وليحمد الغني ربه أن جعله يدا عليا تعطي ولا تأخذ.
معاشر المسلمين والمسلمات: يوم العيد يوم صلة وبر، فليصل كل منا رحمه، واعلموا أنه ...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله...

اعلموا: أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

معاشر المسلمين، معاشر الصائمين القائمين: هنيئا لكم تمام الشهر، هنيئا لكم تمام الأجر -بإذن الله-: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].

من لم يفرح اليوم فمتى يفرح؟

إذا كان الصائم يفرح عند فطره، أفلا يفرح عند تمام شهره، فالفرح بتمام الشهر من شعائر الدين، كيف لا يفرح بتمام الأجر والبدء بصحائف جديدة كاللبن الصافي، فليستأنف العمل.

الله أكبر...

عباد الله: يوم العيد يوم المواساة، فليوسع الغني على أخيه الفقير، أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم، جودوا من مال الله الذي استخلفكم فيه، فهو الذي وهبنا المال، وهو يخلفه على الباذلين.

فليبدأ المسلم بالفقير القريب، ثم ليتفقد المسلم جيرانه.

وليحمد الغني ربه أن جعله يدا عليا تعطي ولا تأخذ.

معاشر المسلمين والمسلمات: يوم العيد يوم صلة وبر، فليصل كل منا رحمه، واعلموا أنه ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها، فلنتفقد أقاربنا ولنصل رحمنا.

أيها المؤمنون والمؤمنات: يوم العيد يوم عفو وصفح ومغفرة، فاعف عن من ظلمك، واحتسب الأجر من الله: (أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النــور: 22].

ما الفائدة أن يكون ثوبك جديدا ناصع البياض، وقلبك أسودَ مربادّا، لا يعرف لمسكين حقا، ولا لقريب ودا؟!

إنه -للأسف- يوجد بيننا مَن هجر أخاه، أو أباه، أو عمه، أو ابنه، أو قريبه، أو جاره، أو زميله، بل حتى زوجته، ووالله ما هجره لله! إنما هجره لدنيا زائلة، ولحظوظ النفس الأمارة بالسوء.

ألا فلْنتَّقِ الله، ولْنُطهِّر أنفسنا من الغل والحسد والقطيعة.

سبحان الله! في كل سنة في ليلة العيد يتصل بي من يقول: طلقت زوجتي ليلة العيد أو يوم العيد؟!!

يا سبحان الله! شجار وطلاق في أيام الفرح، والسبب من أتفه الأمور، اختلفا عند من سيكون العيد أهلوه أم أهلها؟ أو على دخلة سوق، أفلا يجدر بنا أن نكون أكثر عقلا وحزما؟ -عافانا الله وإياكم-.

معاشر الصائمين والصائمات: إن هذا العيدَ علامةُ الوصل بين المسلمين، فلا هجران ولا قطيعة، فإن هجران القريب من القطيعة، وإن قطيعة الرحم من الذنوب التي تُعجل عقوبتُها في الدنيا، زيادة على ما يُدَّخر لصحبها من العقوبة في الآخرة؛ أخرج أبو داود في سننه من حديث أبي بكرة مرفوعا: "مَا مِن ذنبٍ أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم".

فلنرفعها راية بيضاء، لا قطيعة ولا حقد ولا حسد في العيد.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المؤمنون والمؤمنات: ما أعظمها من نعمة، نعمة نتربع عليها في هذا البلد المبارك، وقد حُرِمها كثير من البلدان حولنا، إنها نعمة الأمن في الأوطان.

انظروا إلى من حولنا يقومون على وابل النار من تفجير، وقذائفَ وطائرات، لا يعرفون للأمن طعما، ينتظرون الموت في كل ساعة، ويفقدون غاليا كل يوم، انقطعت عنهم وسائل التعليم، والمواصلات، وسبل الراحة، حياتهم أشبه بالعذاب، فنسأل الله أن يكشف الغمة عن الأمة الإسلامية، وأن يجمع كلمتهم على الحق إنه جواد كريم.

إن بقاء الأمن مرتبط بالإيمان، فمتى زال هذا زال الآخر، فمن أراد الأمن فليقوي إيمانه، لينعم بالأمن في الدنيا والآخرة: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].

 الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: مرت أيام شهر رمضان سريعة كالعادة، ولكنها تحملت بأعمال ستشهد لأهلها يوم القيامة، وعندها يفرح المؤمنون بفضل الله وثوابه.

إن سرعة مرور أيام شهر رمضان؛ تذكرنا بسرعة مرور العمر، فبينما أنت تغدو وتروح وتعد الأيام، إذا بك أثر وخبر من الأخبار، طواك الزمن وأودعت في قبرك، وتعاقبت بعدك السنون، فلنعد لهذا الأمر عدته، فكأنه قد صيح بنا، ولن نتأخر بالإجابة؛ لأنها بيد الله العزيز الحكيم.

معاشر المؤمنين: في هذه الأيام كثرت الفتن، ومتى وقت الفتنة، فإنه لا يؤججها أقوى من اللسان، فلنحذر من الولوغ فيها بلا علم؛ أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ".

فلنحذر من استخدام اللسان في تلك الثورات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا يتكلم فيها إلا أهل الحل والعقد، خصوصا الولوغ فيها عبر قنوات التواصل الاجتماعية؛ كالفيس بوك، والتويتر، وغيرها، فاللسان وقت الفتن أعظم من السيف.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

اللهم أتم علينا نعمك، وتقبل منا الصيام والقيام والدعاء، وصالح الأعمال.

أقول قولي، وأستغفر الله...

الخطبة الثانية:

أما بعد:

 الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

معاشر المؤمنين والمؤمنات، يا من تذوقتم حلاوة الإيمان في رمضان، يا من صمتم وقمتم وتلوتم كتاب ربكم، يا من تصدقتم، ومكثتم في المساجد، يا من بكيتم واعترفتم بذنوبكم، يا من ألححتم على ربكم طالبين المغفرة: حذاري حذاري من النكوص على الأعقاب، والحورِ بعد الكور.

حذاري من الارتكاس في وحل الذنوب من بعد رياض الجنة.

الثبات الثبات فعن قريب نرحل من هذه الدنيا، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

عباد الله: تنتشر هذه الأيام معاصٍ يزعم أهلها أنهم في العيد، من احتفالات ممزوجة بالاختلاط، والأغاني، وما لا يرضي الرب، فلا تكن من الشاهدين لها.

لنفرح في حدود المباح، ولا ندنس صحائف أعمالنا بالذنوب.

أيها المسلمات العفيفات: عليكن مسؤوليةٌ عظيمة تجاه بيوتكن، صِنّها من الفساد، فأنتن من يدير البيوت، ولكن التأثير البالغ فيها.

أحثثن رجالكم وأولادكم على الصلاة، ووجوه الخير، وراقبن بناتكن في لباسهن، وصديقاتهن، ولا تتركن لهن الحبل على الغارب.

لا يزال أهل التغريب يستخدمون المرأة كأفضل سلاح لتغريب المجتمع، فاحذرن الانصياع لدعاويه، فو الله ما أرادوا إلا شهوات أنفسهم.

فلتحذر المسلمة العفيفة من اللبس المخالف للستر، ولا تكن من الكاسيات العاريات، فما أجمل لبس الحشمة على المرأة العفيفة.

اللهم آمنا في دورنا...‏


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي