عيد الفطر 1435هـ وتجديد المفاهيم والقيم

حسان أحمد العماري
عناصر الخطبة
  1. طوبى لمن استفاد من رمضان   .
  2. تقوى الله وثمرتها .
  3. مفاهيم وقيم يجددها العيد .
  4. العيد وواقعنا المؤلم .
  5. المخرج من هذا الواقع المؤلم .
  6. التذكير بصيام الست من شوال .
  7. لتكن أعيادنا أيام فرح وسرور .

اقتباس

لقد آن لهذه الأمة أفراداً وجماعات ودول وحكاماً ومحكومين, أن يعملوا جميعاً للخروج بالأوطان إلى بر الأمان, فنحتكم للشرع, ونحافظ على ثوابت الأمة ونحسن العمل والإنتاج, وبذل الأسباب, ونعالج خلافاتنا وقضايانا بالتفاهم والحوار, وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة, ومصالح الأوطان على مصالح الأشخاص, وننبذ العصبية الجاهلية والطائفية والمذهبية, ونعمل جميعاً على تقوية روابط الأخوة بين المسلمين...

الخطبة الأولى:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الله اكبر خلق الخلق وأحصاهم عددا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ، الله أكبر، عز سلطانه ربنا خلق الجن والإنس لعبادته، وعنت الوجه لعظمته, وخضعت الخلائق لقدرته، الله أكبر عدد ما ذكره الذاكرون، الله أكبر كلما هلل المهللون وكبر المكبرون, الله أكبر ما صام صائم وأفطر، الله أكبر، ما تلى قارئ كتاب ربه فتدبر، الله أكبر ما بذل محسن فشكر، وابتلي مبتلى فصبر.

الله أكبر كبيراً, والحمد لله كثيراً, وسبحان الله بكرة وأصيلاً, أحمده -سبحانه- وأشكره وأتوب إليه وأستغفره إنه كان حليماً غفوراً, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, يتم بنعمته الصالحات ويجزل بفضله العطيات, إنه كان لطيفاً خبيراً, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل من صلى وصام، واجتهد في عبادة ربه حتى تفطرت قدماه فكان عبداً شكوراً صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين, وعلى أصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون, عبــاد الله: الحمد لله الذي أعاننا على صيام رمضان وقيامه ووفقنا لقراءة القرآن وختامه, وأرشدنا إلى الأعمال الصالحات ووفق الكثير من عباده لنيل الأجور ورفع الدرجات.

فرمضان مدرسة إيمانية وتربوية وتعليمية للمسلمين جميعاً, فطوبى لمن استغل رمضان واجتهد فيه وقدم لآخرته واستفاد منه في تزكية نفسه وتربيتها, وطوبى لمن حقق مقاصد الصيام في نفسه والتي من أهمها وأعظمها تقوى الله ومخافته, وتجديد هذا المفهوم في النفوس لتستقيم على الخير والصلاح طوال حياتها فإن تقوى الإله جل في علاه سر النجاح، وطريق الفلاح، وينبوع الصلاح.

فإن أردتم سعادة وفلاحاً, وطلبتم هداية وصلاحاً, وقصدتم خيراً ونجاحاً, فعليكم بتقوى الله, و من أراد عزاً من غير جاه,ورفعة من غير منصب، وغنىً من غير مال, فعليه بتقوى الله, إن تقوى الله خير ذخر يدخر، ولباس يزين به ما بطن وما ظهر, هي الطريق لكل خير, والحصن الحصين والدرع الواقي من كل بلاء وضر, قال تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لعلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183],وقال -سبحانه- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29].

وحياة الأمة المسلمة وصلاح أبنائها وانتشار الخير في مجتمعاتها وتتابع النعم ونزول البركات لا يكون إلا بتقوى الله قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96], فهل حقق الصوم فينا هذه التقوى خلال شهر رمضان لتستقيم حياتنا وتصلح أحوالنا؟ هل حقق الصوم تقوى ومراقبته في نفوسنا حتى ينتشر الخير ويسود الحب والتآلف والإخاء وتحفظ الحقوق وتصان الدماء وتتوقف النزاعات والخصومات بين المسلمين؟.

إننا بحاجة على ثبيت هذه التقوى لله في قلوبنا, وإمدادها بأسباب الرعاية والنماء, بالمحافظة على الفرائض والتزود من النوافل, وقراءة القرآن وتدبر معانية وتطبيق أحكامه, وكثرة الأذكار  ودراسة سيرة المصطفى -صل الله عليه وسلم- وسيرة أصحابه وطلب العلم الشرعي وبذل المعروف وتقديم النفع للآخرين من حولنا وتعمير الأرض وتذكّر الآخرة والاستعداد لها وتذكر والموت والحساب والجنة والنار.

هذه التقوى هي أعظم نتيجة نخرج بها من مدرسة الصيام والقيام, من مدرسة رمضان فحافظوا على هذه النعمة العظيمة طوال العام قال تعالى ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [سورة البقرة: الآية: 177].

عبــــــــاد الله: يأتي عيد الفطر المبارك ليجدد المفاهيم العظيمة, ويبني القيم السامية في نفوس المسلمين في أصقاع الأرض, فهو يذكرهم وينفث في روعهم وخلدهم بأنهم أمة واحد, مهما باعدت بينهم الحواجز التي صنعها المستعمر على حين فترة من ضعفهم, ويأتي عيد الفطر ليوجه المسلمين نحو دينهم ورسالتهم الخالدة عندما يؤذن للصلاة ويرددون تكبيرات العيد  في المدن والقرى والجبال والهضاب والصحاري والقفار, شاكرين الله على نعمة الإسلام, فلا سعادة ولا عزة ولا قوة ولا نجاة لهم في الدنيا والآخرة إلا بهذا الدين, ويأتي العيد ليجدد مفاهيم الحب والولاء والأخوة بين المسلم وأخيه المسلم بل يغرس في نفوسهم قيم الرحمة والتراحم والصلة والبر  ويأتي العيد ليرسم الفرح والسرور.

ويدخل البهجة في نفوس المسلمين كل عام, ويبث في حياتهم الأمل والتفاؤل رغم كثرت الجراحات والابتلاءات, فبعد العسر يأتي اليسر وبعدة الشدة والضيق يأتي الفرج والمخرج, وما ذلك على الله بعزيز وما أحوجنا إلى التفاؤل والأمل خاصة وإن أمتنا تعيش اليوم لحظات عصيبة على جميع المستويات وموجة من الفتن والمحن والابتلاءات.

فالحياة السياسية يشوبها الظلم والضعف والتسلط ومصادرة الحريات في كثير من بلاد المسلمين, الأمر الذي أدى إلى نشوب الصراعات والحروب, ولأجل ذلك سفكت الدماء وهتكت الأعراض ودمرت المدن والقرى, وتفرق الناس إلى شيع وأحزاب وجماعات, وتدخل الغرب والشرق والقوى العالمية في قراراتنا, مما ساهم  في زيادة مشاكلنا وتشعبها, وكان الأولى قبل أن يحدث هذا كله أن نحصن أنفسنا بنشر العدل وتوفير الحياة الكريمة واحترام كرامة الإنسان والنظر إلى مصالح الأوطان.

وفي الجانب الاقتصادي رغم الثروات الهائلة التي تمتلكها هذه الأمة, إلا أن سوء الإدارة وعدم وجود رؤية اقتصادية واضحة والفساد المالي في الأجهزة الإدارية للدول؛ أدى إلى تراجع كبير ولم نتقدم, وأصبحنا أمة مستهلكة نصفها يعيش حالة الترف والبذخ, والنصف الآخر يعيش حياة الفقر والجوع والكدح. فلماذا لا يكون هناك تعاون اقتصادي واستراتيجية واضحة لتعمير الأوطان وبناء الإنسان؟ وهذا أمر مقدور عليه إذا صدقت النية وحسن العمل.

أما في الجانب الاجتماعي ظهرت البغضاء والشحناء والتفرق والاختلاف, فإلى جانب الفرقة بين الدول والأقطار, حدثت الفرقة الداخلية في الوطن الواحد بين القبائل والعشائر والأحزاب والجماعات, وظهرت العصبية الجاهلية والطائفية والمذهبية البغيضة؛ حتى استطال المسلم في عرض أخيه وماله, وغفلت الأمة عن عدوها الحقيقي, وتخلت عن مقدساتها المحتلة وأراضيها المغتصبة في فلسطين, ودمرت غزة وقتل الأطفال والرجال والنساء, وأقيمت المجازر وهدمت البيوت.

ولولا تفرقنا لما حدث ذلك, وقد رأينا كيف قام الأبطال من المقاومة في فلسطين بدفع العدو وكسر شوكته, وتلقينه دروس في الحرب والصبر والمصابرة والدفاع عن الحق والكرامة, مع قلة عددهم وعدتهم, لكن الله -سبحانه وتعالى- لا يترك أولياءه, بل يثبتهم ويقويهم ليستمر العمل والبذل والعطاء حتى يتحقق النصر ولو بعد حين.

وغير ذلك من قضايا المسلمين في سوريا وبورما وأفريقيا الوسطى, وما تعرضوا له من إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم, وما كان ليحدث ذلك ونحن متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله وعليه وسلم-, ما كان ليحدث ذلك لو أدركنا جيداً واجباتنا ومسؤولياتنا واستوعبنا جيدا كذلك أن هذه الأمة, أمة واحدة في دينها وعقيدتها وأن المؤمنون أخوة, والمسلم أخو المسلم, وأن أكرم الناس عند الله أتقاهم.و

هكذا نجد التقصير والخلل في حياتنا في كثير من جوانب الحياة, ولذلك يأتي رمضان وبعده عيد الفطر؛ لينفث في روع هذه الأمة رسالتها السامية, ودورها في بناء الحياة, وتعمير الأرض, ويلقي في خلدها حقيقة الأخوة والحب والتعاون بين أبنائها, وكيف يمكن أن يتعاونوا في حل مشاكلهم وخلافاتهم فهم أمة واحدة.

وعندما نتحدث عن مشاكلنا كمسلمين, فإن هذا  لا يعني انعدام الخير في هذه الأمة, فهناك بذل وعطاء وجهود تبذل, وهناك تغييرات تحدث للأفضل سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو علمية وغير ذلك من مجالات الحياة, وهناك عودة إلى الدين وأحكامه, وهناك طموح على مستوى الأفراد والدول, للانطلاق نحو الأفضل ونحتاج إلى مزيد من العمل والبذل والجهد.

أيها المسلمون, عبـاد الله:  لقد آن لهذه الأمة أفراداً وجماعات ودول وحكاماً ومحكومين, أن يعملوا جميعاً للخروج بالأوطان إلى بر الأمان, فنحتكم للشرع, ونحافظ على ثوابت الأمة ونحسن العمل والإنتاج, وبذل الأسباب, ونعالج خلافاتنا وقضايانا بالتفاهم والحوار, وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة, ومصالح الأوطان على مصالح الأشخاص, وننبذ العصبية الجاهلية والطائفية والمذهبية, ونعمل جميعاً على تقوية روابط الأخوة بين المسلمين, ونأخذ جميعاً على يد الظالم, حتى يعود إلى الحق وننتصر للمظلوم؛ حتى يأخذ حقه ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر, وهذه هي طريق النجاة والخيرية قال -عزَّ وجلَّ-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:110].

فاتقوا الله وأحسنوا العمل وجددوا النية الخالصة لله قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [سورة الأعراف: الآية: 96] وابشروا وأملوا وثقوا بالله, فمهما أصيبت هذه الأمة من فتن ومصائب وابتلاءات فإنها أمة لن تموت, بل ستعود إلى رشدها وقوتها وتدرك رسالتها وواجبها تجاه نفسها والعالم الحيران من حولها, فَعنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ" [رواه أحمد].

فليكن هذا العيد نقطة انطلاق ومراجعة لجميع أعمالنا وسلوكياتنا ونعزم جميعاً على التغيير نحو الأفضل في حياتنا, اللهم خذ بنواصينا إلى كل خير وردنا إلى دينك رداً جميلاً.

  

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطــبة الثانية: 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة, وأصيلاً.

الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بشرا, الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيراً وذكراً, الله أكبر ما توالت الأعياد عمراً ودهراً, لك المحامد ربَّنا سراً وجهراً, لك المحامد ربَّنا دوماً وكرَّا, لك المحامد ربَّنا شعراً ونثرا.

أيها المسلمون: يا من ودعتم شهراً كريماً,وموسماً عظيماً, صمتم نهاره, قمتم ما تيسر من ليله, وأقبلتم على تلاوة القرآن, وأكثرتم من الذكر والدعاء، وتصدقتم بجودٍ وسخاء, وتقربتم إلى ربكم بأنواع القربات، رجاء ثوابه وخوف عقابه, فكم من جهود بذلت, وأجساد تعبت, وقلوب وجلت وأكف رفعت، ودموع ذرفت، وعبرات سُكبت, وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله, في موسم الرحمة والمغفرة, والعتق من النار.

لقد ودعتم شهر رمضان, وقد أحسن فيه أناس، وأساء فيه آخرون, وهو شاهد لنا أو علينا شاهد للمشمر بصيامه وقيامه، وبره وإحسانه, وعلى المقصر بغفلته وإعراضه, وشحه وعصيانه, فلا إله إلا الله؛ كم من مقبول هذا اليوم فرح مسرور؟, ولا إله إلا الله كم من مردود هذا اليوم خائب مثبور؟, جعلنا الله وإياكم من المقبولين عند رب العالمين

ولن يعدم المسلم من ربه خيراً, وما منكم من أحد إلا وقد قدم بين يدي ربه خيرا كثيرا, فأحسنوا العمل وأحسنوا الظن به -سبحانه-.

ونذكر أصحاب الهمم العالية والنفوس التواقة إلى جنة ربها ورضوانه بصيام الست من شوال, والتي أخبر عن فضل صيامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" [صحيح مسلم]. 

ونذكر أنفسنا جميعاً بالتسامح والعفو مع بعضاً البعض, والتآخي وتقديم المعروف وصلة الأرحام, والاستمرار على الطاعة والمداومة على العبادة بعد رمضان, وعلينا أن نقوم بأعمالنا ونؤدي أدوارنا في هذه الحياة على أكمل وجه وأحسن حال فنرضي ربنا ونقوي صفنا ونبني مجتمعاتنا ونعمر أوطاننا.

ليكن هذه الأيام أيام العيد, أيام فرح وبهجة وسرور وعلينا أن ننشر هذه الأفراح في بيوتنا ومع أهلينا وأولادنا وجيراننا وأرحامنا ففي ديننا فسحة من ذلك فهو دين يراعي الفطرة الإنسانية السليمة واحتياجاتها النفسية والشعورية وتلك نعمة عظيمة يجب أن نحمد الله عليها.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه, اللهم صل على عبدك ورسولك محمد, وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, اللهم اجمع شمل المسلمين, ولم شعثهم, وألف بين قلوبهم وأحقن دمائهم, اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين, اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وسائر أعمالنا واستعملنا في طاعتك وادفع عنا وعن المسلمين شر الشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا أرحم الراحمين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي