أولئك في الأذلين

صالح بن عبد الرحمن الخضيري
عناصر الخطبة
  1. شقاء وحقارة المتكبرين على الله .
  2. غنى الله على العباد وفقرهم إليه .
  3. وجوب عبادة الله وحده لا شريك له .
  4. بعض فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم- .
  5. وجوب محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وطاعته وعقوبة مخالفته وأذيته في الدنيا والآخرة .
  6. وجوب توقير الله ورسوله ومحبة الصحابة وأهل البيت.
  7. تطاول أمم الكفر على الله ورسوله .
  8. بعض نواقض الإسلام .
  9. حفظ الله لعرض نبيه وصيانته له .
  10. حكم من سب الله أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم- وواجب ولاة الأمر وعامة المسلمين تجاه ذلك .
  11. أسباب ضلال بعض المسلمين .

اقتباس

لقد دأبت بعض أمم الكفر، وأفراد من الزائغين عن الحق في التطاول على مقام الرب -جل جلاله- أو إنكار وجوده، أو إطلاق العبارات الكفرية السيئة على ربنا -جل وتقدس-. وكذا التنقص لسيد ولد آدم، رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- عبر رسوم، أو مؤلفات، أو كتابات، أو مقابلات، جرى هذا في...

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا.

وأشهد أن لا إله إلا الله لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريكا في الملك ولم يكن له وليا من الذل وكبره تكبيرا.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه، وصفوته من خلقه، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فاتقوا الله -يا عباد الله-: وعظموا ربكم: فما لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ، وكونوا أنصار الله، وأنصار رسوله، لعلكم تفلحون.

(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ)[الإنفطار: 6-8].

(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)[الإنشقاق: 6].

عجبا لهذا الإنسان حينما يبغى ويتجبر، ويدبر ويستكبر، أفيليق بمخلوق ضعيف أن يسب ربه العظيم اللطيف؟!

هل يحق لمن رباه ربه بالنعم، وصرف عنه النقم، أن يبارزه بالمحاربة؟!

"لا إله إلا الله" ما أشقى من أبعده ربه؟! وما أذل من أقصاه سيده؟!

أيحق لمن غدق بنعم الله، وبمن سعد برسول الله، وأخرجه الله به من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإسلام والحق، أن يتنكر له، أو أن يصفه بألفاظ لا تليق به؟!!

حقا إنه الشقاء، إنه البؤس، إنها قسوة القلب: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج: 46].

عباد الله: لقد خلقنا الله من العدم، وأسبغ علينا النعم، ودفع عنا النقم: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)[غافر: 61].

(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)[النحل: 53-54].

(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ)[فصلت: 51].

رب العالمين، له ملك السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه، وما يجري في الكون من شيء إلا بأمره، وله الحكمة التامة، والعلم الشامل في أوامره ونواهيه، وأقضيته وأحكامه: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً)[الأنعام:115].

نحن الفقراء إليه، وهو الغني عنا وعن غيرنا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)[فاطر: 15-17].

ولقد أوجب الله على الخلق أن يعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئا، وخلقهم لذلك، قال جل وعز: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)[الذاريات: 56-58].

وأرسل الرسل -عليهم السلام- واختارهم واصطفاهم، وأدبهم وزكاهم، وفضلهم على العالمين: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)[النساء:165].

وجعل خيرهم وأفضلهم وأعمهم؛ رسالة محمد بن عبدالله العربي القرشي المكي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فهو خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد ولد آدم أجمعين، جعل الله رسالته عامة للجن والإنس، والعرب والعجم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[سبأ: 28].

(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[الأعراف:158].

وفرض الله على العباد أن يحبوه، ويطيعوه، وأن يؤمنوا به: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)[النور: 54].

وكمل الله خلقه وخلقه، وزكاه، وشرح صدره، ورفع ذكره: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم: 1-4].

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم:4].

(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ)[الشرح: 1-2].

وجعل الذلة والصغار على من خالف هذا النبي الكريم، وكفر به، وأذاه بالقول أو الفعل: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[الكوثر: 1-3].

فالشانئون له، المبغضون له؛ أعد الله لهم العذب والنكال في الآخرة، مع ما يلحقهم في الدنيا من الذلة والصغار، والخزي والعار، والألم والهم، وما ذاك إلا حفظا من الله وإكراما وصيانة للجناب النبوي الرفيع: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)[الأحزاب: 57].

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)[المجادلة: 20-21].

أيها المسلمون: توقير الله -تعالى- وإجلاله، وتعظيمه، وعبادته وحده، والتأدب في الألفاظ التي تطلق عليه سبحانه، والإيمان به وبأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وتنزيهه عن كل نقص وعيب، فرض على كل أحد.

كما أن توقير نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- واحترامه، والتأدب معه، وتعظيم سنته، واتباع أمره، وتقديم محبته على محبة جميع الخلق؛ فرض لازم أيضا على كل أحد.

وكذا محبة أصحابه، وأهل بيته، والترضي عنهم، والكف عما شجر بينهم واجب أيضا: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[آل عمران:31].

ولقد دأبت بعض أمم الكفر، وأفراد من الزائغين عن الحق في التطاول على مقام الرب -جل جلاله- أو إنكار وجوده، أو إطلاق العبارات الكفرية السيئة على ربنا -جل وتقدس-.

وكذا التنقص لسيد ولد آدم رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- عبر رسوم، أو مؤلفات، أو كتابات، أو مقابلات، جرى هذا في سنوات ماضية، وأعاده بعض الأشقياء هذه الأيام!.

ولا شك أن هذا منكر عظيم، وكفر أكبر، مخرج من دين الإسلام.

ولقد اتفق العلماء على أن من نواقض الإسلام: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو عمل به سواء كان من الأقوال أو الأفعال، فمن صدر منه هذا، فقد دخل في النفاق الاعتقادي الذي يخلد صاحبه في الدرك الأسفل من النار.

وكذلك من استهزأ بشيء من دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو ثوابه، أو عقابه؛ كفر، والدليل قول الله -جل جلاله-: (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)[التوبة:66].

ومن نواقض الإسلام أيضا: من اعتقد أن هدي غير النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)[النساء: 65].

من سب رب العاملين، أو سب رسوله الكريم، فهو كافر مهين، محاد لله ورسوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)[الأحزاب: 57].

(أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ)[التوبة:63].

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)[المجادلة: 20-21].

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ)[المجادلة: 5].

(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة: 61].

لقد بادت أمم، وهلك طواغيت، وطوى الموت أقوام، طالما حاربوا الله ورسوله، وأذو أهل الإيمان، فذهب المجرمون إلى مزبلة التاريخ، وهوى الظالمون في الجحيم، وبقى ذكر رب العالمين، وخلد اسم رسوله الكريم، فتبا لمن يحاول إطفاء نور الله.

ويجب أن يقطع كل لسان يتطاول على رب العالمين، وكتابه المبين، ورسوله الأمين، ودينه القويم: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات: 171-173].

(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) [المسد: 1-2].

وإننا لنخشى عقوبة الله إن نسكتنا على الزنادقة والملاحدة، ونأمل من الله العفو -جل جلاله- أن يعفو عنا، وأن يجعلنا من الناجين الذين ينهون عن السوء، هو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه...

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، اللهم صل وسلم وبارك على سيد ولد آدم الشافع المشفع في المحشر، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.

أما بعد:

فإن الله -تعالى- غني عن العالمين، وهو على كل شيء قدير، وهو الذي رفع قدر رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأغناه عن كل أحد: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)[الضحى: 3-8].

ومن لطفه تعالى بنبيه -عليه الصلاة والسلام-: أنه صرف عنه أذى المؤذين، وكفاه إياهم، قال جل وعز: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر: 94-96].

لكن نصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض علينا نحن.

ومن أعظم النصر له: حماية عرضه مما يؤذيه.

ولقد أجمع العلماء على أن من سب الله -تعالى-، أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو دفع شيئا أنزله الله أنه كافر، ويجب قتله، نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وغيره.

فالواجب على من ولاه الله -تعالى- أمر المسلمين أن يحاكم هذا النوع من البشر، وأن يطبق عليهم حكم الله.

كما أن الواجب على جميع المسلمين أن يحذروا من الوقوع في هذه العظائم، وأن يصون المرء قلمه ولسانه، عما يوجب إقامة الحد عليه، أو خروجه من دين الإسلام.

وبهذا قال العلماء، وأفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية في هذه البلاد قبل أيام؛ لهذا في فتوى منشورة تتضمن الإنكار على هذا الساب المهين، وتحذير المسلمين من هذا الأمر.

وختاما: فإن سبب ضلال بعض أبناء المسلمين، هو قراءتهم في كتب الفلسفة، وكتب أهل الكلام، والروايات المنحرفة، ودخول المواقع المشبوهة.

وعليه، فإننا نحذر شبابنا وفتياتنا من دخول هذه المواقع، أو قراءة هذه الكتب المنحرفة؛ لأن القلب ضعيف والشبه والشبهات خطافة.

ولقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه لما فتح المسلمون الإسكندرية، في عهد أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وجدوا فيها كتبا من كتب الروم، فكتبوا إلى عمر -رضي الله عنه- يستشيرونه، فقال: "أحرقوها، حسبنا كتاب الله".

فرضي الله عن المحدث الملهم، كيف لو رأى بعض أبناء المسلمين وهم يعكفون على هذه الكتب المنحرفة، بل لربما ظن بعضهم أن الشخص لا يكون مثقفا مبدعا، ولا متعلما، إلا إذا قرأها واعتقدها؟!.

حمى الله شباب المسلمين من هذه الأفكار السيئة، وثبتنا وإياهم على الإسلام والسنة، ونسأل الله أن يقطع دابر الفساد والمفسدين، وأن يرد كيد الليبراليين والمنافقين في نحورهم، وأن يقطع دابرهم، إنه على كل شيء قدير.

اللهم يا علي يا عظيم، نسألك أن ترد كيد المنافقين في نحورهم، وأن تهتك أستارهم، وأن تفضحهم بين العالمين، وأن تنزل بهم الذلة والصغار، ومن عاونهم، ودافع عنهم، إنك على كل شيء قدير.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي