اصبر واحتسب

توفيق الصائغ
عناصر الخطبة
  1. فضل الصبر على المحن والآلام .
  2. فضائل الاسترجاع عند نزول المصائب .
  3. صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على المحن والآلام .
  4. صور من قصص الصبر والاحتساب والكتمان عند السلف الصالح .
  5. المصائب التي تحل ببلاد المسلمين .

اقتباس

لا يطيب لنا طعام ولا يهنأ لنا شراب، ولا يلذ نوم وإخواننا يستيقظون وينامون ويغفون على وقع الرصاص، وعلى دوي القنابل والمدافع، والمحزن المبكي أن القاتل مسلم والمقتول مسلم؛ إذاً نحن في خسران مبين على كل الصُّعُد: القاتل والمقتول منا. إنا ..

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله وصفيه ومختاره من خلقه وخليله، أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة، وكشف الله به الغمة، تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلوات الله وتسليماته وتبريكاته عليه وعلى أهل بيته.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: إنا لله وإنا إليه راجعون، عبارة لا تصدر أبدا من متكئ على أريكة ولا من مستلقٍ على قفاه، إنها عبارة عادة لا تصدر إلا قاطعة نياط القلوب عاملة في القنوات الدمعية في العين، عبارة لا تصدر إلا ممن وقع عليه مصيبة أو وقع به جهد.

"إنا لله وإنا إليه راجعون" مقالة المؤمنين الذين يحتسبون ما وقع عليهم من الشدة والآلام والمحن.

عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها؛ إلا أخلف الله له خيرًا منها"، قالت أم سلمة: فلما قُبض أبو سلمة قلت: "أي المسلمين خير من أبي سلمة؛ أول بيت هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!". قالت: "ثم قلتها، أي: قالت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، قالت: فأخلف الله لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

قال الماوردي في تفسيره: "(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156] يعني: إذا أصابتهم مصيبة في نفس أو أهل أو مال قالوا: إنا لله: أي نفوسنا وأهلونا وأموالنا لله، لا يظلمنا فيما يصنعه بنا (وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) يعني بالبعث في ثواب المحسن ومعاقبة المسيء".

قال قتادة: "من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثاً: الصلاة والرحمة والهدى (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:- 157]، هذه الثلاثة من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثة فليفعل، ولا قوة إلا بالله؛ فإن من استوجب على الله حقًّا بحقٍّ أحقه الله له؛ وجد الله وفيًّا".

الاحتساب باب واسع في صنوف الطاعات كلها، وفيما يقتضي الصبر؛ لأن الصبر والاحتساب صنوان خطان متوازيان، لكنني أخص الاحتساب في هذه الخطبة في الموجعات التي تقع على العبد مما ينغّص عليه عيشه ويكدر عليه صفو حياته.

عن أسامة -رضي الله عنه- قال: أرسلت بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه أن ابنًا لي قُبض، فأرسل إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ السلام ويقول: "إنا لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب".

الأمر بالاحتساب شرعة مطهرة طريقة نبوية، بل هي طريقة الأنبياء -كما سيأتي-، وما أعظم الاحتساب على فلذة الكبد حين تتفلت، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول الله: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد" أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.

سأسكت صبراً واحتساباً فإنني *** أرى الصبر سيفاً ليس فيه فلول

وإن امرأ يشكو إلى غير نافع *** ويسخو بما في نفسه لجهول

عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب، وقال ما أمر الله به، لا يرضى له بثواب دون الجنة".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن المطيبة الأفواه بالصلاة والتسليم عليه قال: "يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة".

فإن تسأل كيف أنت فأنني  *** جليد على ريب الزمان صليب

عزيز أن ترى بي كآبة فيفرح *** فيفرح واشٍ أو يُساء حبيب

عن أبي أمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله سبحانه: يا ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى فلم أرضَ لك ثوابا دون الجنة".

ما لنا ألا نحتسب والله -عز وجل- يرتب الثواب تلو الثواب على هذا الفضل العظيم، وقد ذكرت لكم -آنفًا- أن أعظم ما يُمِضّ المرءَ أن تتفلت نفس فلذة كبده، وأن يذهب أبناؤه وهو ينظر إليهم في الحياة فيسيل من العين ماؤها.

لذلك رتّب الله عظيم الأجر وكبير القدر على المحتسبين في ذهاب فلذات كبدهم وثمرة فؤادهم، ولذلك كان بعض أئمتنا يتمنون وفاة أبنائهم في حياتهم؛ فعن محمد خلف وكيع قال: "كان لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة سنة، قد حفظ القرآن ولقّنه من الفقه شيئاً كثيراً فمات، قال: فجئت أعزِّيه"، فقال لي: "كنت أشتهي موت ابني هذا"!!!

قلت: "يا أبا إسحاق، أنت عالم الدنيا، تقول مثل هذا في صبي، قد أنجب، وحفظ القرآن، ولقّنته الحديث والفقه؟" قال: نعم. رأيت في النوم، كأنَّ القيامة قد قامت، وكأنَّ صبياناً بأيديهم قلال ماء، يستقبلون الناس يسقونهم، وكان اليوم يوماً حاراً شديداً حرّه. قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء، قال: فنظر إليّ، وقال لي: لست أنت أبي؟ فقلت: فأيش أنتم؟ قالوا: نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا، وخلفنا آباءنا، نستقبلهم، فنسقيهم الماء، قال: "فلهذا تمنيت موته".

أيها الإخوة: الاحتساب ليس منزلة سهلة، التنظير لها على المنابر قد يكون سهلا لكن وقوع الوقع على الإنسان واحتساب الأجر عند الله -سبحانه وتعالى- ليس شيئًا بالهين، يعقوب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- يذهب إخوة يوسف بيوسف ليأتوا أباهم عشاء بقميص مزقوه ثم جعلوا عليه دمًا كذبًا فيقول: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف:18].

يحتسبه عند الله -تعالى-، ثم يُبتلى ببلية أخرى؛ فقد الولد الثاني، فلا يزيد على الاحتساب ليقول (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 83].

سيُفتح باب إذا سُد باب *** نعم، وتهون الأمور الصعاب

ويتسع الحال من بعد ما *** تضيق المذاهب فيها الرحاب

مع العسر يسران، هوّن عليك *** فلا الهم يُجدي ولا الاكتئاب

فكم ضقت ذرعاً بما هبته *** فلم ير من ذاك قدر يهاب

فلا تأس يوم على فائت *** وعندك منه رضا واحتساب

أيوب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- احتسب سنوات المرض عند الله -عز وجل- فعوضه الله خيرًا، يونس بن متى احتسب ما وقع عليه، فبعثه الله إلى مائة ألف أو يزيدون، وأنبت عليه شجرة من يقطين، وعلى الغرس محمد -صلى الله عليه وسلم- سيد المحتسبين، ولأنه كان بهذه المنزلة كان في أبجديات الوحي وأوليات التنزيل الذي نزل عليه (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) [المدثر:7].

قال ابن سعدي: أي احتسب بصبرك واقصد به وجه الله –تعالى-، احتسب -صلى الله عليه وسلم- إخراجه وحبسه في شِعْب أبي طالب، واحتسب جهاده، واحتسب تعبه حتى لما دميت أصبعه -صلى الله عليه وسلم- احتسب ذلك عند الله وقال: "هَلْ أَنْتَ إِلَّا إِصْبَعٌ دُمِيتَ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتَ" صلى الله عليه وعلى أصحابه من بعده أئمة الاحتساب.

خبيب بن عدي أخرج -رضي الله عنه- وأرضاه إلى الحل لماذا؟ ليقتل فما جزع، وإنما طلب مهلة ليصلي ركعتين وحين صلى كان أهنأ ما يكون نفسا وأطيب ما يكون خاطرا راجعه المشركون فقال:

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا *** عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَأ *** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَزَّعِ

في الاحتساب قصة لا يمكن أن تُنسى، لئن كانت جميلات القصص تكتب بالذهب فهذه القصة لأم سليم -رضي الله عنها- وأرضاه تكتب بماء العين تكتب بأنفس ما يكتب به.

أم سليم صحابية جليلة زوجها أبو طلحة نتج عن هذا النكاح غلام كان نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يداعبه أخذ من النفس مأخذها وملأ السمع والبصر، لكن هذا الغلام مرض، وكان أبو طلحة قبل أن يخرج إلى السوق أو إلى الصلاة يسأل عنه ويتعاهده ويتفقده، تفقده ذلك اليوم ثم خرج في بعض حاجاته ورجع من قريب وقد قُبض الصبي، لكن أم سليم سجت وليدها وتعطرت لزوجها وتطيبت ولبست أحسن الثياب جاء أبو طلحة يسأل عن فلذة كبده كيف هو قالت أم سليم: هو أسكن ما يكون.

وهل يكون الإنسان أسكن منه حالة وقوف نبضات القلوب وحالة وقوف اختلاج الروح أسكن ما يكون، ظن أبو طلحة أن الصبي قد عُوفي قربت له العشاء ازينت له أصاب منها ووقع بينهما ما يقع بين الرجل وزوجته، ثم لما كان في الهزيع الأخير من الليل قالت له: "يا أبا طلحة! أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم فهل لهم أن يمنعوا منهم؟ قال: لا، قالت احتسب ابنك عند الله".. الله، الله.

عن الحسن بن دينار قال: كان الحسن البصري يغمى عليه ثم يفيق فيقول: "ساعة صبر واحتساب وتسليم لأمر الله، ساعة صبر واحتساب وتسليم لأمر الله" حتى قبضه الله -تعالى-.

أما في كتاب الصناعتين فخبر عن الاحتساب والصبر والكتمان عجيب، ذكروا أن امرأة مات ولدها فأمسكت نفسها عن البكاء صبرًا واحتسابًا فخرج الدم من ثديها؛ لما ورد عليها من شدة الحزن مع الامتناع عن البكاء.

إن الذي عقد الذي انعقدت له *** عقد المكاره فيك يملك حلها

صبرًا فإن الصبر يعقب راحةً *** ولعلها أن تنجلي ولعلها

قصص الصبر والاحتساب والكتمان عن السلف كثيرة، ما أحوجنا لجرعاتها اليوم مع توالي النكبات على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي، جراحات في عالمنا الإسلامي هنا وهناك وعلى المستوى الشخصي.

جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقدار والأكدار

ومُكلف الأيام ضد طباعها *** متطلبٌ في الماء جذوة نار

الشيبَانيّ قال: أخبرني صَديقٌ لي قال: سَمِعَني شُريح وأنا أشْتَكي بعضَ ما غمني إلى صديق لي، فأخذ بيدي وقال: يا ابن أَخي، إياك والشَّكْوى إلى غير اللّه، فإنه لا يَخلو من تشكو إليه أن يكون صديقاً أو عدوًّا، فأما الصديق فتخْزُنه ولا يَنْفعك، وأما العدوّ فَيَشْمَت بك، انظُر إلى عيني هذه - وأشار إلى إحدى عَينيه - فواللّه ما أبصرت بها شخصاً ولا طريقاً منذُ خمسَ عشرةَ سنة، وما أخبرتُ بها أحداً إلى هذه الغاية، أما سمعتَ قول العبد الصالح: (إنما أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى اللهّ) [يوسف: 86]، فاجعلْه مَشْكاك ومَفْزَعك عند كل نائبة تَنُوبك، فإنه أكرمُ مَسْئول، وأقربُ مدعوٍّ إليك".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، يا طوبى للمستغفرين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إنعامه والشكر له على تفضله وامتنانه، ولا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحابته وإخوانه.

إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا إليه وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.

المصيبة التي وقعت بالمسلمين مصيبة كبيرة، الدم الذي ينزف في صنعاء اليمن هو دم مسلم، النفس التي تتفلت في تعز وفي صنعاء هي نفس مسلمة، الأنفس التي تُزهق في ليبيا وفي مصراته نفوس مؤمنة، الأرواح التي تذهب والأطفال الذين يعذبون في سوريا نفوس مسلمة، مصائب جمة، تكسرت فيها النصال على النصال..

ولو كان سهما واحدا لاتقيته *** لكنه سهم وثان وثالث

إذًا رددوا إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.

"المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم"، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".

لا يطيب طعام ولا يهنأ لنا شراب، ولا يلذ نوم وإخواننا يستيقظون وينامون ويغفون على وقع الرصاص، وعلى دوي القنابل والمدافع، والمحزن المبكي أن القاتل مسلم والمقتول مسلم؛ إذاً نحن في خسران مبين على كل الصُّعُد: القاتل والمقتول منا. إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.

وما عسى محدثكم وما عساكم أن تصنعوا إلا أن نشكو بثنا وحزننا إلى الله، إلا أن نفزع إليه سبحانه وتعالى فهو أكرم مسئول وأقرب مدعو ومرتجى.

يا الله يا ذا الجلال والإكرام، يا الله يا ذا الجلال والإكرام والعظمة والسلطان يا أكرم الأكرمين يا رب العالمين اللهم أنت تسمع شكايتنا وتعلم حاجتنا لا إله إلا أنت لا رب لنا سواك فندعوه لا إله لنا غيرك فنرجوه، أنت أبر الأبرين وأنت أرحم الراحمين وأنت رب العالمين.

 اللهم هذه أمة حبيبك وخليلك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم إنهم عبادك الذين لا يركعون إلا لك ولا يسجدون إلا لك ولا يولون وجوهم إلا شطرك، اللهم عبادك في اليمن وفي الشام وفي ليبيا وفي فلسطين الذين ولوا أمورهم شطرك وعلقوا وجوهم بك وشهدوا بوحدانيتك ورضوا بك ربا وبنبيك رسولا وبالإسلام دينا وبالقرآن منهجا يا الله يا الله يا الله نسألك أن تعجل لهم بالفرج ..

اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا اللهم احقن دمائهم اللهم استر عوراتهم، اللهم آمن روعاتهم ..


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي