1/ الخلق مطبوعون على معرفة الله 2/ معنى الميثاق الذي أخذه الله على الناس 3/الميثاق حافز عظيم لدعوة غير المسلمين 4/من يتعذر بعدم هداية الله له نسي الميثاق 5/المكملون للميثاق هم الرسل والأنبياء 6/تذكرة بالمحافظة على الميثاق.
الحمد لله خلق فقدّر، وملك فدبّر، وشرع فيسّر، سبحانه ما أعظمَ شأنه، وما أقدمَ سلطانَه، وما أوسعَ حلمَه وغفرانه، أحمده -سبحانه- وأشكره، سبّحت له السموات وأملاكها، والنجوم وأفلاكها، والأرض وسكّانُها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيّدنا ونبينا محمّدًا عبد الله ورسوله، أشرق الكون بنور رسالته بعد ظلماتِه، وانتظم به شمل أهل الإيمان بعد شتاته، وربّك أعلم حيث يجعل رسالاتِه، صلى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى الطيّبين الطاهرين آله، والمكرَّمين المبجَّلين ، ومن تبعهم بإحسان من أهل محبّته وموالاتِه.
أمــا بــعــد:
عباد الله: إن الله خلق الخلق مطبوعين على معرفته، مؤمنين بربوبيته، مفطورين على محبته، قد غرست في قلوبهم الفطرة على التأله له، والسكينة به، والالتفات الفطري نحوه ذاته -جل جلاله وعز كماله-. يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف : 172].
تأملوا هذه الآية العظيمة، فإنها تدل على أن ذرية بني آدم بلا استثناء وهم في ظهور آبائهم كانوا مطبوعين على تأليه الخالق وحده وتوحيده بدون إشراك به، ولهذا قال: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) ولم يقل من آدم، وقال: (مِنْ ظُهُورِهِمْ) ولم يقل من ظهره، أي أنه ما من فرد من بني آدم إلا وهو مجبول على الإيمان بالله منذ أن كان في عالم الذر، حيث أشهد الله أبناء آدم كلهم على نفسه فشهدوا له بالوحدانية، واعترفوا له بالربوبية، وأقروا له بالاعتراف والفضل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التدين مغروس في نفس كل فرد، وفطرة الخير موجودة في كل شخص، فلم يبقَ على الواحد منا إلا أن يحرك هذه الفطرة، وينمي هذا التدين ويحركه بالاستجابة لأوامر الله جل وعلا والكف عن نواهيه وزواجره.
ومن هنا فإنه لا يوجد فرد من الناس إلا وهو مؤمن بتوحيد الربوبية، وقد كان المشركون عندما يسألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلقكم؟ فيقولون الله، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [الزخرف : 87]، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [العنكبوت : 61].
فهذا يعني أن الخلق مجبولون على معرفة الله، فهو شيء يجدونه في أنفسهم لا يستطيعون له دفعاً، وإذا أصابتهم ضراء دعوا الله ورفعوا إليه تلقائياً أكف الضراعة، (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) [الإسراء : 67]، فمن أين جاءهم هذا التوجه إلى الخالق؟ وكيف عرفوا أنه هو القادر وحده على رفع ما نزل بهم من ضر؟ إنها الفطرة المغروسة فيهم.
إن هذا يعطينا حافزاً كبيراً في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، لأن أصل الاستسلام لله موجود في دواخل نفوسهم، وإنما يتغير هذا الأصل بالبيئة التي تحيط بهم، فإذا وجدوا من يرجعهم إلى الأصل، ويدلهم على البداية، فإن كثيراً منهم بإذن الله سيعودون إلى الله، ويدخلون في دين الله زرافات ووحدانا، يقول النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ"، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) [الروم: 30] الآيَةَ... [ البخاري (1358) ، مسلم (2658) ].
فالمرء يولد مسلماً في الأصل، لكن هذا ليس معناه أنه يولد يعلم الصلاة والصيام وأمور الإسلام، فهذه أمور يتعلمها الإنسان فيما بعد، لأن الطفل يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئاً، كما قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا) [النحل : 78]، ولكن معناه أن الإنسان لو ترك بعيداً عن التأثيرات الخارجية لكان مسلماً واتجه إلى الله بفطرته وبراءته، ثم يأتي دور الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين في التعليم والإرشاد وإقامة الحجة التي تكمل الفطرة، فلابد من نور النبوة مع الفطرة السليمة، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى- (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [يونس : 19]، ويقول: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [البقرة : 213]. يقول ابن كثير -رحمه الله- عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) قَالَ: " كَانُوا عَلَى الْهُدَى جَمِيعًا، فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ مُنْذِرِينَ" [ تفسير ابن كثير (1/ 569 )].
أيها الناس: إن بعض الناس عندما يؤمر بأمر أو ينهى عن نهي يقول إن الله لم يهديني أو لم يأخذ على يدي، وينسى أنه قد شهد على نفسه أن الله ربه وخالقه، وقال لـه الله: ألست بربكم؟ فقالوا بلى. ثم يأتي اليوم هذا الإنسان المسكين فيتنكر لهذا الاعتراف الذي اعترف به على نفسه، وينسى هذا الإقرار الذي أقر به منذ القدم، ويحسب أن له عذراً أو حجة ستنفعه أو تغني عنه، ولم يعلم أنه لا حجة له بعد هذا الإشهاد، ولا عذر له بعد هذا الإقرار، ولهذا كرر الله دائماً وفي آيات كثيرة قوله: (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [الزخرف : 87]، أي فكيف يصرفون عن التوحيد بعد هذا الإقرار والاعتراف منهم أن الله ربهم وخالقهم؟ كيف ينصرفون عن عبادة لله وحده وقد التزموا على أنفسهم منذ العهد القديم الذي أخذه الله على بني الإنسان أن يستقيموا ويعبدوا الله لا يشركوا به شيئاً؟.
ألم يرسخ الله في فطرهم البشرية ويغرس في طبائعهم الأصيلة، منذ خلقهم وصورهم وجعلهم في أحسن تقويم وأوجد فيهم العقل الواعي هذا الأصل، وينشئهم على هذه الفطرة التي فطر الناس جميعاً عليها، (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) [يس 60 : 61].
ولهذا فلا عجب أن يكون المقصود الأعظم من بعثة النبيين، وإرسال المرسلين، وإنزال الكتب المقدسة، هو تذكير الناس بهذا الميثاق القديم، والعهد الأول، الذي قال عنه النَّبِيُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِي عَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا " قَالَ: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف: 173] [أحمد (2455) ].
إن أول ما يتبادر للذهن من مفهوم لهذا الحديث الشريف هو أن في صلب أبي البشر -آدم عليه السلام- أصول ذراريه جميعا، وأن الله -تبارك اسمه وتعالت عظمته- قد استخرجهم وأخذ عليهم ميثاق التوحيد الذي أودعه في فطرهم، ونحن لا نتصور مقدار الصغر الذي كانت عليه هذه الأصول يومذاك، ولكننا لا نستغرب الخبر بعد أن كشف العلم الحديث بعض صفات الذرة التي تنطوي على ما لا يتصور من الطاقة، واكتشفوا أن أربعين مليون ذرة لو رتبت في خط مستقيم لم تتجاوز مقياس البوصة الواحدة، فسبحانك ربنا ما أعظمك، وسبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وقد التزمنا لك بذلك!. (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف : 172].
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان غفاراً.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
أيها المسلمون: إن التدين أمر فطره الله في الإنسان منذ أول وهلة، وهو باق فينا ما شاء الله لنا أن نبقى على هذه الأرض، ومستمر في أنسالنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فالإنسان يولد على الفطرة الكاملة السليمة، التي لا تشوبها شائبة ولا يكدر صفوها كدر، ولا يؤثر على جبلتها شيء، حتى إذا نشأ وكبر تأثر بأبويه أو بمجتمعه أو ببيئته، فيجب على الإنسان المسلم اللبيب أن يكون عاقلاً لا يتأثر بالمحيطات الداخلية، ولا تؤثر فيه المؤثرات الخارجية، ولا تعمل فيه العوامل المحيطة به عملاً فيه مضرة له، وليكن سماعاً لصوت الحق والفطرة والتوحيد، بعيداً عن الأصوات النشاز وأصوات الهوى والشرك والتنديد.
ابحث دائماً عن الحق، وتمسك به إذا عرفته، واستعن بالله في ذلك، فإن الله -جل جلاله- إذا علم صدقك وتجردك في البحث عن الحق والتعرف عليه فإنه سيهدي قلبك، وينور بصيرتك، ويعيدك إلى فطرتك الأصيلة التي فطرك عليها، وهي فطرة الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم بقوله: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف : 172].
فالقلوب مفطورة على حب إلهها وفاطرها وتأليهه، فصرف ذلك التأله والمحبة إلى غير الله يعد تغييراً للفطرة، وحينما تغيرت فطر الناس بعث الله الرسل لإصلاح فطرهم وردها إلى حالتها الأولى التي خلقت عليها، فمن استجاب لداعي الهدى والخير فقد رجع إلى أصل الفطرة، ومن لم يستجب لهذا الداعي واستمر على تغيير الفطرة وفسادها فإنه قد ناقض فطرته وتنكر لها، وخالف عقد العبودية الذي وقعه على نفسه، كما قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 165].
وقد روى مسلم في صحيحه عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: "أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ... " [ مسلم (2865) ]. فمن هنا نعلم أن كل عبادة لغير الله، سواء ظهرت في صورة عبادة حجر، أو شجر، أو مدر، أو قبر أو هوى، فإنما هي في الحقيقة من إيحاءات الشيطان وتزيينه ووسوسته لبني الإنسان، ومما يخالف الفطرة بشكل مباشر، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) [يس : 62].
فالله الله في الاستقامة على الفطرة والتمسك بالتوحيد، فإن هذا هو الميثاق الذي بيننا وبين الله، ليس بيننا وبينه غير هذا الميثاق، ولن يكون الجزاء والحساب إلا على أساس هذا الميثاق العظيم، فمن تمسك به فاز ونجا، ومن ضل عنه فقد خسر خسرانا مبيناً، ولن ينفعه غير هذا الميثاق شيء، فلا أحد بينه وبين الله حسب ولا جاه ولا نسب، ليس بين الله وبين خلقه إلا هذا الميثاق، ميثاق الهدى والتوحيد فتمسكوا به.
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل كريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي