معشر المؤمنين: منذ احتلال العراق اتّجهت إيران الصفويّة إلى الاستحواذ على الملف الأمني في العراق، والاستفراد به، وبجميع الطرق والأساليب؛ من خلال ميليشيات أحزابها المدعومة بكل ما تحتاجه لتهيمن على البلاد والعباد. وقد تم ذلك -معشر المؤمنين-: بتصدّرِها للموقف الأمني والهيمنة على المؤسسات الأمنية، والشارع عموما ب...
بسم الله وحده لا شريك له، وأصلّي وأسلّمُ على نبيّنا محمدٍ بن عبدِ اللهِ رسولِ اللهِ وعبده، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أنصارِ الحقّ وجُنْدِه، وارضَ اللهمَّ عن المؤمنين بعهده المصدقين لوعده، وعلى أئمة الهدى ونجوم الاقتداء، الذين طالما ساوَرَهُم الباطِلُ بسلطانه وكيده، وكاثَرَهُم بجُمُوعِهِ وحشدِه، ودَمْدَمَ عليهم بهَزِيمِهِ ورعْدِه، فما وهنوا عند إرخائه، وما استكانوا عند شدّه، وما انخدعوا لهزله ولا لعبوا عند جدّه! وعلى عباد الله الصالحين المصلحين الذين وقفوا عند شرعه وَحَدّه، وأخلصوا عملهم لله بيقين القلب وعقده، وابتلاهم الله بالشرّ والخير فتنة؛ فقالوا كلّ من عنده! ووفقهم لفهم حقائق الأشياء فما التبست عليهم المعاني، ولا سمّوا الشيء باسم ضدّه!.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين وصحبِه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
ثم أما بعد:
معشر المؤمنين: منذ احتلال العراق اتّجهت إيران الصفويّة إلى الاستحواذ على الملف الأمني في العراق، والاستفراد به، وبجميع الطرق والأساليب؛ من خلال ميليشيات أحزابها المدعومة بكل ما تحتاجه لتهيمن على البلاد والعباد.
وقد تم ذلك -معشر المؤمنين-: بتصدّرِها للموقف الأمني والهيمنة على المؤسسات الأمنية، والشارع عموما بالقتل والتهديد والتهجير، واغتصاب ونهب أملاك وأموال الدولة، بل حتى الأموال الخاصة لأهل السنة وممتلكاتهم كالمساجد والأراضي والأموال!.
وأيضًا عن طريق زج هذه الميليشيات في أجهزة الدولة الأمنية؛ كوزارة الداخلية، والدفاع والأمن، والمخابرات والحمايات الخاصة، وغيرها، وبشكل قانوني ودستوري.
مستغلين بذلك هيمنتهم على القرار، وغفلة أهل السنة عن ما يجري ويخطط له القوم!.
هذا -معشر المؤمنين-: وإنّ المؤسسة العسكريّة في العراق، فقدت صورة الجيش النظامي والمؤسسة الأمنية الوطنية التي يحكمها، ويسيّرها القانون، وصارت يسيطر عليها وعلى القرار فيها الولاءُ لإيران الصفويّة، عبر ميليشيّات رافضيّة خبيثة متطرّفة، في الظاهر تقاتل الأمريكان، ولكنّها في الحقيقة وواقع الأمر هي التي تتولّى تنفيذ مخططات إيران، وتصفية أهل السنّة وتهجيرهم وممارسة أبشع صنوف الظلم والتخريب والعدوان!.
وإليكم -معشر المؤمنين-: أبرز هذه المليشيات التي تسيطر الآن بشكل كامل على المؤسسة العسكرية:
1- فيلق بدر:
تأسس في طهران عام 1981، من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يسمى في ذلك الوقت: "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" على يد رجل الدين الشيعي: باقر الحكيم الذي اغتيل في تصفية حسابات رافضيّة العام 2003 بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للبلاد.
كان الفيلق يتلقى الدعم والتدريب من إيران، ويشن عمليات عسكرية ضد النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين، يترأس فيلق بدر حالياً، وزير النقل في حكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها، هادي العامري، ويتألف من نحو 12 ألف مقاتل، غالبيتهم انخرطوا في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية، ويتولون مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات.
العامري الذي يقود فيلق بدر منذ عام 2002 انشق عن المجلس الإسلامي الأعلى بعد انتخابات 2010، ويقود العمليات العسكرية حاليا في محافظة ديالى السنيّة، وهي مسقط رأس العامري.
فيلق بدر -معشر المؤمنين-: هو المسؤول عن تصفية واغتيال كثير من الكوادر العراقية، ولا سيما ضباط القوات الجوية والطيارين والعلماء والأساتذة والأئمّة والخطباء، وكذلك أعضاء حزب البعث.
2- جيش المهدي سابقاً وسرايا السلام حاليا:
هو الجناح المسلح للتيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وتأسس في سبتمبر/أيلول عام 2003 لقتال القوات الأمريكية في العراق.
وتشير التقديرات إلى أن عدد أفراده يصل إلى نحو 60 ألفا.
إبان حكومة إياد علاوي عام 2004، خمدت نشاطاته ليعود في العام 2006 عقب أحداث تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء بمحافظة صلاح الدين، وتورطت مجموعات منه بعمليات اغتيال واختطاف على الهوية من ضمن ما يُعرف بـ"فرق الموت" طالت الكثير من العراقيين السنّة.
وكانت ميليشيا جيش المهدي تنشط في جنوب العراق وبغداد ومحافظة ديالى، وهي أكثر الميليشيات قوة على الأرض، ومجهزة بالسلاح الخفيف والمتوسط، قبل أن يفاجئ الصدر الجميع بإمكانات عسكرية غير متوقعة باسم "سرايا السلام" في استعراض عسكري ببغداد حمل مقاتلوه أسلحة ثقيلة، وصواريخ "مقتدى واحد" يعتقد أنه تلقاها من إيران التي تدعم غالبية الفصائل الشيعية المسلحة!.
ويزعم الصدر أن "سرايا السلام" ستتولى مهمة حماية المراقد المقدسة!.
إلا أن التقارير دلّت على خوض مقاتلي "سرايا السلام" معارك متعدّدة.
3- عصائب أهل الحق:
تشكلت بشكل رسمي بعد انشقاق القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي، ولحق به آلاف المقاتلين في عام 2007.
وأكّدت التقارير سيطرة إيران الصفوية على هذه الميليشيا، وهي تعمل تحت رعاية الجنرال قاسم سليماني -قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني-!.
وتمتاز بنوعية التسليح العالي والإمكانات المادية المتفوقة بدعم إيراني مطلق.
ويبلغ عدد أفراد هذه الميليشيا نحو 10 آلاف مقاتل.
ويشارك الآلاف منهم في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد قوات المعارضة!.
لكن يعود ظهور عصائب أهل الحق إلى عام 2004 كأحد الفصائل التابعة لجيش المهدي تحت اسم: "المجاميع الخاصة".
وتولى قيادة المجموعة منذ تأسيسها قيس الخزعلي أحد المقربين لمقتدى الصدر مع عبد الهادي الدراجي وأكرم الكعبي.
وقد اتهم مقتدى الصدر العصائب في كلمة له عام 2007 بـ"ارتكاب جرائم طائفية وطالب إيران بوقف التمويل عنها!".
وكان الخزعلي اعتقل في مارس 2007 على خلفية اختطاف وقتل خمسة أمريكيين بمدينة كربلاء "جنوب" في يناير/كانون الثاني من ذلك العام.
وأطلقت الحكومة العراقية سراح الخزعلي في عام 2010 في إطار صفقة مبادلة مع "العصائب" تمخضت عن الإفراج عن رهينة بريطاني!.
ويُعرف عن ميليشيا العصائب بأنها من أشد الفصائل الشيعية تشددا، وكانت ضالعة بصورة واسعة في الأعمال الهمجيّة في تصفية السُّنّة بين عامي 2006 و2007.
وتصدر فتاوى متطرفة ضد المذاهب والطوائف الأخرى، ويقال: بأنها تحرّم الزواج بين أتباع المذهب الشيعي مع باقي المذاهب، أو حتى الطعام المشترك مع هؤلاء!.
وكان المالكي قد اعتمد على مقاتلي عصائب أهل الحق منذ مطلع العام الحالي بشكل سري عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الفلوجة، وبلدات أخرى في محافظة الأنبار غربي البلاد.
وتحدثت تقارير عن قتالها إلى جانب قوات الأمن العراقية كما اتهمها السنة بارتكاب انتهاكات بحقهم، في ديالى ومناطق حزام بغداد، وإعدام العديد منهم دون محاكمة، ومهاجمة المساجد.
وعندما قاد تنظيم: "الدولة الإسلامية" الهجوم الكاسح في يونيو/ حزيران الماضي انتشر مقاتلو العصائب بصورة علنية في شوارع العاصمة بغداد، وينشطون حاليا في محافظة ديالى بالشرق، وفي مناطق حول سامراء بصلاح الدين وعلى المشارف الغربية والجنوبية لبغداد.
ووجه البعض أصابع الاتهام إليها في إعدام مواطنين سنة في مدينة بعقوبة مركز ديالى مؤخراً، وتعليق جثثهم بأعمدة الكهرباء لترهيب أهل السنّة.
وقيل: إن لديها قوائم بأسماء مواطنين سنّة يجري تصفيتهم بدعوى أنهم "مرتبطون بمتشدّدين من تنظيم الدولة الإسلامية!".
نسأل الله السلامة والعافية، ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضَى.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ إنه غفور رحيم.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلامُ على من لا نبيّ بعده، محمد وآله وصحبه والتابعين بإحسان.
معشر المؤمنين: ومن هذه الميليشيات الصفويّة الغاشمة:
4- جيش المختار:
وهو ميليشيا شيعية تابعة لحزب الله فرع العراق، يتزعمه رجل الدين "واثق البطاط" الذي يقول: إن تنظيمه امتداد لحزب الله اللبناني، ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة عما يرفع في لبنان.
وتشير التقديرات إلى أن ميليشيا جيش المختار تضم نحو 40 ألف مقاتل غالبيتهم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاماً، ومن الأحياء الفقيرة في بغداد وجنوب العراق، وتتلقى دعما مباشراً من إيران أيضاً.
ويرفع الحزب منذ تأسيسه في مطلع يونيو/حزيران 2010 شعارات تدعو لقتل أعضاء حزب البعث المحظور، ومن تصفهم بـ"النواصب والوهابيين" في إشارة إلى أهل السنة!.
ويجاهر البطاط بالولاء المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي، ويقول: إنه سيقاتل إلى جانب إيران إذا ما دخلت في حرب مع العراق على اعتبار أن خامنئي عنده من الناس "المعصومين عن الخطأ!".
وقد تبنى "جيش المختار" في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 قصفاً صاروخياً استهدف مخافر حدودية سعودية انطلاقاً من صحراء السماوة جنوب غربي العراق.
5- لواء أبو الفضل العباس:
وهو فصيل مسلح حديث التأسيس أعلن عنه من قبل المرجع الشيعي العراقي "قاسم الطائي" إبان اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في 2011 لمساعدة قوات النظام السوري!.
ويضم الفصيل، الذي يقوده علاء الكعبي مقاتلين عراقيين ينتمي أغلبهم إلى عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي والتيار الصدري، وهو يتلقى دعمًا مطلقًا من طهران ويعمل تحت إمرتها.
يعتبر اللواء من أوائل الفصائل الشيعة التي تدخلت عسكريا في سوريا، ووقفت بجانب النظام السوري من عام 2012 بدافع عقائدي، وهو الدفاع وحماية مرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب "حفيدة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم –" في العاصمة السورية دمشق!.
وهكذا -معشر المؤمنين-: ظهر للعيان الاستحواذ الرافضي على الملف الأمني في العراق، من خلال ميليشيات أحزابهم القادمة من إيران الصفوية، والمدعومة بكل ما تحتاجه لتهيمن على البلاد والعباد.
معشر المؤمنين: هذه حقيقة الرافضة الأنجاس، وهذا جزءٌ يسيرٌ جدًّا من هيمنتهم على الملف الأمني العسكري في العراق.
فنسأل المولى العلي القدير أن يحقّقَ يقظتنا قبل فوات الأوان.
فالمواجهة مع الصفويين في العراق معركة وجودٍ لا معركة حدود، وإذا تحققت غفلتنا، وانتصر الصفويون فيها -والعياذُ بالله-؛ فلن يجد المتفرجون مِنَّا وقتاً يكفيهم حتى للنّدم والبكاء!.
يشهدُ اللهُ أنّا قد بلّغنا!.
اللهم حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، واهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى، يا قوي يا متين برحمتك نستغيث فأغثنا.
وصل اللهم وبارك على نبيّك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وسلِّم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي